كيف تبدو إسرائيل في اليوم التالي لرحيل نتانياهو؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
على مدى سنوات تم اعتبار "إسرائيل اليوم" بوصفها الصحيفة الناطقة باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، حيث أسسها الملياردير الراحل شيلدون أديلسون.
الشيء الوحيد الذي يمكن أن يهدئ العنف هو تدخل دولي
وكتب مراسل صحيفة "غارديان" البريطانية في القدس بيتر بيمونت، أن رئيس تحرير هذه الصحيفة يوري داغون، حض الأسبوع الماضي نتانياهو على "قيادتنا إلى النصر، ومن ثم الرحيل"، مصوباً بذلك على " جدل سياسي لا يهدأ، بينما تستعر الحرب".
ويُلقى عليه باللوم على نطاق واسع بالاخفاقات الأمنية التي سمحت لعناصر حماس بالتدفق عبر الحدود من غزة، وارتكاب مجزرة لم تشهدها إسرائيل في تاريخها. والآن بات الإسرائيليون منشغلين بـ"اليوم التالي". وإذا كان اليوم الأول لما يجري في غزة يوصف بأنه إطاحة حماس، فإن اليوم التالي الذي يتوقعه الجميع هو البحث في مرحلة ما بعد نتنياهو، الذي يرى قلة من أكثر الموالين له، أن بإمكانه البقاء. التغيير بعد الصدمة
ويشير كثيرون إلى التغيير الكبير في المشهد السياسي الذي أعقب "يوم الغفران" عام 1973، الذي تمثل في إطاحة غولدا مائير ووضع حد لسيطرة حزب العمل، الذي كان يعرف بحزب مباي سابقاً الذي حكم إسرائيل منذ 1948.
Good piece from @petersbeaumont1
What would Israel look like under a new leader – and who would benefit? https://t.co/EFMBtPTNSM
وقال المعلق السياسي الرئيسي للقناة الإسرائيلية الثانية عميت سيغال لشبكة "سي إن إن": "تاريخ إسرائيل يعلمنا أنه بعد كل صدمة أو أزمة يحصل تغيير، هكذا كان الوضع عام 1973 (بعد يوم الغفران) مع غولدا مائير، ومع مناحيم بيغن في حرب لبنان الأولى عام 1982، ومع إيهود أولمرت بعد حرب لبنان الثانية عام 2006. إن الساعة تدق".
وما يبقى غير مؤكد هو كيف ستبدو عملية إعادة تقويم الحياة السياسية. ويقول بيمونت إن هناك كلمتين تستعملان في هذا السياق وهما "طبيعي" و"منطقي" – بما يعني أن أحزاب اليمين القومي والديني المتطرفة التي تمثل المستوطنين، والتي ضمها نتنياهو إلى ائتلافه، يجب تجريدها من نفوذها.
ورأت زعيمة حزب العمل ميراف ميكائيلي أن إعادة التقييم "ليست ممكنة فقط، وإنما هي ضرورة". ووصفت هجوم حماس على أنه "انتهاك" أتى عقب "سنة مجنونة" حيث حاول نتانياهو ويمينه المتطرف تفكيك الركيزة الأساسية للعملية الديمقراطية المتمثلة بالمحكمة العليا، مما أثار أشهراً من الاحتجاجات الواسعة. وأضافت أن "الإسرائيليين يشعرون بخيبة أمل". ومضت قائلة :"من الواضح أن اليمين قد كذب، ولم يحقق الأمن الذي وعد به".
وأشارت إلى شعور سائد في إسرائيل اليوم بالقول :"لم أشعر من قبل بمثل عدم الأمان، نحتاج إلى استبدال القيادة، وإلا لن يكون في إمكاننا إعادة بناء أي شيء".
في السنوات الأخيرة، اتجه المسار الإسرائيلي سياسياً وديموغرافياً نحو اليمين. وباتت كلمة "يسار" تتردد على لسان نتانياهو وحزب الليكود الذي يتزعمه، للإشارة إلى عملية السلام الفاشلة مع الفلسطينيين، التي كان لنتانياهو الدور الأساسي في تقويضها.
وفي الانتخابات الأخيرة عام 2022، أخفق حزب ميريتس اليساري في تجاوز العتبة الانتخابية، مما عنى عدم حصوله على مقاعد في الكنيست، بينما تدنت حصة حزب العمل إلى أربعة مقاعد.
What would Israel look like under a new leader – and who would benefit? https://t.co/41G0wpnQgU
— No to Fascism & Racism - Vote Blue 2024 (@JTraversDevine) November 11, 2023
وبعد انهيار اليسار والوسط، اتجهت أحزاب المعارضة نحو اليمين.
وأملت ميكائيلي في أن تؤدي التوترات داخل حزب الليكود إلى انقسامه، قياساً بتجربة اليسار الإسرائيلي.
وبينما من غير المحتمل أن يُقدم نتانياهو، بحسب تاريخه، على الاستقالة بإرادته، فإن الدعوات تصاعدت الأسبوع الماضي مطالبة بإجراء انتخابات، حتى من داخل حكومة الحرب، فور انتهاء الحرب ضد حماس.
وقال وزير العمل يوآف بن تسور الذي يمثل حزب شاس الحريدي:"في نهاية الحرب، سيجبر نتانياهو على الذهاب إلى الانتخابات في غضون 90 يوماً.. سيحصل ذلك قبل تأسيس لجنة تحقيق.. لا يمكننا الاستمرار على هذا النحو. ستكون للرأي العام كلمته، ومن ثم سنرى ما إذا كان نتانياهو سيحصل على تفويض".
وبالنسبة إلى داليا شيندلين المتخصصة في استطلاعات الرأي بصحيفة "هآرتس"، فإن اليسار لن يستفيد من إعادة التقويم السياسي. ولن يحصل حزبا العمل وميريتس على ما يكفي من الأصوات كي يشغلا مقاعد في الكنيست، في حال إجراء الانتخابات العام المقبل.
وفي الوقت الذي يلوح فيه احتمال التوصل إلى ائتلاف من الوسط واليمين، فإن شيندلين لا تنفي احتمال قيام حكومة أكثر تطرفاً من حكومة نتنياهو. وقالت إنه حتى لو أتت حكومة أكثر وسطية، فلا يمكن توقع مسار مختلف حيال القضية الفلسطينية.
وأضافت :"إذا ما برز إئتلاف يقوده شخص مثل بيني غانتس، فإن من غير المحتمل أن ينتهج خطاً أكثر تصالحياً. ومن الصعب أن نرى عودة إلى سياسات السلام. ورأيي الشخصي هو أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يهدئ العنف هو تدخل دولي، ويتعين أن يكون بطريقة مفروضة بطريقة ما".
وبالنسبة لبعض الإسرائيليين لا يزال هناك سؤال أساسي. وكتب نيف درومي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنه "حتى 7 أكتوبر، كان السؤال الذي يتردد: كيف ستبدو إسرائيل في اليوم التالي لنتانياهو؟ الآن تم استبدال هذا السؤال بسؤال آخر: كيف ستبدو إسرائيل في اليوم التالي للحرب؟".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الیوم التالی إسرائیل فی
إقرأ أيضاً:
خبير علاقات دولية: الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة.. وفرص التسوية تبدو بعيدة
قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن الحرب الروسية الأوكرانية مستمرة، وفرص التسوية السلمية تبدو بعيدة في المدى المنظور، مؤكدًا أننا أمام تصعيد متزايد في هذه الحرب.
وأضاف، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "كل الزوايا"، مع الإعلامية سارة حازم طه، والمذاع على قناة "أون"، أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، يسعى لوضع سلفه دونالد ترامب في موقف صعب، خصوصًا بعدما صرح ترامب بأنه قادر على إنهاء الحرب في أيام معدودة، منوها بأن بايدن أعطى الضوء الأخضر للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لاستخدام صواريخ بعيدة المدى قادرة على استهداف العمق الروسي بمدى يصل إلى 300 كيلومتر.
وأكد أن استخدام هذه الصواريخ قد لا يكون واسع النطاق، إذ يدرك الجميع أن ذلك سيقابل برد قاسٍ من روسيا، التي تعد قوة عسكرية عظمى توازي الولايات المتحدة، موضحًا أنه خلال أكثر من عامين ونصف من عمر الأزمة، ورغم الدعم العسكري الغربي الذي تجاوز 150 مليار دولار، لم يتمكن الغرب من تغيير ميزان القوى لصالح أوكرانيا.
وأوضح أن الغرب يدرك أن استمرار الحرب يخدم مصالحه، حيث يساعد على تنشيط صناعة الأسلحة الأمريكية، ورفع الإنفاق العسكري الأوروبي، وتعزيز “الفزاعة الروسية”، مشيرًا إلى أن هذه الأهداف تتعارض مع توجهات ترامب، الذي يفضل الصفقات على استمرار الصراعات.