مستشارة وزير أمريكي أسبق: واشنطن شريكة في الجرائم ضد غزة (شاهد)
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
قالت مستشارة وزير العدل الأمريكي الأسبق، سارة فلاوندرز، إن "الولايات المتحدة شريكة لأبعد مدى في الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية البشعة التي تُرتكب يوميا في قطاع غزة المُحاصر وفي كل الأراضي الفلسطينية المُحتلة".
وأضافت فلاوندرز في مقابلة مصورة مع "عربي21"، أن "مسؤولية الولايات المتحدة عن تلك الجرائم لا تقل عن مسؤولية ’إسرائيل’، لأن واشنطن تقدم دعما عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وماليا غير مسبوق لـ’تل أبيب’ ".
ودعت، إلى الوقوف بكل الصور المتاحة في وجه ما وصفته بالدور الفاشي والإجرامي الذي تلعبه الولايات المتحدة حاليا في الحرب ضد غزة، وضد الفلسطينيين والشعوب المختلفة عموما.
وأشارت فلاوندرز إلى أن "كل جريمة ترتكبها القوات الإسرائيلية مُموّلة بالدولارات الأمريكية"، مؤكدة أن "’إسرائيل’ ما كانت ستبقى موجودة على وجه الأرض لولا الدعم الأمريكي اللامحدود".
وتابعت: "ما كان لحرب غزة أن تستمر ليوم واحد –أو حتى لدقيقة واحدة- بدون أسلحة وآلة حرب الولايات المتحدة، وبدون مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية؛ حيث تتلقى ’إسرائيل’ أموالا طائلة من آلة الحرب الأمريكية أكثر من أي دولة في العالم، وهي تتلقاها على مدار 75 عاما. هذه كمية هائلة من الأسلحة الفتاكة. وبالتالي فواشنطن متورطة في الحرب ضد أهل غزة".
تواطؤ أمريكي
ولفتت فلاوندرز إلى أن "التواطؤ الأمريكي ضد غزة والقضية الفلسطينية ليس وليد اليوم، بل إنه مستمر منذ العام 1948؛ فواشنطن هي مصدر الدعم الرئيسي للدولة الصهيونية، ولذا فهي شريكة في المجازر التي تحدث في غزة والضفة، رغم أن ذلك يتعارض تماما مع كل القيم الأمريكية والإنسانية".
وأكملت: "إسرائيل كانت يجب أن تصبح أول دولة في العالم تخضع للعقوبات الأمريكية لو كانت واشنطن صادقة وعادلة في تنفيذ العقوبات على الدول التي تنتهك القانون الدولي وتضرب عرض الحائط بحقوق الإنسان والديمقراطية، لكننا نرى منذ زمن بعيد ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين".
ولفتت إلى أن "عملية (طوفان الأقصى) التي اندلعت يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر كانت بمثابة مفاجأة كاملة لهم (الإسرائيليين) حتى مع كل معداتهم، ومراقبتهم، وكاميراتهم. لقد كانوا غير مستعدين مطلقا لرد الفعل الفلسطيني"، مؤكدة أن "جميع منظمات المقاومة الفلسطينية اليوم متحدة لمعارضة الصهيونية اليوم".
وأشارت فلاوندرز إلى أنها كانت "عنصرا بالحركة السياسية في الولايات المتحدة للتضامن مع شعب فلسطين الذي يناضل من أجل حقوقه، ومن أجل حقه في العيش بعيدا عن الانتهاكات الاستعمارية الاستيطانية الكاملة لـ’دولة إسرائيل’ الصهيونية اليوم، وأنها ستواصل دفاعها عن القضية الفلسطينية إلى الأبد".
وقالت: "أنا أتحدث الآن في وقت أشعر فيه بإلحاح شديد لأن يقوم الناس في العالم أجمع بتوحيد أصواتهم والدعوة إلى وضع حد لهذا الهجوم الإسرائيلي الوحشي وللقصف الهائل الذي يحدث في غزة اليوم الذي أدى إلى مقتل الآلاف والآلاف من المدنيين الأبرياء، والذين معظمهم من النساء والأطفال الذين لقوا حتفهم في هذا القصف والعنف الذي يمارسه بلطجية المستوطنين الذين ينشطون في الضفة الغربية بالمعنى الحرفي للكلمة، حيث يقتحمون ويُدمّرون القرى ويختطفون ويأخذون الرهائن والمئات والآلاف من الأسرى الفلسطينيين".
الدفاع عن فلسطين
واستطردت قائلة إن "حرب غزة وحّدت إلى حد كبير المجتمع الفلسطيني بأكمله، وشعوب العالم الحرة، وآن الأوان للناس في جميع أنحاء العالم العمل على إيجاد كل وسيلة ممكنة للدفاع عن فلسطين ومعارضة الدعم الأمريكي لهذا التدمير الوحشي الذي يقوم به المستوطنون الإسرائيليون الذي نراه مُستمرا حتى اللحظة".
وطالبت فلاوندرز، بـ "وضع حد لسرقة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم مرارا وتكرارا في السنوات الـ 75 الماضية".
وقالت إن "موقفنا هو التضامن الكامل مع أهل غزة ومع القضية الفلسطينية. إننا نرى أن هناك تغيّرا هائلا في الولايات المتحدة اليوم بين الشباب الذين لم يعرفوا سوى القليل عن هذا النضال في الماضي، لكنهم الآن يشعرون من قلوبهم بعدالة النضال الفلسطيني".
وأضافت: "ما يجري يكشف أيضا أن الهيمنة والقوة الأمريكية تفشل في الواقع، لأن ’إسرائيل’ كانت شريكها الاستراتيجي الوحيد، وهذا الشريك الاستراتيجي بدأ ينهار، وغير مستعد، وبدون خطة وغير قادر إلا على إحداث دمار شامل في المنطقة، وهذه سابقة خطيرة للغاية عندما يكون الرد الوحيد هو المزيد والمزيد من أسوأ أشكال الحرب".
وشدّدت على أن "شعب فلسطين له الحق في الحياة، والحق في الحياة حرا من الاحتلال، وأن يطالب بالإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم ’إسرائيل’ منذ سنوات طويلة. لقد دعت المقاومة الفلسطينية إلى تبادل الأسرى، ومع ذلك، فإنه تم الرد عليهم بالمزيد من القنابل والصواريخ التي تدعمها وتُموّلها واشنطن لمواصلة هذه الحرب الفاشية".
انتفاضة الملايين
وزادت فلاوندرز: "الناس في العالم كله ينتفضون بالملايين، ويجب أن تتواصل انتفاضتهم ليل نهار؛ فهذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما نحو السلام العادل، ولذلك فإننا يجب أن نقف مع فلسطين ونطالب بصوت عال بضرورة إيقاف القصف والعدوان الإسرائيلي".
وواصلت حديثها بالقول: "نحن أمامنا نضال طويل سيتطلب وقتا وجهدا، لكن لا ينبغي علينا مطلقا التوقف عن هذا النضال، ولا يجب التراجع عنه بأي صورة من الصور، وأنا متفائلة بأن هذا النضال لن يذهب سدى؛ لأن عدد المؤمنين به في تزايد مستمر، وأن جهودنا ستؤتي أكلها في نهاية المطاف".
ولفتت إلى أن "المعضلة في أمريكا تتمثل في أن الجمهوريين والديمقراطيين كليهما داعمان بقوة لـ’إسرائيل’، وهو ما أثّر على مصداقية الولايات المتحدة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهذا الوضع يجب أن ينتهي، وعلى العالم أن يقف إلى جوار فلسطين، ويجب علينا الدعوة لوقف كل أشكال الدعم والمساعدات لـ’إسرائيل’ ".
واستطردت قائلة: "رغم أن الانحياز الأمريكي والأوروبي لـ’إسرائيل’ معروف منذ سنوات طويلة، إلا أن الانحياز الحالي في الحرب المتواصلة على غزة غير مسبوق هذه المرة، وهناك تبرير وتجاهل متعمد للمجازر المروعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال".
ونوّهت فلاوندرز إلى أن "اتفاقيات التطبيع التي عقدتها العديد من الدول مع ’إسرائيل’ خلال السنوات المنصرمة كانت على حساب الشعب الفلسطيني"، وأن "تلك الاتفاقيات شجعت ’تل أبيب’ على مواصلة انتهاكاتها المختلفة بحق الفلسطينيين".
وأشارت مستشارة وزير العدل الأمريكي الأسبق، إلى أن "موقف واشنطن من دعم ’إسرائيل’ يثير غضبا شعبيا عالميا، حتى داخل الولايات المتحدة نفسها، وهذا الدعم الأمريكي اللامحدود لـ’إسرائيل’ يضع مصداقية واشنطن على المحك".
ولفتت إلى أن "درجة التضامن والتعاطف مع القضية الفلسطينية في حالة تزايد مستمر، وستتزايد أكثر في المستقبل، وهو ما يجب البناء عليه حتى تأخذ قضية فلسطين العادلة حقها الكامل، وهذا الأمر يمكن أن يؤثر لاحقا على القرار الأمريكي بصورة أو بأخرى".
واختتمت فلاوندرز، بقولها: "علينا أن نتكلم بصوت عال، وأن نرفع أصواتنا إلى عنان السماء دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني؛ فيجب علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي تجاه المآسي الإنسانية.. فلسطين حرة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات الولايات المتحدة واشنطن القوات الإسرائيلية حرب غزة الولايات المتحدة واشنطن القوات الإسرائيلية حرب غزة الانتهاكات الاسرائيلية مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة لـ إسرائیل فی العالم یجب أن
إقرأ أيضاً:
واشنطن بين رئيسين.. سياسة بايدن تترك الشرق الأوسط مشتعلًا.. ولا أمل في السلام الأمريكي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثارت سياسة الرئيس جو بايدن في الشرق الأوسط مقارنات بالتحديات التي واجهها أسلافه مثل جيمي كارتر وجورج دبليو بوش، على الرغم من اختلاف الظروف بشكل كبير، كما تطرح سؤالًا عن تطورات الأوضاع بالمنطقة فى ظل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي خوان كول: "على عكس تورط كارتر في أزمة الرهائن الإيرانيين أو صراعات بوش مع حركات المقاومة في العراق، تنبع صعوبات بايدن من تصرفات حليف رئيسي للولايات المتحدة: إسرائيل. لقد أثار دعم إدارته للحملات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك في غزة ولبنان وإيران، انتقادات واسعة النطاق، محليًا ودوليًا".
إرث معقدخلال السنوات الأولى لبايدن في منصبه، سعت إدارته إلى إعادة معايرة السياسة الأمريكية في المنطقة. وشملت الجهود البارزة رفع العقوبات المفروضة على حركة الحوثيين في اليمن من قبل الإدارة السابقة، وتسهيل المفاوضات بين الأطراف المتصارعة في اليمن، والحفاظ على الحد الأدنى من التدخل العسكري في العراق وسوريا لمحاربة بقايا تنظيم الدولة الإسلامية.
ولكن كانت هناك فرصة ضائعة كبيرة تمثلت في الفشل في استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة لعام ٢٠١٥ مع إيران. فقد فككت إدارة ترامب هذا الاتفاق النووي، الذي كان يهدف في الأصل إلى منع طهران من تطوير الأسلحة النووية في مقابل تخفيف العقوبات. وعلى الرغم من الإشارات المبكرة للاهتمام بإحياء الاتفاق، احتفظ فريق بايدن بالعديد من عقوبات ترامب، مما أعاق التقدم الهادف. ونتيجة لذلك، سعت إيران إلى إقامة علاقات أوثق مع الصين وروسيا، مع عواقب جيوسياسية كبيرة. وقد أكدت عضوية طهران في منظمة شنغهاي للتعاون وشراكتها العسكرية مع موسكو على التحالفات المتغيرة استجابة للسياسات الأمريكية.
تصاعد التوتراتكانت الأحداث التي أعقبت هجمات حماس على إسرائيل في أكتوبر ٢٠٢٣ بمثابة نقطة تحول في سياسة بايدن في الشرق الأوسط. وقد أثار دعم الولايات المتحدة للرد العسكري الإسرائيلي في غزة، والذي اتسم بغارات جوية واسعة النطاق، إدانة من العديد من البلدان، وخاصة في الجنوب العالمي. لقد أدت الأنباء عن ارتكاب جرائم حرب وإصابات غير متناسبة بين المدنيين إلى تآكل الدعم الدولي للسياسات الأمريكية في المنطقة.
واتسع نطاق الصراع مع انخراط إسرائيل في أعمال عدائية مع حزب الله في لبنان وتنفيذ ضربات على أهداف إيرانية. وأثارت التوترات المتصاعدة مخاوف بشأن حرب إقليمية أوسع نطاقا، حيث تكافح إدارة بايدن للتعامل مع الأزمة. وقد اعتُبرت الجهود المبذولة للتوسط مع إيران والجهات الفاعلة الإقليمية الأخرى غير كافية، حيث سلط المنتقدون الضوء على الافتقار إلى المساءلة عن الأفعال الإسرائيلية.
تداعيات متعددةوكان لعدم الاستقرار المستمر في الشرق الأوسط تداعيات عالمية كبيرة. فقد أدت الاضطرابات في طرق الشحن في البحر الأحمر وقناة السويس، والتي تفاقمت بسبب الهجمات الصاروخية الحوثية، إلى إجهاد سلاسل التوريد العالمية وساهمت في ارتفاع التضخم.
كما تؤكد الأزمات الإنسانية في غزة واليمن ولبنان على التحديات التي تواجه المنطقة. ويرى المراقبون أن سياسات بايدن، في حين كانت تهدف إلى الحفاظ على النفوذ الأمريكي، أدت إلى تفاقم التوترات. لقد أصبح الاعتماد على المساعدات العسكرية والتحالفات الاستراتيجية محل تدقيق، مع دعوات إلى اتباع نهج أكثر توازنًا لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع. مع استعداد بايدن لمغادرة منصبه، تظل سياسته في الشرق الأوسط موضوع نقاش مكثف. إن الإدارة المقبلة سوف ترث منطقة تتسم بالانقسامات العميقة والتحالفات المعقدة. وسوف يتطلب التصدي لهذه التحديات إيجاد التوازن الدقيق بين المصالح الأمنية، والمخاوف الإنسانية، والسعي إلى تحقيق الاستقرار في الأمد البعيد.. فهل يمكن أن يتحقق ذلك على يد إدارة ترامب؟.. مجرد سؤال تظل إجابته موضع تساؤل كبير أيضًا.