الحياة مكلفة بميامي فانتقلت إلى كولومبيا.. هل ندمت على هذه الخطوة؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قطنت جولي بالزانو ميامي قرابة ثلاثة عقود، حيث بنت حياة أحبتها. لكنها تعاني حتى تواكب ارتفاع تكاليف المعيشة في "المدينة السحرية"، التي صنّفها مؤشر نمط الحياة السنوي الذي يصدره البنك السويسري الخاص جوليوس باير أخيرًا، بأنها عاشر أغلى مدينة في العالم.
ولم تتمكن بالزانو بعد بيع منزلها عام 2021 بهدف تقليص حجمه، من العثور على أي شيء ضمن النطاق السعر الذي حدّدته، فقرّرت استئجار منزل مستقل لمدة عام من أجل "السماح للسوق بالاستقرار" و"الشراء مجددًا".
غير أنّ السيّدة البالغة من العمر 60 عامًا، والمطلقة ولديها طفلين بالغين، أدركت مع مرور الوقت، أن هذا لن يحدث في وقت قريب، وأنّ عليها وضع خطة مختلفة لمستقبلها.
"المعاش لم يعد يكفي" قبل الانتقال إلى كولومبيا، قلّصت بالزانو كل ممتلكاتها إلى صندوقين وحقيبتي سفر.Credit: Julie Balzanoوقالت بالزانو لـCNN: "كانت أسعار العقارات ترتفع باضطراد ولم يكن دخلي يواكب ذلك، حتى أنه كان لا يكفيني وعلى نحو مستمر".
ومع "الارتفاع المستمر" في إيجار المنزل، صمّمت بالزانو على خفض تكاليف المعيشة حتى تتمكن من التقاعد، أو على الأقل التفكير بالتقاعد، في المستقبل غير البعيد.
ودأبت بالزانو على زيارة كولومبيا بانتظام منذ حوالي ثماني سنوات أثناء عملها في جمعية تجارية، وقد انتقلت إحدى صديقاتها إلى هذه الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.
وفيما كانت تدرس خياراتها، بدأت تفكر بإمكانية القيام بذلك بنفسها.
وعندما عرضت عليها صديقتها منزلها بمدينة ميديلين لمنحها بعض الوقت كي تجد طريقها، اتخذت قرارها.
وأمضت الأشهر الثلاثة المتبقية من إيجارها في "التخفّف" من جميع ممتلكاتها، وبيع بعضها وإهداء أخرى، والتبرع بالبعض الآخر، ووضعت 14 صندوقًا في مخزن للحفظ، وبقي لها حقيبتان وصندوقان من الأغراض الشخصية.
وقد شجعها ابنها وابنتها، في العشرينيات من العمر، على اتخاذ هذه الخطوة.
تجربة سوريالية استقلت طائرة من ميامي كي تبدأ فصلًا جديدًا من حياتها في أعسطس/ آب، بعد ثلاثة أشهر فقط على اتخاذ قرارها بالقيام بهذه النقلة. Credit: Julie Balzanoفي 2 أغسطس/ آب، كانت بالزانو على متن رحلة الطيران المتجهة من ميامي إلى ميديلين لبدء مرحلة جديدة من حياتها.
فبعد أن كانت امرأة متزوجة ولديها منزل، وربت أطفالها، واهتمت بوالديها في نهاية حياتهم، قالت لـCNN: "وجدت نفسي في هذه المرحلة من حياتي غير مسؤولي سوى عن نفسي، إنها لتجربة سريالية للغاية، ومحررة، ومخيفة في آن."
دخلت بتأشيرة سياحية مدتها 90 يومًا. لكن بالزانو التي تعمل في مجال التسويق وتطوير الأعمال، قررت التقدم بطلب للحصول على تأشيرة البدو الرقمية التي تحتاج إلى تجديدها بعد عام، والاستعانة بمحامي لإرشادها خلال عملية التقديم.
وفي الأشهر التي تلت ذلك، وجدت بالزانو التي تتقن اللغة الإسبانية، مكانها الخاص، وأطلقت مشروعًا جديدًا، وأنشأت مجموعة على فيسبوك للمغتربين في ميديلين، تضم حاليًا مئات الأعضاء.
وأكدت أنّ نوعية حياتها اختلفت جدًّا، مشيرة إلى أنها تقضي الكثير من الوقت في المشي، ما انعكس إيجابًا على صحتها.
وعلّقت: "الطقس مذهل". "إنها حقًا مدينة الربيع الأبدي."
بعد وقت قصير من وصولها إلى ميديلين، بدأت بالزانو بمراجعة خيارات التأشيرة الأخرى المتاحة التي من شأنها أن تسمح لها بالبقاء لفترة أطول، وأدركت أن تأشيرة الاستثمار، هي الخيار الأفضل لها، وعليها بالتالي كي تصبح مؤهلة لها، إمّا الإقدام على استثمار أجنبي مباشر أو الاستثمار عقاري، والحد الأدنى للأخير يعادل 350 ضعف الحد الأدنى الرسمي للأجور الشهرية الكولومبية.
"الحي الأروع" في الآونة الأخيرة، اشترت بالزانو شقة في لوريليس، ميديلين، التي أدرجت بين أروع أحياء العالم، بحسب "تايم أوت".Credit: JACK GUEZ/AFP via Getty Imagesأوضحت بالزانو أنّ "فرصتي كانت محدودة. فبدأت في البحث عن شقة".
ووجدت بعد فترة على شقة مكونة من ثلاث غرف نوم في لوريليس، ميديلين، الحب الذي تصدر قائمة الناشر العالمي تايم آوت لـ"أروع أحياء" العالم أخيرًا.
وقدمت بالزانو عرضًا لشراء الشقة "الجديدة تمامًا" في أكتوبر/ تشرين الأول ورسا عليها الشراء في أوائل نوفمبر/ تشرين الثاني. وهي حاليًا بصدد التقدم بطلب للحصول على تأشيرة الاستثمار.
وفيما اختارت عدم الكشف عن المبلغ الذي دفعته مقابل منزلها الجديد، تؤكد بالزانو أنها "لا تستطيع أبدًا تحمل تكلفة شقة مماثلة" في حي شبيه بميامي.
على الصعيد الاجتماعي، تشهد حياة بالزانو نشاطًا أكبر في كولومبيا، ومردّ ذلك جزئيًا إلى المناخ، لكن أيضًا لأنها لا تضطر إلى التفكير كثيرًا بالمال.
وبما أنّ الثقافة الكولومبية "تتمحور حول الأسرة"، تعمدت بالزانو توجيه مجموعتها للمغتربين على فيسبوك إلى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا حتى تتمكن من مقابلة نساء أكبر سناً وعازبات و/أو أولئك اللواتي يفهمن أكثر "الاستقلال الذي يترافق مع كونهنّ عازبات في هذا العمر."
وسهّل إتقان بالزانو اللغة الاسبانية التي تعلمتها خلال تطوعها في وكالة فيلق السلام المستقلة والتابعة للحكومة الأمريكية، التواصل مع السكان المحليين. واعترفت بـ"أنّها تحدث فرقًا لأن الإنجليزية غير معتمدة على نطاق واسع هنا. وثمة الكثير من المغتربين هنا الذين لا يتحدثون الإسبانية/ وهم في طور التعلم، لذا ما برحت خبرتهم هنا محدودة".
"الثقافة اللطيفة" تقول بالزانو إنها أكثر سعادة في كولومبيا وتتمتع بنوعية حياة أفضل بكثير.Credit: Julie Balzanoوتمكنت بالزانو من تكوين شبكة قوية من الأصدقاء تتألّف من مغتربين وسكان محليين، الأمر الذي يشعرها بالسلام. ولفتت إلى أنّ "الناس هنا ودودون للغاية وجذابون وأصيلون. إنها ثقافة لطيفة للغاية". وتابعت: ""إنها حياة أقل عدوانية من ميامي العدوانية للغاية."
كما أثنت على نظام الرعاية الصحية "المذهل" في كولومبياـ الذي صنّفته منظمة الصحة العالمية في المرتبة 22 في إطار تحليل شمل 191 دولة، والذي استخدمته بالفعل خلال زياراتها السابقة.
وأشارت إلى أنها تعتقد "أن ثمة فكرة خاطئة لدى الكثير من الأميركيين قوامها أنّ الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأفضل في العالم. وأنا لا أخالف هذا الرأي".
فقد دفعت بالزانو تكاليف الرعاية الصحية "التي يمكنها التحكم بواسطتها" في البلاد، الأمر الذي دفعها إلى إطلاق شركتها الاستشارية الخاصة، Global Connect Marketing Services، في يونيو/حزيران، محققة بذلك حلمًا راودها منذ سنوات عديدة.
وأوضحت أنها لم تتمكّن "من القيام بذلك في الولايات المتحدة بسبب وضع الرعاية الصحية. فالحصول على تأمين صحي عندما تعمل بمفردك مكلف للغاية."
السلامة والأمن
تعترف بالزانو أن موضوع السلامة غالباً ما يُطرح عندما تُسأل عن حياتها في ميديلين التي كانت تعتبر ذات يوم، أخطر مدينة في العالم.
لكن في حين ارتبطت كولومبيا منذ فترة طويلة بالمخدرات والعصابات، سجل معدل جرائم القتل في البلاد تراجعًا بنسبة 82% بين عامي 1993 و2018، وانخفضت معدلات الجريمة في ميديلين بشكل كبير على مر السنين.
ورغم اعتراف بالزانو بأن الجريمة لا تزال تمثل مشكلة، إلا أنها تشعر أن هذا يمكن مقارنته "بأي مدينة كبيرة في الولايات المتحدة". وأضافت: "هناك جرائم في معظم الأماكن".
وكيف تصف كولومبيا؟ "إنها دافئة، وجذابة، وحيوية. إنها مكان جميل. لقد دفع الناس هنا ثمن الحياة التي يعيشونها راهنًا".
وتنصح بالزانو أي شخص يفكر بالانتقال إلى كولومبيا، إجراء الكثير من الأبحاث مسبقًا، وأن يأتي مدركًا ما ينتظره. هذه ليست أوروبا. إنها أمريكا اللاتينية. وأميركا اللاتينية أكثر حزناً مما ستكون عليه الحياة في إسبانيا".
لا ندم
في حين تؤكد بالزانو أنها لا تزال تتأقلم مع حياتها الجديدة، وأن كل شيء لم يكن سلسًا، إلا أنها "لا تشعر بأي ندم" وتحرص دومًا على التركيز على إيجابيات التجربة.
وأوضحت: "اتخذت قرار المجيء إلى هنا بقناعة، لذا اخترت أن أواصل التركيز على كل الإيجابيات التي تفوق السلبيات هنا. وطالما الحال كذلك، أعتقد أن هذا المكان مناسب لي."
أمريكاكولومبيارحلاتعقاراتنشر الأحد، 12 نوفمبر / تشرين الثاني 2023تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتكوبونز CNN بالعربيةCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: رحلات عقارات الرعایة الصحیة الکثیر من
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يستقبل قرينة رئيس جمهورية كولومبيا
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأحد، بمشيخة الأزهر، السيدة فيرونيكا ألكوسير جارسيا، قرينة رئيس جمهورية كولومبيا.
وكيل الأزهر: رؤيةِ مصر 2030 تعكس حرص الدولة على توفير حياة كريمة للمواطنين رئيس جامعة الأزهر يشيد بمحاضرة الكاتب بهجت العبيدي في النمساورحَّب الإمام الأكبر بالسيدة فيرونيكا في رحاب الأزهر، مؤكدًا تقديره لجمهورية كولومبيا، كما طلب منها إبلاغ تحياته للرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، وتقديره لموقف سيادته في تأكيده ضرورة احترام قرار المحكمة الجنائية الدولية بتنفيذ مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بشأن مجرمي حرب الكيان المحتل، ومطالبته المستمرة لوقف الإبادة الجماعية والمجازر التي ترتكب في غزة.
وأشار الإمام الأكبر إلى أن الأزهر يقوم على نشر رسالة الإسلام الممثلة في نشر السلام بين الجميع؛ حيث جعل الإسلام التعارف والتلاقي والتراحم أساسًا للعلاقات الإنسانية بين البشر على اختلاف عقائدهم وأجناسهم وألوانهم، مبينًا أن الله -جلَّ وعلا- لو أراد الله لجعل الناس جميعًا متشابهين، ولكنه أراد أن يجعل الاختلاف سنة كونية، وجعل روابط الأخوة الإنسانية هي الحاكمة في العلاقات بين المؤمنين وبعضهم البعض، وبين المؤمنين وغير المؤمنين، وجعل لهذه الأخوة واجباتها وفرائضها التي تعلي من قيمة الإنسان حتى في حالة الحرب، موضحًا أن الحرب في الإسلام لم تشرع إلا لرد العدوان، وأنَّ ما نراه من حروب عرفت تاريخيًّا بالحروب الدينية لم تكن بدوافع دينية بقدر كونها مدفوعة بأيديولوجيات سياسية حاولت اختطاف الدين واستغلاله، كما يحدث الآن في غزة من قتل وإبادة وممارسة أبشع الجرائم تحت غطاء نصوص دينية توراتية يتم تفسيرها بشكل مشوَّه وخاطئ لتبرير أهداف سياسية لاغتصاب الأرض واستيلاء على حقوق الفلسطينيين.
وأشار الإمام الأكبر إلى أن الأزهر اتخذ خطوات جادة لنشر ثقافة السلام والأخوة داخل مصر وخارجها؛ حيث بادر الأزهر بإنشاء بيت العائلة المصرية مع الكنائس المصرية، لتعزيز روابط الأخوة والتعايش بين المصريين؛ مسلمين ومسيحيين، وانطلق من هذه المبادرة إلى الانفتاح على المؤسسات الدينية والثقافية حول العالم، وبذلنا جهودًا كبيرة في بناء جسور التواصل مع المؤسسات في الغرب، وتُوِّجت هذه الجهود بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية في أبوظبي مع أخي العزيز البابا فرنسيس، التي استغرق العمل عليها عامًا كاملًا قبل توقيعها، كما اعتمدت الأمم المتحدة ذكرى توقيعها في الرابع من فبراير يومًا عالميًّا للأخوة الإنسانية.
وأكَّد شيخ الأزهر أنَّ السبب الرئيسي فيما يعانيه إنسان اليوم، هو سياسة الجسد المعزول تمامًا عن الروح والوجدان، وهذا التوجه العالمي الذي يحاول إقصاء الدين وتغييبه وتسييسه لتحقيق رغبات مادية، وفي مقدمتها تبرير صناعة الأسلحة والمتفجرات رغم ما تسببت فيما نراه من حروب وصراعات.
من جهتها، أعربت السيدة فيرونيكا عن امتنانها للقاء شيخ الأزهر، ومتابعتها لجهود فضيلته في إقرار السلام العالمي، مؤكدة ثقتها في قدرة القادة الدينيين على إحلال السلام ونشره من خلال الحوار والتقارب، كما أشارت إلى اتفاقها مع رؤية فضيلته حول خطورة صناعة الأسلحة، وأنها السبب الرئيسي في المأساة التي تحدث في العالم، مشيرة إلى أمنيتها بوقف هذه الصناعة من أجل القضاء على الفقر والصراع والكراهية والحروب، كما أكدت أنه علينا أن ننظر إلى العالم برؤية مختلفة عن السياسيين لاستبدال الكراهية بالمحبة والحروب بالسلام، وعبَّرت عن أهمية الوثيقة التاريخية للأخوة الإنسانية وحاجة العالم إلى هذا الأنموذج في التعاون بين رموز الأديان.