أسلحة حماس تُرعب إسرائيل.. صُنعت تحت الأرض وبعضها استخدمت بالعراق
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
في وقت مبكر من الغزو الإسرائيلي لغزة، استهدف صاروخ مضاد للدبابات أطلقه مقاومون فلسطينيون من كتائب القسام التابعة لحركة حماس، ناقلة جنود إسرائيلية مدرعة، مما أسفر عن مقتل جميع من فيها باعتراف الجيش الإسرائيلي. وأسفر الهجوم، الذي وقع في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، شمال غزة عن ضربة موجعة للجيش الإسرائيلي في الحرب البرية، وأظهر كذلك تطور وتوسع القوة النارية لحماس، التي كانت تدك عشرات الدبابات المتطورة التي تبلغ كلفة الواحدة منها نحو 4 ملايين دولار أمريكي.
"حماس سلّحت نفسها بالكامل"
في السابق، كانت القوات الإسرائيلية تواجه الحجارة والزجاجات الحارقة التي يلقيها الشبان الفلسطينيون، بينما تواجه الآن أسلحة مثل الصواريخ الموجهة بالليزر والقذائف المضادة للدبابات. وقال أحد المحللين العسكريين لصحيفة Washington Post الأمريكية إن حماس "تسلّح نفسها بالكامل".
ويقول خبراء عسكريون إن مقاتلي حماس خلال المواجهات البرية مع الدبابات الإسرائيلية عرضوا بعضاً من ترسانتهم المطورة: عددٌ مذهل من قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف والصواريخ المضادة للدبابات معظمها صناعة محلية. وأخرى تم تهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق خلال العقد الماضي، نتيجة للحروب في العراق وليبيا وسوريا والسودان، وصُنِّعَت أيضاً من قِبَلِ إيران ودول أخرى.
وجُمِّعَت الأشكال المختلفة لهذه الأسلحة بتطور متزايد داخل غزة في مصانع تحت الأرض.
يقول المحللون إن إسرائيل تراقب عن كثب أنواع الأسلحة التي تمتلكها حماس: بنادق قناصة حديثة، وطائرات شراعية، وقذائف آر بي جي، و"قنابل مغناطيسية"، وطائرات مسيَّرة هجومية، وغواصات صغيرة، وألغام أرضية، وصواريخ مضادة للدبابات، وصواريخ بعيدة المدى تستخدمها حماس. ويمكن لحماس الآن أن تضرب شمالاً حتى حيفا بالقرب من الحدود اللبنانية وجنوباً حتى إيلات على البحر الأحمر.
"القسام ترقى لمستوى جيوش دول"
وقال مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق للإدارة الفلسطينية في الجيش الإسرائيلي والمحلل البارز في مركز دايان في تل أبيب، إن كتائب القسام -الذين يُقدَّر عددهم بنحو 30 ألف مقاتل أو أكثر- مُسلحون بالكامل ومُدربون تدريباً جيداً لدرجة أنها ترقى لمستوى "جيوش الدول".
وقال ميلشتاين، وهو يراقب الأسبوعين الأولين من الغزو البري: "لا يوجد في الواقع أي شيء جديد أو مفاجئ في الأسلحة نفسها. المفاجأة الرئيسية هي الكمية". وأضاف أن إسرائيل تواجه "حماس أقوى كثيراً مما كانت سابقاً".
ورغم الدعوات لمزيد من "الهدنات الإنسانية" من قِبَلِ الولايات المتحدة -ومطالبات بوقف شامل لإطلاق النار من القوى الإقليمية- لا تُظهِر إسرائيل أي علامة على أنها ستوقف هجومها، حيث حاصرت دباباتها عدة مستشفيات في شمال غزة في الجمعة، وقامت بقصف وإطلاق النار للمرافق الطبية التي تؤوي النازحين والمرضى والجرحى.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الدبابات طوقت عدة مستشفيات، وطالبتها بالإخلاء، وهو ما قال الأطباء إنه من المستحيل القيام به؛ لوجود مئات المرضى.
"إسرائيل تواجه ظروفاً صعبة للغاية في غزة"
وقال آفي ميلاميد، مسؤول المخابرات الإسرائيلية السابق إن "إسرائيل تواجه ظروفاً صعبة للغاية في غزة". وقال: "إنه عدو مسلح بكثافة، وليس عصابة من الأطفال الصغار الذين يركضون بالمسدسات".
وتقول صحيفة واشنطن بوست، إن نشر أعداد كبيرة من الوحدات المضادة للدبابات من قبل حماس أمر مثير للقلق بشكل خاص بالنسبة للقوات الإسرائيلية، إلى درجة أن الجيش الإسرائيلي يبدو أنه يركز استخباراته للعثور على أهداف للقوات الجوية والبرية للقضاء عليها.
يزعم المكتب الإعلامي للجيش الإسرائيلي كل بضعة أيام استهداف قواته وقتل قادة حماس في عمليات ضرب الدبابات. لكن حماس لا تؤكد ذلك، مما يجعل من المستحيل في كثير من الأحيان التحقق من المزاعم الإسرائيلية بشكل مستقل، خصيصاً أن المقاومة على الأرض لا تتوقف، وكذلك إطلاق الصواريخ من غزة على المدن الإسرائيلية.
ومع ذلك، فمن الواضح بالفعل أن هذه الحرب في غزة هي الأكثر دمويةً، مقارنةً بالقتال في الأعوام 2009 و2012 و2014 و2021.
أدى القصف الإسرائيلي والهجمات البرية إلى استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. في 7 أكتوبر/تشرين الأول. في حين قتل نحو 1400 إسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر، واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل نحو 40 جندياً منذ بدء العملية البرية.
وقال بهنام بن تاليبلو، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهو مركز أبحاث في واشنطن، إنه في حرب مايو/أيار 2021، بين حماس وإسرائيل، تمكنت فرق الصواريخ المضادة للدبابات التابعة لحماس من شن ضربات أسفرت عن مقتل عشرات الجنود، بينهم ضباط كبار، وأثبتت أنها أكثر فاعلية من هجمات الطائرات المسيَّرة.
وأضاف أن طائرات مسيَّرة وصواريخ تابعة لحماس قد اعتُرِضَت، وكُشِفَ عن الأنفاق العابرة للحدود"، لكنه أضاف أن "قواتهم المضادة للدبابات اخترقت المنطقة ووجهت ضربات".
أنظمة الأسلحة التي تمتلكها حماس تعقّد تحركات الجيش الإسرائيلي
ويقول محللون عسكريون إن الأنظمة المضادة للدبابات التي نشرتها حماس تشمل قذائف الياسين 105 محلي الصنع، ونظام بولساي-2، وهو النسخة الكورية الشمالية من نظام فاغوت السوفييتي، وآر بي جي-7، الذي هو روسي الأصل أيضاً، وهناك نسخة كورية شمالية منه تسمه إف-7.
وتشمل الأنظمة الأخرى التي شوهدت في مقاطع فيديو حماس في الماضي أنظمة كورنيت وكونكورس ذات الطراز الروسي، بالإضافة إلى نظام رعد الإيراني، وهو نسخة من ماليوتكا السوفييتية.
وقال تاليبلو: "إن هذا المزيج من الأسلحة يمكن أن يعقّد تحرك حتى أكثر الجيوش تطوراً من حيث التكنولوجيا في سيناريو القتال في المناطق الحضرية".
وأضاف: "توقعوا المزيد من التركيز على الأسلحة المضادة للدبابات والحرب المضادة للدبابات من قبل حماس مع تقدم الجيش الإسرائيلي إلى داخل غزة".
وقال المحللون الإسرائيليون إنه خلال العقد الماضي، هُرِّبَت الكثير من الأسلحة المضادة للدبابات إلى غزة، عبر الأنفاق من صحراء سيناء المصرية إلى قطاع غزة، وعبر الشاحنات التي تمر عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
ومن بين الأسلحة المضادة للدبابات التي تمتلكها حماس، يُنتَج بعضها داخل القطاع، مثل الرأس الحربي تانديم-85، كما قال أميل كوتلارسكي، كبير المحللين وخبير الأسلحة في شركة الاستخبارات الدفاعية جينز.
وتستخدم هذه الأنواع من المقذوفات شحنتين لاختراق المركبات المدرعة الحديثة. إنها الأسلحة المميزة التي تقدمها إيران للمسلحين المتحالفين، مثل حماس، وقد استُخدِمَت لإحداث تأثير مدمر ضد القوات الأمريكية في العراق.
معركة مختلفة تماماً
نشرت كتائب القسام العديد من الصور المعدلة لمسلحين يطلقون الصواريخ والقذائف على مركبات إسرائيلية، وفي حين أن مقاطع الفيديو قد تُظهِر انفجارات نارية، فمن غير الواضح في بعض الأحيان ما إذا كانت الضربات قد دمرت أو ألحقت أضراراً بالمركبات.
وقال رايان بروبست، من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن إسرائيل طورت نظام دفاع ضد هذه الأسلحة يسمى نظام الحماية النشط تروفي. وهو يعمل باستخدام الرادار لتتبع الذخائر القادمة، ومن ثم اعتراضها بمقذوفات دفاعية خاصة به. ولكن، كما هو الحال مع وابل الصواريخ ضد الدفاع الجوي الإسرائيلي "القبة الحديدية"، يمكن هزيمة نظام تروفي من خلال إغراقه بأعداد كبيرة من القذائف التي تُطلَق من مسافة قريبة، كما قال بروبست.
وأضاف بروبست أن الجيش الأمريكي تلقى أنظمة تروفي لدبابات أبرامز في عام 2019 وقام بنشرها في أوروبا.
وقال كاليسكي، المحلل الإسرائيلي، إنه في الحرب الإسرائيلية العربية عام 1967، احتاجت إسرائيل في سيناء إلى 3 فرق لهزيمة الجيش المصري في 6 أيام. والآن يستخدم الجيش الإسرائيلي نفس القوة لمدة شهر تقريباً مع نتائج مختلفة تماماً في غزة.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المضادة للدبابات فی غزة التی ت
إقرأ أيضاً:
حكم بسجن نائب أردني 10 سنوات لنقله الأسلحة إلى الضفة الغربية
أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية التي انعقدت الأربعاء، حكمها في القضية التي شملت النائب الأردني السابق عماد العدوان و13 متهما آخرين، بينهم شخص "هارب"، بتهم تتعلق بتصدير أسلحة نارية بشكل غير قانوني.
وقد قضت المحكمة بتوقيع عقوبة الأشغال المؤقتة لمدة 10 سنوات على النائب عماد العدوان، بعد ثبوت تصديره أسلحة نارية خارج الأراضي الأردنية بقصد استخدامها في أغراض غير مشروعة بحسب المحكمة.
وأصدرت المحكمة حكمًا مماثلًا بحق 3 متهمين آخرين، الذين ثبت تورطهم في التصدير غير المشروع للأسلحة، ليحكم عليهم بالحبس 10 سنوات لكل منهم.
وتجدر الإشارة إلى أن المحكمة أصدرت حكمًا غيابيا بحق متهم آخر، وهو شخص هارب، وقضت بحبسه 15 عامًا في حالة القبض عليه.
أما فيما يخص بعض المتهمين، فقد قررت المحكمة إسقاط التهم الموجهة إليهم بموجب قانون العفو العام، ليشمل القرار 8 من المتهمين الذين تم إخلاء سبيلهم بعد انقضاء فترة العفو.
وقد تضمنت التهم الموجهة للمتهمين "تصدير أسلحة نارية بطريقة غير قانونية، وبيع الأسلحة بقصد استخدامها في أغراض غير مشروعة، وهي تهم تقع ضمن نطاق قانون منع الإرهاب رقم 55 لسنة 2006. كما تم توجيه تهم أخرى تتعلق بمحاولة تصدير الأسلحة بشكل غير قانوني، إضافة إلى أعمال من شأنها الإضرار بالأمن العام والإخلال بالنظام الاجتماعي في البلاد".
كان قد تم توقيف النائب عماد العدوان في 23 نيسان/ أبريل من العام الجاري من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، إثر محاولته تهريب أسلحة وكميات من الذهب عبر معبر الكرامة الحدودي، حيث تم تسليمه لاحقًا إلى السلطات الأردنية.
وفي السابع من أيار/ مايو، تم الإعلان رسميًا عن تسلم الأردن للعدوان من قبل الاحتلال، ليتولى القضاء الأردني متابعة القضية وإصدار الحكم الأخير.