معاناة كبيرة يعيشها أطباء ومصابون، داخل مستشفيات قطاع غزة، حيث هناك نقص شديد في الأدوية لمعالجة المرضى، الذين تتراوح إصاباتهم بين حروق وتمزق شامل في أنسجة المريض وإصابات في الدماغ.

وتعاني المستشفيات الحكومية من نفاد الأدوية والمستهلكات الطبية، في الوقت الذي تستقبل فيه مئات الجرحى والمصابين يوميا، في ظل الحرب الإسرائيلية المتصاعدة ضد القطاع، منذ 37 يوما.

وقبل الحرب، كانت غزة تعاني من نفاد 43% على الاقل من قائمة الأدوية الأساسية و25% من المستلزمات الطبية في مخازنها، وفق تصريحات رسمية صادرة عن وزارة الصحة في القطاع.

وفي مايو/أيار الماضي، قالت منظمة الصحة العالمية إن الشعب الفلسطيني ما زال يواجه عقبات كبيرة في "حقه بالصحة"، حيث قال تقرير إن نسبة توفر الأدوية في المخزن المركزي بقطاع غزة خلال الفترة من عام 2019 إلى عام 2021، وصلت إلى 55% فقط.

ويشهد القطاع الصحي في فلسطين تدنّيا ملحوظا ونقصا في المستلزمات الطبية، بسبب الإجراءات الإسرائيلية وتشديد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ نحو 16 عاما.

إلا أنه بعد الحرب، تفاقمت المعاناة، في ظل تكدس الشهداء والمصابين في المستشفيات تارة، ومنع الاحتلال إدخال المساعدات الإنسانية والطبية تارة أخرى.

اقرأ أيضاً

اليوم الـ36 للعدوان على غزة.. الاحتلال يقصف المستشفيات والمقاومة تصد توغلات برية

وكانت إسرائيل أعلنت مع بداية هجومها على غزة، منع دخول الماء والكهرباء والوقود والإمدادات الغذائية والطبية إلى القطاع.

ومع الارتفاع الكبير في أعداد الضحايا الفلسطينيين في قطاع غزة عقب تصاعد الهجمات الجوية الإسرائيلية، يحذر المسؤولون الصحيون في غزة والمنظمات الأممية والحقوقية الدولية من نقص الدواء على حياة الجرحى والمرضى في القطاع.

ووفق المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية كريستيان ليندماير، إنّ الوضع الصحي في غزة مأساوي، بعد بدء نفاذ الدواء في القطاع.

وأضاف في تصريحات قبل يومين: "ليس لديهم الاحتياجات الأساسية من الدواء لتلبية احتياجات المرضى، والمصابون في القصف لا توجد مساحة كافية لعلاجهم، بخلاف كل ذلك، هناك أمراض أخرى تنتشر، ويحتاج الرضع إلى الحضانات، ولا توجد أدوية لتقديمها لهم".

ودخلت مستشفيات قطاع غزة في حالة انهيار فعلي بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود جراء الحصار الإسرائيلي والقصف المستمر على القطاع.

ويحكي المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى مشرف الاستقبال والطوارئ خليل الدقران، حول هذا النقص بالقول: "هناك نقص كبير في الأدوية والمضادات الحيوية والمسكنات والأدوية الخاصة بغرف العمليات كأدوية التخدير، وكثير من الأدوية اللازمة لمرضى الكلى وحضانات الأطفال".

اقرأ أيضاً

هنية: الاحتلال يرد على ضربات المقاومة باستهداف مستشفيات غزة

وتنقل "الجزيرة"، عن الدقران، القول: "95% من الأدوية نفذت في المستشفى، والإصابات الخطيرة يتم معالجتها ببعض المسكنات البسيطة".

ويحذر الدقران بشكل خاص من نفاد أدوية المضادات الحيوية، وهو الأمر الذي يتسبب في زيادة التهاب الجروح، موضحا أن مجموع ما وصل إلى وزارة الصحة عبر معبر رفح لا يكفي 3% من حاجتها.

ويضيف أن "المستشفى اضطرت لبتر أطراف بعض الجرحى بعد التهابها عقب إجراء عمليات جراحية لهم، بسبب نفاد المضادات الحيوية.

كما يلفت إلى أن أدوية النزلات المعوية التي انتشرت بسبب اكتظاظ مراكز الإيواء واستخدام المياه الملوثة، مفقودة أيضا"، ويضيف: "تصلنا حالات مرضية للمستشفى، ولا يوجد أدوية لعلاجهم".

ويذكر مشرف الاستقبال والطوارئ أن المستشفى توجّه المرضى لشراء بعض الأدوية من الصيدليات الخاصة، لكنهم لا يجدونها هناك أيضا، وهو ما ينذر "بكارثة صحية حقيقية".

ويلفت الدقران إلى أن العديد من النساء الحوامل، تعرضن للإجهاض جراء نفاد الأدوية المميعة للدم -التي تمنع تجلط الدم- والمقويات والفيتامينات.

اقرأ أيضاً

القطاع الصحي في غزة يواجه الانهيار وتراكم الجثث ينذر بانتشار الأوبئة

كما يتطرق الدقران إلى مشكلة قرب نفاد الحليب اللازم للحضانات، ويقول: "قللنا عدد الرضعات للأطفال من 3 رضعات إلى واحدة في اليوم، لأن الحليب بدأ بالنفاد، وهذا قد يعرض الأطفال للخطر".

ويتابع: "نبحث في كل مكان للحصول على علبة حليب، ونكلّف الأهل للبحث، وهم بدورهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام بحثا عن حليب لإطعام أطفالهم".

أما الصيدلي إياد أبودقة، وهو مالك صيدلية خاصة، فيحذر من "كارثة"، بسبب أن "الأدوية تنفد في الصيدليات الخاصة والمستشفيات الحكومية".

ويشير الصيدلاني إلى أن الأدوية والمستهلكات الطبية لم تدخل إلى الصيدليات الخاصة في قطاع غزة منذ بداية العدوان.

ويذكر أن ما يدخل عبر معبر رفح من مساعدات، مخصص للمستشفيات الحكومية فقط، محذرا من أن كميات الأدوية المتبقية في صيدليات غزة تشرف على النفاد، متوقعا أن تغلق الصيدليات أبوابها قريبا.

ويضيف أبودقة، أن هناك أمراضا تنتشر في صفوف النازحين، بسبب الاكتظاظ في مراكز الإيواء، مثل الإسهال والنزلات المعوية -ويشمل القيء الشديد- ومرض الجرب (الجلدي)، والجدري المائي.

اقرأ أيضاً

الأردن: منع الدواء والغذاء والمساعدات عن غزة جريمة حرب

ويحذر من عدم توفر أدوية هذه الأمراض -إلا نادرا- في الصيدليات أو المستشفيات، بسبب الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويوضّح "أدوية الإسهال، والقيء غير متوفرة مطلقا، أما الجرب والجدري المائي، فهناك أدوية قليلة متوفرة، ستنفد قريبا"، أما الأدوية الخاصة بالغدة الدرقية فقد نفدت.

ويتحدث أبودقة عن خطورة نفاد أدوية الأمراض المزمنة، وهو الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على حياة المرضى، وخاصة أمراض القلب وضغط الدم المرتفع، والسكري والدهون والكولسترول، وغيرها من الأمراض.

ويوضح بالقول: "لدينا بعض الأدوية البديلة، ولكنها قليلة وإذا انقطعت سيكون هناك عجز كبير"، مناشدا بتوفير الحد الأدنى من هذه الأدوية".

ويشير أبودقة إلى مشكلة فقدان أدوية المضادات الحيوية، التي يعتبر أن انقطاعها خطير للغاية، ويقول "أي إنسان لديه التهاب أو جرح، أو أجرى عملية جراحية، سيزيد لديه الالتهاب، وسيضعف التئام الجرح، وسيحدث له مضاعفات ومشاكل كثيرة، إن لم يجد مضادا حيويا".

ويوضح أن غالبية مسكنات الألم للكبار والصغار، ومراهم الجروح، نفدت أو قاربت على النفاد.

اقرأ أيضاً

رايتس ووتش تندد بحصار غزة.. والقطاع يدخل مرحلة الانهيار الصحي الكبير

ويلفت الصيدلاني الفلسطيني إلى معضلة أخرى تواجه الصيدليات، وهي فقدان المستهلكات الطبية حتى في المشافي الحكومية.

ويوضح "لا توجد لفافات جروح، أو مشدات قطن، حتى المطهرات التقليدية مثل اليود، كلها غير موجودة، إذا جاءنا مريض أو مصاب نقول له: لا يوجد".

ورغم صعوبة الأوضاع في وسط وجنوبي قطاع غزة، يشير أبودقة إلى أنها تبقى أفضل حالا من أحوال صيدليات مدينة غزة وشمال القطاع، موضحا أن الصيدليات هناك مُغلقة غالبا، بسبب خطورة الأوضاع الأمنية، وشدة الغارات الإسرائيلية، ومطالبات قوات الاحتلال للسكان بالنزوح إلى مناطق الجنوب.

وفي هذا الصدد، يشير الصيدلاني ذاته إلى أن 70% من مستودعات وشركات تسويق الأدوية توجد في مدينة غزة لكنها مغلقة، الأمر الذي يفاقم من أزمة نفاد الأدوية في وسط وجنوبي القطاع.

ويضيف: "نخاطر بأنفسنا لتوفير البديل، نذهب إلى جنوبي القطاع لشراء الأدوية من المستودعات الموجودة هناك".

ومنذ 37 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، استشهد فيها أكثر 11 ألفا و100 فلسطيني، بينهم أكثر من 8 آلاف طفل وسيدة، وأصاب 28 ألفا بجراح مختلفة، حسب مصادر رسمية.

اقرأ أيضاً

مساعدات طبية كويتية عاجلة لصالح مسشفيات قطاع غزة

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إسرائيل حصار غزة مستشفيات أدوية قطاع غزة انهيار القطاع الصحي نفاد الأدویة اقرأ أیضا قطاع غزة إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

حريق مهول بمصنع أدوية في بومرداس

نشب، فجر اليوم الثلاثاء، حريق مهول داخل مصنع لإنتاج الأدوية، في ولاية بومرداس.

وحسب بيان الحماية المدنية، فإن الأخيرة، “تدخلت مدعمة من الوحدة الوطنية للتدريب و التدخل و الحماية المدنية لولاية الجزائر على الساعة 3 سا 40 د، من اجل إخماد حريق شب داخل مصنع لإنتاج الأدوية”. “بمنطقة الصناعية (أولاد علي), ببلدية ودائرة  خميس الخشنة”.

وأفادت الحماية، أنها تمكنت من السيطرة على الحريق ومنع انتشاره إلى باقي أنحاء المصنع. وتم إخماد الحريق كليا و منعه من الانتشار دون تسجيل أي خسائر بشرية

وتم تسخير للعملية،  14  شاحنات إطفاء، شاحنة سلم ميكانيكي ، سيارة اسعاف.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • الرعاية الصحية: التواصل مع كل الفئات ذات الصلة بصناعة القرار لحل مشاكل القطاع الصحي
  • حريق مهول بمصنع أدوية في بومرداس
  • مبيعات الأدوية المصرية تسجل 90 مليار جنيه خلال النصف الأول من 2024
  • أزمة نقص الأدوية في مصر: تحديات ومعاناة المرضى
  • نقص الدواء جدل دائر بالبرلمان.. ونواب: توفير الأدوية يعني إنقاذ حياة المرضى.. الأزمة طالت أكثر من ألف صنف ومصر تستورد 90% من المواد الخام
  • دولة عربية تعلن: لا توجد لدينا بطالة!
  • أمراء الحرب يدمّرون السودان وشعبه
  • مخاطر استخدام الادوية منتهية الصلاحية.. هذا ما يحدث
  • هذا ما يجب فعله عند تناول دواء منتهي الصلاحية
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: إسرائيل تسعى دائما لتعميق الأزمة الإنسانية في غزة