صدى البلد:
2024-07-04@00:51:41 GMT

هند عصام تكتب: الملكة الشقراء أجمل نساء الأرض

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

فك شفرة التاريخ والتعرف علي الحياة الفرعونية في مصر القديمة خلف القناع يثير فضول العالم بأسره قد لا نكون قادرين حقا علي عبور الزمان لمقابلتهم ولكننا نبحث باستمرار عن فرصاً لنعرف كيف كانت حياتهم وكأن أجدادنا المصريين كانوا علي علم بفضولنا وفضول  العالم نحونا ولذلك برعو في نقل أسرار الحضارة لنا بكل الطرق من خلال أجسادهم المحنطة والنقش علي جدران المقابر والمعابد، بالإضافة إليّ  البرديات والاثار الثمينة التي لم تترك شيء إلا ودونته ولذلك سنظل  أعظم حضارة في العالم لم ولن تندثر أبداً نحن الغائبين الحاضرين بأجسادنا المحنطة وأرواح أثارنا الثمينة ولذلك حاذر كل الحذر وأنت بتدوس على تراب مصر فكل حبة رمل في مصر بتحكي تاريخ اجدادنا المصريين القدماء وكل شبر في أرض مصر بداخله حكاية عظيمة لملوك وملكات مصر العظيمة ،وكلما أعتقدنا أننا قد انتهينا من حكايات ملكات مصر الفرعونية تأتى لنا ملكة عاتبة علينا كيف لا نروي حكاياتها للأحفاد وهي الملكة خنت كاوس هيا بنا نتعرف علي قصتها .


ولدت الملكة خنت كاوس في القرن 26 قبل الميلاد واسمها يعني (مقدمة أرواحها)  و هي أبنة الملك منكاورع صاحب الهرم الثالث  
وتم وصف شكل الملكة خنتكاوس، والتى كان يسميها المؤرخون اليونان بـ«نيتوكريس» حيث قال عنها إنها أجمل النساء الارض ، شقراء لها وجنتان ورديتان، وهى التى بنت الهرم الرابع. 
وهي أول ملكة كتبت على باب هرمها  ألقابها، ومنها «ملك الوجهين القبلى والبحرى والأم الملكية وبنت الإله وكل شيء تأمر به يُنفذ لأجلها» ، ونلاحظ أنها أطلقت على نفسها لقب "ملك" وليس "ملكة"، كما فعلت من بعدها حتشبسوت فى الأسرة الثامنة عشرة وحظيت خنتكاوس بألقاب عديدة منها أم الملك وأم ملك مصر العليا والسفلى أو ملكة مصر السفلى والعليا ووالدة ملك مصر العليا والسفلى ، ويقال أنها كانت الأميرة وريثة الدم الملكى ، ولم يكن لمنكاورع ابن ذكر من زوجته الرئيسة عند وفاته ، فخلفه على العرش ابنه شبسسكاف من احدى محظياته وهي زوجة غير رئيسة  ،  حيث لم يكن يحق لرجل أن يتولى الحكم إلا لو كان يحمل الدم الملكى أى من أب وأم ملكيين.  فتزوج شبسسكاف من أخته خنت كاوس  ليدعم جلوسه على العرش في عصر الاسرة الرابعة  ، لان الملكة خنتكاوس  كانت أبنة لأبوين ملكيين وكان الدم الملكى يجرى فى عروقها، فأمها وأبوها ملكيان، وأى منافس لها لا يتمتع بما لها من أحقية ، وأنجبت منه ابنه ووريثه على العرش جدفبتاح وكان طفلا صغيراً فحكمت له كوصية على عرشة ، لكنه يموت صغيراً ويشاء الله أن ينتهى حكم شبسسكاف أيضا دون وريث ذكر ، فتنفرد خنتكاوس بالعرش قرابة عامين 2479-2477ق.م مره أخري ، وكل الشواهد تؤكد أن الملكة خنتكاوس حكمت مصر كملك مستقل ،  وأخرى تشير الى انها كانت مجرد زوجة ملك وام ملك ، خاصة وان اسمها لم يظهر مكتوبا داخل الخرطوش الملكى قط ، ولكن  يتفق جميع علماء الاثار على أن الملكة خنتكاوس  صاحبة دور مهم فى انتقال السلطة سلميا بين الاسرتين الرابعة والخامسة ، ثم تزوجة من الملك أوسر كاف كبير كهنة رع وقد تزوجها أوسر كاف بعد وفاة زوجها كى يضمن الوصول إلى عرش مصر وتأسيس أسرة جديدة هى الأسرة الخامسة  ، لتنقل اليه شرعية العرش للمرة الثانية ، لكن فى هذه المرة لاسرة جديدة لم تكن ذات أصول ملكية ليبدأ عهد جديد هو عصر الاسرة الخامسة ، لذا كانت الملكة خنت كاوس هى همزة الوصل بين الأسرتين الرابعة والأسرة الخامسة.  وأنجبت  خنتكاوس من أوسر كاف ولدين هما ساحورع ونفريركارع وهما الملكان الثانى والثالث من الأسرة الخامسة. أما الدور الأهم للملكة خنتكاوس فهو حفاظها على العرش ونقل السلطة سلمياً بين أسرتين ، وقد أدى هذا الى ترويج دعاية دينية سياسية لنشأة ملوك الأسرة الخامسة الذين ينحدروا إلي أصل غير ملكى بل كان أولهم أوسر كاف  كاهناً لرع، فادعى هو وابناؤه انهم أبناء الاله رع من كاهنه رع المدعوة "رودجدت"، كما فعل أن ابن خوفو «حرددف» جاء لأبيه بساحر متنبئ يُدعى «ددي» والذى قال للملك «إن ابنك سيحكم وابن ابنك سيحكم ثم واحد منهم». وجاء أوسر كاف وأبنائه بساحر أوهم الشعب  وقال الساحر إن هؤلاء الأولاد الثلاثة سوف تنجبهم زوجة كاهن «رع» التى حملتهم من الإله نفسه، ثم تسميهم الإلاهات بأسماء تشبه فى لفظها أسماء الملوك الثلاثة الأوائل للأسرة الخامسة وهم أوسر كاف وساحورع وكاكاو، وأن الإله وعد الأم بأنهم سيحكمون، وأن أكبرهم سيكون كاهنًا أكبر لعين شمس.


ومن المحتمل جدًا أن تكون "خنتكاوس" قد تزوجت كاهنًا من كهنة عين شمس العظماء، وبذلك يكون الدم الملكى فى أولادهما، وعزز هذا كهنة «رع» الذين أخذ حظهم يرتفع، لذا أصبح الملك يسمى «ابن الشمس»، وربما ادعى الملك أنه هو ابن الشمس الحقيقي، لأن والده كاهن الإله "رع" .
كما أن يرى أغلب الآثاريين أن الكاهنه رع المدعوة "رودجدت "
هي نفسها الملكة خنتكاوس ، لكن هذه القصة لم تدون كتابة الا فى نهاية عصر الاسرة الثانية عشرة اى حوالى سبعمائة عام من بداية الاسرة الخامسة. ونالت الملكة خنتكاوس قداسة وتوقيرا واحتراما كبيرا فى عصر الأسرة الخامسة لدرجة أنه تسمت إحدى ملكات هذه الأسرة باسمها، وعرفت باسم «خنت كاوس الثانية»، زوجة ابنها الملك نفر إير كارع كاكاى . توفيت الملكة  خنتكاوس في القرن 26 قبل الميلاد ودفنت فى قبرها الفخم بالجيزة والذى يقع الى جوار الطريق الصاعد لهرم أبيها الملك منكاورع . وفي 4 يناير 2015، اكتشف أثريون بالتشيك مقبرتها ، حيث كانت مقبرة خنت كاوس مدفونة في أبو صير، كما توجد العديد من أهرامات فراعنة الأسرة الخامسة، من بينهم نفر إف رع، عثر على المقبرة بالقرب من المجمع الجنائزي لنفر إف رع بواسطة فريق أثري تشيكي بقيادة ميروسلاف بارتا من جامعة تشارلز، براغ، بالتعاون مع الأثريين المصريين، حيث كان اسم خنت كاوس وترتيبها منقوشا على الجدران الداخلية للمقبرة، ربما بواسطة البنائين، وكذلك الرسومات الموجودة عرفتها على أنها "زوجة الملك" و"أم الملك"، وهذا يعنى أن ابنها تولى العرش، كما أن التماثيل والأواني الحجرية الأربعة والعشرون، بالإضافة لأربع أواني نحاسية تم العثور عليهم في المقبرة .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: على العرش

إقرأ أيضاً:

إيمان مرجان تكتب.. كيف تبني جيلا مثقفا؟

كيف تبني جيلا واعيا مثقفا؟.. سؤال على طاولة كل أسرة مصرية تبحث عن تنمية وعي أطفالها، وتذكيرهم بأنّ عالمنا به الكثير المختلف بعيدا عن الهواتف المحمولة التي تلهي الكبير قبل الصغير وتصدّر أشياء غريبة على مجتمعنا، وعن شاشات التلفاز التي يجلس الطفل أمامها فاتحا فاه وكأنّه منوم، وعن أغنيات المهرجانات التي صدّعت رؤوسنا بموسيقاها المرتفعة وكلماتها الخارجية أحيانا!.

الطفل كان له نصيب مميز من مبادرات الدولة وٱخرها «نبتة»، الذي أُطلقت فعالياته أمس على هامش مهرجان العلمين الدولي، تحت رعاية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

«خيال أوسع، طاقة ونشاط، حب الحياة، ونظرة مختلفة».. أشياء يستهدفها «نبتة» لدعم الطفل وتشجيعه ومساعدته على صنع عوالم وقصص وشخصيات لتنمية خياله وتوسعة مداركه، من خلال ورش حكي ومسابقات وغيرها، كما أفّرد المهرجان فرصة للأطفال للمشاركة في لجان تحكيمه، لتدريبهم على القيادة منذ الصغر.

لم يكن «نبتة» مشروع الدولة الوحيد للطفل، لكن النظرة المختلفة للأطفال امتدت إلى مبادرات أخرى، كان منها «المبدع الصغير»، ولزيادة تحفيزهم رصدت الدولة مبلغا بقيمة 40 ألف جنيه للطفل الفائز بالجائزة، التي تستهدف الأطفال المبدعين في فئتين مختلفتين من العمر، من 5 حتى 12 عاما، ومن 12 حتى 18 عاما، في 7 فروع مختلفة منها الكتابة والعزف والرسم والتطبيقات الإلكترونية.

كما خصصت الدولة ركنا للطفل في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وفرت فيه إلى جانب الكتب والقصص، ورشا عن الطباعة والتلوين والحكايات وحتى الغذاء الصحي، إيمانا منها بأنّ الأطفال هم المستقبل، الذي يقود البلاد إلى التنمية المستدامة.

«نبتة» و«المبدع الصغير» و«ركن الأطفال» في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وغيرها من المبادرات التي تخاطب الطفل قادرة على خلق نشء جديد يتسلّح بالمعرفة والفن والثقافة. تخلق جيلا متسامحا ينتمي لمصر ولتاريخها وقادر على صناعة حاضرها.

مقالات مشابهة

  • سان دييغو أجمل مدن كاليفورنيا.. وجهة عشاق التسوق والتذوق
  • هيئة نسائية : الملك قطع الطريق على استغلال الدين في إصلاح مدونة الأسرة
  • بعد إحالة الملك لتعديلات مدونة الأسرة.. المجلس العلمي الأعلى ينعقد الجمعة
  • يسرا البسيوني تكتب «التحالف الوطني.. حصان التنمية الرابح»
  • روان مسعد تكتب.. رسائل 3 يوليو
  • الخارجية الأمريكية تعلن عن مكافأة بـ 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن “الملكة المشفرة”
  • إيمان مرجان تكتب.. كيف تبني جيلا مثقفا؟
  • تنظيم ملتقى الهناجر الثقافي بعنوان "أجمل ما فيكي يا مصر"
  • أشرف سالمان: العلمين الجديدة في مكان من أجمل بقاع الأرض.. و«نبتة» عمل جبار
  • هكذا وضعت الإحالة الملكية لمدونة الأسرة حدا للتأويلات الدينية الفردية