غزة بدون أدوية..من لم تقتله الحرب يموت من نقص مستلزمات العلاج
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
غزة – من صيدلية إلى أخرى، تتنقل سيدة غزية "نازحة" في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مصطحبة أطفالها الثلاثة المصابين بالقيء، بحثا عن دواء يوقفه، دون جدوى، وبعد أن اعتذر لها الصيدلي إياد أبو دقة، موضحا أن الحُقَن المستخدمة لإيقافه قد نفدت، نصحها بالتوجه إلى مستشفى "شهداء الأقصى" الحكومي، مبديا تشاؤمه من أن تجد الدواء هناك.
وحذّر أبو دقة في حديثه للجزيرة نت من أن أطفال تلك السيدة سيصابون بالجفاف، إن لم تتمكن من علاجهم، ويقول أبو دقة، وهو مالك صيدلية خاصة، إن "الأدوية تنفد في الصيدليات الخاصة والمستشفيات الحكومية، هذا الأمر سيسبب كارثة".
ويشير الصيدلاني إلى أن الأدوية والمستهلكات الطبية لم تدخل إلى الصيدليات الخاصة في قطاع غزة منذ بداية العدوان قبل 36 يوما، وذكر أن ما يدخل عبر معبر رفح من مساعدات، مخصص للمستشفيات الحكومية فقط، وحذر من أن كميات الأدوية المتبقية في صيدليات غزة تشرف على النفاد، متوقعا أن تغلق الصيدليات أبوابها قريبا.
أمراض تتفشى وأدوية تنفديذكر الصيدلاني أبو دقة أن هناك أمراضا تنتشر في صفوف النازحين، بسبب الاكتظاظ في مراكز الإيواء، مثل الإسهال والنزلات المعوية -ويشمل القيء الشديد- ومرض الجرب (الجلدي)، والجدري المائي.
وحذر أبو دقة من عدم توفر أدوية هذه الأمراض -إلا نادرا- في الصيدليات أو المستشفيات، بسبب الحصار الكامل المفروض على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ويوضّح "أدوية الإسهال، والقيء غير متوفرة مطلقا، أما الجرب والجدري المائي، فهناك أدوية قليلة متوفرة، ستنفد قريبا"، أما الأدوية الخاصة بالغدة الدرقية فقد نفدت.
وتحدث أبو دقة عن خطورة نفاد أدوية الأمراض المزمنة، وهو الأمر الذي من الممكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة على حياة المرضى، وخاصة أمراض القلب وضغط الدم المرتفع، والسكري والدهون والكولسترول، وغيرها من الأمراض، ويوضح الصيدلاني "لدينا بعض الأدوية البديلة، ولكنها قليلة وإذا انقطعت سيكون هناك عجز كبير"، مناشدا بتوفير الحد الأدنى من هذه الأدوية.
ويشير أبو دقة إلى مشكلة فقدان أدوية المضادات الحيوية، التي يعتبر أن انقطاعها خطير للغاية، ويقول "أي إنسان لديه التهاب أو جرح، أو أجرى عملية جراحية، سيزيد لديه الالتهاب، وسيضعف التئام الجرح، وسيحدث له مضاعفات ومشاكل كثيرة، إن لم يجد مضادا حيويا"، ويوضح أن غالبية مسكنات الألم للكبار والصغار، ومراهم الجروح، نفدت أو قاربت على النفاد.
ويلفت الصيدلاني الفلسطيني إلى معضلة أخرى تواجه الصيدليات، وهي فقدان المستهلكات الطبية حتى في المشافي الحكومية، ويوضح "لا توجد لفافات جروح، أو مشدات قطن، حتى المطهرات التقليدية مثل اليود، كلها غير موجودة، إذا جاءنا مريض أو مصاب نقول له: لا يوجد".
صيدليات شمالي القطاع مغلقةورغم صعوبة الأوضاع في وسط وجنوبي قطاع غزة، يشير أبو دقة إلى أنها تبقى أفضل حالا من أحوال صيدليات مدينة غزة وشمال القطاع، موضحا أن الصيدليات هناك مُغلقة غالبا، بسبب خطورة الأوضاع الأمنية، وشدة الغارات الإسرائيلية، ومطالبات قوات الاحتلال للسكان بالنزوح إلى مناطق الجنوب.
وفي هذا الصدد، يشير الصيدلاني ذاته إلى أن 70% من مستودعات وشركات تسويق الأدوية توجد في مدينة غزة لكنها مغلقة، الأمر الذي يفاقم من أزمة نفاد الأدوية في وسط وجنوبي القطاع، ويضيف "نخاطر بأنفسنا لتوفير البديل، نذهب إلى جنوبي القطاع لشراء الأدوية من المستودعات الموجودة هناك".
الدكتور خليل الدقران: 95% من الأدوية مفقودة في مستشفى شهداء الأقصى وحليب الرضع مفقود (الجزيرة) خطورة نفاد الأدوية في المستشفياتتعاني المستشفيات الحكومية من نفاد الأدوية والمستهلكات الطبية، في الوقت الذي تستقبل فيه عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين، وبهذا الخصوص يقول المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى ومشرف الاستقبال والطوارئ الدكتور خليل الدقران "هناك نقص كبير في الأدوية والمضادات الحيوية والمسكنات والأدوية الخاصة بغرف العمليات كأدوية التخدير، وكثير من الأدوية اللازمة لمرضى الكلى وحضانات الأطفال".
ويضيف المتخصص -للجزيرة نت- أن "95% من الأدوية مفقودة في المستشفى، والإصابات الخطيرة يتم معالجتها ببعض المسكنات البسيطة"، ويحذر الدقران بشكل خاص من نفاد أدوية المضادات الحيوية، وهو الأمر الذي يتسبب في زيادة التهاب الجروح، موضحا أن مجموع ما وصل إلى وزارة الصحة عبر معبر رفح لا يكفي 3% من حاجتها.
وقال الدقران إن "المستشفى اضطرت لبتر أطراف بعض الجرحى بعد التهابها عقب إجراء عمليات جراحية لهم، بسبب نفاد المضادات الحيوية، كما لفت إلى أن أدوية النزلات المعوية التي انتشرت بسبب اكتظاظ مراكز الإيواء واستخدام المياه الملوثة، مفقودة أيضا"، ويضيف "تصلنا حالات مرضية للمستشفى، ولا يوجد أدوية لعلاجهم".
وذكر مشرف الاستقبال والطوارئ أن المستشفى توجّه المرضى لشراء بعض الأدوية من الصيدليات الخاصة، لكنهم لا يجدونها هناك أيضا، وهو ما ينذر "بكارثة صحية حقيقية"، كما لفت إلى أن العديد من النساء الحوامل، تعرضن للإجهاض جراء نفاد الأدوية المميعة للدم -التي تمنع تجلط الدم- والمقويات والفيتامينات.
كما تطرق الدقران إلى مشكلة قرب نفاد الحليب اللازم للحضانات، وقال في هذا الصدد "قللنا عدد الرضعات للأطفال من 3 رضعات إلى واحدة في اليوم، لأن الحليب بدأ بالنفاد، وهذا قد يعرض الأطفال للخطر"، ويتابع "نبحث في كل مكان للحصول على علبة حليب، ونكلّف الأهل للبحث، وهم بدورهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام بحثا عن حليب لإطعام أطفالهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نفاد الأدویة قطاع غزة أبو دقة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بعد فوزه بـ32 مليون دولار.. برازيلي يموت بسكتة قلبية!
لم تدم طويلاً فرحة فوز برازيلي بجائزة اليانصيب الكبرى، حيث توفي بسكتة قلبية بعد أسابيع قليلة وذلك خلال خضوعه لعملية جراحية في أسنانه، وذلك من أموال ثروته الجديدة.
وفقاً لصحيفة "ميرور" البريطانية، حصل أنطونيو لوبيس سيكييرا على 32 مليون دولار بتذكرة يانصيب محظوظة كلّفته أقل من دولار واحد.
لكنه لم يهنأ بالجائزة، حيث تعرّض لسكتة قلبية خلال خضوعه لجراحة في عيادة طبيب أسنان، ووصلت الإسعاف لإنقاذه بعد نصف ساعة. وفشلت كل محاولات الإنعاش، وأعلنت وفاته في العيادة.
وفي انتظار صدور نتائج تشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة، أكد رئيس إدارة الشرطة المحلية، إديسون بيك أن العيادة لن تتحمل المسؤولية في حال تبيّن أنه أصيب بسكتة قلبية مفاجئة.
ودُفِن أنطونيو في بلدة جاكيارا حيث يُقيم، وفقاً لما نقله الموقع البريطاني.
ولم يذكر الموقع المزيد من التفاصيل حول طبيعة العملية في أسنانه وعلاقتها بإمكانية تعرّضه لمضاعفات قد أدت إلى وفاته.
View this post on InstagramA post shared by GloboNews (@globonews)
حالة حزن عارمةأسفرت وفاة أنطونيو عن صدمة في مجتمعه المحلي، خصوصاً أنها حصلت بعد فترة وجيزة من فوزٍ غيّر حياته، ما أثار موجة من الحزن بين السكان المحليين.
ووصفه أحد السكان المحليين بأنّه كان شخصاً بسيطاً ومُحبّاً، ولم يتوقع أن تكون نهايته مأساوية وسريعة بعدما بدأت حياته تتحس للأفضل.
يُعرف اليانصيب الذي شارك فيه أنطونيو باسم يانصيب "ميغا سينا"، وهي أكبر لعبة يانصيب في البرازيل، حيث يتم تحديد الفائزين من خلال اختيار 6 أرقام.
وفيما تعتبر احتمالات الفوز بالجائزة الكبرى هي واحد على 50 مليون شخص، فإنّ أنطونيو يعتبر محظوظاً لأنه فاز بجائزة تعتبر من الأضخم في تاريخ اليانصيب البرازيلي.