صحيفة: معركة "إغلاق الحكومة الأمريكية" تضع المساعدات الجديدة لإسرائيل وأوكرانيا على المحك
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم /الأحد/، أن الخلافات الجارية في واشنطن الآن بشأن اقتراب موعد إغلاق الحكومة الأمريكية من شأنها أن تضع المساعدات الجديدة المرتقبة لإسرائيل وأوكرانيا على المحك.
وذكرت الصحيفة - في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني - أن الكونجرس الأمريكي لا يزال بعيدًا عن التوصل إلى اتفاق لتجنب إغلاق الحكومة الوشيك وتمرير طلب الرئيس جو بايدن بقيمة 106 مليارات دولار للحصول على مساعدات أمنية لأوكرانيا وإسرائيل، حيث تهدد مواجهة أخرى بشأن الميزانية في واشنطن بتقويض أهداف السياسة الخارجية للبيت الأبيض.
وأضافت أنه مع بقاء أقل من أسبوع قبل الموعد النهائي يوم الجمعة القادمة لتمرير مشروع قانون الإنفاق أو إغلاق المكاتب والعمليات الفيدرالية، لم يصبح لدى الجمهوريين والديمقراطيين طريق واضح للتوصل إلى تسوية، وسط زيادة الانقسامات حول ملفات المساعدات الدولية وتمويل أمن الحدود واتجاه المساعدات والسياسة المالية.
وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن احتمال الإغلاق الوشيك للحكومة دون الموافقة على تمرير المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل يهدد بإلقاء ظلاله على قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) التي يستضيفها بايدن في سان فرانسيسكو الأسبوع المقبل، بما في ذلك اجتماعه المقرر مع الرئيس الصيني شي جين بينج في حين حذرت وزارة الدفاع "البنتاجون" هذا الأسبوع من أنها قد تضطر إلى "تقليص" دعمها لكييف، بعد استنفاد 95% من الأموال المخصصة لأوكرانيا.
وقالت سابرينا سينج، نائبة السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع، للصحفيين يوم الخميس الماضي: "سنواصل طرح الحزم، لكنها قد تكون أصغر حجمًا".. مضيفة "لذا فإننا نناشد الكونجرس حقًا الموافقة على الطلب الإضافي الذي أرسله الرئيس حتى نتمكن من الاستمرار في تلبية احتياجات أوكرانيا في ساحة المعركة".
وأبرزت الصحيفة البريطانية أن "هذه المواجهة بشأن الميزانية الفيدرالية تمثل أيضًا أول اختبار لقيادة رئيس مجلس النواب الجمهوري الجديد مايك جونسون، الذي تم انتخابه لهذا المنصب الشهر الماضي بعد أن أطاح منشقون يمينيون متطرفون بكيفن مكارثي من المنصب بسبب إبرامه اتفاقًا مع الديمقراطيين لتجنب الأزمة بشأن آخر تهديد بالإغلاق، قبل نحو ستة أسابيع فقط".
وأردفت تقول "نظرًا للفجوة الكبيرة بين طلب بايدن لأوكرانيا وإسرائيل وما يستعد الجمهوريون لتمريره، يناقش المشرعون ما إذا كان بإمكانهم تمرير إجراء تمويلي جديد لسد الفجوة وإعطاء مزيد من الوقت للمفاوضات حتى منتصف ديسمبر المقبل، ولكن من غير الواضح ما إذا كان مثل هذا "القرار المستمر" المزعوم سيحظى بالدعم الكافي في مجلسي الكونجرس".
ويتزايد قلق الجمهوريين -حسبما أكدت الصحيفة- بشأن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا كما أنهم يضغطون من أجل سياسات لمنع تدفق المهاجرين عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مقابل دعمهم، وعلى الرغم من أن البيت الأبيض والديمقراطيين لديهما خططهما الخاصة لتشديد أمن الحدود، إلا أنهما ليسا بنفس القدر المُقترح من جانب الجمهوريين، لذلك لا يوجد اتفاق في الأفق - حسب قول الصحيفة.
وأشارات الصحيفة إلى أن هناك دعما أوسع من الحزبين في الكونجرس لتمرير مساعدات إضافية لإسرائيل، لكن الجمهوريين في مجلس النواب ربطوا ذلك بإجراء غير ذي صلة يقوض قدرة دائرة الإيرادات الداخلية على تدقيق حسابات الأمريكيين الأثرياء والشركات الكبرى، مما يجعله غير مستساغ للديمقراطيين.. في حين يرفض بعض الديمقراطيين أيضًا تقديم المساعدات غير المشروطة لإسرائيل.
وطالب كريس فان هولين من ولاية ماريلاند وأعضاء ديمقراطيون آخرون في مجلس الشيوخ من الإدارة هذا الأسبوع، بضمان استخدام أي معدات تقدمها الولايات المتحدة بطريقة تتفق مع القانون الأمريكي.
ومع اقتراب الإغلاق في 17 نوفمبر الجاري، كشف جونسون النقاب عن اقتراح يوم أمس السبت من شأنه إغلاق أجزاء مختلفة من الحكومة في مواعيد نهائية مختلفة من أجل زيادة الضغط الرامي إلى التوصل إلى اتفاق، وهي فكرة حيرت الحلفاء الجمهوريون في حين يواجه رئيس مجلس النواب الجديد، وهو حليف غير معروف للرئيس السابق دونالد ترامب من شمال غرب لويزيانا، انتقادات لإضاعة وقت ثمين.
في الوقت نفسه، قالت سوزان كولينز، السيناتور الجمهوري عن ولاية ماين: "لا تزال لدي تحفظات بشأن هذا النهج لأنه يعني أننا سنضطر إلى مواجهة احتمال إغلاق الحكومة أكثر من مرة، يبدو لي أن هذا يمثل مخاطرة غير ضرورية"!.
وقال السيناتور ديك دوربين، الذي خدم في الكونجرس لمدة 40 عامًا، إن الأعضاء القدامى الآخرين في مجلس الشيوخ "ضحكوا" عندما سمعوا بفكرة جونسون، وقال النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي لصحيفة فايننشال تايمز: "معظمنا متشكك"، وردا على سؤال حول المسار المستقبلي لمساعدات أوكرانيا وإسرائيل، قال السيناتور ميت رومني ببساطة: "هذا موضوع كبير ويتعين النظر فيه بدقة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الكونجرس الولايات المتحدة أوكرانيا إسرائيل واشنطن إغلاق الحکومة فی مجلس
إقرأ أيضاً:
صحيفة روسية تكشف خيارات موسكو للرد على ضربات الصواريخ الأمريكية أتاكمز
نشرت صحيفة "غازيتا" الروسية تقريرًا تحدثت فيه عن الإجراءات التي قد تتخذها روسيا ردًّا على سماح رئيس الولايات المتحدة جو بايدن باستخدام القوات المسلحة الأوكرانية للصواريخ التكتيكية الباليستية من طراز "أتاكمز" لشن ضربات ضد أهداف داخل منطقة كورسك الروسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه من المحتمل أن تخطو فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا حذو الولايات المتحدة. ومن المرجح السماح باستخدام الصواريخ الباليستية التكتيكية والصواريخ الموجهة من إنتاج غربي ضد مناطق روسية أخرى.
ويرتبط قرار الولايات المتحدة بتدهور وضع القوات المسلحة الأوكرانية في معظم مواقع الاشتباك على خط الجبهة، وفشل كييف في تغيير الوضع لصالحها باستخدام القوات والوسائل المتاحة لديها.
من جانبها، استعدت موسكو منذ وقت طويل لهذه الخطوة من واشنطن وحلفائها واتخذت كافة التدابير اللازمة لتعزيز الدفاعات الجوية والصاروخية وتوزيع الطائرات العملياتية والتكتيكية والطائرات العسكرية، بالإضافة إلى تجهيز احتياطات من العتاد وإيجاد مواقع حماية لمراكز القيادة.
في الوقت نفسه؛ تنقل المشاركة المباشرة للدول الغربية في النزاع الأوكراني الصراع إلى مستوى آخر.
من جانبه، أشار فولوديمير زيلينسكي إلى أن السماح للقوات المسلحة الأوكرانية باستهداف الأراضي الروسية هو جزء من "خطة النصر" لأوكرانيا، مشيرًا أن إحدى النقاط في هذه المبادرة هي "القدرة على توجيه ضربات لمسافات طويلة".
ومع ذلك، يتعين على الرئيس الأوكراني، الذي سعى للحصول على إذن لضرب أهداف داخل عمق روسيا، الاستعداد للرد الروسي.
كيف يمكن لروسيا أن ترد؟
وترى في هذا الصدد، تتمثل الخطوات الأكثر ملاءمة من جانب موسكو في كونه بمجرد إطلاق القوات المسلحة الأوكرانية أولى صواريخها الباليستية والتكتيكية والهجومية على الأهداف داخل الأراضي الروسية، يحق للقوات المسلحة الروسية شن ضربات صاروخية وجوية على جملة من الأهداف في أوكرانيا.
وذكرت الصحيفة أن القوات الروسية تستطيع توجيه ضربات مكثفة باستخدام الأسلحة عالية الدقة لتدمير حي كامل من المباني الحكومية في كييف، بما في ذلك مكتب رئيس أوكرانيا، ومبنى البرلمان الأوكراني، ومجمع مباني وزارة الدفاع الأوكرانية.
علاوة على ذلك، تستطيع روسيا تدمير سلسلة السدود والخزانات على نهر دنيبر. وفي حال كانت الرؤوس الحربية التقليدية للصواريخ الباليستية وصواريخ كروز التي تطلق من البحر أو الجو غير كافية لتحقيق هذه الأهداف، ينبغي استخدام الأسلحة النووية من أجل تدمير السدود.
وتابعت الصحيفة موضحة أنه يمكن لروسيا أيضًا تدمير جميع الجسور البرية والسكك الحديدية عبر نهر دنيبر، بما في ذلك تسعة معابر جسرية في كييف. بالإضافة إلى توجيه ضربات بالصواريخ من قواعد جوية وبحرية ضد المنشآت التي تنتج صواريخ "ستورم شادو" في المملكة المتحدة وفرنسا في حالة موافقة البلدين على استخدام صواريخهم.
وأكدت الصحيفة أن قرار الرئيس الأمريكي مساعدة القوات المسلحة الأوكرانية بالصواريخ الأمريكية، يستوجب اتخاذ رد سريع على هذه الخطوة يتمثل في القضاء على الوحدات والتشكيلات العسكرية الأوكرانية التي تنفذ العمليات العسكرية في أجزاء من منطقة كورسك في أقصر وقت ممكن.
ونظرًا لانتشار أفضل الوحدات العسكرية الأوكرانية هناك وتعزيز مواقعها بشكل جيد من الناحية الهندسية، فإن استخدام الذخائر الخاصة مثل القنابل النيوترونية والقنابل النووية التقليدية على شكل انفجارات نووية على ارتفاعات عالية لمنع التلوث الإشعاعي للأراضي طريقة مناسبة لضرب هذه المواقع بشكل فعال، ويمكن إنجاز هذه المهمة خلال 24 ساعة، حتى لا يتمكن الغرب من تقديم أي مساعدة إلى تلك المنطقة، وإزالة ملف "كورسك" من جدول الأعمال نهائيا.
وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أن الخطوات المطروحة ردود منطقية على تحركات الغرب وطلبات أوكرانيا لتزويدها بـ"معدات تخول لها استهداف أهداف بعيدة".