لارا إبراهيم: تعزيز دور السيدة الأولى.. دافع مهم لعجلة التنمية
تاريخ النشر: 6th, July 2023 GMT
لارا إبراهيم “السيدة الأولى” هو مصطلح يطلق على زوجة حاكم كل بلد أثناء فترة حكمه. تاريخيا تم إطلاق هذا اللقب لأول مرة سنة 1849 عندما منح الرئيس الأمريكي زكاري تايلور اسم السيدة الأولى لزوجته دوللي ماديوسن خلال مراسم جنازتها. هذا وتلعب السيدة الأولى في أي مجتمع دورا محوريا في بناءه وتطوريه خاصة فيما يتعلق بتنمية المرأة وحماية الطفولة.
كما قد يمتد دورها إلى ما هو أبعد من ذلك مثلما يحصل في حالات الحروب والأزمات مثلا وهي الحالة التي تمر بها سيدة أوكرانيا الأولى “أولينا زيلينسكي” بعد حرب روسيا على بلادها. حيث يساعد منصب السيدة الأولى في المساهمة بشكل كبير في دفع عجلة التنمية في بعض المجتمعات وشحذ همم المواطنين والمواطنات بشكل أخص. السؤال المطروح هنا هو ما الذي يمكن تعلمه من السيدات الأوائل كقياديات وكيف يمكن زيادة تعظيم أثرهن لما فيه من خير يعم على الشعب؟ دور السيدة الأولى: يختلف الدور المناط للسيدات الأوائل من دولة إلى أخرى وذلك بناء على عوامل مختلفة حسب ثقافة المجتمع نفسها والسياق السياسي والدور المحدد لهن أو الذي تقررن رسمه لأنفسهن بناء على معايير عدة لها علاقة وطيدة بشخصية السيدة الأولى نفسها ومؤهلاتها العلمية والمعرفية وخبرتها حين صعود زوجها لدكة الحكم. هذا بالإضافة إلى طبيعة نظام الدولة وثقافة الشعب برمته والمرونة والتسهيلات المقدمة للسيدة من عدمه. عادة ما يكون للسيدة الأولى في العصر الحالي دورا معترفا به رسميا ثقافيا وسياسيا وغالبا ما يكون مدعوما بميزانية مخصصة تسهل مسيرة العمل والتنمية. حيث لم يعد دورها مقتصرا على حضور المناسبات الاجتماعية المهمة وتحية الضيوف كما كان في الماضي بل يمتد إلى أبعد من ذلك بكثير… منصب السيدة الأولى ليس بالهين: تجدر الإشارة إلى أن دور السيدة الأولى في أي مجتمع هو دور ليس باليسير وغالبا ما يكون محفوفا بالعديد من التحديات خاصة إذا لم يكن مدعما جيدا بمخصصات مالية كافية وتأطير كامل من موظفين وكفاءات، ونظرا لأهميته العميقة كان من اللازم علينا أن نركز على دراسته وتجنب تهميشه واستخلاص الدروس منه وذلك من منطلق أن تهميش السيدة الأولى سياسيا لا يؤثر عليها فقط بل على مسيرة تنمية بأكملها وفشل مساعيها. نماذج مشرفة لسيدات أوائل: نجد على الصعيد العربي العديد من النماذج المشرفة من القيادات النسائية الناجحة والملهمة التي خدمت بلادها وقدمت الكثير بتفاني مطلق يشار اليه بالبنان نذكر منها: السيدة الجليلة عهد بنت عبد الله البوسعيدية حرم صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق والتي دعمت المرأة العمانية دعما غير محدود في مختلف المناسبات والمحافل وتعد قدوة للسيدات في عمان حيث عملت على دعم رؤية سلطنة عمان 2040 من خلال التركيز على رعاية الأمومة والطفولة لدرجة تم تلقيبها بأم الوطن. مثال اخر يحتذى به عربيا ألا وهو للملكة رانيا عقيلة ملك الأردن والتي اشتهرت بحضورها القوي في وسائل الإعلام العربية والعالمية واهتمامها بالمشاريع الخيرية وتحسين جودة التعليم بالأردن بالإضافة إلى الترويج للأردن كوجهة للاستثمار في قطاع التكنولوجيا والرقمنة . على الصعيد العالمي، لا يمكن أن نغفل عن ذكر “ميشيل أوباما” زوجة الرئيس الأمريكي السابق “باراك أوباما” والتي كسرت العديد من الحواجز الإعلامية فيما يتعلق بطريقة تقديم المرأة الأمريكية من أصول افريقية بالإضافة إلى القيام بحملات تكتيكية لدعم تعليم الفتيات في جميع أنحاء العالم. كما أنها قدمت مبادرة “هيا لنتحرك” لمجابهة السمنة لدى الأطفال في بلادها وهي ظاهرة مؤرقة في الولايات المتحدة الأمريكية. نماذج سلبية لسيدات أوائل: على الصعيد الاخر نجد نماذج لسيدات أوائل لعبن دورا سلبيا خلال فترة حكم أزواجهن، نذكر منهن ليلى بن علي التي كانت رمزا للفساد في تونس، حيث كانت سببا في إنهاك الطبقة الوسطى بعد استيلائها هي وعائلتها على جميع القطاعات في الدولة مما أثر سلبا على الاقتصاد التونسي بسبب تنامي البطالة بين الشباب وتراجع الانتداب في الوظيفة العمومية مع زيادة نسبة العاملين في الاقتصاد غير المهيكل بسبب كثرة تهريب المواد من الخارج. هناك أيضا نموذج اخر معروف على الصعيد العالمي وهو يعود ل “إيميلدا ماركوس” التي كانت السيدة الأولى للفلبين ولعبت دورا محوريا في نهب ثروة شعب الفلبين واخضاعه لحكم ديكتاتوري مقيت عن طريق تكبيل حرية الصحافة وتكريس قانون الطوارئ والأحكام العرفية لسنوات عديدة. دور السيدة الأولى يشجع على المشاركة النسوية في الحياة السياسية: شخصيا أرى أن منصب السيدة الأولى كلما زادت صلاحياته كلما شجع على تمكين المرأة في المشاركة والقيادة السياسية بشكل عام. حيث يغرس في العقلية كون مشاركة المرأة سياسيا ليست مسألة حكومية فقط بل هي مسؤولية مجتمعية تبدأ حتى من الأسرة المصغرة كونها نواة المجتمع وصورة مصغرة عنه. المسألة تبدأ من خلال تعزيز الوعي المجتمعي بمبدأ أن للمرأة دور مثمر في تعزيز رفاهية السكان حول العالم خاصة فيما يتعلق بكل ما يشمل الصحة والتعليم. المرأة بشكل عام كائن يطمح للسلام دائما ولهن قدرة على العطاء الأنثوي المختلف عن عطاء الرجل. المرأة قادرة على احداث العديد من التغيرات الإيجابية عن طريق إحلال السلام وزرع التعاطف. هذا وتواجه المرأة في الصعيد العربي عقبات في هذا الشأن تتمثل في عوامل متعلقة بالوضع الاقتصادي وعوامل متصلة بالثقافة المجتمعية وعوامل متصلة بالمؤسسة السياسية نفسها. كما يلاحظ أن نسبة لا يستهان بها من الناخبات العربيات لا يدعمن مشاركة العنصر النسائي سياسيا وهي ظاهرة يلتف لدراستها العاملون في مجال حقوق الانسان والمواطنة والديمقراطية.
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يناقش مع محافظ ذمار تعزيز التنمية وحل مشكلات المشاريع المتعثرة
يمانيون../
التقى وزير الخارجية والمغتربين، جمال عامر، اليوم بمحافظ ذمار محمد البخيتي، بحضور المدير التنفيذي للصندوق الاجتماعي للتنمية عبد الله الديلمي، لبحث سبل تعزيز التنمية ومعالجة التحديات التي تواجه تنفيذ المشاريع بالمحافظة، خاصة تلك الممولة من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
وخلال اللقاء، أكد الوزير عامر على أهمية استقلالية الصندوق الاجتماعي للتنمية وضرورة تحييده عن أي تجاذبات سياسية، مشددًا على دوره كصندوق تنموي يعمل بحيادية في جميع المحافظات. كما أثنى على جهود قيادة محافظة ذمار في دعم المشاريع التنموية التي تسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم المزارعين.
من جانبه، أوضح المحافظ البخيتي أن محافظة ذمار تعمل ضمن توجهات الدولة لدعم القطاعين الزراعي والحيواني، مشيرًا إلى أهمية تنفيذ مشاريع متكاملة تخدم الدورة الاقتصادية الزراعية، من إنتاج الحبوب إلى صناعة الأعلاف والأسمدة العضوية محليًا، وتوفير الدعم اللازم للمزارعين للنهوض بهذا القطاع الحيوي.
اللقاء عكس الاهتمام المشترك بتسريع تنفيذ المشاريع التنموية بالمحافظة، مع التركيز على تحسين الأداء وضمان الاستفادة المثلى من التمويل الدولي.