الخليج الجديد:
2025-03-29@17:40:18 GMT

كيف أصبح المستشفى عنوان الانتصار الصهيوني؟

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

كيف أصبح المستشفى عنوان الانتصار الصهيوني؟

كيف أصبح المستشفى عنوان "الانتصار" الصهيوني؟

احتلال "مركز القيادة" الوهمي للمقاومة لن يوقف الاشتباك ولن يوقف نزيف مدرعاته وسرعان ما سينكشف أنه كان مجرد وهم.

العدو الصهيوني ما زال لم يتمكن من عقلنة الحرب؛ وما زال محكوماً باندفاعاته النفسية ونوازع الثأر حتى اليوم دون أن يتمكن التدخل الأمريكي من ترشيده.

مع فشل ضرب الهيكل القيادي للمقاومة تكيّف جيش الاحتلال نفسياً بأن يخترع لنفسه هدفاً هو "مقر قيادة" مزعوم للمقاومة تحت مستشفى الشفاء.

اتخاذ المستشفيات أهدافاً هو أحط ممارسة عسكرية يمكن انتهاجها، وستقوض ما تبقى للصهيونية من دعم أو تعاطف وسيفتح النقاش من جديد حول حقها في الوجود.

يخوض الاحتلال حربه ضد المقاومة على أساس أن فارق القوة والإمكانات يمحو بالقوة المتجبرة إرادة التمسك بالحق، كما كانت النظرية القتالية لكل استعمار سابق ضد أصحاب الحق.

* * *

يخوض الاحتلال حربه ضد المقاومة على أساس أن فارق القوة والإمكانات يمحو بالقوة المتجبرة إرادة التمسك بالحق، كما كانت النظرية القتالية لكل استعمار سابق ضد أصحاب الحق.

تقوم هذه النظرية لدى الصهاينة في الأدبيات والممارسة على خمسة ركائز هي التفوق الاستخباري، وبناء حاجز دفاعي معقد، والمباغتة المتفوقة تكنولوجياً ونارياً، وتكرار الهجوم لمنع تراكم إمكانات المقاومة بتكتيك "جز العشب"، وفي حال تمكنت قوة من تجاوز كل ذلك والهجوم فلا بد من تدريب الجنود على ظروف حرب العصابات ليكونوا مستعدين للحرب مع المقاومة.

هجوم 7 أكتوبر ضرب ركائز النظرية الخمسة، وأصاب الذات الصهيونية المتضخمة في مقتل؛ فباتت تقاتل من دون نظرية حرب لكنها في الوقت عينه بحاجة ماسة لتحقيق النصر الثأري العظيم الذي يشفي جروح الغرور؛ ولعل هذه هي المعضلة المركزية التي يمكن من خلالها فهم السلوك الصهيوني في هذه الحرب.

الواضح مع الزمن، ومع الفشل في ضرب الهيكل القيادي للمقاومة باستخدام معلومات استخبارية؛ أن جيش الاحتلال تكيف نفسياً بأن يخترع لنفسه هدفاً هو "مقر قيادة" مزعوم للمقاومة تحت مستشفى الشفاء، وأن يروج له بشكل يؤسس لجعله هدف الحرب الذي يسمح تحقيقه باستعراض صورة نصرٍ موهوم.

هذا التكيف النفسي يؤكد أن العدو الصهيوني ما زال لم يتمكن من عقلنة الحرب؛ وما زال محكوماً باندفاعاته النفسية ونوازع الثأر حتى اليوم دون أن يتمكن التدخل الأمريكي من ترشيده.

لا يخفى أن مثل هذا السلوك ستكون عاقبته وخيمة؛ فاحتلال "مركز القيادة" الوهمي للمقاومة لن يوقف الاشتباك ولن يوقف نزيف مدرعاته، وسرعان ما سينكشف أنه كان مجرد وهم؛ علاوة على أن اتخاذ المستشفيات أهدافاً هو أحط ممارسة عسكرية يمكن انتهاجها، وستقوض ما تبقى للصهيونية من دعم أو تعاطف وسيفتح النقاش من جديد حول حقها في الوجود كفكرة إلغائية عدوانية تصادم الطبيعة الإنسانية.

*زياد أبحيص كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني

المصدر | السبيل

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الاحتلال المقاومة صهيونية مستشفى الشفاء مركز القيادة ما زال

إقرأ أيضاً:

حماس تهدد بمعاقبة المتظاهرين ضدها في غزة

هددت الفصائل الفلسطينية المسلحة، اليوم الخميس، بمعاقبة بمعاقبة قادة ما وصفته بـ"الحراك المشبوه" الذين يخدمون الأهداف الإسرائيلية، وذلك بعد أول احتجاجات واسعة النطاق ضد الحرب في غزة وحكم حركة حماس.

وتظاهر مئات الفلسطينيين في الأيام القليلة الماضية في شمال ووسط غزة، وهتف بعضهم "حماس بره"، في احتجاج نادر على الحركة التي قوبل هجومها على إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بهجوم مدمر على القطاع.
ومن المقرر تنظيم المزيد من المظاهرات، التي لاقت ترحيباً من الحكومة الإسرائيلية، في وقت لاحق اليوم الخميس.

لماذا يحتج سكان غزة ضد حماس؟ - موقع 24جموع كثيرة من سكان قطاع غزة الفلسطيني المدمر خرجوا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين في احتجاجات ضد حماس وتظاهرات تنادي بوقف الحرب الإسرائيلية عليهم، والاستجابة لمطالبهم، وحقن دمائهم.

وهدد بيان صادر عن "فصائل المقاومة"، التي تضم حماس، بمعاقبة قادة "الحراك المشبوه"، والتي فسرها الفلسطينيون على أنها مسيرات شوارع.
وقال البيان إن المتظاهرين مصرون "على لوم المقاومة وتبرئة الاحتلال متجاهلين أن آلة الإبادة الصهيونية تعمل بلا توقف".
وتابع "بالتالي، فهؤلاء المشبوهين هم مسؤولون كما الاحتلال عن الدماء النازفة من أبناء شعبنا وستتم معاملتهم بناء على هذا الأساس".
وقال مسؤولو حماس إن للناس الحق في الاحتجاج، لكن لا ينبغي استغلال المسيرات لأغراض سياسية أو لإعفاء إسرائيل من اللوم على عقود من الاحتلال والصراع والتهجير من الأراضي الفلسطينية.

شاهد.. متظاهرون في غزة: "حماس بره" - موقع 24تظاهر المئات من سكان بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، اليوم الأربعاء، في مسيرات تدعو لوقف الحرب، وتطالب بخروج حركة حماس من قطاع غزة.

وقال بعض المتظاهرين الذين تواصلت معهم رويترز إنهم خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن رفضهم لاستمرار الحرب، مضيفين أنهم منهكون ويفتقرون إلى أساسيات الحياة كالطعام والماء.
وقال أحد سكان حي الشجاعية بمدينة غزة، الذي شهد احتجاجات أمس الأربعاء، لرويترز "لسنا ضد المقاومة. نحن ضد الحرب. كفى حروباً، لقد تعبنا".
وأضاف عبر تطبيق للتراسل "لا يمكنك وصف الناس بالعملاء لمجرد معارضتهم للحروب، ولرغبتهم في العيش دون قصف وجوع".


مقالات مشابهة

  • حملة مشبوهة ضد المقاومة بغزة.. من يقودها ومن المستفيد؟
  • الأردن..مشاهد من المسيرة الحاشدة في العاصمة عمّان نصرةً لغزة ودعماً للمقاومة
  • مسيرات شعبية في عدة محافظات تؤكد التمسك بخيار المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني
  • في الأيام الأخيرة للانتصار في غزة
  • حماس تهدد بمعاقبة المتظاهرين ضدها في غزة
  • فصائل المقاومة تحذر: الاحتلال يخطط لزعزعة استقرار غزة عبر الاحتجاجات المدفوعة
  • حين تُكذّب الحربُ مقولةَ التفاوض
  • الشيخ نعيم قاسم: المستقبل في المنطقة هو للمقاومة والنصر حليفها
  • المرصد الأورومتوسطي: العدو الصهيوني يقتل أكثر من 103 فلسطينيين كل 24 ساعة
  • مرصد حقوقي: العدو الصهيوني يقتل أكثر من 103 فلسطينيين كل 24 ساعة