غزة.. القوات الإسرائيلية توسع رقعة توغلها وتستهدف المستشفيات
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
واصلت القوات الإسرائيلية توغلها في مدينة غزة وشمال القطاع، وسط اشتباكات عنيفة مع المقاتلين الفلسطينيين الذين استهدفوا أليات عسكرية بقذائف الياسين 105.
وتحاصر القوات الإسرائيلية مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، أهم مستشفيات القطاع، وتدور في محيطه اشتباكات ضارية مع "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية.
** محاور التوغل الإسرائيلي في القطاع
وتقدمت القوات الإسرائيلية المتوغلة من محور الشمال، ووصلت إلى حي النصر، ومخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين.
ومن محور الجنوب، كانت الآليات العسكرية قد تقدمت من جهة حي الزيتون، وأطراف حي تل الهوى، جنوب مدينة غزة، وصولا إلى شارع الرشيد على شاطئ غزة، ثم وصلت إلى منطقة الميناء.
وأفاد مراسل الأناضول بوقوع اشتباكات عنيفة في مخيم الشاطئ، وحي الرمال، ومنطقة الكرامة، بمدينة غزة، بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين فلسطينيين، ما أدى إلى حدوث موجة نزوح واسعة النطاق.
** "الصحة غزة" تطلق تحذيرات
من جانبها، أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، عدة تحذيرات خلال الساعات الماضية، بعدم الخروج إلى ساحة مجمع الشفاء الطبي، تجنبا لاستهدافه من قبل الجيش الإسرائيلي الذي يحاصر المنطقة.
وأشارت إلى عدم تمكنها من إحصاء ضحايا اليوم (السبت) داخل قطاع غزة، بسبب انقطاع الإنترنت والاتصالات، محذرة من الاستهداف الإسرائيلي للمستشفيات التي تعاني نقصا هائلا في المستلزمات الأساسية.
ووفق مراسل الأناضول، أطلقت الطائرات والدبابات الإسرائيلية قذائف دخانية، وقذائف الفوسفور في ساحة مجمع الشفاء، لإحداث حالة من الهلع في صفوف النازحين والجرحى بداخله.
وغادر النازحون المستشفى، ولم يبق سوى الأطباء والكوادر العاملة، والجرحى ذوو الحالات الخطيرة فقط.
** لم يتمكنوا من دفن القتلى
وأدى القصف الإسرائيلي لمحيط المجمع، إلى سقوط ما يقارب 35 قتيلا مجهول الهوية، حيث لم يتمكن الأهالي من التوجه إلى هناك للتعرف عليهم، بسبب ضراوة الاستهداف الإسرائيلي، والاشتباكات الدائرة.
ولم تتمكن الكوادر من دفنهم أو إخراجهم من ساحة المجمع، حيث بقيت جثثهم ملقاة على الأرض، وسط نداءات استغاثة أطلقتها وزارة الصحة في القطاع، بضرورة وقف استهداف المستشفيات.
وفي وقت سابق السبت، أعلن مدير مستشفى الشفاء بغزة محمد أبو سلمية، أن "جثث الشهداء متكدسة وسنحاول دفنهم داخل المستشفى، الذي يتعرض ومحيطه لقصف مستمر من الجيش الإسرائيلي".
من جانبها، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، السبت، أن 39 طفلا في قسم العناية بمستشفى الشفاء، مهددون بالموت في أي لحظة، جراء انقطاع الأكسجين، تزامنا مع قصف جوي ومدفعي كثيف يتعرض له المستشفى ومحيطه غرب غزة.
ويتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه لاستهداف مستمر بالقصف من جانب الجيش الإسرائيلي، بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين" فيه، وهو ما نفته حكومة غزة مرارا.
ومنذ 36 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية، حتى ظهر الجمعة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: القوات الإسرائیلیة الجیش الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
المستشفيات الحكومية
مقالي اليوم من وحي زيارتي برفقة صديق إلى أحد المستشفيات الحكومية في مدينة جدة . لا أخفيكم أنني أصيبت بحيرة شديدة عندما شاهدت مدى تردي الخدمات عموما والنظافة خصوصا وغياب النظم الإدارية والطبية العملية والفعالة التي تاخذ في الحسبان معاناة المرضى من قضاء أوقات طويلة في أقسام الطوارئ تزيد عن العشر ساعات حتى يتم تقرير خطة العلاج داخل المستشفي أم خارجها.
ولا أخفيكم أن صدمتي كانت نتاج تجربتي مع الوحدات الصحية أثناء جائحة كورونا، حيث كان النظام الصحي نموذجا نعتز ونفخر به جميعا، بل تفوق على نفسه وعلى العالم أجمع، إدارة وتنظيما وعدالة ورقيا وإنسانية، بل كانت تجربة أبهرت العالم أجمع.
وبعد هذه الزيارة لدي العديد من الأسئلة تطرح نفسها بقوة مثل:
** لماذا لم نستطع أن نكمل مشوار تلك المهنية العالية والإحترافية بعد تلك التجربة الناجحة بإمتياز، والأخذ بإستراتيجياتها وأهدافها وأسلوب إدارتها وتطبيقاتها. ** وسؤال آخر لماذا تنجح المستشفيات الخاصة في تقديم خدمات مرضية لمرضاها بالرغم من أن مواردها المالية تحكمها الربحية والترشيد في الإنفاق والإقتصاد في إدارتها، مقارنة بمستشفيات القطاع الحكومي الذي أدرك تماما أن موارده المالية سخية جدا ويمكن عمل المعجزات بحسن إدارة تلك الموارد.
** لا أنكر ان هناك تحديات وعوائق كبيرة تواجه المستشفيات الحكومية، ولكن هناك أيضا الكثير من الفرص والموارد التي يمكن إقتحامها وتفعيلها وتحسينها وتطويرها والتغلب على مشاكلها مثل النظافة والتطهير والتعقيم، واولويات الصيانة وإدارة وتشغيل الحمامات وتفعيل أساليب التواصل المباشر مع المرضى وذويهم والمحافظة على جداول المواعيد والإجراءات الطبية بقدر الامكان، وتطوير وتحسين السلوك العام لفريق الأمن والحراسات، والحفاظ على المظهر العام للمباني والغرف بعيدا عن الملصقات والإعلانات التوعوية والإرشادية التي تلوث وتشوه المنظر العام لأماكن الإنتظار والممرات والمباني بصفة عامة الخ ..
** ولي ملاحظة أخري شديدة الأهمية، وهي من حق المريض أن يتعرف على طبيبه المعالج، وخصوصا في المستشفيات التي تستضيف طلبة طب الإمتياز، حيث تختلط الأمور أثناء مرور موكب الأطباء في الزيارات الصباحية والمسائية، حتي يطمئن المريض أنه في رعاية طبيب مؤهل لعلاجه.
وقبل ان أختم مقالي، لا بدّ من الإشادة باللوحة الوطنية الرائعة التي رسمتها وجود كوادر وطنية طبية شابة رجالا وفتيات مؤهلة في جميع التخصصات الطبية والبحثية والفنية، وهم يقدمون إستشاراتهم وخدماتهم الطبية بإقتدار.
إنها صورة راقية نعتز بها جميعا لما وصلت اليه إستراتيجيات وخطط إعداد وتنمية وتأهيل الكوادر البشرية في القطاع الصحي يؤدون أدوارهم وواجباتهم بكل ثقة وإحترافية.