يمانيون:
2025-03-20@08:02:05 GMT

من شعب اليمن إلى شعب فلسطين

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

من شعب اليمن إلى شعب فلسطين

هاشم أحمد شرف الدين

أخي العزيز شعب فلسطين العظيم

أمام عتبات الكلمات، أجد نفسي عاجزاً عن التعبير عن الألم العميق الذي تشعر به في قلبك نتيجة للخيانة والخذلان الذي تعرضت له من بعض شعوبٍ كنت تعتبرهم أخوتك.

لا يمكنني إدراك حجم الألم الذي تشعر به، فأنت قدّمت أكبر التضحيات من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية المسجد الأقصى المقدس نيابةً عن شعوب الأمة الجامدة بأكملها.

لو كان لتلك الشعوب إحساسٌ لكانت دماؤك التي تسيل من جسدك حمماً بركانية تذيب جمود عروبتها وجليد نخوتها فتتحرك وتجعلها نيرانا تتلظّى تحرق بها حكامها وأنظمتها المتواطئة مع العدو الإسرائيلي.

ولو كان لها شعورٌ لكانت دموعك التي تنهمي وتجري على وجهك أمطارا غزيرة تروي قلوب زعمائها الجافة فتنبت فيها الشهامة والمروءة والكرامة فتخوض المعركة معك.

كل تلك التضحيات الكبيرة التي تقدمها هي بغرض حماية دين المسلمين كل المسلمين، وهذا الجهاد الذي تؤديه هو بغرض الدفاع عن أرض العرب كل العرب، وهذا الصبر على القتل والتعذيب والحصار هو بغرض الحفاظ على أمان الشعوب العربية، ومع ذلك، فإنك الآن تجد نفسك وحيداً في مواجهة الخطر، بينما تتخلى غالبية الشعوب والأنظمة العربية والمسلمة عنك بلا رحمة !

إنك أخٌ عظيم يمتلك قلباً نبيلا وروحا شجاعة، ولهذا تواصل تقديم التضحيات الكبيرة دون أن تتنازل أو تستسلم، ترفض التهجير، وتخول دون تصفية القضية كما يفعل المنافقون الخونة.

كنت تعتقد أن الأخوة في الله والدين والعروبة رابطةً لا يمكن كسرها، وأنهم لن يتركوك بمفردك تواجه وحشية العدو الصهيوني الأمريكي والغربي، ولكن واقع الحال يصدمك ويعلّمك أن هناك شعوب عربية ومسلمة قد تقطع تلك الروابط القوية بطرق مؤلمة كما فعلت بعض تلك الشعوب التي فضّلت أن ترقص “الراب والدانس” على إيقاعات دوي القنابل والصواريخ المصبوبة عليك وأن ترقص وتتمايل على صرخات أطفالك وتأوهات نسائك وأنّات عجزتك، فتعيش مواسم الترفيه التي يرعاها زعماؤها الخونة الجبناء.

لقد زادت عظمتك حين لم تستجد نصرتك منهم، لأنك تدرك أن هذه المعركة لا ينال شرف خوضها سوى الأحرار الشجعان، وأن كرامتك لا يمنحها أمثالهم، فالقوة والشجاعة التي تمتلكها تجعلك مسنوداً بأحرار الأمة الصادقين في محور الجهاد والمقاومة، وتجعلك تستحق احترام وتقدير أحرار الشعوب في هذا العالم، بغض النظر عن ردة فعل أولئك المتخاذلين.

قد يكون الألم حاضراً الآن مع هذه الوحشية المفرطة التي تمارس ضدك وهذا الخذلان الموجع، لكن مع الصبر والثقة بالله سبحانه وتعالى، ستجد القوة الكافية لإحراز النصر والتحرر من آثار الخيانة والخذلان.

فلا تدع الألم يسيطر على حياتك ويحجب عنك الأمل. ابقَ قوياً واستمد القوة من إيمانك بالله سبحانه وتعالى وثقتك بوعوده. ولا تنس أن شعوبا وحركات أخرى يقدرون قيمتك ويفهمون التضحيات التي تقدمها، ويشاركونك حمل المسؤولية، ويبذلون ما في وسعهم لمساندتك والدفاع عنك، ويلتزمون بالوقوف إلى جانبك في هذا الوقت الصعب وفي كل الأوقات، ولا يقبلون أبداً بقطع روابطهم الدينية والعروبية معك، رغم التهديدات.

أخيراً، ها أنا – الشعب اليمني – أجدّد ما أكدته مبكرا على لسان قائدي السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأنك لست وحدك. أنا لا زلت معك وسابقى واقفاً بجانبك، وكذلك تقف شعوب دول وحركات محور الجهاد والمقاومة معك، فلا يأس ولا استسلام، ستبقى قوياً شامخاً، واعلم أن المعركة تحمل الكثير من المفاجآت والفرص لإلحاق الهزيمة بالعدو، فنصر الله وفرجه قد حانا بعد هذه الزلزلة الشديدة.

لك كل الحب وكل التقدير

مع خالص التضامن والوفاء

أخوك

الشعب اليمني

صنعاء – 27 ربيع آخر 1445هـ / 11 نوفمبر 2023م

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الإمبراطورية العُمانية.. تاريخ مُشرق

الإمبراطورية العُمانية امتدت عبر التاريخ من سواحل إفريقيا وحتى سواحل الهند، وهو ما يُؤكد قدرة الإنسان العُماني على التواصل الحضاري مع مختلف الشعوب وتكوين العلاقات التجارية والاجتماعية والسياسية؛ إذ إنَّ التاريخ يسجل العلاقات العُمانية بالدول المطلّة على سواحل إفريقيا والمناطق المجاورة لها وسواحل المحيط الهندي والخليج، وصولًا إلى الصين.

ولقد كان لعُمان دور بارز سياسيًا واقتصاديًا وحضاريًا عبر العصور، كما كان لها دور في نشر الحضارة الإسلامية والدين الإسلامي في أفريقيا، الأمر الذي جعل هذه الدول تتأثر بشكل كبير بالتراث العُماني.

ولقد استفادت عُمان من موقعها الجغرافي في نقطة تقاطع برية وبحرية لدول شرق أفريقيا والمحيط الهندي والخليج عبر التاريخ؛ وهو ما جعلها مركزًا اقتصاديًّا وسياسيًّا، ووطَّدَ الروابط التاريخية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحضارية والإنسانية مع الدول الأخرى والحضارات الأخرى، وتواصل عُمان هذا النهج عبر تعزيز العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة وإعلاء قيم التسامح والسلام.

إنَّ هذا الانتشار والتأثير الكبير للإمبراطورية العُمانية عبر التاريخ شرقًا وغربًا لم يكن انتشارًا أو تأثيرًا بالقوة؛ بل كان تأثيرًا نابعًا من منطلق التعامل الحسن وتوطين العلاقات مع الشعوب الأخرى، ونظيرًا لما شهدته هذه الشعوب من حُسن معاملة العُمانيين وخاصةً التُجّار والبحّارة الذين جابوا الكثير من الدول، وساهموا بشكل كبير في نشر الإسلام والثقافة الإسلامية.

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد يهنئ الشعوب المحتفلة بعيد «النيروز»
  • غزوة بدرٌ تتجدد ونصرُ اليمن يتوهج .. وهنا حيث تكون فلسطين أقرب
  • أعراض التهاب المرارة وتقليل خطر الإصابة بها
  • اليمن يقاسم غزة الألم والجراح وشرف المواجهة .. (استطلاع)
  • اليمن يقاسم غزة الألم والجراح وشرف المواجهة للعدو
  • تلبية لطلب دولة فلسطين : اليمن يترأس الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة
  • صفارات الإنذار تدوي في جنوب فلسطين بسبب صاروخ أطلق من اليمن
  • صفارات الإنذار تدوي في جنوب فلسطين المحتلة بسبب صاروخ أطلق من اليمن
  • الإمبراطورية العُمانية.. تاريخ مُشرق
  • موفق طريف الحفيد الذي خلف جده في زعامة دروز فلسطين