"إسرائيل ارتكبت جريمة حرب".

"موسى فقي محمد"، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي تعليقا على قصف المستشفى المعمداني في غزة.

في فبراير/شباط الماضي، وقبل ثمانية أشهر من عملية "طوفان الأقصى"، انطلق وفد إسرائيلي برئاسة "شارون بارلي"، نائبة مدير دائرة أفريقيا في الخارجية الإسرائيلية، إلى العاصمة الإثيوبية لحضور القمة الأفريقية.

وبينما رئيس الوزراء الفلسطيني "محمد اشتية" جالس بين رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "موسى فقي" والأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، فوجِئت "شارون" بضباط وحراس أمن يطلبون منها مغادرة القاعة على مرأى ومسمع الجميع، ليكون "اشتية" شاهدا على حادثة الطرد التي سعى إليها كلٌّ من الجزائر وجنوب أفريقيا اعتراضا على مشاركة الوفد الإسرائيلي. لم تكن تلك الضربة على شدتها أقسى ما واجهته دولة الاحتلال في القارة السمراء، فقبل نحو عام، قرر الاتحاد الأفريقي تعليق منح إسرائيل صفة "عضو مراقب"، بعدما فشلت الأخيرة في حشد الأصوات المطلوبة من الدول الأعضاء، رغم أنها تحتفظ بعلاقات رسمية مع 46 دولة عضوا في الاتحاد الأفريقي (1).

 

حين شنَّت المقاومة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجومها المفاجئ على دولة الاحتلال، ماجت معظم الدول الغربية غضبا، وتبنَّى إعلامها الرواية الإسرائيلية كاملة، بما في ذلك روايات زائفة مثل قطع رؤوس الأطفال التي ثبت كذبها. وفي مقابل الاصطفاف السياسي والإعلامي الغربي وراء إسرائيل وتسليحها دون شروط، وقفت أفريقيا على النقيض تماما، فمن بين كل الدول الأفريقية التي تمتلك علاقات مع تل أبيب، لم يدعم الاحتلال علنا سوى أربع دول: كينيا وزامبيا والكونغو وغانا. ولم يسلم قادة تلك الدول من هجوم بعض الصحف المحلية التي ربطت بين تجربة الاستعمار الأوروبي في أفريقيا وما يعانيه الفلسطينيون من الاحتلال الإسرائيلي (2). وظهر موقف القارة مُعلَنا في تصريح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "موسى فقي"، الذي اتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب، كما طالب بوقف العدوان دون شروط مسبقة، فضلا عن العديد من التصريحات التي صدرت على لسان مسؤولين أفارقة وتضمنت دعما واضحا لفلسطين وانتقادا لممارسات الاحتلال الإسرائيلي (3).

 

قِلة دعمت إسرائيل منذ وصول روتو إلى السلطة أواخر العام الماضي اختار الرئيس الجديد تحصين نفسه بالتحالف الوثيق مع الغرب في أفريقيا من بوابة دعم المصالح الإسرائيلية في القارة. (الصورة: مواقع التواصل)

ومع ذلك، ظهرت هناك بعض الأصوات الناشزة التي كسرت موسيقى الصوت الأفريقي الموحد. على سبيل المثال، لم يستغرق الرئيس الكيني "وليام روتو" وقتا طويلا بعد عملية "طوفان الأقصى" حتى سارع إلى إصدار بيان أدان فيه هجمات المقاومة، وأكد تضامنه الكامل مع إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها، وحثَّ المجتمع الدولي على محاسبة الفصائل التي وصفها بـ"الإرهابية" (4).

 

سارع الإعلام الغربي إلى الاحتفاء بتصريحات روتو، مُحاوِلا تصوير موقف القارة وكأنه مُنقسِم حيال القضية الفلسطينية، لكن أصوات التضامن مع فلسطين سرعان ما خرجت من كينيا نفسها على لسان رئيس القضاة الكيني الأسبق ويلي موتونغا الذي انتقد تصرف روتو بوصفه مخالفا للدستور الكيني، قائلا إنه اتخذ موقفه دون الرجوع للشعب الكيني، وقارن بين استعمار بريطانيا السابق لكينيا واحتلال إسرائيل لفلسطين (5). وعقب بيان روتو نظَّم معارضون وقفة احتجاجية على ضوء الشموع تضامنا مع الشهداء الفلسطينيين الذين قضوا منذ بدء الحرب (6)، ما يُعَدُّ امتدادا لتظاهرات عدة شهدتها البلاد ضد الاحتلال الإسرائيلي خلال السنوات الماضية.

 

يرتبط الموقف الرسمي الكيني إذن بالرئيس روتو الذي وصل إلى السلطة أواخر العام الماضي، ليختار توثيق تحالفاته مع الغرب وذلك من بوابة دعم المصالح الإسرائيلية في القارة (7)، وقبل نحو شهرين من "طوفان الأقصى"، قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن كينيا استضافت لقاء غير مُعلن بين وزير الخارجية "إيلي كوهين" ورئيس دولة إسلامية أفريقية لم يُسمِّها من أجل بحث إمكانية التطبيع معها (8).

تظاهرات في كينيا ضد ما يحدث في قطاع غزة. (الصورة: الفرنسية)

ولا تقتصر أهمية كينيا بالنسبة للاحتلال على تقديم دعم سياسي أثناء العدوان قلَّما تجده تل أبيب في القارة، بل وشملت مؤخرا الاستفادة من عضوية نيروبي في مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي جعل لإسرائيل حليفا قويا في مواجهة إيران، لتشديد سياسات الوكالة تجاه المشروع النووي الإيراني (10).

 

وعلى المنوال نفسه، خرجت تصريحات داعمة لدولة الاحتلال من غانا وزامبيا والكونغو الذين أيَّدوا عمليات الاحتلال ضد المقاومة صراحة لاعتبارات براغماتية متعلقة بالأمن والاقتصاد، حيث تربط الكونغو بإسرائيل عبر مشاريع ضخمة في مجالات الأمن والزراعة والبنية التحتية والتكنولوجيا والتسليح، ما يُفسِّر موقفها الداعم لتل أبيب (11).

 

الحياد البراغماتي

تمتلك 30 دولة أفريقية سفارة أو قنصلية في تل أبيب، وهناك 12 سفارة إسرائيلية رسمية في القارة، لكن ذلك الزخم لم يُترجم إلى رسائل دعم كما أراد الاحتلال، وعلى غير المتوقع صاغت الدول الأفريقية مواقفها السياسية باستقلالية، وحاولت أن تُبرِز أهمية الاعتبار الإنساني دون أن تُعبر عن انحيازها للمقاومة بالضرورة، وذلك بسبب اعتماد الكثير من هذه الدول في ميزانياتها على المنح المباشرة من الغرب. ومَن لم تختر من دول القارة إدانة إسرائيل علنا، فقد فضَّلت الحياد بوصفه خيارا ينطوي على أقل الأضرار (12).

من المفارقة أن إثيوبيا، التي تُعَدُّ واحدة من الدول الأفريقية القليلة صاحبة الارتباط التاريخي الطويل والقوي بإسرائيل، لم تُفصِح عن موقف حاسم، كما امتنعت سابقا عن نقل سفارتها في الأراضي المحتلة إلى القدس امتثالا لقرار الاتحاد الأفريقي المتضامن تاريخيا مع القضية الفلسطينية، الذي حذر عام 2018 من أن نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس سيزيد من حِدّة التوترات في المنطقة (13). ولا يمكن حين نتحدث عن الموقف الإثيوبي من إسرائيل تجاهل قضية الجندي الأسير لدى كتائب القسام منذ عام 2014 "أفيرا منغستو"، الذي تتهم عائلته الحكومة الإسرائيلية بتعمُّد إهماله وعدم المطالبة بإعادته لأسباب عنصرية كونه أسود البشرة ومن أصول إثيوبية.

أسوة بإثيوبيا، تبنَّت دول أفريقية كثيرة الحياد في الصراع الحالي، مثل أوغندا وتنزانيا، في حين أدان آخرون دولة الاحتلال بحذر من خلال الدعوة إلى إنهاء الصراع مع تسليط الضوء على أن احتلال إسرائيل هو سبب التصعيد في المقام الأول، وهو النهج نفسه الذي اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي نيابة عن الاتحاد، وسارت عليه دول أخرى أبرزها نيجيريا، بصفتها عضوا في منظمة التعاون الإسلامي التي تدعم القضية الفلسطينية، رغم أن هناك 50 شركة إسرائيلية تعمل داخل أراضيها، ما دعا الرئيس النيجيري السابق للتحذير من مغبة الانحياز إلى أحد الجانبين (14).

 

منذ وصوله إلى رئاسة الحكومة (للمرة الثانية) عام 2009، خاض بنيامين نتنياهو عدة خطوات بغية ترسيخ النفوذ الإسرائيلي في أفريقيا سياسيا، وصولا إلى منحها صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي قبل تعليق القرار. وحتى على المستوى الاقتصادي، تنشط الشركات الأفريقية حاليا بصورة غير مسبوقة في القارة، حيث تتولَّى شركة "إيبوني" الإسرائيلية وضع خطة شاملة لتطوير عملية الري في رواندا، وفي كينيا تتشارك إسرائيل مع ألمانيا في تطهير بحيرة فيكتوريا، أكبر خزان للمياه العذبة في أفريقيا، وهو مشروع وفَّر الآلاف من فرص العمل في موقع البحيرة. وفي مجال الطاقة، قدمت إسرائيل الدعم التقني لإثيوبيا في مشروع سد النهضة، كما تتبنى منفردةً مشروعا ضخما لتوليد الطاقة الكهربية. هذا وتُدير إسرائيل منذ عام 2008 منظمة صحية غير ربحية يُزعم أنها استطاعت توصيل المياه العذبة النقية إلى أكثر من مليون شخص في جنوب أفريقيا (15).

 

جنوب أفريقيا.. في وجه التمدُّد الإسرائيلي

لكن دولا أفريقيا بعينها لم تكتف بالحياد أو الإدانة المُبطنة للاحتلال، لكنها أخذت الموقف الأفريقي إلى نطاق أكثر قوة، وعلى رأسها جنوب أفريقيا. فبعد 10 أيام من "طوفان الأقصى"، وبينما العالم "الحر" يصب غضبه على المقاومة الفلسطينية وكل مَن يتعاطف معها، سارت بريتوريا عكس التيار، وأجرى وزير خارجيتها اتصالا مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية"، قائلا إن المحادثة تطرقت لبحث إيصال المساعدات الإنسانية، ولعرض الوساطة لإنهاء الصراع (16). وقد فُهمت المحادثة لاحقا على أنها دعم غير مباشر للمقاومة في وجه إسرائيل، لا سيَّما مع إلقاء جنوب أفريقيا اللوم على الاحتلال في التصعيد الجاري، وذلك في وقت ظهر فيه رئيس جنوب أفريقيا وهو يرتدي الكوفية ويمسك في يده العلم الفلسطيني، إلى جانب موقف بلاده القديم الثابت بدعم القضية الفلسطينية منذ انتهاء نظام الفصل العنصري، ووصول المؤتمر الوطني الأفريقي إلى السلطة عام 1994. وقد تصاعد ذلك الموقف رويدا رويدا حتى أصبحت جنوب أفريقيا أحد أبرز الأصوات التي تنتقد إسرائيل دوليا وتُفسِد خطواتها للتوغل في أفريقيا (17).

 

لقد رسم نيلسون مانديلا أوجه التشابه بين نضال جنوب أفريقيا ضد الحكم الأبيض ونضال الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي. ولكن رغم أن جنوب أفريقيا أحد أشرس منتقدي إسرائيل في القارة، فهي أيضا أكبر شريك تجاري لها في أفريقيا، ما يجعل علاقتها معقدة بدولة الاحتلال. لكن ذلك لم يمنع أن تكافح بريتوريا في الأمم المتحدة منذ أكثر من عقد لاعتبار إسرائيل دولة فصل عنصري كان آخرها العام الماضي (18). وبخلاف التحركات الدولية، دعم حزب المؤتمر الحاكم حركة مقاطعة على غرار المقاطعة الشهيرة المناهضة للفصل العنصري من أجل سحب الاستثمارات، حتى يلتزم الاحتلال باحترام القانون الدولي (19). وفي أوائل العام الجاري صوَّت البرلمان في جنوب أفريقيا لصالح قرار تخفيض مستوى سفارتها لدى إسرائيل إلى مكتب اتصال (20).

لطالما كانت أبواب القارة موصَدة في وجه الاحتلال الإسرائيلي. ومع اندلاع حرب أكتوبر 1973، قطعت الدول الأفريقية المُطبِّعة علاقاتها الدبلوماسية مع تل أبيب، على اعتبار أنها تحتل أراضيَ أفريقية. غير أن عقد تلك الدول سرعان ما انفرط عقب توقيع الرئيس السادات اتفاقية السلام مع إسرائيل، فبدأت جهود التقارب المعلن والخفي بين عدد من الدول الأفريقية ودولة الاحتلال، لا سيما في مجال الزراعة حيث جذبت استثماراتها العديد من البلدان الأفريقية الراغبة في تطوير اقتصادها وتعزيز أمنها في مواجهة الجماعات المسلحة أو خصومها.

 

طمعت دولة الاحتلال في التوسُّع داخل أفريقيا واستغلال ثرواتها الهائلة فضلا عن اختراق كتلتها العددية الضخمة في المحافل الدولية، التي لطالما كانت شوكة في خاصرة الاحتلال حين كانت القارة كلها متعاطفة مع الفلسطينيين على مدار عقود، إلى جانب اصطفافها في الأمم المتحدة خلف القرارات التي تدعم الموقف العربي. ولكن يبدو أن "طوفان الأقصى" والتعاطف الدولي الضخم مع القضية الفلسطينية أعاد معظم دول القارة إلى موقفها القديم، وأرجع العلاقات مع دولة الاحتلال خطوات واسعة إلى الخلف.

—————————————————————————————————————

المصادر Bennett, Lapid push diplomatic efforts to stop African Union ouster for Israel. MUTUNGA: I cry for Palestine, let’s stand with them. AU head Faki Mahamat accuses Israel of war crimes in Gaza. William Samoei Ruto. MUTUNGA: I cry for Palestine, let’s stand with them. Kenyans hold candlelit vigil in solidarity with Palestine amid deuterating situation in Gaza Strip. In Nairobi, FM said to meet with leader of African country with no ties to Israel. KENYA AND US FINALIZING TRADE DEAL. US tells Kenya to publicly support Israel or forget free trade deal. In Nairobi. خلال زيارته إلى إسرائيل، رئيس الكونغو يقول أنه يسعى إلى "توثيق العلاقات الأمنية والزراعية". بيان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي حول فلسطين. من هم الرهائن الإسرائيليون "المنسيون" في قطاع غزة؟ The former Nigerian president warns. The Popularity Contest of War. South Africa says it discussed aid with Hamas leader, denies reports of support. South Africa / Israel. South Africa calls for Israel to be declared an ‘apartheid state’. ANC international conference backs boycott. South Africa’s parliament votes to downgrade diplomatic ties with Israel.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رئیس مفوضیة الاتحاد الأفریقی الاحتلال الإسرائیلی القضیة الفلسطینیة الدول الأفریقیة دولة الاحتلال طوفان الأقصى جنوب أفریقیا فی أفریقیا فی القارة تل أبیب التی ت

إقرأ أيضاً:

لواء الدب.. يد عسكرية ناشئة لحماية مصالح روسيا في القارة السمراء

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن لواء الدب بات يدا عسكرية روسية جديدة غُرست في القارة الأفريقية، تكمّل الأدوار التي تقوم بها وحدات أخرى وبينها مجموعة فاغنر.

وأوضحت لوموند -في تحقيق لها- أن عناصر هذا اللواء وصلت بشكل ملحوظ إلى بوركينا فاسو؛ تحديدا منذ أن سيطر إبراهيم تراوري على السلطة في 30 أكتوبر/تشرين الأول 2022 وأصبح رئيسا جديدا للبلاد.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع روسي يتحدث عن سيناريوهات غريبة لفرض بايدن لولاية ثانيةlist 2 of 2ديفيد هيرست: هكذا استدرجت حماس إسرائيل إلى فخ مميتend of list

وأكدت الصحيفة أن لواء الدب أنشئ في مارس/آذار 2023 في شبه جزيرة القرم، ويضم جنودا روسيين متطوعين، يُجمعون في وحدات مختلفة، وخدموا جنبا إلى جنب في الحرب على أوكرانيا.

ريدوت

وفي تلك الفترة اقترب لواء الدب من شركة "ريدوت" العسكرية الخاصة التي يرأسها كونستانتين ميرزايانتس.

وتعمل "ريدوت" تحت إشراف المخابرات العسكرية الروسية كإطار شبه مؤسسي لإدماج المقاتلين المتطوعين مثل أولئك الذين يعملون ضمن لواء الدب.

ونقلت لوموند عن المحلل الأميركي المتخصص في الشؤون الروسية جاك مارغولين قوله إن مثل هذه المؤسسة هو مثال على أسلوب عمل الكرملين، الذي يوجد به هياكل شبه رسمية تعمل تحت سيطرة وزارة الدفاع، وتستغل كمقاومة داخلية تتمتع بمزايا عديدة لغرض التجنيد، لحماية المصالح الروسية.

وبحسب الصحيفة، فقد تأكدت أن فيكتور ييرمولايف، قائد لواء الدب، شوهد في أحد مقاطع الفيديو وهو يصافح فلاديمير ألكسييف، نائب مدير المخابرات العسكرية الروسية، خلال حفل لتوزيع الميداليات.

لاعب ناشئ

غير أن قادة لواء الدب ينفون أي صلة لهم بوزارة الدفاع الروسية، ونقلت لوموند عن أحدهم قوله إنهم لا يتبعون تعليمات من وزارة الدفاع، وليس لديهم عقد عمل معها، وزاد مؤكدا "نحن شركة أمنية خاصة".

وقالت الصحيفة الروسية في تحقيقها إنه منذ مقتل مؤسس فاغنر يفغيني بريغوجين في 23 أغسطس/آب 2023 حرصت موسكو على طمأنة حلفائها في القارة السمراء باستمرار دعمها العسكري لهم، سواء عبر فاغنر -كما هو الحال في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي- أو عبر الفيلق الأفريقي الذي يعمل في مناطق أخرى.

وتهدف وزارة الدفاع الروسية لتجنيد نحو 40 ألف عنصر ضمن الفيلق الأفريقي.

ويعدّ لواء الدب -تتابع لوموند- لاعبا عسكريا ناشئا في عملية إعادة إنشاء الوجود العسكري الروسي في أفريقيا، مزاحما لفاغنر والفيلق الأفريقي، علما أن الجميع يتبع لأوامر الكرملين.

وتقول لوموند إن الرئيس تراوري سرّع عملية التقارب العسكري مع موسكو منذ المحاولة الانقلابية التي كادت أن تطيح به في سبتمبر/أيلول 2023.

وذكرت أنه منذ ذلك الوقت أُرسلت عشرات العناصر الروسية المسلحة إلى بوركينا فاسو، وبعضهم ينتشر بشكل سري داخل القصر الرئاسي، وآخرون داخل وكالة الاستخبارات الوطنية، وتتلخص مهمتهم في دعم النظام ومحاربة خصومه، وإحباط أي محاولة للإطاحة به.

وتوضح الصحيفة أنه من الصعب تقدير العدد الإجمالي لعناصر لواء الدب الموجودة في بوركينا فاسو، مرجحة أن عددهم يراوح بين 200 و300 عنصر، ويقدم عدد منهم على أساس أنهم مدربون روس.

مقالات مشابهة

  • هل تكذب إسرائيل في حجم خسائرها؟
  • صحيفة عبرية: 9 أشهر من الجحيم.. “إسرائيل” عالقة عميقاً في مستنقع غزة
  • البلاغة من فوهة البندقية.. لماذا صنفت الولايات المتحدة أبا عبيدة إرهابيا؟
  • مقاتلو إسرائيل الآليون يسقطون في أنفاق غزة
  • رئيس إسرائيل: ملتزمون بإعادة المحتجزين
  • روبوتيم وجاكوار والكلب الآلي.. لماذا فشلت الروبوتات الإسرائيلية أمام أنفاق غزة؟
  • لواء الدب.. يد عسكرية ناشئة لحماية مصالح روسيا في القارة السمراء
  • حركة فتح: إسرائيل تريد القضاء على أي أفق لإقامة الدولة الفلسطينية
  • 3 قادة دول أفريقية يعلنون توحدها ضمن دول الساحل وتحالف جديد
  • جنوب أفريقيا بعد تشكيل الحكومة.. هل ستتغير المواقف؟