المديرية العامة للآثار والمتاحف تنعي عالمة الآثار الإيطالية غابرييلا سكاندوني ماثياي
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
دمشق-سانا
نعت المديرية العامة للآثار والمتاحف عالمة الآثار الإيطالية غابرييلا سكاندوني ماثياي زوجة عالم الآثار باولو ماتييه، والتي عملت لأكثر من 40 عاماً في تل مرديخ- إيبلا في سورية، وكانت مسؤولة عن فهرسة وتحليل ودراسة جميع نتائج المكتشفات الأثرية.
غابرييلا ماثياي من مواليد 1940 وهي عالمة مصريات، حاصلة على درجة الماجستير من جامعة سابينزا في روما، مع دراسة بحثية عن مصر القديمة، وكانت أستاذة علم المصريات في نفس الجامعة حتى عام 1971، عندما دخلت المجلس الوطني الإيطالي للبحوث، حيث عملت فيه حتى تقاعدها.
وبين عامي 1967 و2002 قامت غابرييلا بزيارة مصر بشكل متكرر لدراسة مجموعات المتحف المصري في القاهرة والسياقات الجنائزية للمقابر الكبرى في المملكتين القديمة والوسطى، والمنطقة الشرقية من الدلتا وموقع أفاريس.
وتركزت اهتماماتها البحثية بشكل رئيسي على دراسات التطور التاريخي للدين المصري، مع إيلاء اهتمام خاص لتكوين الملكية ورمزية المواد الثمينة المرتبطة بآلهة (حتحور).
ومنذ عام 1964 وحتى عام 2010 عملت غابرييلا في تل مرديخ-إيبلا في سورية، وكانت مسؤولة عن فهرسة وتحليل ودراسة جميع النتائج وعملت بشكل خاص على العلاقات بين سورية ومصر من الألفية الثالثة إلى الألفية الأولى قبل الميلاد.
ونشرت بحثا عن العاجات المصرية المكتشفة في القصر الشمالي لإيبلا، كما ساهمت في فهم العلاقات السياسية والثقافية والتبادلات بين سورية ومصر خلال الألفية الثانية قبل الميلاد (العصر البرونزي الوسيط).
وفي عام 1995، قامت غابرييلا بالتعاون مع البروفيسور باولو ماتييه وفرانسيس بينوك بتنسيق معرض “إيبلا جميع أصول الحضارة الحضرية” في جامعة لا سابينزا، والذي ساهم بشكل كبير في نشر الثقافة والتراث الأثري لسورية القديمة.
وكانت البروفيسورة غابرييلا و زوجها البروفيسور باولو مخلصين دائماً للتراث السوري ومحبين للسوريين، الذين طالما بادلوهما التقدير والاحترام لما قدماه من جهود في نشر ثقافة وحضارة سورية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
باستغلال الفقر.. مساع إيرانية لتغيير الهوية الثقافية والدينية بمناطق سورية
وسط تراجع التعليم وانتشار الفقر في بلد مزقته الحرب، ومن خلال تقديمها لـ"مغريات"، تعمل إيران على نشر أفكارها الدينية والثقافية بين سكان مناطق سورية، عبر "مزارات" ومدارس تدعمها.
ومن بين أبرز تلك الممارسات، هي التي تتمحور حول نشر أفكار التشيع بين الأطفال، كما يحدث في "روضة أطفال المستقبل" في منطقة البوكمال السورية، عبر تلقين الأطفال مناهج تعليمية تدرس اللغة والتاريخ الفارسي من وجهة نظر إيران.
كما يتم تقديم منح للدراسة في إيران، تستهدف طلاب المدارس والشباب في الثلاثينيات من العمر، مما يوسع دائرة التأثير، وفق مراقبين، أكدوا أن طهران "لا تكتفي بالوجود العسكري، بل تسعى إلى "تغيير الهوية الدينية والثقافية لمناطق سيطرتها في سوريا، باستخدام التعليم والدعم المادي كجسر لتحقيق طموحاتها الإقليمية".
وحول هذا التوجه، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إن "تدريس اللغة الفارسية في محافظة دير الزور، وهي ليست حاضنة شعبية للإيرانيين، تأتي في إطار هيمنة طهران على هذه المنطقة من الجغرافيا السورية".
وتابع في حديثه لقناة "الحرة": "المناهج لا تدرس بالقوة ولا يوجد قبول اجتماعي أيضا، هناك ترغيب من المليشيات الإيرانية للسوريين في دير الزور تحديدا، وإخضاع للنساء والأطفال لدورات تعليمية تحت مسمى تطوير الكادر العلمي".
وأوضح أنه "يتم تدريس اللغة عبر الترغيب، سواء بالمال أو بالتوظيف في مراكز اجتماعية تابعة للإيرانيين".
إيران في سوريا.. خفايا ومستقبل "التغيير الديمغرافي الهادئ" منذ انخراطها في الحرب السورية لحماية النظام السوري من السقوط دخلت الاستراتيجية التي اتبعتها إيران في البلاد بعدة محطات كان أبرزها و"أخطرها"، حسب خبراء ومراقبين، تلك المتعلقة بعمليات "التغيير الديمغرافي" التي أحدثتها وشاركت بها مع ميليشياتها ووكلائها في عدة مدن وقرى وبلدات.واستطرد عبد الرحمن: "كما فعل تنظيم داعش عندما كان يقوم بغسل أدمغة الأطفال.. يجري استغلال الأطفال الذين هم جاهزين بالأساس للتعلم، ويتم ترغيبهم برحلات ودورات، وتدريسهم فكر ولاية الفقيه في بقعة جغرافية من المفترض أن لا علاقة لها بها، دينا أو فكرا".
واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "الأوضاع المأساوية هي التي أجبرت الأطفال على الالتحاق بدورات في المراكز الثقافية الإيرانية في سوريا، وبالأخص في دير الزور"، موضحا أن "كل ما تقوم به إيران في إطار محاولة تعزيز سياستها وهيمنتها".
وحول وجود اعتراضات من بعض السكان على تلك الممارسات الإيرانية، قال عبد الرحمن إن "الاعتراضات يوقفها شيوخ العشائر المقربون والمدعومون والمسلحون من إيران، حيث يحاولون مواجهة أي احتجاجات".
كما أوضح أنه جرى "تغيير فكر البعض" في مناطق سيطرة إيران داخل سوريا "إلى ولاية الفقيه".
وتابع: "تم ذلك في بعض القرى وبين بعض العوائل في مناطق سيطرة إيران في سوريا، وذلك بحكم الوجود الإيراني بالمنطقة منذ أكثر من 7 سنوات"، معتبرا أنه لا يمكن الحكم ما إذا كان ذلك عن "اقتناع حقيقي أم من أجل الحصول على الدعم بأشكاله المادية، أو غير ذلك".
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2022، فقد بلغ عدد المقاتلين الإيرانيين والميليشيات التابعة لها في سوريا، إلى نحو 100 ألف مقاتل.
وقدمت إيران لنظام بشار الأسد في سوريا، خطوطا ائتمانية بقيمة حوالي 6 مليارات دولار، مما ساعد في تخفيف آثار العقوبات الدولية، لكن ساهم أيضا في تدهور الاقتصاد السوري، وفق مخرجات تقرير نشرته في عام 2023 مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
حروب وأزمات.. حصاد 45 عاما من التدخل الإيراني في الشؤون العربية منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شهد الشرق الأوسط تحولات جذرية كان معظمها ناتجا عن اعتماد الجمهورية الإسلامية الجديدة سياسة تصدير الثورة إلى دول الجوار.وتسعى إيران كذلك لإحداث تأثير على السوريين، من خلال المقامات والمزارات، ومن بينها حسينية الإمام جعفر الصادق في دير الزور، التي كانت تعرف سابقا باسم حسينية الملالي.
كما أن هناك حسينية "أبو الفضل" في حي هرابش في دير الزور أيضًا، وتشرف عليها مليشيا حزب الله اللبنانية، وتستخدم لإقامة الشعائر الدينية.
في الجنوب، هناك مقام السيدة زينب في العاصمة دمشق، وهو من أهم المزارات الشيعية في سوريا، وتشرف إيران حاليا على تطويره وتوسيعه.
وهناك مقام السيدة رقيّة في دمشق، وتولي إيران اهتماما بهذا المعلم "لتعزيز وجود المذهب الشيعي". ويوجد كذلك مقام عمار بن ياسر في الرقة، الذي تشير مصادر إلى أن "إيران تسعى إلى تطويره بهدف تعزيز وجودها في المنطقة".