فاينانشيال تايمز: زعماء العالم يُكثفون من ضغطهم على إسرائيل لوقف قتل المدنيين في غزة

أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر صباح اليوم الأحد، بأن إسرائيل تواجه حاليًا ضغوطا متزايدة من حلفائها الغربيين لوضع حد لقتل المدنيين في قطاع غزة المُحاصر، حيث أجبر قصفها وهجومها البري معظم المستشفيات على الإغلاق ودفع النظام الصحي في القطاع إلى حافة الانهيار.

وأشارت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي قبل ساعات قليلة، إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حث إسرائيل أمس الأول الجمعة على وقف قتل الأطفال والنساء، ليصبح أول زعيم لدولة غربية كبيرة يدعو إلى وقف إطلاق النار بعد أكثر من شهر من القتال العنيف.

وقال ماكرون، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، : "لا يوجد سبب ولا شرعية لقصف وقتل المدنيين من الأطفال والسيدات وكبار السن، لذلك إننا نحث إسرائيل على التوقف فورًا".

وجاءت تصريحات ماكرون في أعقاب تحذير من أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي من أن عددا كبيرا جدا من الفلسطينيين قتلوا في غزة في الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل من هجماتها ضد المستشفيات في غزة وما حولها فيما قالت الأمم المتحدة "إن العديد من الفلسطينيين تعرضوا لضربات مباشرة يوم أمس الأول".

وسلطت الصحيفة البريطانية الضوء على القمة العربية الإسلامية التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض أمس السبت، حيث دعا الزعماء العرب والمسلمون إلى "كسر الحصار عن غزة" وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع "على الفور" في حين أعلنت السلطات الطبية في غزة أمس السبت أن مستشفى الشفاء في مدينة غزة، وهو أكبر مستشفى في القطاع، اضطر إلى تعليق عملياته بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولداته.

وقال أشرف القدرة المتحدث باسم الصحة في غزة، في حديثه من المستشفى أمس، "إن آخر مولد كهربائي في المستشفى توقف تماما".. مضيفا: "أن الحركة حول مجمع المستشفيات الكبير الذي وصفه بأنه محاصر بالدبابات الإسرائيلية لم تعد ممكنة بسبب الضربات الإسرائيلية".

ومن جهته.. قال مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة: إن 20 من أصل 36 مستشفى في غزة اضطرت إلى التوقف عن العمل نتيجة الصراع، وأنه بحلول ظهر أمس الأول طوقت القوات البرية الإسرائيلية 4 مستشفيات في منطقة النصر بمدينة غزة فيما قالت منظمة أطباء بلا حدود أمس إن المستشفيات تعرضت لقصف متواصل خلال الـ 24 ساعة الماضية.

وأدى القصف الإسرائيلي للقطاع الفقير إلى مقتل أكثر من 11100 شخص من بينهم أكثر من 4500 طفل وأكثر من 3000 امرأة وفقا لمسئولي الصحة الفلسطينيين، كما فرضت إسرائيل قيودا على إمدادات الوقود والكهرباء والغذاء والمياه إلى غزة التي يسكنها 2.3 مليون شخص مما تسبب في كارثة إنسانية في القطاع.

وتقول إسرائيل، حسبما نقلت الصحيفة، إنها تعمل ضد المستشفيات لأن حماس تستخدمها كقواعد في حين نفت الحركة الإسلامية التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، ذلك.

وقال روبرت مارديني المدير العام للصليب الأحمر، في تصريح خاص للصحيفة: إن المنظمة "شعرت بالصدمة والفزع" من الصور والتقارير الواردة من مستشفى الشفاء فيما أعلنت مي الكيلة وزيرة الصحة في غزة إن 39 طفلا رضيعا معرضون لخطر الموت في مستشفى الشفاء بسبب نقص الكهرباء والأكسجين والأدوية.

ومن ناحيته.. قال محمد أبوسلمية مدير المستشفى: "إننا مازلنا نستقبل الجرحى لكن لا يمكننا إجراء العمليات لهم لأن جميع غرف العمليات مغلقة تماما، فضلًا عن انقطاع الكهرباء".. مضيفا أن ما بين 500 و600 مريض محاصرون في المستشفى بالإضافة إلى 800 موظف ونحو 15 ألف نازح فيما قال مسئولو الصحة إن طفلين رضيعين توفيا بسبب انقطاع التيار الكهربائي في المستشفى.

المصدر: الأسبوع