رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم /الأحد/، أن الخلافات الجارية في واشنطن الآن بشأن اقتراب موعد إغلاق الحكومة الأمريكية من شأنها أن تضع المساعدات الجديدة المرتقبة لإسرائيل وأوكرانيا على المحك.
وذكرت الصحيفة - في مستهل تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني - أن الكونجرس الأمريكي لا يزال بعيدًا عن التوصل إلى اتفاق لتجنب إغلاق الحكومة الوشيك وتمرير طلب الرئيس جو بايدن بقيمة 106 مليارات دولار للحصول على مساعدات أمنية لأوكرانيا وإسرائيل، حيث تهدد مواجهة أخرى بشأن الميزانية في واشنطن بتقويض أهداف السياسة الخارجية للبيت الأبيض.


وأضافت أنه مع بقاء أقل من أسبوع قبل الموعد النهائي يوم الجمعة القادمة لتمرير مشروع قانون الإنفاق أو إغلاق المكاتب والعمليات الفيدرالية، لم يصبح لدى الجمهوريين والديمقراطيين طريق واضح للتوصل إلى تسوية، وسط زيادة الانقسامات حول ملفات المساعدات الدولية وتمويل أمن الحدود واتجاه المساعدات والسياسة المالية.
وأوضحت "فاينانشيال تايمز" أن احتمال الإغلاق الوشيك للحكومة دون الموافقة على تمرير المساعدات لأوكرانيا وإسرائيل يهدد بإلقاء ظلاله على قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (آبيك) التي يستضيفها بايدن في سان فرانسيسكو الأسبوع المقبل، بما في ذلك اجتماعه المقرر مع الرئيس الصيني شي جين بينج في حين حذرت وزارة الدفاع "البنتاجون" هذا الأسبوع من أنها قد تضطر إلى "تقليص" دعمها لكييف، بعد استنفاد 95% من الأموال المخصصة لأوكرانيا.
وقالت سابرينا سينج، نائبة السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع، للصحفيين يوم الخميس الماضي: "سنواصل طرح الحزم، لكنها قد تكون أصغر حجمًا".. مضيفة "لذا فإننا نناشد الكونجرس حقًا الموافقة على الطلب الإضافي الذي أرسله الرئيس حتى نتمكن من الاستمرار في تلبية احتياجات أوكرانيا في ساحة المعركة".
وأبرزت الصحيفة البريطانية أن "هذه المواجهة بشأن الميزانية الفيدرالية تمثل أيضًا أول اختبار لقيادة رئيس مجلس النواب الجمهوري الجديد مايك جونسون، الذي تم انتخابه لهذا المنصب الشهر الماضي بعد أن أطاح منشقون يمينيون متطرفون بكيفن مكارثي من المنصب بسبب إبرامه اتفاقًا مع الديمقراطيين لتجنب الأزمة بشأن آخر تهديد بالإغلاق، قبل نحو ستة أسابيع فقط".
وأردفت تقول "نظرًا للفجوة الكبيرة بين طلب بايدن لأوكرانيا وإسرائيل وما يستعد الجمهوريون لتمريره، يناقش المشرعون ما إذا كان بإمكانهم تمرير إجراء تمويلي جديد لسد الفجوة وإعطاء مزيد من الوقت للمفاوضات حتى منتصف ديسمبر المقبل، ولكن من غير الواضح ما إذا كان مثل هذا "القرار المستمر" المزعوم سيحظى بالدعم الكافي في مجلسي الكونجرس".
ويتزايد قلق الجمهوريين -حسبما أكدت الصحيفة- بشأن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا كما أنهم يضغطون من أجل سياسات لمنع تدفق المهاجرين عبر الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك مقابل دعمهم، وعلى الرغم من أن البيت الأبيض والديمقراطيين لديهما خططهما الخاصة لتشديد أمن الحدود، إلا أنهما ليسا بنفس القدر المُقترح من جانب الجمهوريين، لذلك لا يوجد اتفاق في الأفق - حسب قول الصحيفة.
وأشارات الصحيفة إلى أن هناك دعما أوسع من الحزبين في الكونجرس لتمرير مساعدات إضافية لإسرائيل، لكن الجمهوريين في مجلس النواب ربطوا ذلك بإجراء غير ذي صلة يقوض قدرة دائرة الإيرادات الداخلية على تدقيق حسابات الأمريكيين الأثرياء والشركات الكبرى، مما يجعله غير مستساغ للديمقراطيين.. في حين يرفض بعض الديمقراطيين أيضًا تقديم المساعدات غير المشروطة لإسرائيل. 
وطالب كريس فان هولين من ولاية ماريلاند وأعضاء ديمقراطيون آخرون في مجلس الشيوخ من الإدارة هذا الأسبوع، بضمان استخدام أي معدات تقدمها الولايات المتحدة بطريقة تتفق مع القانون الأمريكي.
ومع اقتراب الإغلاق في 17 نوفمبر الجاري، كشف جونسون النقاب عن اقتراح يوم أمس السبت من شأنه إغلاق أجزاء مختلفة من الحكومة في مواعيد نهائية مختلفة من أجل زيادة الضغط الرامي إلى التوصل إلى اتفاق، وهي فكرة حيرت الحلفاء الجمهوريون في حين يواجه رئيس مجلس النواب الجديد، وهو حليف غير معروف للرئيس السابق دونالد ترامب من شمال غرب لويزيانا، انتقادات لإضاعة وقت ثمين.
في الوقت نفسه، قالت سوزان كولينز، السيناتور الجمهوري عن ولاية ماين: "لا تزال لدي تحفظات بشأن هذا النهج لأنه يعني أننا سنضطر إلى مواجهة احتمال إغلاق الحكومة أكثر من مرة، يبدو لي أن هذا يمثل مخاطرة غير ضرورية"!.
وقال السيناتور ديك دوربين، الذي خدم في الكونجرس لمدة 40 عامًا، إن الأعضاء القدامى الآخرين في مجلس الشيوخ "ضحكوا" عندما سمعوا بفكرة جونسون، وقال النائب الديمقراطي عن ولاية إلينوي لصحيفة فايننشال تايمز: "معظمنا متشكك"، وردا على سؤال حول المسار المستقبلي لمساعدات أوكرانيا وإسرائيل، قال السيناتور ميت رومني ببساطة: "هذا موضوع كبير ويتعين النظر فيه بدقة". 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الكونجرس الولايات المتحدة أوكرانيا إسرائيل واشنطن إغلاق الحکومة فی مجلس

إقرأ أيضاً:

صحيفة بريطانية: واشنطن تستشعر فرصة كبيرة في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس

ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، فى عددها الصادر اليوم الجمعة، أن الولايات المتحدة تستشعر حاليًا وترى بأن هناك "فرصة كبيرة" لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق محتمل بين إسرائيل وحركة حماس لوقف الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر فى قطاع غزة المنكوب وتأمين إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.


ونقلت الصحيفة، فى سياق مقال رأى كتبته رئيسة تحريرها رولا خلف، عن مسئول رفيع المستوى فى الإدارة الأمريكية، قوله: إن ثمة انفراجة محتملة قد تحدث قريبًا، وذلك بعد اتصال هاتفى أجراه أمس الخميس الرئيس الأمريكى جو بايدن لمدة 30 دقيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

وقال المسئول الذى لم تذكر الصحيفة اسمه  : "لقد حققنا انفراجه بشأن مأزق حرج"، لكنه حذر من أن الصفقة "لن يتم التوصل إليها فى غضون أيام رغم أن هناك فرصة كبيرة جدًا نحو إتمامها".


من جهتها، أوضحت "فاينانشيال تايمز" أن موجة التفاؤل المفاجئة جاءت بعد أن قدمت حماس ردًا على اقتراح أخير قدمه الوسطاء بشأن إنهاء الأزمة فى القطاع رغم أنه كانت هناك فترات سابقة من التفاؤل تبددت بسبب الخلافات بين إسرائيل وحماس حول الشروط الأساسية.


وأضافت الصحيفة أن الوسطاء فى الأزمة وعلى رأسهم مصر والولايات المتحدة وقطر يسعون منذ أشهر إلى التفاوض على اتفاق بين الأطراف المتحاربة من شأنه أن يؤدى إلى اتفاق من ثلاث مراحل، يبدأ بوقف مبدئى للأعمال العدائية فى غزة لمدة ستة أسابيع وإطلاق سراح النساء، بما فى ذلك النساء الإسرائيليات وجنود وشيوخ وجرحى محتجزون فى القطاع المحاصر. وسيعقب ذلك ما يأمل الوسطاء فى أن يكون وقفًا ممتدًا لإطلاق النار، أى إنهاء الحرب فعليًا، وسيتم خلالها إطلاق سراح المحتجزين المتبقين.


وبموجب أى مقترح محتمل، ستطلق إسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين مقابل المحتجزين وتسمح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع ولسكان غزة النازحين بالعودة إلى منازلهم فى جميع أنحاء القطاع، بما فى ذلك الشمال. وتعتقد الولايات المتحدة والوسطاء الآخرون أن صفقة المحتجزين هى الطريقة الأكثر واقعية لإنهاء الحرب وتهدئة التوترات الإقليمية، خاصة الاشتباكات شبه اليومية عبر الحدود بين إسرائيل وحزب الله، الحركة المسلحة اللبنانية المدعومة من إيران.


وأشارت الصحيفة إلى أن آخر مرة اعتقد فيها الوسطاء أنهم كانوا على وشك التوصل إلى اتفاق فى شهر مايو الماضى شهدت عراقيل عديدة أدت إلى توقفها بسبب خلافات حول التفاصيل حيث أصرت حماس على أن أى اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات بأن الترتيب سينتهى بوقف دائم لإطلاق النار وسحب إسرائيل لقواتها من غزة.


فمن جانبه، رفض نتنياهو مرارًا وتكرارًا فكرة أن صفقة الرهائن وحدها ستنهى الحرب وواصل هجومه على مدينة رفح بجنوب القطاع، حيث تضم أكثر من مليون نازح، على الرغم من معارضة الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الغربيين الآخرين. ويواجه نتنياهو أيضًا ضغوطًا من حلفائه اليمينيين المتطرفين، الذين يلعبون دورًا حاسمًا فى بقاء ائتلافه الحاكم، لعدم إنهاء الهجوم فى غزة أو تقديم تنازلات لحماس.


مع ذلك، قال مسئولون عسكريون إسرائيليون علنًا إن الاتفاق مع حماس هو أفضل وسيلة لضمان العودة الآمنة للمحتجزين المتبقين، الذين يعتقد أن عددهم حوالى 120، وبعضهم مات. وشككوا أيضًا فى تعهد نتنياهو بالقضاء على حماس، قائلين إنه من المستحيل تدمير الجماعة، مشيرين إلى أيديولوجيتها المتشددة وجذورها فى المجتمع الفلسطيني. لكن مسئولاً إسرائيليًا كرر، فى تصريح خاص للصحيفة، أن الصراع لن ينتهى إلا بعد تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية والتى تشمل تحرير المحتجزين وتدمير حماس.


وتابع المسئول الأمريكى تعليقًا على الأمر أن هذه المرحلة من المحادثات "تبدو مشابهة" لـ "اللعبة النهائية" للعملية التى أدت إلى وقف الأعمال العدائية لمدة أسبوع فى نوفمبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • مبابي يتعرض لتصنيف محرج من صحيفة بسبب أداءه السيء
  • الكنيسة المشيخية الأمريكية تنهي دعمها المالي لـإسرائيل.. تعرف عليها
  • صحيفة بريطانية: واشنطن تستشعر فرصة كبيرة في صفقة المحتجزين بين إسرائيل وحماس
  • كتلة الحوار تُعد مقترحا بشأن تعديل قانون الحبس الاحتياطي
  • "ستولتنبرج" يأمل انضمام أوكرانيا للناتو خلال 10 سنوات.. ويدعو لزيادة المساعدات العسكرية
  • الاحتلال يواصل إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم لليوم الـ60 على التوالي
  • نشرة التوك شو.. الحكومة الجديدة تتعهد بإنهاء أزمة الكهرباء وبشرى بشأن الطقس
  • زيلينسكي يشكر الولايات المتحدة على حزمة المساعدات العسكرية الجديدة
  • أنتونوف: المساعدات العسكرية الأمريكية لنظام كييف تشجعه على ارتكاب جرائم جديدة
  • الصحف الكويتية تبرز تأكيد «السيسي» للحكومة الجديدة أهمية التطوير الشامل للسياسات والأداء