اعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي البارز عاموس هارئيل، الجمعة، أن حركة "حماس" في قطاع غزة بعيدة كل البعد عن الاستسلام والانهيار في الوقت الراهن، رغم الضربات الإسرائيلية غير المسبوقة.

كلام هارئيل جاء في مقال نشره في صحيفة "هآرتس" العبرية، قبيل دخول المعارك البرية داخل غزة أسبوعها الثالث.

وحسب هارئيل: "دخلت إسرائيل الحرب وهي تعاني من عجز رهيب، نتيجة لفشل مروّع في مجال الاستخبارات والتأهّب في 7 أكتوبر/تشرين الأول".

وأضاف: "بحلول الوقت الذي تعافت فيه القوات الإسرائيلية وبدأت القتال بفعالية، كان نحو 1200 إسرائيلي قد قُتلوا بالفعل واختُطف نحو 240 آخرين".

وتابع: "ومنذ ذلك الحين، أصبح كل ما تم القيام به وما سيجري القيام به أشبه بمحاولة يائسة لملاحقة عدو أشعل النار بالفعل ويتقدم بسرعة".

ولفت إلى أنه "من الناحية العملية، انتظرت إسرائيل نحو 3 أسابيع قبل إرسال قوات برية إلى قطاع غزة، بسبب قيود مختلفة".

اقرأ أيضاً

صحيفة إسرائيلية: عدد قتلى الجيش في غزة يقترب من نصف قتلاه بحرب 67

وقال: "سيكون مساء يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بمثابة مرور أسبوعين على بدء الهجوم البري، أرسل الجيش الإسرائيلي 3 فرق عسكرية إلى شمال قطاع غزة وطلب من المدنيين الفلسطينيين هناك مغادرة منازلهم والتوجّه إلى جنوب غزة".

وأضاف: "أصبحت الهجمات الجوية الضخمة في الأسابيع الأولى أكثر شراسة منذ اللحظة التي تم فيها استدعاء القوات الجوية لتقديم دعم وثيق للقوات البرية، وكان التقدم منذ ذلك الحين بطيئًا ومدمّرًا، باستخدام أسلوب التقطيع (الفصل بين المناطق)".

وتابع: "تطلق قوات المدرعات والمشاة نيرانًا كثيفة للغاية في مواجهة كل مظاهر المقاومة، ويبدو أن هذا هو السبب الرئيسي وراء قرار حماس، في كثير من الحالات، بالبقاء في الأنفاق وتجنب الصدام العسكري المباشر".

وكشف هارئيل النقاب عن أن "الجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر عندما تقوم حماس بقنص القوات التي تدخل في وضع ثابت، أو عندما تهاجم منشآت أكثر أهمية بالنسبة لحماس، والتي تجري حولها جهود دفاعية أكثر كثافة".

ورأى أن الصعوبات الأساسية التي يواجهها الجيش الإسرائيلي هناك هي "شبكة متشعبة للغاية من الأنفاق تحت الأرض، والعديد من المباني الشاهقة فوق الأرض، رغم تدمير جزء كبير منها في الهجمات الإسرائيلية".

اقرأ أيضاً

لا صوت يعلو فوق خسائر الحرب في إسرائيل

واعتبر المحلل العسكري أن "حماس في ورطة، لكنها بعيدة عن الانهيار"، وفق تعبيره.

وقال إن "النصر في الحرب يتحقق عندما يتوقف أحد الأطراف عن العمل، سواء في شكل استسلام تام أو بسبب انهيار أنظمته، وتبدو حماس بعيدة كل البعد عن ذلك في الوقت الراهن".

وأردف: "تضررت وظائفها (حماس) في شمال قطاع غزة بشدة، ولكن الاستسلام ليس في الأفق".

وفيما ذكر أن "الهدف الأول للحرب، كما هو موضح للجيش الإسرائيلي تدمير القدرة العسكرية لحماس والبنية التحتية الحاكمة"، إلا أنه استدرك: "لكن حتى الأهداف الرسمية هي طموحات".

واعتبر أن "القدرة على تحقيقها تعتمد على 3 عوامل: ممارسة القوة العسكرية الفعالة، وتخصيص الوقت الكافي، والقدرة على العمل في جنوب قطاع غزة أيضا".

وفي إشارة إلى زعيم "حماس" في غزة يحيى السنوار، رأى هارئيل أنه "سيكون من الخطأ الجسيم أن نستنتج من الصعوبات التي يواجهها الآن أنه سيستسلم أو حتى يتم ردعه تحت الضغط الذي يتعرض له".

اقرأ أيضاً

الجيش الإسرائيلي: 222 أسيرا في قطاع غزة و308 قتلى بين الجنود

وأضاف: "سمعنا بالفعل ما يكفي عن إضعاف حماس وردعها من الحكومة ومن الجيش الإسرائيلي، وبعد العمليات الأصغر حجمًا السابقة في غزة، لن يشتري أحد تلك السلع المستعملة (الوعود التي لا تنفذ) مرة أخرى".

وبالنسبة لعامل الزمن، ذكر هارئيل أنه "من وجهة نظر إسرائيل، فإن عنصر الوقت في العملية أمر بالغ الأهمية، حيث يتحدث قادة الجيش الإسرائيلي في الميدان عن إطار زمني مدّته أشهر للقضاء على القدرات العسكرية لحماس شمال قطاع غزة".

وأضاف: "لكنّ واشنطن تشير إلى أنه لن يكون هناك أكثر من بضعة أسابيع، حتى بعد التوصل إلى صفقة محدودة لإطلاق سراح الأسرى، وبعد ذلك، تضغط الولايات المتحدة من أجل أن يتم القتال بصيغة مختلفة".

ووفقا للإعلام الإسرائيلي، قتل 38 جنديًا وأصيب أكثر من 270 بينهم 100 إصاباتهم خطيرة، منذ بدء المعارك البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر الماضي.

لكن "كتائب القسام" التابعة لـ"حماس" تعلن من حين لآخر عن خسائر الجيش الإسرائيلي، وتقول إنها أكبر بكثير مما تعلنه تل أبيب.

ومنذ 37 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي هجمات جوية وبرية وبحرية دون توقف على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل أكثر من 10 آلاف و812 فلسطينيا، بينهم 4412 طفلا و2918 سيدة، وأصاب أكثر من 26 ألفا، كما قتل 183 فلسطينيا واعتقل 2280 في الضفة الغربية، بحسب مصادر رسمية.

اقرأ أيضاً

التصعيد يتمدد.. 3 قتلى من حزب الله وقصف متبادل مع إسرائيل

المصدر | الأناضول

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: توغل بري إسرائيل قوات إسرائيلية المقاومة حماس غزة الحرب في غزة الجیش الإسرائیلی اقرأ أیضا قطاع غزة أکثر من

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يوسع عمليته البرية شمال غزة

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الجامعة العربية: الحروب الإسرائيلية دخلت مرحلة جديدة من العربدة الكاملة «الأونروا»: إسرائيل تستخدم الغذاء والمساعدات سلاحاً في غزة

أعلن الجيش الإسرائيلي توسيع عمليته البرية شمال قطاع غزة لتشمل حي «الشجاعية»، فيما قتل عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف مختلف المناطق منذ فجر أمس، واستهدف أيضاً محطة لتحلية المياه.
وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي في بيان عبر منصة «إكس» إن «الجيش الإسرائيلي بدأ العمل في الساعات الماضية في منطقة الشجاعية شمال قطاع غزة»، معلناً توسيع العملية البرية.
وادّعى أنه خلال العملية تم تدمير بنى تحتية، قال إن من ضمنها «مجمع قيادة وسيطرة» تستخدمه حركة «حماس»، على حد قوله. وأفاد شهود عيان بأن الجيش الإسرائيلي بدأ توغل شرق حي الشجاعية وسط تغطية نارية كثيفة. ونزح آلاف الفلسطينيين، نحو منطقة مستشفى المعمداني بحيّ الزيتون في البلدة القديمة وحي الرمال وسط وغرب مدينة غزة بشمال القطاع.
ومنذ بداية الحرب، يجبر الجيش الإسرائيلي سكان المناطق التي يتوغل بها على إخلائها، عبر إرسال إنذارات بالإخلاء يتبعها تنفيذ أحزمة نارية حول المناطق المستهدفة للضغط على سكانها وإجبارهم على النزوح إلى المجهول.
وقتل عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف مختلف مناطق القطاع منذ فجر أمس، واستهدف أيضاً محطة لتحلية المياه. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن المستشفيات استقبلت خلال 24 ساعة جثامين 86 فلسطينياً و287 مصاباً جرّاء الحرب الإسرائيلية على القطاع. وأضافت الوزارة، في البيان الإحصائي اليومي، أن عدد الضحايا ارتفع إلى 50 ألفاً و609 ضحايا و115 ألفاً و63 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023.
وأشارت إلى أن إسرائيل قتلت ألفاً و249 فلسطينياً وأصابت 3 آلاف و22 آخرين منذ خرقها اتفاق وقف إطلاق النار في 18 مارس الماضي. ونبهت الوزارة إلى أنه «لازال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
وأفاد مصدر طبي بمقتل طفلين فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف استهدف تجمعاً لمدنيين شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأضاف المصدر أن فلسطينياً قُتل وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف دراجة نارية في شارع النصر غرب مدينة غزة.
وفي وقت سابق أمس، قال المصدر إن سيدة وطفلتها قتلتا وأصيب آخرون بقصف على حي الشجاعية. وفجر أمس، أفاد مصدر طبي بارتفاع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا بقصف إسرائيلي على منزل في حي المنارة بمدينة خان يونس إلى 19.
وأضاف المصدر أن فلسطينياً وزوجته قُتلا بقصف إسرائيلي استهدفهما شمال مدينة رفح.
وقال شهود عيان إن الجيش الإسرائيلي قصف محطة «غباين» لتحلية المياه بحي التفاح شرق مدينة غزة.
وفي السياق، أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود» أمس، مقتل أحد موظفيها في قطاع غزة، في ضربة جوية مع أفراد من عائلته.
وأعربت المنظمة عن «صدمتها وحزنها لمقتل زميلنا حسام اللولو في غارة جوية».
وأضافت «قُتل زميلنا حسام مع مئات آخرين في أنحاء قطاع غزة منذ استئناف القوات الإسرائيلية هجماتها في 18 مارس».
وأوضحت أن «الحارس البالغ 58 عاماً في وحدة الرعاية العاجلة التابعة لأطباء بلا حدود في خان يونس، قُتل مع زوجته وابنته البالغة 28 عاماً في الهجوم المروع جنوب غرب دير البلح وسط قطاع غزة». و«اللولو» الموظف الحادي عشر في أطباء بلا حدود الذي يُقتل في غزة منذ بدء الحرب قبل 18 شهراً، والثاني منذ انهيار هدنة قصيرة الأمد الشهر الماضي.

مقالات مشابهة

  • استنفار إسرائيلي بعد صواريخ حماس وأوامر إخلاء جديدة في غزة
  • القاهرة الإخبارية: أكثر من 40 شهيدًا جراء التصعيد الإسرائيلي في غزة
  • الجيش الإسرائيلي: 10 صواريخ أطلقت من قطاع غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: أكثر من 40 شهيدًا جراء التصعيد الإسرائيلي في غزة
  • الجيش الإسرائيلي ينشر فيديو لأولى عملياته في "محور موراغ"
  • الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أكثر من 350 طفلًا فلسطينيًا
  • في يوم الطفل الفلسطيني.. حماس تطالب بمحاكمة قادة الجيش الإسرائيلي
  • الجيش الإسرائيلي يوسع عمليته البرية شمال غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال حسن فرحات قائد القطاع الغربي لحماس في لبنان
  • تحقيق إسرائيلي: الجيش لم يكن مستعدا يوم 7 أكتوبر لهجوم واسع النطاق