آفة تهدد المجتمع اللبناني والجميع يتحملون المسؤولية
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
بعدما سُرق من منزله مبلغ مليوني ليرة لبنانية، بدأ عماد، رجل في الاربعين من عمره، يبحث عمن يكون قد دخل منزله صدفةً وسرق سرواله من المنزل، الا ان المفاجأة كانت عندما اكتشف ان ابنه البكر، ابن الـ14 عاماً هو من عمد الى أخذ المبلغ من جيب والده، من أجل العاب الميسر (القمار) الالكتروني.
قصة عماد هي واحدة من مئات القصص التي تفتك بمجتمعنا اللبناني، بعدما باتت لعبة الميسر الالكتروني واحدة من أبرز الآفات التي تهدد جيلاً كاملاً من اللبنانيين، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها لبنان، والضيقة المالية التي تهدد الجميع، الأمر الذي دفع هذه اللعبة من التحول من لعبة ورق الى حالة ادمان قد تؤدي الى العديد من المشكلات الأخرى.
وانطلاقاً من هذه المشكلة تعمل جمعية "جاد" (شبيبة ضد المخدرات) على تنظيم مؤتمر يوم الخميس المقبل، في 23 تشرين الثاني تحت عنوان "ظاهرة الادمان على القمار الإلكتروني في لبنان"، بحيث يشير القيّم على الحملة الدكتور علي خليفة، الى ان الموضوع وعلى الرغم من انه ليس بجديد على الساحة اللبنانية، الا انه اليوم يأخذ اشكالا مختلفة بعد التفلت من الرقابة على المواقع التي تتعاطى بهذا الموضوع، مشدداً على انه حتى اليوم وعلى الرغم من وجود هذه الآفة، لا قوانين في لبنان تسمح بها، كما وانه لا قوانين تمنعها، وبالتالي لا يمكن ان تكون هناك محاسبة دقيقة في هذا الموضوع.
وأوضح أن الجهة الوحيدة في لبنان المخولة ممارسة هذه الأنواع من الالعاب ، هي كازينو لبنان، إلا انه ونظراً لغياب الرقابة اولاً والقوانين ثانياً، بات هذا الأمر منتشراً بسهولة تامة في صفوف الشباب، وبات يعتبر نوعاً من الادمان الذي لا بد من محاربته بشكل سريع، لا سيما وانها تنتشر أسرع من المخدرات، ويتبعها العديد من الجرائم من سرقة وقتل.
الشباب اول الضحايا
وتابع خليفة في حديث عبر "لبنان 24": "هذه الآفة تبدأ من خلال جذب الشباب ما بين الـ15 والـ35 على اللعب ضمن تطبيقات بهدف التسلية، من خلال وكلاء ميدانيين يندسون في صفوف الشباب لاغرائهم باللعب من باب الربح السريع والسهل، ما يوقعهم في فخ الإدمان، وبالتالي خسارة الأموال على المدى البعيد ما يدفع العديد منهم الى السرقة من اقرب الناس ومن بعدها من الاشخاص البعيدين، ما يرفع من نسبة الادمان على الكحول او المخدرات وقد يصل بهم الأمر الى الانتحار".
وقال إن مدمن الميسر (القمار) الالكتروني لا يمكن كشفه على عكس مدمن المخدرات الذي تظهر عليه العلامات على وجهه، وفي تصرفاته، في حين ان المدمن على الميسر (القمار) الالكتروني من الصعب اكتشافه او معرفة ماذا يفعل وراء الشاشة الصغيرة.
أرباح كبيرة
وبالأرقام، يشير خليفة، الى انه وبحسب تقديرات القوى الأمنية فان 120 موقعاً الكترونياً يتعاطون هذا النوع من القمار، ما يشير بحسب تقديرات كازينو لبنان الى اكثر من 100 مليون دولار ارباح في السنة، لمشغلي هذه المواقع، لافتاً الى ان منصة كازينو لبنان للميسر الالكتروني تدرّ ارباحاً قد تصل الى مليون دولار في اليوم اي حوالي الـ 365 مليون دولار في السنة من المقامرة الالكترونية.
خطة العمل
وحول ما هو منتظر من الندوة، أو خطة العمل المتوقع تطبيقها في نهاية المؤتمر، لفت الى ان هذا المؤتمر هو لرفع الصوت للتوعية والتنبيه من هذه المشكلة، لافتاً الى أهمية التعاون مع الوزارات المعنية كوزارة الاعلام، والشباب والرياضة، الذي بدأ العمل على نشر الفكر والتوعية في هذا الموضوع، والاتصالات ووزارة المالية ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة التربية، كل من ضمن اختصاصه لنشر التوعية المطلوبة، هذا فضلاً عن عمل اللجان النيابية المعنية بالتشريع التي عليها واجب العمل على سن القوانين التي يجب ان تعنى بهذا الموضوع لردعه، ولكي يكون لدى القاضي قوانين يمكن الاستناد عليها.
وتمنى ان يتمكن المؤتمر بالخروج بتوصيات لرفعها الى مجلس النواب لبدء العمل على التشريعات اللازمة في هذا الاطار، مشيراً الى ان الرئيس نبيه بري وعد بوضع هذه التشريعات متى اتمت على جدول أعمال الجلسة التشريعية الأولى.
اذا، آفة جديدة قديمة تضرب المجتمع اللبناني، تدعو الى مزيد من اليقظة والادراك والوعي لتجنيب اطفالنا مشكلات اجتماعية هم بغنى عنها، فالمسؤولية تنطلق من المنزل ومن رقابة الأهل لتتوسع بعدها الى رقابة الدولة.
وعليه على كل فرد ان يكون مدركاً تماماً لخطورة هذه المشكلة وان يعمل جاهداً على حلها قبل ان تتفاقم الأمور.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا الموضوع الى ان
إقرأ أيضاً:
خلال استقباله جوزيف عون.. رئيس الدولة يؤكد دعم الإمارات كل ما يحقق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق
بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وفخامة جوزيف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، اليوم، مختلف جوانب العلاقات الأخوية، وسبل تنمية التعاون والعمل المشترك لمصلحة البلدين وشعبيهما الشقيقين.
جاء ذلك خلال استقبال سموه في قصر الشاطئ بأبوظبي، الرئيس اللبناني الذي يقوم بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات، حيث رحب سموه بالرئيس الضيف، متمنياً له التوفيق في قيادة لبنان الشقيق إلى كل ما يحقق الاستقرار والتنمية والازدهار لشعبه، وأن يعود لبنان إلى موقعه المهم في محيطه العربي والإقليمي والعالمي.
كما استعرض الجانبان عدداً من القضايا والملفات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها، مؤكدين ضرورة العمل من أجل تعزيز أسباب الاستقرار والسلام في المنطقة لمصلحة جميع شعوبها.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال اللقاء، أن العلاقات بين دولة الإمارات ولبنان تاريخية وتجمع الشعبين الإماراتي واللبناني روابط المحبة والتقدير والاحترام المتبادل، مشيراً سموه إلى أن إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في بيروت تجسد التزام الإمارات بدعم لبنان والتطلع نحو مرحلة جديدة من العلاقات المثمرة بين البلدين.
وشدد سموه على موقف دولة الإمارات الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية، ودورها في حفظ السيادة والأمن والاستقرار في البلاد، إضافة إلى دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه.
من جانبه، عبر فخامة جوزيف عون عن شكره إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لحفاوة الاستقبال، وتقديره موقف سموه الداعم والمساند للبنان، مؤكداً الحرص على تعزيز علاقات لبنان مع الإمارات في مختلف المجالات لما فيه الخير لشعبيهما.
حضر اللقاء، سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، ومعالي الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، ومعالي علي بن حماد الشامسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي خليفة بن شاهين المرر، وزير دولة، ومعالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي، رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الاستراتيجية، رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، ومعالي لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، وسعادة فهد الكعبي، القائم بأعمال سفارة الدولة في بيروت، وعدد من كبار المسؤولين، بجانب الوفد المرافق للرئيس اللبناني الذي يضم معالي يوسف رجي، وزير الخارجية والمغتربين، وعدداً من كبار المسؤولين اللبنانيين.
المصدر: وام