أطبق الاحتلال الإسرائيلى، حصاره على مجمع "الشفاء" الطبى بمدينة غزة، مستهدفًا من خلال طائراته المسيرة كل مَن يحاول الخروج أو الدخول، إضافة إلى قصفه الخط الرئيسى للأكسجين بالمجمع، وهو ما أدى إلى استشهاد رضع.

ومنذ بدأت الحرب البرية على القطاع قبل نحو أسبوعين، رسم الجيش الإسرائيلي طريقاً واضحة إلى مستشفى "الشفاء"، باعتباره الهدف الأهم في هذه المرحلة من الحرب، وخسر الجيش ضباطاً وجنوداً ودبابات وآليات في سبيل الوصول إلى المستشفى الذي يقول إنه يمثل مركز قيادة حركة "حماس" وجناحها العسكري، وهي اتهامات نفتها "حماس".

ودارت السبت أعنف اشتباكات حول المستشفى، التي شهدت محاصرة من القوات الإسرائيلية، وسط اشتباكات ضارية وغير مسبوقة في محيطها ومحاور أخرى، بينها مخيم الشاطئ، وحي الشيخ رضوان، وحي النصر، ومفرق الاتصالات، وحي تل الهوى، وبرج الوحدة.

ووفق مصادر وتقارير محلية، فإن الاشتباكات لا تتوقف على مدار الساعة، وأن آلاف النازحين والمرضى والكوادر الطبية محاصرون داخل المستشفيات الثلاث التي تشكّل المجمع.

لم يقف الأمر عند ذلك، وقد توقف قسما العناية المركزة للأطفال، وأجهزة الأوكسجين عن العمل في المجمع، كما قصفت آليات الاحتلال مبنى الجراحة في الطابق الخامس، ما أدى إلى إصابة العديد من الجرحى.

ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدر داخل المستشفى قوله، إن "عشرات الجثث لا تزال هنا تنتظر الدفن، لكن الناس يخشون الخروج من المستشفى"، وأضاف أن "الوضع صعب للغاية وخطير".

اقرأ أيضاً

أطباء بلا حدود: القصف الإسرائيلي جعل مجمع الشفاء في حالة كارثية

وأشار إلى أن الطاقم الطبي داخل المستشفى يعمل على ضوء الشموع، كما أن المواد الطبية أصبحت نادرة، بالإضافة إلى نفاد الطعام والماء الصالح للشرب.

من جانبه، أعلن مدير المجمع محمد أبوسلمية، بدء موت الأطفال والمرضى داخل المستشفى بسبب انقطاع التيار الكهربائى، وقصف الخط الرئيسى للأكسجين في المجمع.

وقال إن بعض الطواقم الطبية بالمستشفى، والتى لم تغادر المجمع منذ بدء العدوان، غادرت المكان، ونتيجة لذلك، هناك عبء على المتبقين.

وحول أعداد النازحين بالمستشفى، قال أبوسلمية: "يقدر عدد النازحين بالمستشفى بالآلاف موزعين على مختلف الأقسام".

وأشار إلى أن لا أحد يمكنه مغادرة المستشفى، وأن الجيش الإسرائيلي يستهدف كل من يخرج للساحة الخارجية، مضيفاً: "في حال كان هناك إصابات لا يمكن تقديم العلاج لها".

وشدد أبو سلمية أن الأطفال الخدج (ناقصي النمو) سيفقدون حياتهم تباعاً إذا لم يُزَوَّد المستشفى بالوقود، كونهم يحتاجون إلى رعاية خاصة وعددهم 37 طفلاً بعد أن توفي اثنان بسبب انقطاع التيار الكهربائي.

وأضاف: "ساعات تفصلنا عن الموت، والعالم يشاهدنا، نحن نموت".

اقرأ أيضاً

العدوان على غزة.. الاحتلال يقصف مجمع الشفاء ومحيطه ويخرجه عن الخدمة

وأشار إلى أن حريقًا اندلع داخل المستشفى بقسم "الكلى"، وفى مخيم النازحين، حيث يُخشى أن يمتد إلى حرق المستشفى بأكمله، قبل أن يتم الإعلان في وقت لاحق عن إخماد الحريق.

ولفت إلى أنهم طالبوا منظمة الصليب الأحمر الدولى بإدخال الوقود إلى مستشفيات القطاع، لكن المنظمة أبلغتهم بأن الاحتلال رفض ذلك، مؤكدًا تواصلهم مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، إلا أنها ومنظمة "الصحة العالمية" اعتذرتا عن عدم تقديم أي شىء في غزة وفي منطقة شمال القطاع.

في غضون ذلك، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، الأحد، إن المنظمة فقدت الاتصال بجهات الاتصال التابعة لها في مستشفى الشفاء بقطاع غزة، وسط "تقارير مرعبة" عن تعرض المستشفى لهجمات متكررة.

وأشار عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، إلى "تقارير تفيد بأن بعض الذين فروا من المستشفى تعرضوا لإطلاق النار، أو أصيبوا أو تم قتلهم"، بالإضافة إلى محاصرة المستشفى بالدبابات الإسرائيلية.

وعبّر جيبرييسوس عن "شعور منظمة الصحة العالمية بالقلق البالغ بشأن سلامة العاملين في مجال الصحة، ومئات المرضى والجرحى، بما في ذلك الأطفال الذين يحتاجون إلى أجهزة دعم الحياة، والنازحين الذين لا يزالون داخل المستشفى".

ودعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، باعتبار أن ذلك هو السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح والحد من مستويات المعاناة المروعة".

اقرأ أيضاً

شكوك أمريكية في مزاعم إسرائيلية بوجود أنفاق ومركز قيادة لحماس أسفل مجمع الشفاء بغزة

أما منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، الأحد، إن مستشفى الشفاء في غزة من دون كهرباء، مشيرة إلى أنها تشعر بالقلق إزاء تقارير حول وفاة أطفال خدّج في الحضّانات.

ودعت "اليونيسف" إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، مشددة على ضرورة "حماية المستشفيات والأطفال".

فيما نددت منظمة "أطباء بلا حدود"، باستمرار "الأعمال العدائية في محيط مستشفى الشفاء"، لافتة إلى أن سيارات الإسعاف "غير قادرة على التحرك لنقل الجرحى".

وأضافت في بيان أن "القصف المتواصل يمنع المرضى والموظفين من الإجلاء".

ومستشفى الشفاء، هو مجمع حكومي تابع لوزارة الصحة الفلسطينية، ويعد أكبر مستشفى في قطاع غزة لأنه يضم 3 مستشفيات منفصلة البناء، تقدم خدمات طبية لجميع سكان القطاع.

وتأسس مستشفى الشفاء عام 1946، أي قبل قيام إسرائيل بعامين، وتوسع خلال الإدارة المصرية قبل 1967، ثم في الثمانينات تحت الإدارة الإسرائيلية، وأخيرا في ظل السلطة الفلسطينية.

ومنذ 37 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية.

اقرأ أيضاً

غزة.. مقبرة جماعية داخل مجمع الشفاء بغزة لدفن 100 شهيد

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة الحرب على غزة إسرائيل حصار مجمع الشفاء مستشفى الشفاء اشتباكات المقاومة مستشفى الشفاء داخل المستشفى مجمع الشفاء اقرأ أیضا فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

القسام تستهدف ناقلة جند إسرائيلية وتشعل النيران فيها

استهدفت كتائب القسام ناقلة جند إسرائيلية، بقذيفة "الياسين 105" واشتعال النيران فيها في الحي السعودي غرب مدينة رفح جنوب القطاع .

وقالت القسام إن الطيران المروحي في مكان الاستهداف، هبط  لإخلاء القتلى والجرحى .

 

مستشفيات إسرائيل تستعد للحرب مع حزب الله

تستعد المستشفيات في شمال إسرائيل، لسيناريو الحرب ضد "حزب الله"، وتقوم حاليا باستكمال الاستعدادات النهائية.

وحسب موقع Ynet الإسرائيلي، المستشفيات لم تتلق تعليمات محددة جديدة في الأيام الأخيرة، لكن الأسبوع الماضي كان هناك اجتماع بين كبار المسؤولين في وزارة الصحة والمستشفيات تم خلاله تصوير الاستعدادات بالفيديو، مبينا أنه طلب من المستشفيات زيادة مخزون جرعات الدم حتى تصبح كافية لمدة ستة أيام بدلا من أربعة.

 

وقال إن هناك سيناريوهين هما محور الإعداد: "إلتا" و"الجزيرة المهجورة". يركز السيناريو الأول على انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة مما قد يؤدي إلى تعطيل عمليات المستشفى.

 

أما سيناريو "الجزيرة المهجورة"، فهذا يعني عدم إمكانية وصول المصابين والعاملين إلى المستشفى، وتعطيل إمدادات المعدات الطبية والغذاء.

 

وأفاد بأنه في سيناريو الحرب، من المتوقع أن يستقبل أكبر مستشفى "رمبام" جزءا كبيرا من الجرحى. يضم المستشفى 900 سرير في مجمع تحت الأرض، كما يتم الاستعداد لإمكانية زيادة 800 سرير.

 

ويستعد "رمبام" أيضا لعملية إجلاء كبيرة للمرضى من المستشفيات في المنطقة، بما في ذلك مستشفى الكرمل وبني تسيون ومستشفى بليمان.

 

وقال الموقع إنه يتم العمل على الانتهاء من بناء مستشفى تحت الأرض تابع لمستشفى العفولة، والذي من المفترض أن يتم إخلاء أقسام المستشفى إليه في حالة إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار.

 

وبحسب الدكتور ماور ميمان، مدير المستشفى، فإن الاستعدادات للحرب تتم بعدة طرق، مبينا "أننا قمنا بحماية البنية التحتية الحيوية في المستشفى، وحرصنا على زيادة مخزون الأسرة المحمية وضاعفناها من 150 إلى 300. بالإضافة إلى ذلك، قمنا بافتتاح مستشفى محمي كبير سيسمح بالاستمرارية الإدارية".

 

وأضاف: "جهزنا أنفسنا بوسائل الاتصال الهواتف التي ستعمل على شبكة الطوارئ وتتيح لنا التواصل). وقمنا بوضع 150 سريرا في ساحة انتظار السيارات في مبنى بيت شولاميت الجديد الذي تم بناؤه مع إمكانية الاستشفاء المعقد على مستوى العناية المركزة وغسيل الكلى. بالإضافة إلى ذلك، حرصنا على أن نكون مجهزين ومخزنين وفقا لإرشادات وزارة الصحة وكل ما هو مطلوب في حالة سيناريو ألتا أو الجزيرة المهجورة".

 

وذكر أنه "في أي من هذين السيناريوهين، سيطلب من المستشفى العمل بمعزل عن بيئته، أي أننا سندير المستشفى بمفردنا حتى يعود كل شيء تدريجيا إلى التشغيل على المستوى الوطني"، مؤكدا "أننا نعمل بجد للاستعداد لأي سيناريو وسنتعامل مع أي سيناريو".

 


 

مقالات مشابهة

  • رئيسة حزب مصر أكتوبر تزور مجمع خدمات الشيخ الشعراوي بالدقهلية (صور)
  • «مصر أكتوبر» يطلق مبادرة لدعم ومساندة مجمع الشيخ الشعراوي الطبي بالدقهلية
  • إعادة إصلاح مجمع الشفاء الطبي.. ظل شامخا أمام الاحتلال الإسرائيلي
  • حسابات مستشفى الهرم (5)
  • مستشفيات شمال إسرائيل تبدأ الاستعدادات لاحتمال حرب واسعة
  • حزب الله يعلن مقتل أحد عناصره في قصف إسرائيلي
  • القسام تستهدف ناقلة جند إسرائيلية وتشعل النيران فيها
  • مستشفيات إسرائيل تستعد للحرب مع حزب الله
  • إعفاء مفاجئ لمدير مستشفى بوجدور
  • الخشت: مجمع علاج الأطفال بأرض جامعة القاهرة الدولية نواة لقصر عيني جديد