رأي اليوم:
2025-02-23@23:06:28 GMT

اسيا العتروس: كانت تسمى جنين.. صارت تسمى جنين

تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT

اسيا العتروس: كانت تسمى جنين.. صارت تسمى جنين

 

اسيا العتروس كانت تسمى فلسطين صارت تسمى فلسطيني.. نستعير من الشاعر الفلسطيني والعالمي محمود درويش كلماته الخالدة التي نعود إليها لاختزال المشهد الراهن واستحضار ما آلت إليه المجازر المفتوحة في مدينة جنين التي تتعرض لعملية قتل بطيء تحت أنظار العالم … أقل من شهر فصل بين المجزرة المفتوحة التي استهدفت مدينة جنين بين مجزرة الأمس وحتى كتابة هذه الأسطر فقد بلغ عدد الشهداء بين جنين ورام الله احد عشر شهيدا و من يدري فالشيء الوحيد القابل للارتفاع تحت الاحتلال هو عدد القتلى الفلسطينيين و و هذا طبعا إضافة الى عشرات المصابين ولاشك أنه في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية والتبجح من جانب القادة العسكريين لكيان الاحتلال بأنه لا وجود لأي ضغوط دولية لوقف العملية العسكرية في جنين فان الأمر سيتواصل وعمليات القنص والاغتيالات الموجهة واستهداف المدنيين ستستمر.

. وهذا ما تؤكده الأحداث والتجارب على مدى عقود من سلطة الاحتلال الإسرائيلي الهمجي.. ما يحدث في جنين لا يحتاج الى دراية خارقة بأدبيات القانون الإنساني الدولي ولا بمفهوم جريمة الحرب المرفوضة والمدانة في كل مكان وزمان .. ما يحدث في جنين جريمة حرب كاملة الأركان باستعمال أسلحة محرمة دوليا. لكن إسرائيل لا تتورع عن استعمالها.. في المقابل يبقى مخيم جنين عنوانا لإرادة الحياة والإصرار على البقاء والتمسك بما بقي من الأرض رغم كل الممارسات الإرهابية التي تستهدف الأهالي وتستهدف شباب المقاومة الذي يقف بالمرصاد للاحتلال ويسعى الى اقتلاع موقعه وتأكيد وجوده ويرفض كل محاولات الاقتلاع والتهجير والنفي .. في معاهدات القانون الدولي تشكل الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني جرائم حرب.. ولعلنا لا نكشف سرا إذا اعتبرنا أن ما عاشته وتعيشه جنين من عدوان بمختلف أنواع السلاح المتوفر للجيش الإسرائيلي يتنزل في حكم جرائم الحرب المدانة والمرفوضة في كل العصور والعهود وهي جرائم لا تسقط بالتقادم وتستوجب الملاحقة والمحاسبة التي ترفض أن تأتي .. ما حدث في الساعات القليلة الماضية في مدينة جنين أعاد الى الأذهان ما أقدم عليه البلدوزر شارون في 2002 عندما حاصر جنين واقتحمها لتستمر المواجهات مع المقاومة على مدى إحدى عشرة يوما نال فيها الاحتلال ما ناله رغم انعدام التوازن وانعدام السلاح من المقاومة الفلسطينية الباسلة من تصد وإصرار على عدم الاستسلام للمحتل .. السلطة الفلسطينية التائهة بين الاحتلال المسعور وبين قلة الحيلة والخوف من الانهيار وصفت ما يحدث في جنين بجريمة حرب وهي فعلا جريمة حرب تستهدف المدنيين من نساء وأطفال وشباب وتستهدف البشر والشجر وتستهدف سيارات الإسعاف والمستشفيات والكهرباء والماء بما يعني أن جنين أمام عملية إبادة مخطط لها يجري تنفيذها على أرض الواقع .. إزاء ما جرى وما يجري لم تجد السلطة الفلسطينية من خلاص سوى مطالبة الجامعة العربية بعقد اجتماع طارئ اليوم لإيقاف المجزرة.. طبعا لا نريد استباق الأحداث ولسنا في إطار قراءة المجهول ولكن الحقيقة أنه سيكون من الغباء انتظار موقف أو قرار من الجامعة العربية يمكن أن يردع كيان الاحتلال أو يقف دون مواصلة ناتنياهو جرائمه المتراكمة التي يسعى من خلالها أيضا الى الهروب من أزماته السياسية الداخلية ومن الملاحقات القانونية لشخصه وزوجته بالفساد وهو بالتأكيد كسابقيه يجد خلاصه في الدم الفلسطيني المستباح لتحويل الأنظار عن فشله داخليا واقتراب موعد انهيار حكومته المتطرفة … وقد أكدت الأحداث أن افتعال الأزمات والمرور الى تأجيج الأوضاع وإعلان الحرب على الفلسطينيين كانت ولا تزال خيارا أساسيا للهروب من الأمر الواقع وتأجيل السقوط ولو الى حين وإطالة عمر الائتلاف الحاكم المتطرف .. يقول أغلب شباب جنين “لسنا عشاق الدم بل عشاق الحياة إذا استطاعنا إليها سبيلا”.. ولكن عندما يفرض على المواطن الفلسطيني الدفاع عن أرضه وعرضه وما بقي من كرامة الوجه فإنه سيضع حتما نصب عينيه هذه الكلمات الرائعة التي تغني عن كل البيانات العربية الجوفاء ويردد .. عَلَى هَذِهِ الأرْضِ مَا يَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ: عَلَى هَذِهِ الأرضِ سَيَّدَةُ الأُرْضِ، أُمُّ البِدَايَاتِ أُمَّ النِّهَايَاتِ. كَانَتْ تُسَمَّى فِلِسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى فلسْطِين. سَيِّدَتي: أَستحِقُّ، لأنَّكِ سيِّدَتِي، أَسْتَحِقُّ الحَيَاةْ. نحن بدورنا نقول كانت تسمى جنين صارت تسمى جنين .. آسيا العتروس

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

إذاعة الاحتلال: الجيش يستعد للبقاء فترة طويلة في مخيم جنين

أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل عن "إذاعة جيش الاحتلال" أن الجيش يستعد للبقاء فترة طويلة في مخيم جنين مع كتيبة دائمة ستستمر في العمل حتى إشعار آخر.

وأكدت مصادر فلسطينية أن القوات الإسرائيلية دفعت فجر اليوم الأحد بتعزيزات عسكرية باتجاه مدينة جنين بالضفة الغربية، مع استمرار عملية "الجدار الحديدي" التي أطلقها في المدينة ومخيمها لليوم الـ34 على التوالي.

وقالت مصادر محلية إن جرافات إسرائيلية اقتحمت بلدة قباطية جنوب جنين وبدأت بتدمير البنية التحتية في محيط دوار الشهداء، استعدادا لإقامة نقاط عسكرية.

مقالات مشابهة

  • فاتن عبد المعبود: تصعيد غير مسبوق من الاحتلال بمدينة جنين
  • أبو دياك يكشف عدد المنازل المدمرة كليا في مخيم جنين
  • جيش الاحتلال يعلن مغادرة 40 ألف فلسطيني من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس
  • إذاعة الاحتلال: الجيش يستعد للبقاء فترة طويلة في مخيم جنين
  • قوات الاحتلال تدفع بتعزيزات إلى جنين
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عرابة جنوب جنين
  • أبو الغيط: قوات الاحتلال ارتكبت جرائم غير مسبوقة في قطاع غزة
  • منتخب شباب العراق يُنهي تحضيراته لمباراة أستراليا في بطولة اسيا تحت 20 عاماً
  • بعد عملية تفجير الحافلات في تل أبيب.. ماذا يحدث بالضفة الغربية؟
  • «مايكروسوفت» تتوقع ابتكار أول حاسوب كمي تجاري لها خلال سنوات