الموت يقترب.. الاحتلال يضيق الخناق على مجمع الشفاء في غزة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حصاره العسكري المشدد لمجمع الشفاء الطبي وسط مدينة غزة وبدخله الآلاف من الناحين والجرحى والمرض والأطقم الطبية، وهو يعتبر أكبر مؤسسة طبية وصحية في قطاع غزة.
ولليوم الـ37 يستمر العدوان الإسرائيلي الهمجي ضد أكثر من 2.3 مليون مواطن فلسطيني محاصرين منذ 17 عاما داخل قطاع غزة، حيث استمر في استهدف وقتل المدنيين والأطفال، وهدم البيوت والمنازل على من فيها من السكان، إضافة لقنص كل من يتحرك وسط مدينة غزة؛ إما عبر الطائرات المسيرة أو من خلال القناصة التي تختفي في بعض منازل المواطنين وسط مدينة غزة.
وتتعرض المنظومة الصحية المنهارة في قطاع غزة بسبب العدوان والحصار وفقدان الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية، وعدم السماح بدخول المساعدات الطبية اللازمة، إلى أسوء وأكبر كارثة إنسانية تهدد حياة عشرات الآلاف من الجرحى والمرضي والأطفال.
وعن واقع مجمع الشفاء الطبي في ظل الحصار المشدد والعدوان العسكري الإسرائيلي المباشر، واقتراب الدبابات منه واستمرار تحليق طائرات الاحتلال فوقه، أكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أشرف القدرة، أن "مجمع الشفاء الطبي سقط تماما، لا يوجد به أي مقومات صحية بشأن الجرحى والمرضى، ولا معيشية بشأن كل من بداخلة من أطقم طبية ومرضى ونازحين".
ونوه القدرة في تصريح خاص لـ"عربي21": "أن مجمع الشفاء كان يقدم النسبة الأكبر من الخدمات الصحية والعلاجية لسكان القطاع، الآن هذا المجمع صفرا طبيا، وهو بات غير آمن ولا يشكل ملاذا إنسانيا أو صحيا للنازحين ولا حتى للجرحى والمرضى".
وأكد القدرة، أن "أعداد من النازحين داخل مجمع الشفاء الطبي يحاولون الخروج منه بأي شكل تحت القصف، وذلك لعدم توفر الماء ولا الغذاء ولا كهرباء، حتى كل من في المجمع من أطقم طبية ومرضى وجرحى لا تتوفر لهم كسرة خبز"، منوها أنه "لا تتوفر أي مقومات للحياة داخل مجمع الشفاء".
وأضاف: "تواصلنا مع كافة الجهات في العالم وكافة المؤسسات الدولية، لكن للأسف لا استجابة، بدأنا نفقد بشكل لافت عدد من جرحى العدوان كشهداء وعدد من المرضى كوفيات، سواء ممن في العناية المكثفة أو الأطفال الخدج أو المرضى الذين يحتاجون لتدخل جراحي لإنقاذ حياتهم، والأطقم الطبية لا تستطيع فعل ذلك".
ونبه أن "القصف الإسرائيلي مستمر لم يتوقف لحظة واحدة، وكل الاستهدافات التي تمر على المجمع من داخلة أو خارجه، بات تشكل خطورة على النساء والأطفال وكبار السن وضعفي المناعة بسبب كثافة الغبار والدخان الذي ينبعث من القصف والذي أغرق الأجواء داخل غرف المرضي والساحات".
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة، أن "حصار الاحتلال الحالي لمجمع الشفاء تسبب حتى الآن بوفاة طفلين في الحضانة ومواطن في العناية المركزة و5 في غرف العمليات، بإجمالي 4 مواطنين".
وبشأن تواصل الاحتلال مع إدارة المجمع والأطقم الطبية بداخله، قال: "الاحتلال يطلب إخلاء المجمع دون أي خطط بشأن الجرحى والمرضى والنازحين وحتى الأطقم الطبية، ولكن لا يوجد شيء اسمه إخلاء لأكثر من 10 آلاف مواطن، بينهم 1500 ما بين أطقم طبية ومرضى".
وتساءل بدهشة: "إلى أين يمكن أن يتم إخلاء مرضى العناية المكثفة والجرحى والأطفال الخدج؟"، مضيفا: "لا يمكن خروج هؤلاء إلى الشارع كي يمتوا".
وأشار القدرة، إلى أن "جيش الاحتلال يطلب إخلاء المجمع دون وجود أي تفسير لهذا الإخلاء".
وعن رسالة وزارة الصحة للمؤسسات الدولية المعنية بالأمر، قال: "نحن نفضنا أيدينا من هؤلاء، لأننا منذ 37 يوما من العدوان ونحن نناشد العالم ومؤسساته الزائفة، ولا يوجد تحرك أو استجابة، ويمكن القول إنهم غير راغبين على التحرك، ونحن نناشد رب العالمين أن يرفع عن هذا العدوان والظلم".
وشدد على أهمية تحرك كافة الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، بضرورة التحرك السريع والضغط على حكوماتهم، من أجل "التدخل بشكل عاجل لوقف العدوان وإمداد المستشفيات بما يلزم من الوقود والمستلزمات الطبية والأدوية ووقف استهداف المستشفيات والمراكز الصحية في القطاع".
ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 إلى 12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ وخلال الأيام والليالي الماضية من العدوان، واصلت طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل متزامن.
كما تواصلت الاشتباكات على الأرض بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال التي تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والآليات العسكرية المقتحمة لعدد من المناطق في شمال غرب القطاع وجنوب مدينة غزة، إضافة لاشتباكات كبيرة شرق خان يونس جنوب القطاع.
واستهدفت صواريخ الاحتلال شديدة التدمير، الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين والمخابر والأسواق ومخازن المياه ومولدات الكهرباء واللوحات الشمسية الخاصة بتوليد الكهرباء، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء.
وفجر السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الإسرائيلي غزة العدوان الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي أشرف القدرة غزة الاحتلال الإسرائيلي أشرف القدرة العدوان الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مجمع الشفاء الطبی مدینة غزة
إقرأ أيضاً:
غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 44,249 شهيدا
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع إلى 44,249 شهيدآ و104,746 مصابًا منذ بداية التصعيد قبل 417 يومًا، وأشارت الوزارة في تقريرها اليومي إلى أن القوات الإسرائيلية ارتكبت ثلاث مجازر خلال الساعات الـ24 الماضية، أسفرت عن 14 قتيلًا و108 إصابات وصلت إلى المستشفيات، وسط استمرار القصف المكثف على مناطق متفرقة من القطاع.
وأكدت الوزارة أن طواقم الإسعاف والدفاع المدني تواجه صعوبات هائلة في الوصول إلى مئات الجثامين العالقة تحت الأنقاض بسبب شدة القصف واستهداف المناطق السكنية، ودعت الوزارة ذوي القتلى والمفقودين إلى استكمال تسجيل بياناتهم لدى السجلات الرسمية التابعة لها لضمان توثيق كامل للضحايا.
وفي الشمال، يواصل الجيش الإسرائيلي قصفًا عنيفًا على مخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، مستهدفًا المباني السكنية والمرافق الطبية وحتى الأنقاض التي يحتمي فيها السكان، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني، وذكرت مصادر طبية أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في منطقة جباليا النزلة، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات، بينهم أطفال ونساء.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن النساء والأطفال يشكلون نحو 70% من ضحايا الحرب الإسرائيلية على غزة منذ نوفمبر 2023 وحتى أبريل 2024، وأعربت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن قلقها الشديد حيال الأوضاع الإنسانية للنازحين، خاصة في مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث يواجه السكان المقيمون في الخيام أمطارًا غزيرة وارتفاعًا في منسوب المياه، وسط غارات متواصلة وظروف شتوية صعبة.
ومع دخول الحرب يومها الـ417، تزداد حدة الأزمة الإنسانية، حيث بات القطاع يعاني نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية، في ظل استمرار الهجمات الجوية والبرية والبحرية الإسرائيلية، مما يجعل الوضع كارثيًا بشكل غير مسبوق.
النائب اللبناني قاسم هاشم: الإعلان عن اتفاق مع إسرائيل قد لا يستغرق أكثر من ساعات
قال النائب اللبناني قاسم هاشم إن الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل قد لا يستغرق أكثر من ساعات معدودة مؤكدا أن لبنان "متمسك بسيادته وعدم المسّ بها".
وأشار النائب إلى أن لبنان "سيعلن في حينه عندما تتبلور الصورة بشأن الاتفاق" مبينا أن "الأمور تبقى في خواتيمها".
وأضاف هاشم في تصريحات لقناة "الميادين": "رغم تأكيد الجانب الأمريكي أننا بتنا على بعد ساعات من الاتفاق، يجب علينا الحذر من غدر العدو ومراوغته".
وعلى الجانب الآخر، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون يوم أمس الاثنين، إن المحادثات الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع "حزب الله" اللبناني "ستمضي قدما".
وأصر دانون على أن إسرائيل "ستحتفظ في أي اتفاق بالقدرة على ضرب جنوب لبنان".
وأوضح السفير قبل اجتماع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنه يتوقع اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي يوم أمس الاثنين أو اليوم الثلاثاء لمناقشة قضية وقف إطلاق النار في لبنان.
إلى ذلك، أظهر استطلاع رأي نشرته "القناة 14" العبرية، أن أغلبية الإسرائيليين من اليمين واليسار، والأغلبية الساحقة من ناخبي الائتلاف، يعارضون اتفاق التسوية في لبنان، أو وقف إطلاق النار المؤقت.