ما علاقة فيلم لبناني قصير بفيديو إصابة طفلة في غزة؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
في وقت تحصد فيه العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة حياة آلاف الفلسطينيين منذ الهجوم المباغت الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، ترتفع أصوات في الغرب تشكك في الحصيلة التي تقدمها وزارة الصحة التابعة لحماس عن حجم الخسائر البشرية بين سكان القطاع.
وفي هذا السياق، تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها حسابات لمسؤولين إسرائيليين، مقاطع فيديو وصور يدعي ناشروها أنها لفلسطينيين يمثلون مشاهد القتل والموت، على غرار فيديو قيل إنه يظهر فلسطينيين يتظاهرون بإصابة طفلة في غزة.
لكن هذا المشهد لم يصوره فلسطينيون للتضليل مثلما ادعت المنشورات، بل هو في الحقيقة من تصوير فيلم لبناني قصير عن حياة الفلسطينيين.
ويظهر في الفيديو طفلة جالسة على سرير متحرك خاص بعمليات الإنقاذ وشخصان يضعان لها مستحضرات لتبدو أنها مصابة.
وجاء في التعليقات المرافقة "نفضح الأكاذيب الفلسطينية: الغزيون يحاولون تضليل الرأي العام العالمي والعربي ووسائل الإعلام من خلال فبركة إصابات في صفوف الأطفال والمدنيين بغزة".
وحظي هذا الفيديو بآلاف المشاركات والتعليقات على صفحات مسؤولين إسرائيليين في مواقع التواصل، ومنهم أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للعالم العربي، وعلى صفحات بلغات أخرى حول العالم منها الإنكليزية والفرنسية والتايلاندية والإسبانية، في وقت تسبب فيه القصف الإسرائيلي بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ودمار واسع النطاق في القطاع المحاصر.
حظي هذا الفيديو بآلاف المشاركات والتعليقات على صفحات مسؤولين إسرائيليين ومنهم أوفير جندلمانوبدأت العمليات الإسرائيلية عقب هجوم مباغت شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر أسفر عن 1200 قتيل، وفقا للسلطات الإسرائيلية التي خفضت، الجمعة، حصيلة الضحايا، من 1400 إلى 1200، قائلة إن "هذه الحصيلة ليست نهائية".
في المقابل، تقول الحصيلة الأخيرة التي أصدرتها، الجمعة، وزارة الصحّة التابعة لحماس في غزة إن عدد القتلى في القطاع وصل إلى 11078 من بينهم أكثر من 4506 أطفال.
لكن أصواتا غربية تشكك في الحصيلة التي تقدمها وزارة الصحة في غزة، على غرار الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي قال أثناء زيارة تضامنية لإسرائيل في 18 أكتوبر إنه "لا يثق" بالحصيلة الفلسطينية.
وقال للصحفيين في البيت الأبيض "ليست لدي أدنى فكرة (عما إن كان) الفلسطينيون يقولون الحقيقة بشأن عدد الأشخاص الذين يقتلون. أنا أكيد بأن أبرياء فقدوا أرواحهم، لكن هذا هو ثمن خوض الحرب"، متابعا "لكنني لا أثق بالعدد الذي يستخدمه الفلسطينيون".
لكن تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن ثقة أجهزة الاستخبارات الأميركية في التقارير الخاصة بعدد القتلى التي تعلن عنها السلطات الصحية في غزة، تزداد.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن هذا الاعتماد على البيانات الفلسطينية هو تحول جزئي من قبل إدارة الرئيس (الأميركي)، التي وصفت في وقت سابق من الحرب الأرقام الواردة من غزة بأنها غير جديرة بالثقة.
في هذا السياق، ظهرت مقاطع فيديو وصور يدعي ناشروها أنها لفلسطينيين يمثلون مشاهد القتل والموت، على غرار هذا الفيديو للطفلة على السرير المتحرك.
لكن هذا الادعاء غير صحيح، وأظهر التفتيش عن الفيديو عبر محركات البحث أنه منشور على موقع إنستغرام في 28 أكتوبر 2023 على صفحة مخرج.
وفي حديث لصحفيي خدمة تقصي صحة الأخبار في وكالة فرانس برس، قال المخرج الفلسطيني المقيم في لبنان، محمود رمزي، إنه صور هذه المشاهد في 27 أكتوبر في المدينة الصناعية في صيدا جنوب لبنان.
وأطلق رمزي على فيلمه القصير اسم "الحقيقة"، والهدف منه "تسليط الضوء على الحقيقة التي يتجاهلها العالم"، كما يقول.
View this post on InstagramA post shared by Mahmoud Ramzi - محمود رمزي (@mahmoudramzi.official)
وأعرب المخرج الفلسطيني الذي يحمل دبلوم دراسات عليا في الإخراج عن استيائه من تداول مقاطع من فيلمه القصير في سياق مضلّل يُشكك بمعاناة الفلسطينيين، بعكس ما كان الهدف منه.
وقال إنه يستعد لتصوير فيلم جديد لمواصلة إلقاء الضوء على ما يجري في قطاع غزة.
ويقيم في لبنان 250 ألف لاجئ فلسطيني بحسب تقديرات الأمم المتحدة، معظمهم موزعون على 12 مخيما.
وأقيمت مخيمات اللاجئين في لبنان إثر نكبة الفلسطينيين في العام 1948 مع قيام دولة إسرائيل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: على صفحات فی غزة
إقرأ أيضاً:
نائب لبناني: الإعلان عن اتفاق مع إسرائيل قد لا يستغرق أكثر من ساعات
قال النائب اللبناني قاسم هاشم إن الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل قد لا يستغرق أكثر من ساعات معدودة مؤكدا أن لبنان “متمسك بسيادته وعدم المسّ بها”
وأشار النائب إلى أن لبنان “سيعلن في حينه عندما تتبلور الصورة بشأن الاتفاق” مبينا أن “الأمور تبقى في خواتيمها”.
يأتي ذلك، فيما قدمت بيروت شكوى إلى مجلس الأمن الدولي حول استهداف إسرائيل “المتواصل والمتعمد” للجيش اللبناني منذ بدء حربها على لبنان.
وفي بيانها قالت وزارة الخارجية والمغتربين إنها وجهت بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك بتقديم شكوى جديدة أمام مجلس الأمن الدولي ردا على استهداف إسرائيل المتواصل والمتعمد للجيش اللبناني منذ بدء عدوانها، والذي تصاعد بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الماضية.
وأشارت الشكوى إلى “الاعتداءات الخطيرة على الجيش ومراكزه وآلياته التي سجلت في الفترة من 17 ولغاية 24 نوفمبر 2024 في قرية الماري، والصرفند، وطريق برج الملوك–القليعة، والعامرية في جنوب لبنان والتي أدت الى مقتل 10 عناصر من الجيش وجرح 35 آخرين، بينهم حالات حرجة”.
ودعا لبنان في شكواه الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الجيش واعتبارها “خرقا فاضحا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الدولية لا سيما القرار 1701 حيث يشكل الجيش اللبناني الركيزة الأساسية في تطبيق هذا القرار وضمان الأمن والاستقرار المستدام في جنوب لبنان من خلال بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها وحدودها المعترف بها دوليا بالتعاون الوثيق مع قوات اليونيفيل”.
وشدد على أن استهداف الجيش “يقوض بشكل خطير الجهود الدولية المبذولة حاليا للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ويضعف مساعي الوساطة الجارية والهادفة إلى تحقيق الاستقرار في المنطقة، كما يعد رسالة واضحة من إسرائيل برفضها أي مبادرات للحل، وإصرارها على التصعيد العسكري بدلا من الدبلوماسية”.
ومنذ بدء المواجهات بين “حزب الله” وإسرائيل قبل نحو عام تعرض الجيش اللبناني لاستهدافات إسرائيلية متكررة.
وكان الجيش اللبناني قد أفاد بمقتل 45 جنديا من عناصره حتى اللحظة جراء الضربات الإسرائيلية التي أدت أيضا إلى إلحاق أضرار بمبانيه وتدمير ممتلكاته.