سلطت وكالة أنباء (أسوشيتد برس)، الضوء على اللقاء المرتقب بين الرئيسين الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينج في سان فرانسيسكو على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك).
وقالت الوكالة، في تقرير، إنه في وقت أصبح فيه الاقتصاد العالمي على المحك، تسعى الولايات المتحدة والصين إلى تهدئة التوترات في قمة أبيك، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة والصين تعدان أكبر قوتين اقتصاديتين على مستوى العالم، وتنتجان أكثر من 40% من السلع والخدمات في العالم، لذلك، عندما تخوض واشنطن وبكين معركة اقتصادية، كما حدث لخمس سنوات متتالية، فإن بقية العالم يعاني أيضا، وعندما تعقد قمة نادرة رفيعة المستوى، كما سيفعل الرئيسان جو بايدن وشي جين بينج هذا الأسبوع، فقد يكون لها عواقب عالمية، من الممكن أن يستفيد الاقتصاد العالمي من انفراجة بين الولايات المتحدة والصين، فمنذ عام 2020، عانى الاقتصاد من أزمة تلو الأخرى – جائحة كوفيد-19، وارتفاع معدلات التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، والصراعات العنيفة في أوكرانيا والآن في غزة، ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد العالمي بنسبة 3% هذا العام و2.

9% في عام 2024، وفقا لصندوق النقد الدولي.
ويقول إسوار براساد، أستاذ السياسة التجارية بجامعة كورنيل: "إن وجود أكبر اقتصادين في العالم على خلاف في مثل هذه اللحظة المشحونة، يؤدي إلى تفاقم التأثير السلبي لمختلف الصدمات الجيوسياسية التي ضربت الاقتصاد العالمي".
وذكر التقرير أن الآمال تتزايد في أن تتمكن واشنطن وبكين على الأقل من تهدئة بعض التوترات الاقتصادية بينهما في قمة أبيك، التي تبدأ اليوم في سان فرانسيسكو، باجتماع 21 دولة مطلة على المحيط الهادئ، تمثل 40% من سكان العالم وما يقرب من نصف التجارة العالمية، وسيكون الحدث الأبرز هو لقاء بايدن وشي الأربعاء المقبل على هامش القمة، وهي المرة الأولى التي يتحدث فيها الزعيمان منذ عام، وهي الفترة التي تفاقمت خلالها الاحتكاكات بين البلدين، وسعى البيت الأبيض إلى خفض التوقعات قائلا إنه لا يتوقع حدوث أية انفراجة.
وكانت العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين تتدهور لسنوات قبل أن تبلغ ذروتها في عام 2018، بتحريض من الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، لتصل إلى حرب تجارية شاملة، واتهمت إدارة ترامب، الصين بانتهاك الالتزامات التي تعهدت بها، عند انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001، بفتح سوقها الواسعة أمام الشركات الأمريكية وغيرها من الشركات الأجنبية التي أرادت بيع سلعها وخدماتها هناك.
وتابع التقريرأنه وفي بعض النواحي، أصبحت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في عهد بايدن أعلى مما كانت عليه في عهد ترامب، وتشعر بكين بالغضب الشديد بسبب قرار إدارة بايدن بفرض – ثم توسيع – ضوابط التصدير المصممة لمنع الصين من الحصول على رقائق الكمبيوتر المتقدمة والمعدات اللازمة لإنتاجها، وفي أغسطس الماضي، ردت بكين بالقيود التجارية الخاصة بها، فقد بدأت تطلب من المصدرين الصينيين للجاليوم والجرمانيوم، والمعادن المستخدمة في رقائق الكمبيوتر والخلايا الشمسية، الحصول على تراخيص حكومية لإرسال تلك المعادن إلى الخارج.
ويتحدث بعض المحللين عن "انفصال" بين أكبر اقتصادين في العالم بعد عقود من الاعتماد العميق على بعضهما البعض في التجارة، وفي الواقع، انخفضت واردات البضائع الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 24% حتى سبتمبر الماضي مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الولايات المتحدة الصين الولایات المتحدة والصین الاقتصاد العالمی

إقرأ أيضاً:

هل يدفع العالم ثمنَ غطرسة أمريكا والكيان الإسرائيلي؟ بابُ المندب خطُّ نار عالمي

بقلم ـ عبدالملك محمد عيسى*

 

تتصاعدُ حدةُ الصراع في المنطقة مع كُـلّ يوم جديد، حَيثُ تتشابك المِلفات السياسية والعسكرية والاقتصادية في معركة إقليمية مفتوحة بين محور المقاومة من جهة وأمريكا والكيان الإسرائيلي وحلفائهما الإقليميين من جهة أُخرى.

وبينما تلوّح واشنطن بالمزيد من التصعيد سواء ضد غزة أَو ضد اليمن، على خلفية استهداف السفن في البحر الأحمر، تبدو المنطقة والعالم بأسره على شفا أزمة اقتصادية غير مسبوقة عنوانها الأبرز: (باب المندب خط نار عالمي).

ففي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة وتهديد ترامب المباشر لحركة حماس بإجبارها على إطلاق الأسرى الصهاينة لديها بالقوة، جاءت الضربة اليمنية الحاسمة بإسقاط طائرة أمريكية من طراز MQ-9 في أجواء الحديدة بأسلحة محلية الصنع لتؤكّـدَ أن اليدَ اليمنية باتت على الزناد في البحر والجو معاً، ولم يكن هذا التطور منفصلاً عن السياق العام، بل جاء في ضوء زيارة وزير الدفاع السعوديّ خالد بن سلمان إلى واشنطن، حَيثُ بحث مع نظيره الأمريكي بيت هيغسيث سبل تعزيز التعاون الدفاعي والتطورات الإقليمية، هذا التنسيقَ العسكري السعوديّ الأمريكي في ظل استهداف اليمن وتصنيفه “إرهابياً”، يعكس بوضوح أن واشنطن تفكّر في مغامرة عسكرية ضد صنعاء بمباركة الرياض.

الرسالة اليمنية واضحة إما وقف العدوان الإسرائيلي الأمريكي على غزة ورفع اليد الأمريكية عن اليمن أَو دخول العالم في أزمة اقتصادية كبرى تبدأ من باب المندب، هذا المضيق الاستراتيجي الذي يمر عبره نحو 12 % من حجم التجارة العالمية وتحمل مياهُه إمدَاداتِ الطاقة والبضائع نحو أُورُوبا وآسيا وأمريكا؛ فإغلاق باب المندب -ولو مؤقتاً- يعني ارتفاعًا صاروخيًّا في أسعار النفط والغاز وقفزة جنونية في تكاليف الشحن البحري؛ ما سيؤدي إلى موجة تضخُّم عالمية غير مسبوقة، وخَاصَّة أن الاقتصاد العالمي أصلاً هشٌّ بعد سلسلة من الأزمات، منها العقوبات الأمريكية على روسيا والصين وأُورُوبا وكندا والمكسيك والحرب في أوكرانيا، وتداعياتها على الطاقة والغذاء واضطراب سلاسل التوريد منذ أزمة كورونا.

أزمة باب المندب إذَا انفجرت ستضع الاقتصاد العالمي أمام سيناريو ركود تضخمي كارثي، حَيثُ ترتفع الأسعار بينما تتراجع معدلات النمو والإنتاج، وهذا يعني زيادة كلفة الطاقة على الصناعات في أُورُوبا وآسيا وارتفاع أسعار الغذاء والنقل والشحن عالميًّا وانخفاض القدرة الشرائية لدى المستهلكين واضطراب أسواق المال وتهاوي العملات.

ما لا تدركُه واشنطن أن سلاح العقوبات الذي تستخدمه ضد الصين وروسيا واليمن وإيران وغيرها يرتد عليها اليوم بشكل أقسى؛ إذ لم يعد العالم أحادي القطبية خاضعاً بالكامل للإملاءات الأمريكية، بل أصبحنا أمام تعددية قطبية اقتصادية تلعب فيها المقاومةُ دوراً جديدًا، لا يقتصرُ على الرد العسكري بل يمتد إلى الردع الاقتصادي عبر التحكم بمفاصل التجارة العالمية.

أي تصعيد أمريكي إضافي ضد غزة أَو اليمن، سيؤدي إلى خلط الأوراق في الاقتصاد العالمي وإجبار الأسواق على دفع ثمن غطرسة واشنطن وحمايتها المطلقة لجرائم الكيان الإسرائيلي، وَإذَا كانت الإدارة الأمريكية تعتقد أن اليمن دولة معزولة ضعيفةٌ فَــإنَّ باب المندب وحدَه كفيلٌ بإثبات العكس، وبأن اليد التي أسقطت MQ-9 قادرة على إغلاق المضيق وتحويله إلى ساحة لهب عالمي، وقد تم تجريبه طوال عام كامل.

بين صراع السياسة وصراع الاقتصاد سيدرك العالم أن الهيمنة الأمريكية باتت تهديداً مباشراً لاستقرار التجارة والاقتصاد الدوليين، وأن مشروع المقاومة الذي يدافع عن سيادة الشعوب وكرامتها أصبح صمامَ الأمان الحقيقي لاستقرار المنطقة والعالم لا العكس.

* أُستاذ عِلم الاجتماع السياسي المشارك جامعة صنعاء

مقالات مشابهة

  • الصدر ومهمة إصلاح الدولة.. هل يسهم في تهدئة التوترات بين العراق والولايات المتحدة؟
  • الصدر ومهمة إصلاح الدولة.. هل يسهم في تهدئة التوترات بين العراق وأمريكا؟- عاجل
  • أمريكا وإيران.. تصاعد حدّة التوترات والتهديدات!
  • هل يدفع العالم ثمنَ غطرسة أمريكا والكيان الإسرائيلي؟ بابُ المندب خطُّ نار عالمي
  • حرب قيادة العالم بدأت.. والصين التقطت الخيط
  • مناورات بحرية مشتركة بين إيران وروسيا والصين تبدأ غدا الاثنين
  • الأمم المتحدة تُعرب عن قلقها إزاء تأجيج التوترات والعنف في سوريا
  • عاجل | هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول: إحراز تقدم معين في المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع حماس
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • غوتيريش يعرب علن قلقه إزاء التوترات الأمنية في الساحل السوري