من الواضح أن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله أراد حسم الجدل حول موقف حزبه من الحرب الحاصلة في غزة، اذ لم يتراجع عن السياق العام للخطاب الأول الذي جذب الكثير من الانتقادات، بل أصر على الحفاظ بشكل لا يقبل الشك على مستوى معين من التصعيد لن يتغير الا في حال حصول امرين، الاول تبدل التوازنات في غزة والثاني تفلّت الجيش الاسرائيلي في لبنان وتجاه المدنيين.
يراعي نصرالله مجموعة كبيرة من الاعتبارات، اولها الاعتبارات المرتبطة بواقع محور المقاومة، اي انه لن ينجر الى اي تصعيد لم يكن مخططا له، بل يريد الحفاظ على مسار الخطة الكاملة ما دام قادرا على الحفاظ عليها، وهذا ما سيؤدي حتما الى التعامل الهادئ مع التطورات ودراسة كل الاحتمالات وعدم الخضوع للرأي الشعبي وللضغوط الجماهيرية المحلية والعربية، وهذا ما حسمه امين عام الحزب امس.
لكن نصرالله الذي كشف تصاعد حركة حزبه العسكرية جنوب لبنان، اوحى أنه بدأ يعمل بشكل واضح من الداخل السوري ولعل استهداف تل ابيب لعناصر الحزب في سوريا كان دليلا واضحا على الدور الذي يلعبه من هناك، وهذا بحد ذاته رفع لمستوى التصعيد، وفتح جبهة جديدة كان من الممكن ألا تفتح بسبب عدم قدرة دمشق على العمل بشكل مباشر ضد اسرائيل في المرحلة الحالية.
وتعتبر مصادر مطلعة أن ترك نصرالله جزءا من سياسة الغموض على الطاولة، من خلال التأكيد ان التصعيد لن يعلن عنه بنفسه بل ان الميدان سيتكلم عند الحاجة، يهدف الى ترك الجيش الاسرائيلي في حالة استنفار كامل في شمال فلسطين المحتلة. فالحزب ليس معنياً في اعطاء اي ضمانات او إيحاءات بأنه لن يذهب الى تصعيد ميداني مهما حدث، لكنه في الوقت نفسه يحاول منع نتنياهو من الاستفادة من الحشد الدولي العسكري والسياسي لفتح جبهات جديدة.
وتشير المصادر الى ان كلام نصرالله يؤكد أن وضع المقاومة الفلسطينية لا يزال جيدا، وان التقدم البري الاسرائيلي ليس دليلا على تحقيق الاهداف المرسومة، اذ ان احدى الثوابت التي وضعها الحزب امامه ويعمل تحت سقفها هي عدم هزيمة المقاومة الفلسطينية، وهذا له اعتبارات استراتيجية لا يمكن للحزب تحملها ولا حتى لايران، وعليه فإن عدم تدخل الحزب في الحرب يعني بشكل حاسم ان الهيكل التنظيمي والعسكري لحماس لا يزال بخير.
في الايام المقبلة قد يشهد الواقع الميداني تطورا كبيراً خصوصا ان المؤشرات توحي بأن "حزب الله" ادخل اسلحة نوعية على المعركة، وليس اكيدا ان الجيش الاسرائيلي يتحمل هذا التصعيد من دون ان يذهب الى مستوى أكبر من التصعيد، وعليه فإن التطورات المقبلة التي ستفرض نفسها في اليومين المقبلين ستكون حاسمة لجهة تحديد التطور الذي ستشهده الاشتباكات الحدودية.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ضمن خطوات التصعيد..أمريكا تعيد 11 من القاعدة الى اليمن
وافاد الجيش الأمريكي بانه نقل دفعة من قيادات التنظيم المحتجزة في سجن جوانتاناموا إلى سلطنة عمان تمهيدا لإعادتهم إلى اليمن.
وتضم الدفعة الجديدة نحو 11 قياديا من التنظيم.
وأوضح بيان الجيش الأمريكي بأنه يسعى لتقليص عدد المحتجزين في السجن سيئ الصيت إلى النصف في محاولة لتبرير عملية نقل العناصر الجديدة.
ومع أن القوات الامريكية سبق وان نقلت قيادات من التنظيم إلى اليمن الا ان الخطوة الجديدة تشير الى محاولتها إعادة انعاش التنظيم في اليمن ضمن خطط للتصعيد واستخدام التنظيم من جديد في الفوضى التي ترعاها واشنطن في اليمن.