انتصرنا؛ لمّا أعدنا فلسطين إلى واجهة العالم
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
أثير- مكتب أثير في تونس
إعداد: محمد الهادي الجزيري
النصر من عندك يا الله ..، أفتح عينيّ فأرى العالم يلهج باسمها ويردّده صادحا بالحرية لها ..، لم أكن أتوقّع هذه الهبة العالمية المزلزلة ..بعد سنوات من اللامبالاة ..، حقيقة إنّ ما بناه الكيان المحتل عبر آلاته الإعلامية الضخمة عبر عقود طويلة خسره في أيام قليلة.
كبرى عواصم الغرب تقف مع فلسطين ضد الكيان الغاصب المتوحش، فواعجبي ممّن يتباكون على فلسطين ويلومون حركة المقاومة على ما فعلت ..، فلولاها لما اجتمع العالم على جملة واحدة ألا وهي : الحرية لغزة ..فقد صارت هذه القطعة الصغيرة من الأرض رمزا للتضحية والإيمان والثبات..، أعتقد أنّ اللون والعرق واللغة ذابت كلّها في هذه القضية الجوهرية ..، أرى الإنسان عاد إلى إنسانيته دون مساحيق ..ولأذكّركم سأعرض عليكم مشاهد ولقطات ما كنت أحلم أن أراها ..، عمري بأكمله ولم أر غضبة الغرب على الغرب ..وإدانته لحكوماته ..، فمثلا هذا النائب الأمريكي بالصورة والصوت والانتفاضة والبصاق وما شئتم من الأفعال والأقوال ، يصرخ مرعوبا ممّا يحدث في فلسطين ومن نفاق حكومته، ويقول وقد فقد أعصابه وجنّ تماما : ” ليس من الضروري أن تكون مسلما لتدعم فلسطين، عليك أن تكون إنسانا ..”، هذا قول صريح لنائب أمريكي يؤكد الصدمة التي لامست الغرب وجرحته في كبريائه ..، كيف لا وهو طوال عقود طويلة ..يعلّمنا الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية ..، فإذا به وجد نفسه شريكا للكيان الفاسد المجلوب من مختلف جهات العالم ..، شريكا لأكبر مجزرة في التاريخ الحديث ..، فكيف إذن لا يصرخ وهو يدفع ضرائبه ويرى مبادئه تُداس من المجرمين الكبار …
انظروا إلى هذه النائبة الكندية.. برفقة رضيعها..، تطالب بوقف إطلاق للنار في غزة وتسأل كم طفل سيموت..قبل أن يسمعها رئيس حكومتها؟، ..، هذا قليل من كثير والأمثلة من اليابان إلى جنوب إفريقيا إلى النرويج إلى المكسيك ..، كلّها تؤكد لي أنّ النصر قادم لا محالة ..فقضية شعب هُجر وقُتل وشُرد طوال سبعة عقود ..، آن لها أن تنتصر ..، رغم الجراحات العظيمة والأحزان الكثيرة ..، ورغم آلاف الشهداء الذين فقدناهم ..بصبر مكين وعين تحدّق في العدو الغاشم ..، نعم رغم شدّة الوجع ووحشة الطريق وظلم الأخ والقرب والصديق ..، أرى أنّنا على وشك الانتصار على أقوى جيش في المنطقة ..أو قل : مرغنا وجه أمريكا في التراب ..، انتصرنا لما أعدنا فلسطين إلى واجهة العالم… رغم شدة الألم والحزن بفقدان آلاف الأحبة .. وخاصة من الأطفال والنساء..، يرحمهم الله ..كما قال المئات ممّن فقدوا عائلاتهم ..وقد أخفوا الدمعة والحرقة والفجيعة ..داخل القلب الكبير الفلسطيني ..
صدّقوني إنّ ما فعلته المقاومة ..سيظلّ راسخا للأبد في الذاكرة الجماعية ..، وما اقترفه العدو المحتلّ الجبان ..سيبقى شاهدا عليه إلى يوم الدين ..
لقد قلت ومازلت عند قولي ..، لا لقتل زهرة أو شبل ..لكنّهم وحوش …….
” طافح بالتردّد
طفل عدوّي تخطّى سياج عدوّي
ليقطف نرجسة من بلادي
أهمّ به فيموء وأرفع عنه يديّ
وأهرب منه ومنّي
لأبكي صغيري الذي ذبحته الحضارة بين يديَّ “
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
هآرتس: الديمقراطية والصحافة الحرة في الغرب تتراجعان
حذرت صحيفة هآرتس اليسارية -في افتتاحيتها- من أن الديمقراطية والصحافة الحرة في تراجع جراء ما تسميه حرب النخب الثرية في الولايات المتحدة والغرب وإسرائيل على المبادئ الديمقراطية وحرية الصحافة.
وجاء المقال تعليقا على قرارٍ هذا الأسبوع للملياردير الأميركي جيف بيزوس (مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة أمازون ومالك واشنطن بوست) فرض سياسة جديدة لنشر مقالات الرأي في الصحيفة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يديعوت أحرونوت: 5 إشارات تحذيرية سبقت هجوم 7 أكتوبرlist 2 of 2صحف عالمية: اتفاق المرحلة الثانية أكثر صعوبة وحرب غزة قد تعودend of listوبموجب هذا القرار، سيكون التركيز على "الحريات الشخصية والأسواق الحرة" ولن يُسمح بنشر مقالات تتعارض مع هذه القيم، كما تفيد هآرتس.
قرار مدروسواعتبرت هآرتس أن هذا ليس قرارا بريئا من مالك صحيفة له أجندة أيديولوجية، بل ولا ينفصل عن المزاج السائد في عالم التجارة والأعمال الأميركي منذ انتخاب دونالد ترامب رئيسا.
ورأت في القرار أيضا "تملقا صارخا" لترامب من ناحية، وهو ما اتضح فعليا في حفل تنصيبه. ومن ناحية أخرى، هناك انخراط متزايد من قبل مجموعة من المليارديرات، معظمهم من عالم التكنولوجيا، في عمل الإدارة الأميركية.
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن هذا التطور تجلى بشكل خاص في التدخل السياسي لأغنى رجل في العالم (إيلون ماسك) الذي كلفه ترامب بمهمة ترشيد أداء الأجهزة الحكومية، ولكنه يتعامل بقسوة في إنجازها مما أضر بالمؤسسات الحيوية.
إعلانوماسك ليس وحده الذي نالته سهام هآرتس، إذ طالت أيضا مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لشركة ميتا. وقالت الصحيفة إن الأخير سرعان ما انساق مع الرياح التي تهب من البيت الأبيض عندما ألغى آلية التحقق من الحقائق في منصة فيسبوك.
ومع إقرارها بحق وسائل الإعلام في الترويج لقيم ورؤى عالمية معينة، إلا أن هآرتس ترى أن قرار بيزوس بالحد من حرية التعبير الصحفي في واحدة من أهم الصحف في العالم لا يمكن النظر إليه بمعزل عن العمليات الأعمق التي تهدد الصحافة الحرة في العديد من البلدان التي تولى فيها قادة مناهضون لليبرالية زمام السلطة.
الأوليغارشية وترامبوزعمت هآرتس أن الإضرار بحرية الصحافة في هذه البلدان جزء معلن ومتعمد من حرب هؤلاء القادة على المبادئ الديمقراطية.
فالجمع بين رئيس أميركي مدفوع بروح انتقامية يتعذر التنبؤ بتصرفاته، وحكومة مؤلفة من مجموعة صغيرة من فاحشي الثراء (الأوليغارشية أو حكم الأقلية) هو مزيج يقود الولايات المتحدة إلى حقبة خطيرة للغاية من تقويض الضوابط والتوازنات في أقوى ديمقراطية في العالم، تسير خلف ركابها دول أخرى، على حد تعبير المقال.
وحسب الصحيفة، فإن بيزوس ليس سوى مثال واحد على الانزلاق الخطير للنخب إلى هذا الدرك. وفي إسرائيل أيضا، تواجه الصحافة مخاطر متزايدة من قبل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للحد من استقلاليتها.
وتوضح افتتاحية هآرتس أن هذه التهديدات تمثلت في تدخل مالكي وسائل الإعلام خفية في شؤونها، كما هو موثق بالقضايا الجنائية ضد نتنياهو، ومحاولات الاستيلاء من الداخل، كما حدث بالقناة 13 التلفزيونية؛ وتشريعات صريحة مثل مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة ليل نهار ضد هيئة البث العام "كان" وهآرتس.
وخلصت إلى أن الصحافة الحرة تعتبر أساسية لحماية الديمقراطية، وأن مالكي الصحف يتحملون مسؤولية كبيرة في تحقيق التوازن بين مصالحهم الشخصية والمصلحة العامة، في وقت يتراجع فيه الوعي بهذه المسؤولية، مما يهدد مستقبل النظام الديمقراطي.
إعلان