كلمة ميقاتي أمام القمة العربية: خارطة حل من 3 نقاط وتحذير من تمدد الحرب عبر الجنوب
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
تضاربت المواقف من قرارات القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية التي عقدت امس في الرياض، فالبعض اعتبر أن بيانها الختامي كان ايجابيا ويبنى عليه لناحية ان الدول العربية والاسلامية التي شاركت في القمة يمكن أن تشكل كتلة مؤثرة للضغط من أجل وقف إسرائيل عدوانها على قطاع غزة فضلا عن اتخاذ المجتمعين قرارات حازمة لوقف المجازر الإسرائيلية وفك الحصار عن القطاع وفتح الممرات الإنسانية والمطالبة بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة.
في المقابل، اعتبر آخرون أن بيان القمة لم يخرج عن سياق البيانات العربية السابقة المتصلة بالقضية الفلسطينية، واعتبر هؤلاء أن القمة تأخرت شهرا وبالتالي كان الأجدر بالدول المؤثرة اتخاذ اجراءات متشددة ضد إسرائيل على مستوى النفط وقطع العلاقات الدبلوماسية وفتح معبر رفح بالقوة لإدخال الوقود إلى القطاع.
ومع ذلك تركت كلمة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقعا على المستوى السياسي والشعبي لأنها حاكت الوجع الفلسطيني واللبناني معا، خاصة وأن هذين البلدين يدفعان على الدوام ثمن اعتداءات العدو الإسرائيلي الذي لا يمتثل لقرارات الشرعية الدولية ويضربها عرض الحائط.
لقد تضمنت كلمة الرئيس ميقاتي في القمة العربية الإسلامية، ثلاثة أجزاء:
الأول حمل الطابع الوجداني العاطفي والأخلاقي الذي تحدث من خلاله الرئيس ميقاتي عن دم عربي واحد متدفق في شرايين فلسطين ولبنان. فجمع بين فلسطين ولبنان كونهما ضحية للعدوان نفسه ويدفعان ثمنا كبيرا من النساء والأطفال رغم تفاوت مشهد الجريمة، لكنه انطلق ليثبت محورية فلسطين كقضية وكمنظومة قيم.
اما الجزء الثاني من الكلمة فتناول فلسطين كونها العنوان الأكبر للجريمة المرتكبة من قبل عدو هو خارج عن أي قانون أو أي ضمير، فدعا رئيس الحكومة، انطلاقا من ذلك، إلى التضامن والعمل المشترك ومن ثم التحريض الايجابي على اتخاذ قرارات على مستوى الجريمة المرتكبة. وبعدما شدد على قضية فلسطين كعروبة وانتماء وكونها الخنجر الذي مزق العالم العربي منذ النكبة، أكد ان سياسة التوسع والتهجير لا زالت هي الاساس في مشروع العدو الاسرائيلي، ولذلك ركز رئيس الحكومة على وحدة المصير مع فلسطين التي هي مساحة الجمع بين العرب "مسلمين ومسيحيين".
وبناء على ذاك رسم الرئيس ميقاتي في كلمته خريطة الطريق المطلوبة من المجتمعين والتي تتمثل أولا بوقف اطلاق نار غير مشروط، ثانيا فتح المعابر لإدخال المساعدات، وثالثا إطلاق مسار عادل للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني منطلقا من حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.
اما في الجزء الثالث من الخطاب الذي يتصل بالملف اللبناني، فاعتبر الرئيس ميقاتي أن العدو واحد في الحالتين، وان ما يجري في جنوب لبنان هو صدى لمآسي القطاع، منطلقا من بديهية اعتداء العدو على السيادة وخرقه القرارات الدولية على رأسها 1701 متحدثا عن الجهد الذي بذله على مدى الأسابيع الماضية للحفاظ على الهدوء وضبط النفس، محذرا من مخاطر تمدد الحرب عبر جنوب لبنان الى المنطقة كلها.
وأنهى الرئيس ميقاتي كلمته مشددا على أهمية الثوابت الوطنية والالتزام بال 1701 ومندرجاته، ومؤكدا أن لبنان دائما يدفع ثمن العدوان الاسرائيلي، مناشدا محفل القمة دعم لبنان والوقوف إلى جانب لبنان وفلسطين.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس میقاتی
إقرأ أيضاً:
ميقاتي يتابع مع الجانب الاميركي وقف الخروقات.. سلام ماض في التأليف والمعارضة تتهمه بالرضوخ لـالثنائي
تستمرّ الاعتداءات الإسرائيلية بشكل متصاعد على جنوب لبنان في ظل تمديد اتفاق وقف إطلاق النار. وفي تطور أمني خطير شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين امس على مدينة النبطية اوقعتا اربعة وعشرين جريحا.
وفي اطار مواجهة هذا التطور الخطير اجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا برئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز مطالبا باتخاذ موقف حازم لضمان تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.
وقال رئيس الحكومة : إن هذا العدوان يشكل انتهاكا اضافيا للسيادة اللبنانية وخرقا فاضحا لترتيب وقف اطلاق النار ومندرجات قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701.
وتقدم رئيس الحكومة "بالشكر من الصليب الأحمر الدولي على الجهود التي بذلها لاطلاق تسعة من المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية".
وطلب "من الصليب الأحمر الدولي متابعة عملية الإفراج عن المعتقلين اللبنانيين التسعة الاخرين المحتجزين في إسرائيل".
واشار الى ان هذا الملف كان بندا اساسيا في الاتصالات التي اجراها مع الجانب الاميركي خلال مرحلة البحث في الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان.
حكوميا، تراجع منسوب التفاؤل بولادة وشيكة للحكومة بعد تعثر مفاجئ في مساعي التأليف دفعت بالرئيس المكلف إلى الإعلان عن "تمسكه بالمعايير والمبادئ التي طرحها سابقاً، والتي كان عبّر عنها في مناسبات عدة بأن الحقائب الوزارية ليست حكراً على أي طائفة".
الا أن مصادر مواكبة رجحت أن تبصر الحكومة النور خلال أسبوع إلى 10 أيام بالحدّ الأقصى. اما في ما يتعلق بالبيان الوزاري، فأكّدت المصادر أن لا مشكلة في مقاربة موضوع المقاومة التي يكفلها ميثاق الأمم المتحدة والدساتير و"اتفاق الطائف"والصيغ كثيرة. ولبنان طالما فيه أراضٍ محتلة له الحق باستخدام كل الوسائل المشروعة لتحريرها.
وقال رئيس مجلس التواب نبيه بري "ان لا مشكلة مع نواف سلام والحكومة ستعلن هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل، وأنّ المشكلة في تشكيل الحكومة ليست عندنا والآخرون يتذرعون بنا".
وفي السياق كانت لافتة حملة الاعلام المحسوب على المعارضة على سلام، عبر قول صحيفة "نداء الوطن" إنه رضخ لكل مطالب "الثنائي"، من حقيبة المال إلى حقائب العمل والبيئة والصحة".
اضافت "يؤخذ على الرئيس سلام عدم المساواة بين كل الأفرقاء. فهو لا يناقش مع القوى السياسية بالأسماء والحقائب، تاركاً هذا الامتياز لـ"حزب الله" و"حركة أمل". معهما دخل في تفاصيل الحقائب والأسماء، بينما يتصرف مع المكونَين المسيحي والسُني بمنطق آخر". وهذا ما أثار حفيظة حزب "القوات اللبنانية" الذي يقول إنه أبدى كل الحرص لتلاقي ولادة الحكومة الزخم الذي حصل بعد انتخاب الرئيس جوزاف عون. حتى التيار الوطني الحر يبدي امتعاضاً من مقاربات سلام. وتختم المصادر المطلعة أن الرئيس المكلّف بهذه الطريقة إنما ينسف كل ما تعهد به من قصر بعبدا في موضوع معايير تشكيل الحكومة.
وتابعت " أن "الرئيس المكلف يتعامل مع الموضوع الحكومي وكأن السُنة عليهم فقط تغطية الجانب التقني والإداري، ويرسم لهم دوراً مستغرباً وبعيداً من تاريخهم العريق في اللعبة السياسية".
المصدر: لبنان 24