رأي اليوم:
2024-12-31@15:07:48 GMT

خديجة مسروق: الثورة الجزائرية قصة كفاح

تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT

خديجة مسروق: الثورة الجزائرية قصة كفاح

خديجة مسروق من الصعوبة بمكان أن نختزل تاريخ الثورة الجزائرية في بضعة سطور. و هو التاريخ الحافل بالمحطات الشاهدة على فظاعة الإحتلال الفرنسي للجزائر , و على بسالة الشعب الجزائري و استماتته من أجل تحرير  أرضه  من براثن هذا   العدو الغاشم , منذ أن وطئتها  أقدامه في الخامس من شهر جويلية من سنة 1830إلى غاية الخامس من جويلية 1962 و هو التاريخ الذي لوّحت فيه الحرية الحمراء لواءها بفضل تضحية الوطنيين الأفذاذ بالغالي و النفيس لأجلها.

عملت القوات  العسكرية الفرنسية  على قمع الشعب الجزائري و إذلاله بشتى الطرق , و تفننت في جرائمها في حق هذا  الشعب . غير أنها لم تكن تهنأ في كل عملية إجرامية تقوم بها . الجزائريون لم يدخروا أي جهد في التصدي لها , و إن كانت وسائلهم بسيطة فرب السماء كان يمطرهم بالعون , وماضاع حق يوما  ووراءه مطالب .

بدأ فتيل  الثورة الجزائرية  بالانتفاضات الشعبية  عبر القرى و المداشر. كان الجزائريون   يقومون بثورات محلية و تفجيرات في مراكز العدو  يتكبد فيها كثيرا   من الخسائر المادية و البشرية  ..

 و كان العدو الفرنسي  قد استغل  حالة الأمية  أو الجهل  الذي كان  يجثم  على عقول أغلب  الجزائريين, فحاول إقناعهم بأن الجزائر فرنسية  و أن فرنسا دخلت أرضهم من أجل خدمتها و اصلاحها .و كل ذلك  من أجل  طمس هويتهم الوطنية.و بذلك يتراجع الجزائريون عن محاربتها و الإذعان لقراراتها . غير أن المصلحين و أهل العلم من أبناء الجزائر  حملوا على أكتافهم مهمة توعية الشعب و تنويره .وهبت رياح الحركة الاصلاحية مع الشيخ عبد الحميد بن باديس و البشير الإبراهيمي و الطيب العقبي و غيرهم من رواد الاصلاح .  و انطلقوا في الدروس التوعوية من المساجد و الزوايا  لبناء عقل الانسان الجزائري . و ذلك  بتصحيح المفاهيم الخاطئة التي رسمتها السياسة الاستعمارية و نشرتها بين أوساط  الجزائريين   قبل طرح فكرة الاستقلال , و نشر الوعي و شحذ الهمم في نفوس المواطنين ليكونوا أكثر استعدادا لمقاتلة العدو  , واقناعهم بأن ما أخذ بالقوة لا يستردّ إلا بالقوة .

وأشرقت شمس اليقظة على  الجزائريين المخلصين , الذين  تأكدوا أن فرنسا لا تريد خيرا للجزائر , و أن القوة هي الحل الوحيد  لإخراجها من  بلادهم .   فاثبتوا أنهم كالبنيان المرصوص لا تزعزعهم رياح و لا أعاصير .

و تشكلت لجان للتخطيط لأعظم ثورة يشهد لها التاريخ .فانطلقت الاتصالات السرية بين الثوار و المناضلين في جميع أنحاء  الوطن, للاتفاق على تفجير شرارة أول نوفمبر من العام 1954. فأشعلوا فتيلها في زمن واحد في كل بقعة من أرض الجزائر.إنها اللحظة الحاسمة في تاريخ الجزائريين .

 الفاتح من نوفمبر كان البرزخ بين مرحلتين فاصلتين انتقلت فيها الجزائر من مرحلة المقاومة الشعبية إلى مرحلة الكفاح المسلح تحت لواء حزب جبهة التحرير الوطني الجزائري . التفّ الشعب الجزائري حول الثورة . و قد قال في هذا الصدد  الشهيد العربي بن المهيدي مقولته الشهيرة ‘القوا بالثورة إلى الشارع يتلقفها الشعب ‘ . و اتخذ الثوار من الجبال معاقل لهم للتربص بقوات الاستعمار  .و تحصلت الجزائرآنذاك  على الدعم المعنوي و المادي من الدول الشقيقة و الصديقة مساندة  للثورة   و دعمها بالسلاح و العتاد .فشكَّلَ المجاهدون  قوة ثورية ضد جحافل العدو الفرنسي, التي زعزعت وجوده وقوته التي ظنها أنها لا تقهر. سبع سنوات و نصف من القتال  الدامي المتبادل بين المجاهدين و عساكر الاحتلال ــ و قد عدّ  الدارسون   أطول استعمار عرفته  الانسانية هو الاستعمار  الفرنسي للجزائرــ عرف الشعب الجزائري خلال هذه  الحقبة ‘ الاستعمارية ‘ أبشع أنواع القهر و الإذلال من قبل المحتلين . مازاد هذا الشعب إصرارا وعزيمة  على التحدي في  مواصلة القتال لتحرير وطنهم من الوجود الاستعماري  .  و كانت  قوات العدوتقابل تحديهم بمحاولة القضاء عليهم.  منهم من  يتعرض  للموت فيلاقي ربه شهيدا,  ومنهم من يتم القبض عليه  فيزج به في مراكز  الإعتقال . و تفنن عساكر فرنسا في تعذيب الجزائريين الموجودين  داخل هذه المراكز بأساليب لا علاقة لها بالانسانية , باستعمال الكهرباء و الماء و عمليات غسيل المخ,  و تجريد المساجين من ثيابهم و التجول بهم وسط الشوارع , و انتهاك أعراض محارمهم أمامهم  و غيرها من أنواع التعذيب التي كان يمارسها الاحتلال   لبث الرعب في نفوس المواطنين و محاولة  كسر عزيمة المجاهدين و الثوار..

 سجون فرنسا بالجزائر التي مورست فيها عشرات بل مئات من العمليات العقابية الفظيعة ضد المعتقلين الجزائرين ــ و هناك كثير ممن استشهدوا تحت التعذيب ــ لا تزال شاهدة إلى اليوم على جرائم فرنسا .  كسجن ‘ سركاجي’ الذي  نفذت فيه مئات العمليات الإجرامية ضد الشعب الجزائري , و هناك مركز’  بني مسوس ‘  و’ مركز موران ‘ و غيرهم من معاقل التعذيب التي لازالت  إلى اليوم  موجودة كمعالم تاريخية كبيرة  تشهد على بشاعة الاحتلال.   .

جرائم فرنسا ضد الانسانية لم تنته بخروجها من أرض الجزائر, بل إلى اليوم الخطر يحدق  بالأرض و الانسان  و الحيوان في  كثيرمن  مناطق الجنوب و الصحراء بأكملها . بسبب الألغام التي دستها   في هاته البقاع الشاسعة  من الصحراء  الجزائرية   التي كانت و لا تزال تؤرقها , كيف لا وقد احتلت الجزائر من أجلها  للإستيلاء على الخيرات الموجودة بها  . و لما بات حلم فرنسا  وهمًا  تأكدت من استحالة  تحقيقه , استعملت سياسة الأرض المحروقة بالقيام بالتجارب النووية على  هذه الأراضي  , التي تسببت في مقتل عشرات المواطنين و إصابة كثيرمنهم  بعاهات مستدامة بسبب الإشعاعات النوووية     .

و إذا كانت فرنسا ترفض الاعتراف بجرائمها التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري أيام الاحتلال , فإن التاريخ حافل   بالشواهد التي تؤكد على ذلك و بعض الشواهد موجودة في عقر دارها . يكفي أن متحف باريس يضم عشرات من جماجم الثوار الجزائرين الذين قامت بقتلهم و لم تكتف بذلك , بل قامت بفصل رؤوسهم عن أجسادهم وتهريب تلك الجماجم     لتضعهم  كقطع تذكارية  في متحف باريس  الكبيريتحلق الزائرون له حولها , و كأنها تؤكد للعالم عن عدائها للإنسانية .وكانت الدولة الجزائرية قد استردت مؤخرا  بعضا من هذه الجماجم ليحويهم تراب  أرضهم الطاهرة الذين  ضحوا بكل شيء  من أجله..  حين لم تنجح   فرنسا في كل مخططاتها العسكرية و أيضا  السياسية  التي حاكتها ضد الجزائر من أجل البقاء على أرضها .اضطر  شارل دوغول مرغما  بعد عجزه في التصدي لمقاومة الشعب الجزائري الباسل  على الموافقة  على  مبدأ تقرير المصير, بعد فشله في تطبيق سلم الشجعان الذي ينص على واجب تخلي الشعب الجزائري عن الثورة  , و أبرمت اتفاقية إيفيان في 18 مارس  من العام 1962لتعلن الجزائر عن وقف القتال.و رغم استفزازات العساكر الفرنسية للجزائريين إلا أنها لم  تحرك فيهم  ساكنا حيث  استطاعوا أن يحافظوا على مبدأ وقف اطلاق النار .ويتم  الإعلان عن قيام دولة مستقلة ذات سيادة  .ويلوح العلم الوطني بألوانه الثلاثة خفاقا في كل التراب   الوطني , و تعلن الجزائر عن احتفالاتها بالاستقلال الرسمي  في الخامس من جويلية 1962 , و الجزائريُّ ينتشي طعم الحرية و الاستقلال  في شموخ  و هو الذي كان ولا  يزال يرفض  أن تنحني هامته لغير الخالق  ..

فالسلام على أبناء الجزائر الذين ضحوا من أجل الحرية  بالغالي و الرخيص  و عقدوا العزم أن تحيا الجزائر . فكل عام ووطني الجزائر ينعم بالسلام و الحرية و المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار ..                         .

كاتبة من الجزائر

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: من أجل

إقرأ أيضاً:

حقوقي لـ عربي21: الجزائر توظف ملف التجارب النووية الفرنسية لأهداف شعبوية

قلّل رشيد عوين مدير منظمة شعاع لحقوق الإنسان، من أهية الهجوم الذي شنه الرئيس الجزائري مساء أمس الأحد على فرنسا على خلفية الجرائم التي ارتكبتها بحق بلاده أثناء الفترة الاستعمارية، واعتبر أن هذا الهجوم ليس إلا محاولة أخرى لتوظيف ملف التجارب النووية الفرنسية لخدمة أهداف شعبوية، بعيدًا عن أي التزام حقيقي بحماية حقوق ومصالح الشعب الجزائري.

وأكد عوين في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "السلطات الجزائرية تعرقل الناشطين بدلًا من الضغط على فرنسا"، وقال:  "رغم مراسلات المقررين الأمميين في سبتمبر الماضي، لم تبادر السلطات الجزائرية بالتعاون مع الأمم المتحدة للضغط على فرنسا لتنظيف مواقع التجارب النووية. بل عمدت إلى التضييق على الناشطين المهتمين بالملف عبر أجهزة المخابرات ومسؤولي وزارة المجاهدين، مما يعكس تناقضًا واضحًا في التعامل مع هذه القضية."

وأضاف: "واصل تبون الترويج لمطلب تنظيف مواقع التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية، وهو خطاب مكرر يفتقر إلى الجدية ويغلب عليه الطابع الشعبوي. ورغم ادعاءاته المتكررة، آخرها في 5 أكتوبر 2024، لا توجد أي مؤشرات على إرادة سياسية حقيقية لمعالجة هذا الملف ، مما يجعل تصريحاته مجرد محاولات لاستمالة الرأي العام الوطني دون خطوات عملية".

وأكد عوين أن "الجزائر نفسها تواجه اتهامات بتعريض مواطنيها لمخاطر الإشعاعات النووية، خصوصًا في التسعينيات عندما أقامت محتشدات عسكرية قريبة من مواقع التجارب النووية، احتجز فيها عشرات الآلاف من الجزائريين".

وانتقد عوين بشدة الأوصاف التي كالها الرئيس تبون للإعلامي بوعلام صنصال، ووصفه بأنه "متحيل، ومجهول الهوية والأب"، وقال: "في الجزائر، لا يقتصر التشهير والتشكيك والطعن في الشرف على الإعلام المتملق فقط، بل يعكس سياسة نظام متكاملة يقودها الرئيس تبون. ووصفه للكاتب بوعلام صنصال، مسلوب الحرية الذي لا يزال قيد التحقيق، بأنه (لص مجهول الهوية والأب) يمثل صورة صارخة لانحدار الخطاب الرسمي إلى مستويات متدنية، بعيدًا عن أي احترام للقيم أو الأخلاقيات".

وأضاف: "هذا التصريح ليس فقط هجومًا شخصيًا، بل يشكل تدخلًا مباشرًا في سير العدالة، مما يضرب مبدأ استقلالية القضاء في الصميم. مثل هذه الخطابات تكشف عن منهجية تسعى لعدم احترام الحق  في ضمان محاكمة عادلة. كما أن الخطاب الرسمي بهذا الشكل لا يسيء فقط إلى صورة الدولة، بل يعمق أزمة الثقة في المؤسسات ويُظهر عجز السلطة في تعزيز استقلالية القضاء".

وحول اعتزام الرئيس تبون الدعوة لحوار وطني قال عوين: "أعاد الرئيس تبون الحديث عن الحوار الوطني، متفاخرًا بتدابير تهدئة لم يستفد منها سوى 5 معتقلي رأي، في وقت يستمر احتجاز أكثر من 200 معتقل رأي وأكثر من 150 سجينًا سياسيًا. هذه التصريحات تهدف لتجميل صورة النظام خارجيًا، دون أن تعكس إرادة سياسية حقيقية لاحترام الحقوق والحريات أو تحقيق تغيير داخلي ملموس"، وفق تعبيره.

وانتقد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بشدة فرنسا على خلفية تاريخها الاستعماري في الجزائر (1830-1962). وأكد أن الجزائر تطالب فرنسا بالاعتراف بجرائمها الاستعمارية، مشددًا على أن بلاده لا تسعى إلى تعويضات مادية، بل إلى استعادة كرامة أجدادها.

وأشار الرئيس عبد المجبد تبون، في خطاب له أمام البرلمان الجزائري بغرفتيه أمس الأحد، إلى أن الاستعمار الفرنسي خلف دمارًا واسعًا في الجزائر، مؤكدًا أن البلاد كانت متقدمة قبل الاستعمار، حيث كانت تصدر القمح لفرنسا قبل عام 1830. كما ذكر أن عدد شهداء الجزائر خلال فترة الاستعمار بلغ 5.6 مليون شخص.

وهاجم الرئيس عبد المجيد تبون الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، دون ذكر اسمه صراحة، واصفًا إياه بـ"المحتال" و"اللص" و"مجهول الهوية والأب".

جاءت هذه التصريحات بعد اعتقال صنصال في نوفمبر 2024، إثر تصريحات أدلى بها لوسائل إعلام فرنسية، زعم فيها أن أجزاءً من الجزائر كانت تتبع دولًا أخرى قبل الاستعمار الفرنسي، مما أثار جدلاً واسعًا واعتبرته السلطات الجزائرية تحريفًا للتاريخ ومساسًا بالوحدة الوطنية.

في خطابه، أشار تبون إلى أن "فرنسا ترسل محتالين لتشويه تاريخ الجزائر"، في إشارة واضحة إلى صنصال.

يُذكر أن صنصال معروف بمواقفه المثيرة للجدل، بما في ذلك تأييده للاحتلال الإسرائيلي وزيارته لإسرائيل، مما جعله شخصية مثيرة للانتقادات في الجزائر.

تأتي هذه التطورات في سياق توتر العلاقات بين الجزائر وفرنسا، حيث استدعت الجزائر سفيرها من باريس واتهمت الاستخبارات الفرنسية بارتكاب أعمال عدائية على أراضيها.

على صعيد آخر جدد الرئيس عبد المجيد تبون تأكيد موقف الجزائر الثابت في دعم القضيتين الفلسطينية والصحراوية. وأكد استمرار الجزائر في مساندة الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، مشددًا على أن الجزائر لن تتخلى عن فلسطين حتى تحقيق استقلالها وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح أن موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية لن يتغير، مؤكدًا أنها قضية تصفية استعمار وأن الشعب الصحراوي يجب أن يتمتع بحق تقرير المصير. وأشار إلى أن فكرة الحكم الذاتي هي مقترح فرنسي وليس مغربي، وأن الجزائر تحترم الشرعية الدولية في هذا السياق.

داخليا أعلن تبون عن إطلاق حوار سياسي مع الأحزاب الجزائرية مطلع عام 2025، بهدف تعزيز استقلال الدولة وتقوية الجبهة الداخلية. وأشار إلى أن هذا الحوار سيكون جامعًا وعميقًا، وسيتوج بإصدار قوانين جديدة للأحزاب والجمعيات.

إقرأ أيضا: تبون يتحدث عن الصحفي الموقوف صنصال.. "مجهول الأب أرسلته فرنسا" (شاهد)

مقالات مشابهة

  • رفيق شلغوم يكتب: دولة ناشئة.. أهداف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الواضحة
  • حصاد الرياضة الجزائرية: ملاعب عالمية.. تألق أولمبي وعسكري ووداع الأساطير
  • وزير الخارجية الجزائري: نواصل المرافعة من أجل إصلاح جامعة الدول العربية
  • وزير الخارجية الجزائري: موقفنا واضح من الملف السوري القائم على ثلاث ركائز أساسية
  • موعد مباراة الأهلي وشباب بلوزداد الجزائري والقنوات الناقلة
  • حقوقي لـ عربي21: الجزائر توظف ملف التجارب النووية الفرنسية لأهداف شعبوية
  • عقوبات على اتحاد بسكرة الجزائري بعد حادثة الحجارة
  • الرئيس الجزائري مهاجمًا الكاتب بوعلام صنصال: لص مجهول الهوية أرسلته فرنسا
  • حوادث من العالم.. «حدث» يقتل شقيقته ومصرع مهاجرين وسيّاح
  • صعدة.. وقفة لقبيلة آل عمار بمديرية الصفراء تضامناً مع الشعب الفلسطيني