كاتبات: أدب الطفل ينمي المهارات اللغوية والفكرية لدى الصغار واليافعين
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
الشارقة - الوكالات
اتفقت كاتبتان متخصصتان في أدب الأطفال على أهمية الكتابة للصغار ودورها في تشكيل شخصيتهم وتعزيز محبتهم للقراءة، بما ينمي مهاراتهم اللغوية والفكرية والإبداعية، موضحتين أن هذا القطاع يشكل تحدياً كبيراً، ويحتاج إلى كتاب متمكنين ومسؤولين ومبدعين، يكتبون برؤى الأطفال، ويستمعون إلى الطفل الذي بداخلهم.
جاء ذلك في جلسة حوارية بعنوان "استكشاف قوة أدب الأطفال والمراهقين" استضافتها الدورة الـ42 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وتحدث خلالها الكاتبة الإماراتية أميرة بوكدرة، والكاتبة البريطانية ميرنا بينت.
القراءة تؤسس طفلاً مبدعاً
وقالت أميرة أبو كدرة: "قراء اليوم الكبار كانوا أطفالاً أحبوا القراءة وتعلقوا بالكتاب بسبب ما نشأوا عليه من كتب جذبت انتباههم وأثرت في مشاعرهم وخيالهم، وكل ما يقرؤه الطفل في صغره يدخل في تكوينه ويؤسس شخصيته وقيمه ومواقفه. وأثبتت البحوث العلمية أن تأثير القراءة في الطفل يبدأ منذ أن يكون جنيناً في بطن أمه، فالكلمات التي يسمعها الجنين تثري مخزونه اللغوي، وتنمي قدراته السمعية والمعرفية".
وحول الأدوات التي يتطلبها أدب الطفل من الكاتب، أضافت بوكدرة: "لكي ينجح الكاتب في مخاطبة الطفل والكتابة له، يجب أن يتذكر طفولته ويسترجع مشاعره وأحاسيسه وتساؤلاته ومخاوفه وأحلامه عندما كان طفلاً، وأن يكون قادراً على النزول إلى مستوى الطفل والتفاعل معه والاستماع إليه، وأن يكون صديقاً للطفل قادراً على إثارة اهتمامه وخياله، وأن يستمع إلى الطفل الذي بداخله ويلبي شغفه وتطلعاته".
مشهد يجمع الأجيال على حب المعرفة
بدورها، أثنت الكاتبة البريطانية ميرنا بينيت على المشهد العائلي الذي يجمع أجيالاً متعددة من القراء في معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث الأجداد والآباء والأمهات والأحفاد يأتون مع بعضهم البعض، ويتشاركون حب القراءة والمعرفة، مؤكدة أن هذا يترجم أهم إنجاز للشارقة في تكوين مجتمع قارئ ومثقف ومبدع.
وحول تجربتها في الكتابة للأطفال قالت: "أكتب للأطفال واليافعين، وأحاول أن أقدِّم لهم كتباً تناسب اهتماماتهم ومستوياتهم وقدراتهم، وأستلهم من تجربتي الشخصية مع أطفالي، الذين كانوا أول قراء لكتبي وأول نقاد لها".
وأضافت: "الكتابة للأطفال تحدٍّ كبير؛ فهي تتطلب من الكاتب أن يدخل في عالم الطفل ويفهم احتياجاته وتوقعاته ورغباته. لا يكفي أن يسأل الكاتب الطفل ماذا تحب أن تقرأ، بل يجب أن يرافقه في رحلته القرائية ويلاحظ ردود فعله وتعبيراته وانطباعاته عندما يستمتع بالقصة، وأن ينظر إلى عيون الأطفال ويقرأ فيها ما يشعرون به من فرح أو حزن أو تعجب... هذا هو السر في أن أدب الطفل يلامس قلوب الصغار وينمي عقولهم".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«القومي للطفولة والأمومة»: تلقينا 21424 بلاغًا عبر خط نجدة الطفل خلال 2024
شاركت الدكتورة سحر السنباطي رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، بالملتقى الأول لدعم صحة المرأة المصرية من خلال عيادات المرأة الآمنة بمنشآت قطاع الرعاية الصحية الأولية وبالتنسيق مع جهات الإحالة الوطنية والذي نظمته وزارة الصحة والسكان.
وخلال كلمتها بالجلسة الافتتاحية أشارت " السنباطي " إلى قيام المجلس بالتصدي لكافة ظواهر العنف والخطر ضد الأطفال من خلال المنظومةُ الوطنية لحمايةِ الطفلِ من خلالِ خطِّ نجدةِ الطفلِ (16000) والتي تعد نظاما متكاملا يجمع بين الوقاية والحماية والتدخل لمواجهة أية مخاطر تواجه الطفل وتوفير البيئة الآمنة له، حيث يستقبل خط النجدة كافة البلاغات والشكاوى الخاصةِ بتعرضِ الأطفالِ لحالات لخطرِ على مدارِ الأربعِ والعشرينَ ساعةً يومياً طوال أيام الأسبوع ، ويتم التعاملِ معها من خلالِ الوحدات التابعة لهذا الخط، ويتم تقديم خدمات الدعم النفسي والاستشارات النفسية والمساعدة القانونية ( مجاناً ) ، إضافة إلى وحدات حمايةِ الطفولة العامة والفرعية البالغ عددها (332) والمتواجدةِ بكافةِ المحافظاتِ وبالتنسيقِ مع كافةِ الجهاتِ والوَزاراتِ المعنيةِ والجمعيات الأهلية الشريكة.
واوضحت "السنباطي" انه خلال عام 2024 ورد إلى خط نجدة الطفل ( 21424 ) بلاغاً ، بمتوسط يومي ( 59 ) بلاغ تقريبا وبزيادة عن عام 2023 بنسبة ( 15.5 ) % تقريبا ، منهم ( 18805 ) بلاغ طفل في خطر أي بنسبة ( 88 % ) من اجمالي عدد البلاغات، وعدد ( 2619 ) بلاغ استشارات تليفونية أي بنسبة ( 12 % ) من اجمالي عدد البلاغات، وأكثر خمس محافظات ورد منها البلاغات بالترتيب التنازلي ( القاهرة – الإسكندرية – الجيزة –الشرقية - الدقهلية ).
وأكدت الدكتورة سحر السنباطي، ان المجلس أيضا قام بجهود للقضاء على ظاهرة تشوية الأعضاء التناسلية من خلال اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث المنشأة عام 2019 ، وبالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، وذلك بهدف القضاء على ظاهرة تطبيب ختان الإناث وتغيير موقف المصريين حيال تلك الظاهرة ، وتفعيل برامج توعية بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان تستهدف كافة الأطباء للتعريف بجوانب تلك القضية لمواجهة ظاهرة تطبيب تشوية الأعضاء التناسلية الأنثوية ، وقد أسفرت الجهود عن انخفاض نسبة ختان الإناث إلى 14% عام 2021 مقابل 21 % عام 2014 ، علماً بأننا نستهدف أن نصل بمصر إلى صفر ختان إناث ، كما ساهمت تلك الجهود أيضا إلى تعديل قانون العقوبات بموجب القانون رقم 10 لسنة 2021 بتغليظ عقوبة كل من يجري ختاناً لأنثى بإزالة أي جزء من أعضائها التناسلية الخارجية بشكل جزئي أو تام أو ألحق إصابات بتـلك الأعضاء ، وبالتعاون مع النيابة العامة، يتم اتخاذ الإجراءات القانونية في بلاغات ختان الإناث الواردة إلى خط نجدة الطفل كما تم بالفعل منع بعض الحالات.
واضافت "السنباطي"، ان بلاغات ختان الإناث الواردة للمجلس خلال عام 2024 وصلت لـ (93) بلاغاً – منها عدد ( 32 ) لواقعة ختان لم تتم وتدخل المجلس لمنعها، وعدد ( 61 ) واقعة ختان أبلغ عن وقوعها، أي بنسبة (2.1 %) من اجمالي بلاغات الخطر البدني ، كانت أعلي المحافظات في حالات الختان سوهاج ( بعدد 19 بلاغ )، ثم قنا ( بعدد 17 بلاغ )، ثم القاهرة وأسيوط ولكلً منهما (8) بلاغات والشرقية بعدد (7) بلاغات.
كما عرضت "السنباطي" أيضا ما قام به المجلس القومي للطفولة والأمومة من جهود تستهدف القضاء على ظاهرة زواج الأطفال، حيث يعمل المجلس علي التوعية بمخاطر زواج الأطفال والأضرار المترتبة عليه، وحال وروود بلاغات يباشر خط نجدة الطفل ووحدات حماية الطفولة المعينة اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنعه، وتقديم التوعية والإرشاد بمخاطر وأضرار زواج الأطفال والمتابعة للتأكد من عدم إتمام الزواج ، وبلغ عدد بلاغات زواج الأطفال خلال عام 2024 ( 250 ) بلاغاً ، بنسبة (7 %) من اجمالي بلاغات الاستغلال، حيث نجح المجلس في إيقاف زواج (190 ) طفلة من بلاغات زواج الأطفال بنسبة 74% ، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية في الحالات التي تم الزواج وكان أكثر المحافظات وارد منها بلاغات بالترتيب التنازلي (سوهاج – الدقهلية – أسيوط – الشرقية – المنيا ) ، مشيرة إلى أن المجلس يقوم حالياً بالإعداد لإطلاق مبادرة "غزل بنات" والتي تستهدف مناهضة زواج الأطفال من خلال تعليم الفتيات بالمدارس المجتمعية بعض الحرف التراثية لإحيائها.
وأكدت رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، على استعداد المجلس الدائم للتعاون والشراكة مع كافة الجهات الوطنية والدولية بهدف تنفيذ خطط متكاملة لحماية حقوق الطفلِ، وتعزيزِ التمكينِ الاقتصاديِّ للأمهاتِ، كما وجهت أيضا الشكر والتقدير لوزارة الصحة والسكان على التعاون المثمر والمستمر على مدار الفترة الماضية من أجل صالح صحة وحماية الطفل والأم.
ومن جهتها عرضت الدكتورة هيام نظيف، نائب رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، خلال الملتقى دور المجلس القومي للطفولة والأمومة في مناهضة العنف ضد الفتيات، حيث تضمن العرض دور المجلس فى تعزيز ودعم حماية حقوق الأطفال والإطار التشريعي الحاكم لعمل المجلس والآليات القانونية ( الدولية والإقليمية ) الداعمة لحقوق الطفل إضافة إلى استعراض لمنظومة حماية الطفل الوطنية ودور المجلس للطفولة والأمومة فى تعزيز منظومة حماية الطفل الوطنية وكذا دور خط النجدة 16000 فى حماية الطفل ، ودور لجان حماية الطفل وتشكيلها ودورها فى حماية الطفل والإطار الاستراتيجي للطفولة والأمومة وأهم محاور الخطة الوطنية للطفولة والأمومة.
كما اشارت الدكتورة هيام نظيف، الى جهود المجلس فى مناهضة العنف ضد الفتيات وخدمات الإرشاد القانوني والنفسي التي يقدمها خطة نجدة الطفل بالمجلس في هذا المجال ، وكذا تعرض عرض أهم التحديات التي تواجه منظومة حماية الطفل وأهم السياسات المقترحة لتعزيز عمل منظومة الحماية الوطنية للطفل والإدارة العامة لخط نجدة الطفل، إضافة إلى استعراض للوضع القانوني الراهن في شأن زواج الأطفال وما يقوم به المجلس من جهود لمناهضة زواج الأطفال بالتعاون مع كافة الجهات المعنية حيث يوليه المجلس أهمية قصوى.
شارك فى الملتقي كل من الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان للطب الوقائي والصحة العامة والرعاية الأولية ، والدكتورة رشا خضر، رئيس قطاع الرعاية الصحية الأولية وتنمية الأسرة ، وإيف ساسينراث، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر.