صدى البلد:
2024-11-05@08:03:59 GMT

نهال علام تكتب: جميل هو عالم الطفولة

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

جميل هو عالم الطفولة.. بريء في أفكاره، حالم في تصوراته، لا حد لإبداعاته و لا حدود لخيالاته، فهي عالمه الذي يخبره أنه موجود وقادر أن يغير الوجود، لكن لا شك أن ذلك الخيال هو ما يصنع واقعاً أجمل في غد أفضل وحياة أكثر تقبلا وتفاصيلها أسهل.

 

فقطعا ستجد الأطفال الصغار ممن لعبوا بالأمس بالكبشة والحلة هم أمهر طهاة اليوم، ومن أمسك البارحة بالقلم أو سماعة الطبيب ربما هو اليوم أديب نجيب أو طبيب في مجاله فريد، ومن خلط الألوان دون تفكير بالإذعان لقواعد الثواب والعقاب قد أصبح فنان، وربما لا يمتد الأمر لمن غنى في السر فالإبداع يولَد في الجهر ويحتاج لجرأة وقلب جسور، ليُولِد الأمل ويخلق واقع مأمول.

الإبداع هو البذرة التي إذا ولدت في أرض خصبة قوامها الاقتناع والدعم لطرحت شجرة من الإمتاع الذي قد يطرح ثمراً يحقق للبشرية الكثير من الراحة والاستمتاع، والأمر ليس مقتصراً على الفنون والأداب، ولكن أيضا تلك التي تمتد للعلوم والحساب، فحياة البشر هي حصيلة عطاء بشر اخرين كانوا يوما حالمين حتى أصبحوا بأفكارهم عطاءين ومغيرين وعلى قدر التحدي كانوا مستعدين.


على مدى عقود طويلة خسارتنا فيها كانت فادحة وجسيمة فالشكوى الدائمة من مصرنا الغالية، أنها ليست حضناً دافئاً للأفكار المغايرة والمبدع والمفكر لا محل له من الإعراب، والقدرات العلمية والمواهب الفنية لا تجد من يرعاها فيأكلها اليأس كما أكل النمل منسأة سليمان، أما إذا حالف صاحبها ضربة حظ وانتصر على ضباب الواقع، وعُبد له القدر ورأي إبداعه بصيص احتمال سينتهي به الأمر وهو وأفكاره حبيسي الدُرج ومقيدي اليد وذلك أول خطواته ليتهاوى على الدَرَج ويصبح هو وأماله مجرد خيال أعرج.
تبدلت الأيام ومرت السنوات العجاف التي ما كان فيها للمبدع أمل، ولا للمختلف شأن ولا عمل، واليوم نحن في عهد مختلف كان الرِهان فيه على كل من عانى لعقود وربما لقرون من التجاهل والتهميش.
على مدار العشر سنوات الماضية، وهي الفترة التي تولى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي سُدة الحكم، تصدرت أولوياته الانحياز لكل من وصمه المجتمع على مرأى ومسمع الجميع أنهم أقلية أو غير مؤهلين ولن يكونوا أبداً متمكنين لذا لا داعي لأن يكونوا ممكنين.
وجاء الرد بالعمل.. وأسأل المرأة والشباب وذوي الهمم، وإذا أردت أن يصيبك الأمل ابحث عن المبادرات الرئاسية لرعاية الموهوبين والتي نتج عنها كابيتانو وبرنامج الدوم وكل المبادرات الواعدة التي تقدم بشكل يومي من خلال حياة كريمة.
أما إذا أردت أن تحلق في عالم الخيال الذي وطأ أرض الواقع فنشر الوعود والأمال بغد لا يشبه الأمس، فكيف ذلك وهناك مصريون مجتهدون وهبوا عمرهم للقيام بأعمال تصنع مستقبل مليء بالأحلام والأمال، وقيادة واعية بمفردات الغد ومتطلبات الأمان.
وذلك ما لامسته بالدورة الثانية للمبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، ولمسته في عيون الحضور في تلك الفاعلية التي تقيمها وزارة التخطيط تحت رعاية رئيس الجمهورية وبالتنسيق والتكامل مع كل الوزارات والمحافظات والمحليات في الجمهورية، وذلك لعرض المشروعات التي تنطبق عليها شروط المبادرة، وهي أن تكون تلك المشروعات مراعية للاشتراطات البيئية وتسهم بشكل فعال في تقليل التلوث مما يؤثر إيجابيا في أجندة الدولة المصرية لمجابهة التغييرات المناخية وتبعاتها الاقتصادية.
كما تعني المبادرة بأن تكون المشروعات المقدمة تعمل في إطار تنفيذ الإستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، وتحقق أهداف التنمية المستدامة في سياق تنفيذ رؤية مصر 2030 من خلال الحفاظ على البيئة لتحسين نوعية الحياة ومراعاة حقوق الأجيال القادمة، والتي ما بقي على خطة تنفيذها إلا سبع سنوات، وتلك فترة في عُمر العمل قليلة، وإذا لم تكن مشمولة بكل الجهود الخلاقة التي تبذل من أجل تحقيق أهدافها فلن تصبح حقيقة.
الدمج والتمكين لكل الفئات العمرية والاختلافات الفردية والتنوعات المجتمعية وشمولية كل المناطق الجغرافية من أهم أهداف المبادرة الأساسية، لذا على مدى الدورتان تم عرض ما يقرب من 12 ألف مشروع عامل وفاعل وواقع على الأرض، وليست بعض أفكار حالمة سجينة البيروقراطية الظالمة.
وتقوم المبادرة على فكرة رائعة، وهي فكرة التنافسية التكاملية، فلا مكان فيها لخاسر الكل بمشاركته حقق الجائزة الكُبرى، والجوائز المالية هي من نصيب المشروعات الأقرب للكمال، فمن ضمن أهداف المبادرة ألا ترد فكرة، بل يتم تقويمها ومساندتها ودعمها، ويسخر لها كل سُبل المشورة والمراجعة والتطوير حتى تصبح جديرة بالتحقيق.
المبادرة واقعية جاءت لتواكب كل التغيرات العالمية وذلك بتعظيم استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إطار خطة الدولة للتحول الرقمي، كما تهدف إلى وضع خريطة على مستوى المحافظات للمشروعات الخضراء والذكية وربطها بجهات التمويل، وجذب الاستثمارات اللازمة لها باستثمارات مصرية وعالمية، وربما في كلمات أكثر بساطة أن تواجه المشكلات ليس فقط بالحلول اللازمة لمواجهتها ولكن أيضا بتلك التي تضمن الاستفادة الاقتصادية منها، وذلك تفكير غاية في العبقرية.
تستهدف المبادرة المشروعات الخضراء الذكية والتي تقع ضمن ست فئات مختلفة لتكون المنافسة بين المشروعات المتقدمة في كل فئة بشكل منفصل لضمان تكافؤ الفرص لجميع المشاركين، وليقف الجميع على نفس الأرض في مسطرة التنافس ولتحقق رؤيتها في التكامل.
مصر تتغير، وملامحها تتجمل برتوش العلم والعمل، ومسيرتها تتحول لتواكب دروب التقدم وتواجه تحدياته وتحل مشكلاته وتقضي على تعقيداته، بخطوات مختلفة ورؤية للمرة الأولى في عمر الوطن نطبقها وبالمعايير العالمية نطابقها، غد مصر ليس كأمسها وذلك ما تثبته القيادة السياسية وتطبقه وزارتها الحكومية، وحققته وزارة التخطيط وضربت نموذجا في حسن التنسيق والتكامل والتخطيط مع كل الجهات الحكومية وأثبتت أن عصر الجزر المنفصلة قد ذهب بلا عودة.
والفائز الأكبر هو المواطن الذي سيجني ثمار تلك المبادرة، والمساهمات الفعالة التي سيقدمها 12 ألف مشروع بصورة عامة وبصفة خاصة المشروعات الثمانية عشر الفائزة هذا العام ومثيلاتها الفائزة في العام السابق، والتي حققت كل شروط المبادرة في تحقيق رؤية الدولة المصرية لجذب وتشجيع فرص الاستثمار البيئي والمناخي، والتي تحد من التغيّرات المناخية في جميع ربوع الجمهورية، وقدمت حلولاً صديقة للبيئة تتعامل بابتكار مع تحديات تغيّر المناخ وتعزز جهود التحول للاقتصاد الأخضر لمستقبل أخضر، ومن أجل هدف أكبر أن يجد كل حالم ذو عود أخضر أرض خصبة تستوعب إبداعه وتلبي طموحاته وتحقق خياله ولا تصبح أحلامه مجرد وهم أحمق.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

«مروة» تكتب يومياتها على قبر حبيبها: «خد روحي معاه»

داخل منطقة المنيل كان اللقاء الأول الذى سطَّر قصة حب بطلاها «وائل» و«مروة»، كانت ملحمة عنوانها الوفاء، توجت بالزواج الذي استمر 8 أعوام، ورغم أنه بمعايير المجتمع يعتبر سنهما كبيرًا، حيث كان الزوج يبلغ حينها من العمر 41 عاماً، والزوجة 36، إلا أن التفانى كان أكثر ما سيطر على قلب الثنائي، حتى اللحظات الأخيرة للزوج، لتظل الزوجة تحيي ذكراه كل يوم بأن تشاركه تفاصيل حياتها اليومية حتى بعد وفاته بتدوينها على قبره، وكل شهر ترسل له الصدقات والدعوات لفقيد قلبها وعمرها.

قصة حب مروة ووائل

تجاوز وفاء هذه القصة كل الحب، إذ إنها مليئة بالإخلاص حسب حديث الزوجة مروة مصطفى البالغة من العمر 47 عامًا، التي لا تزال تعد أيام فراقه، التي بدأت عندما قابلها وائل زايد فى 2013، عندما كانا يعملان معًا، هكذا ظلت حياتهما مليئة بالمحبة والمودة، حتى واجها معًا ابتلاءً، إذ إن الزوج مرض بالقلب تحديدًا منذ ثلاث سنوات، تحكى «مروة» لـ«الوطن» عن تلك اللحظات القاسية: «جات له جلطة في القلب بس معرفش أنا إللى جات لي ولا هو ساعتها، لأن روحي كانت بتروح كل يوم، مفيش رجل في الدنيا زيه ولا فى طيبته ولا حنيته ولا رجولته ولا احترامه ولا تدينه».

تروي «مروة»، التي لم تتزوج ولم تفكر فى رجل آخر غير وائل، رغم أنها لم تنجب أطفال لا تزال وفية لزوجها بعد موته: «ربنا مرزقناش بالأولاد، عملت حقن مجهرى 5 مرات وربنا ما أرادش، لكن هو كان أبويا وكل حاجة ليا، ومحسسنيش أبدًا بفرق»، لم يفارق «وائل» حياتها لحظة حتى باتت تكتب على قبره كل يوم يومياتها وتفاصيل يومها، حتى وصل الأمر إلى أنها تستأذن منه فى الذهاب إلى أي مكان، وتتذكر لحظاتهما السعيدة.

وفاء وأمل

تبدأ دومًا بـ«السلام عليكم يا وائل» وتبدأ تسرد تفاصيل يومها، ما زالت مروة تتذكر كل لحظاتها بجانبه: «أخدني معاه، الفرق بينى وبينه أنه بقى تحت التراب، لكن إحنا الاتنين ميتين»، وتحدثت عن المواقف التي جمعتهما، حتى ذكرت أنه كان كل يوم يأتي لها بوردة، حتى إنها تحتفظ بآخر وردة أعطاها لها قبل وفاته. 

أذرفت دموع «مروة»، وهي ترسل له رسالة تريد أن تصل له: «كل شهر لازم اطلع لك صدقات، وأحكي عنك لكل الناس، هفضل فكراك ومكانك موجود، بس بعمل إللي ربنا بيقدرني عليه، وطول ما أنا ماشيه أي حاجه بطلعها بقول يارب لحساب حبيبي، وحشتني أوي مش عارفة أعيش من غيرك، ياريتني قدرت أديلك قلبي».

مقالات مشابهة

  • تحنيط الكائنات البحرية.. إرث الغردقة الذي يعانق الزمن
  • هند عصام تكتب: أسطورة خنوم
  • ريهام العادلي تكتب: المنتدي الحضري العالمي .. شهادة دولية لجهود مصر في التنمية
  • جهاز تنمية المشروعات يستعرض جهوده في تفعيل مبادرة "بداية" بكفر الشيخ
  • أبوالمجد يستعرض عددًا من المشروعات التي نفذتها هيئة الاستشعار من البُعد
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف آليات العدو الإسرائيلي التي تحاول اقتحام مدخل بلدة قباطية بمدينة جنين بزخات كثيفة من الرصاص وتحقق فيها إصابات مؤكدة
  • «مروة» تكتب يومياتها على قبر حبيبها: «خد روحي معاه»
  • مصور يمني يفوز بمسابقة للتصوير شاركت فيها 120 دولة.. شاهد الثلاث الصور الذي فاز بها
  • النائب علاء عابد: مصر الدولة الوحيدة التي يتوافر فيها الأمن والأمان لجميع المواطنين بدون مقابل
  • برلماني: مصر الدولة الوحيدة التي يتوافر فيها الأمن والأمان لجميع المواطنين دون مقابل