لبنان ٢٤:
2024-11-23@04:39:50 GMT

ميقاتي في الرياض... تذكير بزمن كان لبنان حاجةً عربية

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

ميقاتي في الرياض... تذكير بزمن كان لبنان حاجةً عربية

لم يكن حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قمة الرياض الاستثنائية مجرد حضور ديبلوماسي فحسب، بل كان هذا الحضور مميزًا في ما طرحه من حل مؤقت ودائم لما تعانيه غزة اليوم، وما مرّت به القضية الفلسطينية على مرّ عقود من الزمن من تجارب مرّة ومريرة على أيدي من لم يُقم اعتبارًا لشرعة حقوق الانسان لا في الماضي ولا اليوم، حيث يرتكب أبشع المجازر في حق الأطفال والنساء والشيوخ.


فحضور الرئيس ميقاتي القمة العربية والإسلامية، وهو الآتي من بلد يعرف أكثر من غيره مرارة الحروب وما تتركه وراءها من كوارث ومآسي وويلات، بشرًا وحجرًا واقتصادًا، كان له وقع خاص لدى جميع القادة العرب وقادة العالم الإسلامي، لأنه حمل معه حلًّا قابلًا للتنفيذ، خصوصًا أن قادة الدول الغربية لم يعد في وسعهم تحمّل وزر ما يقوم به المحتل الإسرائيلي من أعمال غير إنسانية ضد أهل غزة، ولم يعد في استطاعتهم السكوت طويلًا عمّا يرتكبه هذا المحتّل من مجازر ضد الإنسانية، ولم يعودوا قادرين على صمّ آذانهم عمّا تطالبهم به شعوبهم المتضامنة مع غزة الجريحة والمنكوبة، وهم باتوا يتطلعون إلى مبادرة ما تأتيهم من العرب ومن العالم الإسلامي لكي يستطيعوا أن يمارسوا ضغطهم على هذا الكيان الغاصب للقبول بالحل المؤقت المتمثل بالنقاط التي اقترحها رئيس حكومة لبنان على قمة الرياض، تمهيدًا للحل الدائم، الذي لا بدّ منه في نهاية المطاف، لأن المنطق لا يمكنه التسليم بأن الحرب ستمتد إلى ما لا نهاية. ولا بدّ أيضًا من أن يجلس الجميع إلى طاولة المفاوضات برعاية أممية توصلًا إلى حل نهائي وهو الحلّ، الذي لا مفرّ منه، وهو "حل الدولتين".
 فما اقترحه الرئيس ميقاتي لجهة ضرورة وقف الأعمال العدائية ضد الفلسطينيين لمدة خمسة أيام، حيث تقوم "حماس" بإطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين، وتفتح إسرائيل معابرها الحدودية أمام المزيد من المساعدات الإنسانية هو بداية  لحلّ أشمل. وإذا لم يتم خرق هذا الوقف لمدة 120 ساعة، فسوف تبدأ المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن المتبقين في مقابل إطلاق سراح السجناء الذين تحتجزهم إسرائيل، لاقى تجاوبًا وترحيبًا من القادة العرب، الذين توافقوا على حتمية أن تكون هذه المبادرة مقدمة لازمة وضرورية للتأسيس لقمة دولية تضع حدّا نهائيًا لمعاناة أهل فلسطين، وهذا الأمر لا يمكن التوصل إليه إلا بعد أن يسكت المدفع ويتوقف انهمار الصواريخ على رؤوس الأطفال.    
فكما طبعت قمة بيروت عام 2002 بمبادرة أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز، فإن قمة الرياض ستُطبع من جديد بهذه المبادرة على وقع كلمة الرئيس ميقاتي، خصوصًا إذا تم التوافق العربي على اعتمادها ،وبذلك يكون العرب والمسلمون قد نجحوا في تحويل أبشع أعمال العنف التي يشهدها أصغر قطاع في العالم فيه هذا الحشد البشري الهائل إلى مشروع لسلام دائم ومستدام بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد انهيار اتفاقيات أوسلو.  
فما قاله الرئيس ميقاتي في كلمته لاقى استحسانًا عربيًا واسلاميًا، وهو الذي أكد أن "فلسطين قضية عربية أولًا وأخيرًا، ونكبتُها نزلَت بعالمنا العربي ومزَّقَت شرقَه عن غربِه، ومشروعُ التوسّعِ والتهجير ما زال أساس السياسة الإسرائيلية. لذلك، نحن مدعوون لأن نُطلق صرخة انسانية واحدة، بأن وجعَ فلسطين هو وجعُنا، ودمَها دمُنا، ومصيرَها مصيرنا، فهي مهد السيد المسيح ومسرى الرسول عليه الصلاة والسلام. فعلينا العملُ معاً لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، وفتح المعابر وإدخال المساعدات لإخواننا في غزة، ولاستنباط مسار سياسي جدّي وفعّال يدفع باتجاه حل عادل وشامل ودائم لقضيتنا المحورية.  من أجل التوصُّل إلى حل للصراع العربي الإسرائيلي، يبقى "حل الدولتيْن" بمثابة أفضل المسارات للمضي قُدُماً والسعي إلى بناء مستقبلٍ أفضل لنا جميعاً. من الضروري السعي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم، على أساس "مبادرة السلام العربية" التي اطلقت في قمة بيروت عام 2002.
وأكد أن خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى بالاعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وبخاصة الأطفال والنساء. وبالرغم من كل هذا وذاك، نُجدّد اليوم أمامكم التزام لبنان الشرعية الدولية - لا سيما القرار 1701 - ونُشدّد على ضرورة الضغط على إسرائيل لتنفيذ كافة مندرجاته وإلزامها بوقف استفزازاتها وعدوانها على وطننا. "


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الرئیس میقاتی

إقرأ أيضاً:

«البث الإسرائيلية»: لبنان يصر على وجود دولة عربية في لجنة مراقبة الاتفاق

قالت هيئة البث الإسرائيلية، إن لبنان يصر على وجود دولة عربية في لجنة مراقبة الاتفاق، وتل أبيب ترفض ذلك، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية».

وأضافت «البث الإسرائيلية»، أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية أوصت المستوى السياسي بالتوصل إلى اتفاق مع لبنان.

الاحتلال الإسرائيلي شن غارتين على بلدة الخيام

وقال مراسل «القاهرة الإخبارية»، إن الاحتلال الإسرائيلي شن غارتين على بلدة الخيام الموجودة في منطقة جنوب لبنان.

وأشار إلى أن هناك غارتين للاحتلال على بلدتي دير الزهراني وزوطر الغربية في الجنوب، كما أن هناك سلسلة من الغارات في القطاع الشرقي بالجنوب اللبناني، لمحاولة توفير غطاء للتقدم برا به، لافتًا إلى أن أبرز عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، هي محاولات توسيع العملية البرية.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية، قد أعلنت في وقت سابق، عن ارتقاء 62 شهيدا وسقوط 111 جريحا، جراء غارات الاحتلال الإسرائيلي خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

ارتفاع عدد الشهداء إلى 3 آلاف 

وأكدت «الصحة الفلسطينية»، ارتفاع عدد الشهداء ليصل إلى 3 آلاف و645 شهيدا، و15 ألفا و355 مصابا، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على البلاد.

مقالات مشابهة

  • ضمن التصفيات النهائية لبطولة لونجين العالمية عبدالله بن فهد يتوج” بيتندورف” بطلًا لنهائي الرياض لقفز الحواجز
  • «البث الإسرائيلية»: لبنان يصر على وجود دولة عربية في لجنة مراقبة الاتفاق
  • ميقاتي استقبل جنبلاط وتلقى برقيات تهنئة بالإستقلال من البابا فرنسيس وملكيّ الأردن وبريطانيا
  • عبدالله: حسناً فعل الرئيس ميقاتي
  • ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
  • غداً ضمن تصفيات ” لونجين” العالمية لقفز الحواجز .. 15 من نخبة فرسان العالم في “نهائي الرياض”
  • لبنان .. ميقاتي: الجيش يستعد لتعزيز حضوره جنوبي لبنان
  • ميقاتي: الجيش اللبناني يستعد لتعزيز وجوده في الجنوب وسط تصعيد التوترات
  • تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي.. المشاط تشهد تسليم أحد مقرات الوزارة بوسط القاهرة ليكون مقرًا لاتحاد الصحفيين العرب
  • رئيس اتحاد الصحفيين العرب يشكر الرئيس السيسي على المقر الجديد بالقاهرة