ما أعلنه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي من عدم الجواز المس بقيادة الجيش حتى انتخاب رئيس للبلاد لا يحتاج إلى تحليل أو تفسير، لأن البطريرك الراعي رفض بالفم الملآن أي تعديل في هذه القيادة، أي أنه غير راغب بأي تعيين جديد أو الدخول في اجتهادات بشأن رئاسة هذه القيادة.
لعل البطريرك الراعي يريد إبلاغ المعنيين أن الشغور قي قيادة الجيش من دون إيجاد حل نابع من التمديد للقائد الحالي ستكون له تبعاته في هذه الظروف بالتحديد حيث أن المخاوف تكبر بشأن الحرب وانعدام الاستقرار في البلاد، وبالتالي لن يكون مناسبا ادخال لبنان في معمعة تتصل بشغور جديد.

حتى أن تعيين رئيس هيئة الأركان والمجلس العسكري ضروري لكن ليس في إمكانه أن يشكل الحل لوحده، فضلا عن أن التمسك بالموقع الماروني هو امر أساسي.
مما لا شك فيه أنه، عندما تحدث البطريرك الراعي، عبّر عن هواجس معينة ومن المرجح أن يستفيض عنها في عظاته المستقبلية أو في خلال اللقاءات التي سيعقدها .
لم يقل سيد بكركي كل شيء والمرحلة المقبلة تفرض منه تحركا ما فهو يعرف أن الملف الرئاسي عالق لكن هل ينسحب ذلك على قيادة الجيش التي تقف أمام مسؤوليات أمنية متعددة. لم يعلن عن مسعى معين وهو بكل تأكيد اطلع على مواقف عدد من الدستوريين والقانونيين، أنما القرار سياسي ويحتاج إلى تأييد المعنيين كما إن يصدر بمباركة من الجهة المختصة، في حين أن وزير الدفاع موريس سليم المحسوب على "التيار الوطني الحر" لن يقدم على أي خطوة تتصل بتأجيل التسريح للعماد عون .

وفي هذا السياق، تشير أوساط سياسية مطلعة لـ"لبنان 24 "إلى أنه ليس مستبعدا قيام مروحة من الاتصالات في الوقت المناسب من أجل بلورة مبادرة قانونية حول التمديد للعماد عون والمدخل يكون في مجلس النواب وهذا ما قد يدفع بالبطريرك الراعي في اتجاه دعم تحرك كتلة "الجمهورية القوية" التي تقدمت بأقتراح قانون لتعديل سن التسريح لرتبة عماد فيصبح 61 بدلا من 60 سنة، موضحة أنه في الوقت نفسه لا يحبذ احداث أي شرخ في ملف قيادة الجيش أو مناقشته من منطلق طائفي، لكن الوضع يتطلب الالتفاف حول القائد والوقوف إلى جانب المؤسسة العسكرية.

وتفيد هذه الأوساط أن البطريرك الراعي يلتقي مسؤولين من اجل الانطلاق في البحث في حل لهذا الملف قبل دخول الشغور في مرحلة دائرة الخطر، وفي الوقت نفسه قد تكون بكركي محطة لزيارات لهم سواء دعاهم لزيارته أو هم رغبوا في معرفة رأيه، على أن هناك مؤشرات تدل على أن البطريرك الراعي يعتبر التمديد للعماد عون ام المعارك في الأسابيع الآتية ، أي أن هناك جهودا استثنائية له بعدما شعر ان محاولاته في الملف الرئاسي اجهضت، داعية إلى ترقب هذه الجهود وثمارها مع العلم ان احداث الجنوب تستأثر بالاهتمام الرئيسي ، لكن الأوساط ترى أن تحرك سيد بكركي لن يتأخر.

وتعتبر الاوساط أن البطريرك لا يريد أي مواجهة مع الرافضين للتمديد، ولكنه يرى أن ما تمر به البلاد من ظروف استثنائية يتطلب تضامنا مع قيادة الجيش وعدم المس بها وذلك من خلال منع أي تعديل. كما يسأل المعترضين ما هي الملاحظات على أداء العماد عون اذ لا يمكن شن أي هجوم عليه لأسباب شخصية أو لان فريقا لم يعد معجبا به.

وتعتبر الأوساط "أن إجراء التمديد في مجلس النواب هو الخيار الانسب ويلقى تأييد البطريرك الذي سيضغط لانجاز كل الترتيبات المتصلة بهذا الخيار".

أنها مسألة أيام لتبيان مصير الملف وما إذا كان سيخضع لمنازلة إلا إذا كان هناك من مخرج يطبخ سرا وهذا يحتاج إلى التأني تفاديا لأي ندم في التعجيل به.


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: البطریرک الراعی قیادة الجیش

إقرأ أيضاً:

ما الرد المناسب؟

ما #الرد_المناسب؟
بقلم: د. #ذوقان_عبيدات

عشنا فترة تحت مسلّمات مثل: سياستنا الخارجية تحمينا من الأطماع! ولنا أصدقاؤنا في العالم والإقليم! تمت مطالبات شعبية بالاستعداد للقادم! بعضهم قال: تغيير السياسة الخارجية، وبعضهم قال: تسليح الشعب، وفتح الحدود! والنتيجة أننا لم نغير سياساتنا، ولم نسلح أحدًا!
ارتفعت أصوات كتّاب باتهام من طالبوا بالتغيير بأنهم مغامرون، يعصفون بمستقبل البلد!
وهكذا بقي الانقسام، أو انفصال المواقف الرسمية عن المواقف الشعبية! فلا الرسميون تقدموا نحو الشعب، ولا الشعبيّون تقدموا نحو الدولة! وبالعكس تمامًا، تشدد الطرفان!
(١)
السياسة الحالية للدولة

ببعض اليقين، قادتنا السياسات الحكومية العاقلة والمتزنة إلى البقاء، والحفاظ على الأمن، وحماية الحدود من كل عواصف المنطقة، وبقي الأردن قلعة صامدة، فلا تهجير ولا تدمير، ولا فقر ولا تشرد ولا جوع. وكثيرًا ما كان كتّاب حكوميون معروفون، وساسة كثيرون يرعِبون المجتمع
بأن مليارا ونصف المليار من المساعدات الأمريكية هي سبب
رواتبكم، ورغد عيشكم، وأمنكم!
وكان كثيرون يقبلون هذا المنطق!! لكن كثيرين شككوا بذلك، وقالوا: لماذا نرتهن لسياسات خارجية لها مطالب أبعدتنا عن السياسات المستقلة، والقرار الحر، بل وملأت جغرافيّتنا بقواعد لا مصالح مباشرة لنا فيها.
وبعيدًا عن الرابح والخاسر، وصلنا
إلى لحظة الحقيقة: المساعدات الغربية مرهونة بطلبات سياسية
خطيرة، ليس لنا القدرة على قبولها!!

(٢)
تمنيات

مقالات ذات صلة ترامب وعقيدة الجنون اللعب على حافة الهاوية 2025/01/28

كل ما يتمناه المواطن في لحظة الحقيقة، أن لا ينبري الكتّاب “إياهم” بالترويج لفكرة قبول التهجير مقابل عدم التضحية بالأموال الأمريكية التي تطعمنا من جوع، وتؤمننا من خوف!!
طبعًا! لا أحد يطالب بوقف المساعدات الأمريكية، لكن بالتأكيد أن لا مواطن واحدا، ولا مسؤولا واحدًا يمكن أن يقبل بالثمن المطلوب دفعه!
(٣)
هل من أفق؟
نعم! الوحدة الوطنية وحدها فقط!
الوقوف عند المشتركات بين المواطنين: يتفق اليسار واليمين، ويتفق الكبير والصغير، أن الحل في وحدة الشعب، وأن يتفق الجميع على مبادىء الحرية، والتضامن والوقوف مع الشعب الفلسطيني: حرية التعبير للجميع، من دون تهديد، ومن دون إيديولوجيات! تضامن الجميع معًا! والوقوف معًا لدعم الموقف الرسمي: لا تهجير، ولا قبول للمشاريع والصفقات!!! الدولة تحتاج لشعبها! والشعب يحتاج أن تقف دولته معه!
حين وقف الشعب و”الدولة” معًا
في حرب الخليج، وفي طرد كلوب، وتعريب الجيش نعمنا بالكرامة، والحرية معًا، وفي غير ذلك عانينا
كثيرًا!
هل الأمل بالأحزاب المستترة؟
هل الأمل بالبرلمان؟
فهمت عليّ جنابك؟

مقالات مشابهة

  • تقرير مثير لـفيتش عن الجنيه ومعركة نقص الدولار في 2025.. إلى أين تقود مصر؟
  • السيمفوني بقيادة ذكرى يستضيف فيولينة رنا عبد الوهاب على المسرح الكبير
  • الراعي: لتنفيذ الخطط الإصلاحية لأن البلد منهك ويجب إنقاذه
  • بقيادة ماني ورونالدو.. تشكيل النصر المتوقع أمام الرائد في الدوري السعودي
  • بركلات الترجيح.. إنتر ميامي بقيادة ميسي يهزم أونيفرسيتاريو ودياً
  • المرتضى زار الراعي: تشكيل الحكومة يستدعي الأخذ بالإعتبار رأي الثنائي الوطني
  • البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يستقبل المبعوث الأممي إلى سوريا
  • ما الرد المناسب؟
  • البطريرك يوسف العبسي يحتفل بالليترجيا الإلهية في كاتدرائية سيدة النياح
  • البطريرك يستقبل القائم بأعمال السفارة الهنغارية في دمشق