متي وكيف بدأت حرب السودان ومن هو المعتدي الاثيم؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
خطأ فادح ومربك ويترتب عليه قلب الحقائق يقع فيه الكثير من الناس العامة منهم والخاصة واعني المتخصصين حتي الذين يساندون الجيش ويقفون في صف الوطن ممن يظهرون علي الميديا والقنوات العالمية وبعض الذين يكتبون علي الوسائط عندما يؤرخون لبداية الحرب في السودان يذكرون انها كان يوم 15/ 4/ 2023م ويقصدون الاشتباك المحدود الذي وقع في المدينة الرياضية ومحيط ارض المعسكرات بسوبا وهذا خطأ والصحيح ان الحرب بدايتها كانت يوم 13 / 4 / 2023 م عندما قامت قيادة المتمردين والمليشيات بتحريك قوة قوامها 150 عربة قتالية بكامل عدتها وعتادها لاحتلال مطار مروي دون اذن او توجية من قيادة الجيش وهيئة العمليات صاحبة الاختصاص في ذلك وهو ترتيب وتنظيم عسكري تصحيه إشارة و(امر تحرك) لاي قوة مسلحة وعدم التقيد بالقانون العسكري الأوامر المستديمة واللوائح مرحبا يعتبر تمرد وعمل عدائي واعلان حرب من قبل المليشيا المتمردة ويفضح نيتها المسبقة بالحرب وإدخال البلاد في دوامة الدم والغريبة انها أصدرت بيان بذلك وان تحركها بعلم وتنسيق مع الجيش ولاحقا وتحديدا في مساء نفس اليوم سحبت المليشيا تصريحها هذا تذكرون بيان العميد نبيل عبدالله الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية الذي نفي فيه صدور اي تعليمات من قيادة الجيش وان هذا تحرك احادي وحذر من خطورته علي الأمن الوطني السوداني مطالبا المليشيا بالتراجع وتحكيم صوت العقل من أجل أمان السودان.
أضف الي ذلك شهادة مني اركو مناوي وجبريل ابراهيم مع عبدالرحيم دقلو في مساء يوم 14/ 5 فضلا عن حديث عثمان ميرغني ولقاءه بحميدتي الذي يكشف المخطط مسبقا مع الحليف السياسي قحت المركزي رفقاء عبد الرحيم دقلو في الحافلة كاصحاب الايكة يوم الظلة.
وكثير من القرائن الاخري الدالة علي سبق الاصرار والترصد مثل تحشييد المليشيا والتجنيد واعادة التمركز في العاصمة. كل هذه الأقوال والأفعال حدثت قبل يوم 15 فكيف تكون الحرب ان لم تكن كذلك.
ولعل كل المواثيف الدولية والبروتوكلات العسكرية تتفق علي ان تحريك قوة مسلحة واحتلال مطار وأسر جنود وضباط كما حدث مع الأخوة المصريين هو عدوان واعلان حرب كما أن القاموس السياسي والعسكري يتفق وهذا التعريف والعقلاء أيضا من أبناء الوطن المخلصين الذي لم تتلوث اياديهم مع المليشيا والمرتزقة يعون ويفهمون من المعتدي الذي بدأ الحرب ثم اعتدى علي بيوت المواطنين وسرق أموالهم وانتهك أعراضهم فالسلوك السابق واللاحق للمتمردين تتعدد الاعتداءات والمجرم واحد نفس الزول.
قصدت بهذا التوضيح وضع الأمور في نصابها الصحيح لما يترتب علي ذلك من أثر قانوني وسياسي وخلط وتزييف للحقائق يضعف من مشروعية معركة الوطن والكرامة التي تقودها القوات المسلحة كحق والحق الطبيعي والشرعي ينظمه القانون الدولي ولا يصنعه.
دمتم بخير
د الرشيد محمد ابراهيم استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالخرطوم.
الرشيد محمد ابراهيم الرشيد
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
السودان؛ الحرب المشهودة
السودان؛ الحرب المشهودة
الإدانة لفقط تسجيلها كنقطة وموقف هي كالتوقيع بجملة “العاقبة عندكم في المسرات”!
طوال حرب استباحة السودان احتلت مليشيات الجنجويد منازل السودانيين و استهدفتها بالقذف و النهب بل و استباحت أهلها و انتهتكت حرماتهم دمهم و أعراضهم و ماذا بعد الدم و العرض لنحسب من انتهاكات لها و نعدد أخطر و أعظم!
هل نتحدث عن استهدافها المستشفيات و المرضى و الطواقم الطبية؟ أم نتحدث عن تعمدها استهداف كامل البنية التحتية و الخدمات و حرمان الناس و سجنهم و تجويعهم و تعذيبهم و إزلالهم؟ لا شيء يعدل انتهاك الأعراض فالموت شهادة أهون؟!
و يأتيك المتلونون المنافقون يتناسون كل ذلك و يتحاشون الحديث عنه ينكرونه أو لا يريدون تصديقه حتى يصيبهم هم أنفسهم و في أهلهم فيؤمنوا!
و العالم و العربي خاصة “قف تأمَّل” و إمارة الشر الجميع يرى و يعلم تدخلها في الحرب المباشر داعمة الجنجويد و الجنجويد زعامتهم ضيوف شرف و حصانة عندها!
و حتى إذا ما أصابت بعض سفاراتهم نيران الحرب و هي خاوية من ساكنيها منهم و لا يعني ذاك حتماً أن لا ساكن لها من المليشيات يستخدمها بإذنهم في الحرب حتى تسارعت الإدانات كما حدث لسفارة الإمارة في العاصمة الخرطوم المستباحة في حرب الإستباحة! و كأن منازل السودانيين و أرواحهم و أعراضهم لا تعني لهؤلاء شيء ما لم يكن في أمرهم و خلفهم دولة!
هل يعلم هؤلاء عن الفاشر المحاصرة و ما يحدث فيها يومياً من استهداف للأبرياء في مساكنهم و أسواقهم و مستشفياتهم كحال مناطق السودان كلها! لماذا لم نسمعهم يدينون أي جرائم هناك إلا لحظة عن سمعوا بكلمة السعودي تلحق بمستشفى؟ فسارعوا زرافات و وحداناً بالشجب و الإدانة و الحديث عن المعاهدات و الشرائع الإنسانية و المواثيق الدولية؟ فإن لم يكن المستشفى ينسب إلى كرم دولة و تبرعها أو منزل مؤجر أو مملوك لسفارة فهل كان ليهتم لمن قتل فيه أو تهدم منه في الحرب كما حدث في باقي السودان كله أحد؟
هل شعب السودان دمه و عرضه رخيص إلى هذه الدرجة في أعيننهم! من تم استهدافهم و الغدر بهم هناك هم سودانيون أبرياء أولاً و أخيراً نفس من تم استباحتهم في السودان كله فلماذا لا يدان الإجرام كله و تدان جرائم الحرب كلها!
*
الحال كحالة جموع قوى الحرية و التغيير قحت أو تقدم! هؤلاء المتلونون بلا طعم و لا لون فقط رائحة تصدر منهم تزكم الأنوف كلما سمعوا انتصار للجيش و تجمع للشعب المقهور حوله مفتخراً به و متأملاً و داعياً ناشداً تمام النصر و التحرير معه تدفقت منهم رسائل و بيانات النواح و الرديح على الثورة! و كلما ظهرت تفلتات و تجاوزات لأفراد منه او تنسب إليه بسبب النقمة أو الغضبة أو من جهالة أو هي من مكيدة و الفتنة تمسكوا بها و نفخوا فيها حتى جعلوها هي شعار لسوء النية في الجيش و سبيلاً لتحطيم نصره و تشويه الفخر له في عين شعبه!
هل أدانوا قيادات وقحت و تقدم من قبل انتهاكات الجنجويد حليفهم السابق و الحالي بالصريح و العبارة؟ أبداً فكلما وجد أحدهم نفسهم في مأزق واجب الإدانة الصريحة لها مر في ذكرها كشى عابر ليلتف و يقارن و يساوي و يزبد و ينطح و يطعن في الجيش !!
*
في حروب الإستباحة لا مناطق للحياد. فإما أنك مع الحق و أهله أم أنك ضدهم جميعاً.
نفاقك لا يحميك و يرفع من قدرك و يضمن لك المستقبل.
كتبنا من قبل و أكثرنا أن الجيش هو قوات الشعب السودانية المسلحة. هو من رحم هذا الشعب و هو الأمين على حفظه و حمايته. و أكدنا الفصل بين قيادة الجيش و الجيش بأن المحاسبة للقيادة واجبة على أخطائها و تجاوزاتها و تفريطها و خيانتها و منذ البشير عمر كقائد للجيش لا النظام. و كانت دعوتنا واضحة أن الجيوش يجب الحفاظ عليها لأنها ركن الدولة. و وقفنا قديماً و إلى ساعتنا هذه ضد أي استهداف لبنية الجيش و دعوات لحله أو حتى المساس به حتى في أمر دمج تلك المليشيات كنا ضده لعلمنا أنهم مجرد عصابات قطاع طرق و مرتزقة لا أمان لهم و لا عهد. تقولون عن الكيزان و مليشياتهم و المنتسبين لهم في الجيش خذوا راحتكم لكن الجيش كالشعب لا علاقة له بصراعاتكم بين بعضكم و ثاراتكم و غباينكم و عقدكم.
قحت و تقدم صعدوا إلى السلطة فوق أكتاف الشهداء و شعب السودان في ثورته العظيمة المباركة. تلك القوى لم تستطع ان تحفظ قسمها بأن تدير الدولة دعكم من الحفاظ على مكتسبات الثورة و تضحية الشهداء. هم سقطوا فيما سقط فيه معهم المجلس العسكري شريكهم في وثيقتهم للحكم و الذي أقسم قادة الجيش فيه بالحفاظ على أمن السودان و شعب السودان فانتهى الأمر إلى حرب استباحة للشعب و السودان في حرب بين جميع الشركاء في تلك الوثيقة و بتدخل دولي و إقليمي كان من بعض الدول الشهود عليها.
*
و في المنابر و صفحات المواقع السودانية المختلفة تدهشك أقلام سودانية الإسم و الهوية و هي تشمت و تتلذذ بفظاعات الحرب و أشكال الإنتهاكات فيها و الجرائم ضد هذا و ذاك واضعة أعينها على فتن القبلية و الجنس و العرق و عقد من النقص و الغبن و الحقد حد الغثيان معها من سواد النفوس و الشر و الغل الكامن فيها!
حرب السودان و كما تعنونها قناة الجزيرة بالمنسية هي فيها حقيقتها “حرب مشهودة” شاهدة على كم من الخيانة و الأحقاد و الغبن و الحقد أشعلت بقصد و تعمد ضد شعب السودان أولاً و أخيراً.
الهدف تدمير كرامة الشعب و كسر ظهره في جيشه و تهجيره و احتلال أرضه.
محمد حسن مصطفى
mhmh18@windowslive.com