قالت مستشارة وزير العدل الأمريكي الأسبق سارة فلاوندرز، إن "الولايات المتحدة شريكة لأبعد مدى في الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية البشعة التي تُرتكب يوميا في قطاع غزة المُحاصر وفي كل الأراضي الفلسطينية المُحتلة".

وأضافت فلاوندرز في مقابلة مصورة مع "عربي21"، أن "مسؤولية الولايات المتحدة عن تلك الجرائم لا تقل عن مسؤولية إسرائيل، لأن واشنطن تقدم دعما عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا وماليا غير مسبوق لتل أبيب".





ودعت، إلى الوقوف بكل الصور المتاحة في وجه ما وصفته بالدور الفاشي والإجرامي الذي تلعبه الولايات المتحدة حاليا في الحرب ضد غزة، وضد الفلسطينيين والشعوب المختلفة عموما.

وأشارت فلاوندرز إلى أن "كل جريمة ترتكبها القوات الإسرائيلية مُموّلة بالدولارات الأمريكية"، مؤكدة أن "إسرائيل ما كانت ستبقى موجودة على وجه الأرض لولا الدعم الأمريكي اللامحدود".

وتابعت: "ما كان لحرب غزة أن تستمر ليوم واحد –أو حتى لدقيقة واحدة- بدون أسلحة وآلة حرب الولايات المتحدة، وبدون مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية؛ حيث تتلقى إسرائيل أموالا طائلة من آلة الحرب الأمريكية أكثر من أي دولة في العالم، وهي تتلقاها على مدار 75 عاما. هذه كمية هائلة من الأسلحة الفتاكة، وبالتالي فواشنطن متورطة في الحرب ضد أهل غزة".

تواطؤ أمريكي

ولفتت فلاوندرز إلى أن "التواطؤ الأمريكي ضد غزة والقضية الفلسطينية ليس وليد اليوم، بل إنه مستمر منذ العام 1948؛ فواشنطن هي مصدر الدعم الرئيسي للدولة الصهيونية، ولذا فهي شريكة في المجازر التي تحدث في غزة والضفة، رغم أن ذلك يتعارض تماما مع كل القيم الأمريكية والإنسانية".

وأكملت: "إسرائيل كانت يجب أن تصبح أول دولة في العالم تخضع للعقوبات الأمريكية لو كانت واشنطن صادقة وعادلة في تنفيذ العقوبات على الدول التي تنتهك القانون الدولي وتضرب عرض الحائط بحقوق الإنسان والديمقراطية، لكننا نرى منذ زمن بعيد ازدواجية المعايير وسياسة الكيل بمكيالين".



ولفتت إلى أن "عملية (طوفان الأقصى) التي اندلعت يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر كانت بمثابة مفاجأة كاملة لهم (الإسرائيليون) حتى مع كل معداتهم، ومراقبتهم، وكاميراتهم. لقد كانوا غير مستعدين مطلقا لرد الفعل الفلسطيني"، مؤكدة أن "جميع منظمات المقاومة الفلسطينية اليوم متحدة لمعارضة الصهيونية اليوم".

وأشارت فلاوندرز إلى أنها كانت "عنصرا بالحركة السياسية في الولايات المتحدة للتضامن مع شعب فلسطين الذي يناضل من أجل حقوقه، ومن أجل حقه في العيش بعيدا عن الانتهاكات الاستعمارية الاستيطانية الكاملة لدولة إسرائيل الصهيونية اليوم، وأنها ستواصل دفاعها عن القضية الفلسطينية إلى الأبد".  

وقالت: "أنا أتحدث الآن في وقت أشعر فيه بإلحاح شديد لأن يقوم الناس في العالم أجمع بتوحيد أصواتهم والدعوة إلى وضع حد لهذا الهجوم الإسرائيلي الوحشي وللقصف الهائل الذي يحدث في غزة اليوم الذي أدى إلى مقتل الآلاف والآلاف من المدنيين الأبرياء، والذين معظمهم من النساء والأطفال الذين لقوا حتفهم في هذا القصف والعنف الذي يمارسه بلطجية المستوطنين الذين ينشطون في الضفة الغربية بالمعنى الحرفي للكلمة، حيث يقتحمون ويُدمّرون القرى ويختطفون ويأخذون الرهائن والمئات والآلاف من الأسرى الفلسطينيين".

الدفاع عن فلسطين

واستطردت قائلة إن "حرب غزة وحّدت إلى حد كبير المجتمع الفلسطيني بأكمله، وشعوب العالم الحرة، وآن الأوان للناس في جميع أنحاء العالم العمل على إيجاد كل وسيلة ممكنة للدفاع عن فلسطين ومعارضة الدعم الأمريكي لهذا التدمير الوحشي الذي يقوم به المستوطنون الإسرائيليون الذي نراه مُستمرا حتى اللحظة".

وطالبت فلاوندرز، بـ "وضع حد لسرقة الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعودة اللاجئين الفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم مرارا وتكرارا في السنوات الـ 75 الماضية".

وقالت إن "موقفنا هو التضامن الكامل مع أهل غزة ومع القضية الفلسطينية. إننا نرى أن هناك تغيّرا هائلا في الولايات المتحدة اليوم بين الشباب الذين لم يعرفوا سوى القليل عن هذا النضال في الماضي، لكنهم الآن يشعرون من قلوبهم بعدالة النضال الفلسطيني".



وأضافت: "ما يجري يكشف أيضا أن الهيمنة والقوة الأمريكية تفشل في الواقع، لأن إسرائيل كانت شريكها الاستراتيجي الوحيد، وهذا الشريك الاستراتيجي بدأ ينهار، وغير مستعد، وبدون خطة وغير قادر إلا على إحداث دمار شامل في المنطقة، وهذه سابقة خطيرة للغاية عندما يكون الرد الوحيد هو المزيد والمزيد من أسوأ أشكال الحرب".

وشدّدت على أن "شعب فلسطين له الحق في الحياة، والحق في الحياة حرا من الاحتلال، وأن يطالب بالإفراج عن الأسرى الذين تحتجزهم إسرائيل منذ سنوات طويلة. لقد دعت المقاومة الفلسطينية إلى تبادل الأسرى، ومع ذلك، تم الرد عليهم بالمزيد من القنابل والصواريخ التي تدعمها وتُموّلها واشنطن لمواصلة هذه الحرب الفاشية".

انتفاضة الملايين

وزادت فلاوندرز: "الناس في العالم كله ينتفضون بالملايين، ويجب أن تتواصل انتفاضتهم ليل نهار؛ فهذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما نحو السلام العادل، ولذلك يجب أن نقف مع فلسطين ونطالب بصوت عال بضرورة إيقاف القصف والعدوان الإسرائيلي".

وواصلت حديثها بالقول: "نحن أمامنا نضال طويل سيتطلب وقتا وجهدا، لكن لا ينبغي علينا مطلقا التوقف عن هذا النضال، ولا يجب التراجع عنه بأي صورة من الصور، وأنا متفائلة بأن هذا النضال لن يذهب سدى؛ لأن عدد المؤمنين به في تزايد مستمر، وأن جهودنا ستؤتي أكلها في نهاية المطاف".

ولفتت إلى أن "المعضلة في أمريكا تتمثل في أن الجمهوريين والديمقراطيين كلاهما داعمين بقوة لإسرائيل، وهو ما أثّر على مصداقية الولايات المتحدة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وهذا الوضع يجب أن ينتهي، وعلى العالم أن يقف إلى جوار فلسطين، ويجب علينا الدعوة لوقف كل أشكال الدعم والمساعدات لإسرائيل".



واستطردت قائلة: "رغم أن الانحياز الأمريكي والأوروبي لإسرائيل معروف منذ سنوات طويلة، إلا أن الانحياز الحالي في الحرب المتواصلة على غزة غير مسبوق هذه المرة، وهناك تبرير وتجاهل متعمد للمجازر المروعة التي ترتكبها سلطات الاحتلال".

ونوّهت فلاوندرز إلى أن "اتفاقيات التطبيع التي عقدتها العديد من الدول مع إسرائيل خلال السنوات المنصرمة كانت على حساب الشعب الفلسطيني، وأن تلك الاتفاقيات شجعت تل أبيب على مواصلة انتهاكاتها المختلفة بحق الفلسطينيين".

وأشارت مستشارة وزير العدل الأمريكي الأسبق، إلى أن "موقف واشنطن من دعم إسرائيل يثير غضبا شعبيا عالميا، حتى داخل الولايات المتحدة نفسها، وهذا الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل يضع مصداقية واشنطن على المحك".

ولفتت إلى أن "درجة التضامن والتعاطف مع القضية الفلسطينية في حالة تزايد مستمر، وستتزايد أكثر في المستقبل، وهو يجب البناء عليه حتى تأخذ قضية فلسطين العادلة حقها الكامل، وهذا الأمر يمكن أن يؤثر لاحقا على القرار الأمريكي بصورة أو بأخرى".

واختتمت فلاوندرز، بقولها: "علينا أن نتكلم بصوت عال، وأن نرفع أصوات إلى عنان السماء دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني؛ فيجب علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي تجاه المآسي الإنسانية.. فلسطين حرة".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات الولايات المتحدة واشنطن القوات الإسرائيلية حرب غزة الولايات المتحدة واشنطن القوات الإسرائيلية حرب غزة الانتهاكات الاسرائيلية مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی العالم یجب أن

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الأمريكي يصل بنما لمناقشة مطالب ترامب بشأن القناة

يمن مونيتور/قسم الأخبار

وصل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو السبت إلى بنما، حيث يعتزم الدفاع عن المصالح الأمريكية ومناقشة مطالب الرئيس دونالد ترامب بشأن قناة بنما.

وفي أول زيارة خارجية له، يزور وزير الخارجية الأمريكي القناة التي تربط المحيطين الأطلسي والهادئ، على أن يستقبله الرئيس خوسيه راوول مولينو الأحد، بحسب ما ذكر مسؤول أمريكي رفيع المستوى.

وتعهّد ترامب استعادة قناة بنما على خلفية التنافس مع الصين.

وهذه أول زيارة إلى الخارج لوزير الخارجية الأمريكي، وتأتي في اليوم نفسه الذي فرض فيه ترامب رسوما جمركية على المكسيك وكندا والصين.

وتأتي هذه الزيارة أيضا غداة زيارة استثنائية لريتشارد غرينيل مبعوث ترامب إلى فنزويلا، حيث نجح في تأمين إطلاق سراح ستة أمريكيين بعد التحدث مع الرئيس نيكولاس مادورو، رغم أن الولايات المتحدة لا تعترف بإعادة انتخابه.

بعد بنما، يتوجّه روبيو، وهو ابن مهاجرين كوبيين، إلى السلفادور وغواتيمالا وكوستاريكا وجمهورية الدومينيكان. خلال هذه الزيارات، سيكون هناك كثير من النقاشات بشأن الهجرة غير النظامية التي تعدّ من القضايا الأساسية بالنسبة إلى ترامب.

وفي مقابلة مع إذاعة “سيريوس إكس إم” SiriusXM بُثت الخميس، قال روبيو إنه يريد تعزيز شراكات الولايات المتحدة في المنطقة، مشددا على أن ذلك يصب في مصلحة هذه الدول.

وأضاف: “أعتقد أننا سنرى قارة أمريكية أكثر أمنا، وستكون مصالحنا في قناة بنما أكثر أمنا”.

وتابع روبيو: “أعتقد أن الرئيس كان واضحا جدا في أنه يريد إدارة القناة من جديد. من الواضح أن البنميين لا يؤيدون هذه الفكرة كثيرا”، وذلك بينما كان يتحدث عن “تهديد مباشر” للولايات المتحدة من جانب الصين.

وأكد أنه “إذا طلبت الحكومة الصينية منهم أثناء وقوع نزاع إغلاق قناة بنما، سيضطرون لفعل ذلك. إنه تهديد مباشر”.

حقبة جديدة

اختيار أمريكا الوسطى كوجهة أولى لروبيو لم يكن مصادفة.

فقد قال ماوريسيو كلافير كاروني: “سواء كان الأمر يتعلق بالهجرة أو الأمن أو التجارة، لا توجد منطقة أخرى في العالم لها التأثير نفسه في الحياة اليومية للأمريكيين مثل القارة الأمريكية”، وذلك بينما يندد ترامب بانتظام بـ”غزو” المهاجرين القادمين إلى الولايات المتحدة خصوصا من دول أمريكا الوسطى.

من جانبها، أشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس إلى “حقبة جديدة” من التعاون، نافية أي فكرة مفادها أنّ “أمريكا تعطي أوامر”.

(أ ف ب)

 

 

 

مقالات مشابهة

  • وزير فلسطيني سابق: إسرائيل دمرت نحو 90% من البنية التحتية في غزة
  • وزير فلسطيني سابق: إسرائيل تقدم نفسها كضحية أمام العالم
  • وزير الخارجية الأمريكي يصل بنما لمناقشة مطالب ترامب بشأن القناة
  • سموتريش يدعو وزير الخزانة الأمريكي لزيارة إسرائيل
  • وزير شئون الأسرى الفلسطينيين الأسبق: إسرائيل لم توقف حربها على غزة بشكل كامل
  • وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين الأسبق: إسرائيل لم توقف حربها على غزة بشكل كامل
  • المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلحة الولايات المتحدة
  • وكيل الأزهر الأسبق: مصر كلها جيش مستعد للدفاع عن الوطن
  • وزير الدفاع الأمريكي يؤكد التزام واشنطن بالدفاع عن كوريا الجنوبية
  • موقع أكسيوس الأمريكي: حادث الطائرتين في واشنطن الأكثر فتكًا منذ ربع قرن