البدواوية لـ"الرؤية": الأعمال الأدبية والفنية لا تعالج قضايا المجتمع دون اتخاذ قرارات ملموسة من الجهات المسؤولة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
◄ الكتابة والوظيفة مساران متكاملان.. ومهنة الطب ملهمة للكتابة
◄ الأعمال الأدبية والفنية لا تعالج القضايا إذا لم يتخذ المسؤولون خطوات ملموسة لحلها
◄ الكتابة فتحت لي آفاقا أكاديمية وقانونية وتدريبية
◄ أفكر في كتابة رواية ثالثة لاستكمال مسار "خطان متوازيان" و"حضور من سراب"
الرؤية- ناصر أبوعون
أكدت الكاتبة الدكتورة فوزية البدواوية أن الكاتب يحمل على عاتقه مسؤولية تثقيف المجتمع وتسليط الضوء على قضاياه الملحة، لافتة إلى أن حلول المشاكل والقضايا المجتمعية لا تكون من خلال الأعمال الأدبية والفنية، وإنما يستلزم حلها تدخلا من الجهات المسؤولة.
وصدر للبدواوية 4 روايات ومجموعة قصصية، إذ بدأت برواية "خطان متوازيان" عام 2016م، عن حلم واحد يجمع شخصين من بيئتين متناقضتين في قالب رومانسي، ثم أصدرت رواية "حضور من سراب" عام 2017م، وهي بمثابة عدسة أخرى مسلّطة على نفس الشخصيات في رواية "خطان متوازيان" حيث تتشابه الشخصيات ويختلف الراوي، وهذه الرواية من ضمن 10 كتب الأكثر مبيعاً بمعرض مسقط الدولي للكتاب عام 2018م، وصدرت رواية "ذاكرة من حنين" عام 2018م، وهي رواية اجتماعية تطرّقت لشخصية تُعاني من مرض التوحد، وأيضاً كانت ضمن الكتب العشر الأكثر مبيعًا معرض مسقط، ثم كتاب "غارقون في الخطيئة" المنشور في عام 2019م وقدّ تصدّر الكتاب أيضًا قائمة الكتب الأكثر مبيعًا بمعرض مسقط الدولي للكتاب 2019م، والذي يحوي بين طياته قصصًا لأشخاص تعرضّوا للابتزاز، فكانت الرسالة هي كشف حيل المبتزين، وخدعهم وتوعية المجتمع من الوقوع ضحايا لهذه الجريمة الإلكترونية العابرة للحدود الجغرافية.
وقد حازت البدواوية على العديد من الجوائز منها: المركز الأول في جائزة إبداعات شبابية في القصة القصيرة عامي 2015/2016 والمركز الثالث في جائزة الكاتب عبدالله سعيد باقلاقل.
وإلى نص الحوار..
ما تأثير وظيفتك كطبيبة على إبداعك الأدبي، وما تأثير الكتابة على مسارك الوظيفي؟
في حقيقة الأمر كلاهما يستند على الآخر، حيث إن أغلب كتاباتي الأدبية كانت وليدة ضغوط الحياة، بما فيها ضغط العمل كطبيبة أسنان، وضغط دراسة التخصص ذاته سابقا، وبذلك تكون المهنة عاملا ملهما للكتابة مع توفير مجال خصب للمعلومات والأخبار ولقاء المرضى والمراجعين وسماع قصصهم والتعرّف على أفكارهم.
أما بالنسبة للشقّ الثاني من السؤال فالكتابة قد فتحت لي آفاقا واسعة لاتخاذ المسار أو المسارات الوظيفية، حيث لإن هناك مجالات عديدة يمكن أن يعمل فيها طبيب الأسنان غير علاج المرضى، ومنها الجانب الأكاديمي أو تدريب الموظفين في ذات التخصص، أو تناول الشقّ القانوني في قضايا الأخطاء الطبية، أو حتى الجانب الإداري وغيره.
في رواية "خطان متوزايان" تمنيت أن يتقابل الخطان، وفي رواية "حضور من سراب" حاولت تحقيق هذا الحلم، هل هناك رواية ثالثة؟
كنتُ قد فكّرت بالأمر سابقا، ولكن وجدت أني لن أقدّم شيئا جديدا ومميزا أكثر مما قدّمته في رواية "حضور من سراب" خاصة أن الموت قد غيّب أحد الشخصيات المهمة والرئيسية في الرواية، أما رواية "خطان متوازيان" فكانت نهايتها واضحة منذ البداية كون أن الخطوط المتوازية لا تلتقي أبدا، وكوني اكتب بواقعية لم أرغب كسر هذا المفهوم أو القانون العلمي، ولكن لا أحد يدري ربما أجد فكرة أكثر إلهاما وأكمل بها هاتين الروايتين، كون الرواية الأولى "خطان متوازيان" ركزت على بيئة الدراسة في كلية طب الأسنان لشخصيتين "هيثم وأسيل"، ثم جاءت الرواية الثانية "حضور من سراب" لتركّز على بيئة القرية والفرق بينها وبين المدينة، وكيفية تأثير الأسرة في اتخاذ قرارات مصيرية، فربما تأتي الرواية الثالثة لتحكي واقع بيئة العمل في المجال الطبي- تحديدا طب الأسنان- وربما أتناول فيها شيئا من قضية الباحثين عن عمل كون أغلب أطباء الأسنان الآن باحثون عن عمل.
"ذاكرة من حنين" تسلط الضوء على نظرة المجتمع للمريض.. هل يمكن تحويلها إلى عمل فني لمعالجة هذه القضية؟
كان قرار إكمال رواية "ذاكرة من حنين" أكبر تحدِ بالنسبة لي، كون المعلومات الموجودة عن التوحد غير كافية في وقتها مع وجود الكثير من الاستفهامات، لذلك أردت توعية المجتمع عن هذا الاضطراب من خلال إيجاد شخصية توحدية وهو الطفل ياسر، وكيفية معاناة أحلام- والدة الطفل- معه وردّة فعل المجتمع السيئة بمن فيهم أباه أحمد حيث كان يظن أن طفله به مسّ من الجن، وشعوره بالعار والخزي من مرض ابنه.
"تبا لمجتمع يُقبل فيه ببناء مستشفى نفسي وتخرّج طبيب نفسي ولا يقبل بوجود مريض نفسي. إنها تكاد تكون حماقة بالفعل!".. من وجهة نظري أن الرواية والدراما لا تُعالج القضايا ما لم يتخذ أصحاب الشأن الخطوات اللازمة لذلك، وإنما هي تثير التساؤلات وتفتح الأذهان، وقد تبقى لفترة ما وقد تغيب عن البال لتحلّ محلّها أفكار أخرى، أما بخصوص معالجة الرواية لتصبح دراما تلفزيونية فإنه لا مانع لدي وقد راودتني الفكرة مرارا وتكرارا إلّا أن العمل السينمائي يحتاج لفريق يعمل من أجل قضية واحدة وأن دخول عدة أطراف قد يرفع التجربة الكتابية عاليا، وقد يكون له ردّة فعل عكسية على العمل- وهذا ما أخشاه- ، وأرى أن التجربة السينمائية في عمان غير ناضجة بعد وأنها تكاد تكون مخاطرة بالفعل.
هل هناك مشاريع أخرى مشابهة لرواية "لا أريد أن أكبر"؟ وأي فئة من الجماهير تستهدفين؟
الرواية لاقت إعجابا لا يقل عن بقية إصداراتي الأدبية، خاصّة أنها تسلّط الضوء على ظاهرة الطفل الداخلي وأسبابها وكيف يمكن أن يؤثر ذلك على الحياة الدراسية والمهنية والزوجية، وكيف يمكن أن يساهم ذلك في اتخاذ قرارات نندم عليها لاحقا.
وبالطبع هناك مشاريع كتابية تتناول قضايا حصرية وغير منتشرة، كوني أملك إيمانا راسخا أن الكاتب هو معلّم والمعلم رسول ومن واجبه الكتابة عن قضايا العصر حتى يساهم في تسليط الضوء عليها، وتثقيف المجتمع عنها والمساهمة في معالجتها، أما بالنسبة للجمهور الذي استهدفه ففي رواية "لا أريد أن أكبر" كان هدفي هو استهداف الآباء والأمهات والمربين، وحتى الشباب أنفسهم.
مجموعة "غارقون في الخطيئة" سلطت الضوء على الابتزاز الإلكتروني..كيف يمكن حل هذه المشكلة؟
للأسف كوني كاتبة فإن دوري يقف عند إصداري هذا الكتاب، مع مواصلة الكتابة والتحدّث عنه أمام العامة، أما بخصوص إيجاد حلول لهذه القضايا فهنا يأتي دور القانون والجهات والمؤسسات العقابية والإصلاحية ومؤسسات المجتمع المدني وغيرها من أصحاب النفوذ والصلاحيات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الضوء على فی روایة
إقرأ أيضاً:
البحرين تعالج أول مريض بفقر الدم المنجلي خارج أميركا
حقق مركز البحرين للأورام إنجازاً طبياً تاريخيًا رائداً بنجاحه في استكمال علاج مريض مصاب بمرض فقر الدم المنجلي باستخدام علاج كاسجيفي (Exagamglogene Autotemcel) القائم على تقنية كريسبر لزراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني، ليكون أول مريض خارج الولايات المتحدة الأميركية يُعلن عن تلقيه العلاج بنجاح على مستوى العالم.
ويعزز هذا الإنجاز مكانة البحرين كدولة رائدة في مجال الطب الدقيق وحلول الصحة المبتكرة على المستوى العالمي.
وتم تطوير علاج "كاسجيفي"، من قِبل شركتي "فيرتكس فارماسيتيكالز" و"كريسبر ثيرابيوتيكس"، وهو أول علاج مرخص يعتمد على تقنية كريسبر/كاس9 لزراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني، والتي حصل مبتكروها على جائزة نوبل في الكيمياء في عام 2020. ويوفر هذا العلاج علاجًا وظيفيًا محتملاً لمرض فقر الدم المنجلي (SCD) ومرض الثلاسيميا الكبرى المعتمد على نقل الدم (TDT) – وهما امراض دم وراثية تؤثر بشكل كبير على الصحة والعمر المتوقع.
ويُعد هذا الإنجاز خطوة نوعية في مجال الطب الدقيق في مملكة البحرين والمنطقة، ويأتي بعد أن أصبحت مملكة البحرين في 2 ديسمبر 2023 ثاني دولة على مستوى العالم، والأولى في الشرق الأوسط، التي تعتمد استخدام "كاسجيفي" لعلاج مرض فقر الدم المنجلي (SCD) والثلاسيميا بيتا المعتمدة على نقل الدم (TDT)، وذلك بعد تقييم شامل ودقيق لمعايير السلامة والجودة وفعالية العلاج.
كيف تتم العملية؟
تتضمن عملية الزرع تحفيز نخاع عظم المريض لإنتاج كميات كبيرة من الخلايا الجذعية باستخدام حقن متخصصة، ومن ثم تعديل الخلايا الجذعية لإنتاج خلايا دم حمراء تحمل هيموغلوبين يعادل في وظيفته الخلايا الطبيعية وتشمل آخر مرحلة زرع الخلايا المعدلة مرة أخرى في مجرى دم المريض بعد اختبارات دقيقة لضمان الجودة والسلامة. ويمكن أيضا استخدام هذه التقنية الحديثة لعلاج الثلاسيميا (انيميا البحر الأبيض المتوسط).
وبهذه المناسبة، صرحت الدكتورة جليلة بنت السيد جواد حسن، وزيرة الصحة قائلة: "يمثل هذا الإنجاز التزام مملكة البحرين بدمج الابتكارات الطبية العالمية في استراتيجيتها الصحية الوطنية. من خلال تعزيز الشراكات بين المؤسسات، نحقق مهمتنا في توفير وصول شامل إلى علاجات تغير حياة جميع المواطنين، ونعزز مكانة مملكة البحرين كمركز للرعاية الطبية المبتكرة، تماشيًا مع توجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبمتابعة مستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله".
وأضاف العميد طبيب الشيخ فهد بن خليفة بن سلمان آل خليفة، قائد الخدمات الطبية الملكية: "تفخر مملكة البحرين بكونها في طليعة الابتكار الطبي في المنطقة. نجاحنا في تقديم علاج فقر الدم المنجلي عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني يعكس التزام المملكة بتوفير أحدث التقنيات الطبية وتعزيز ريادتها الإقليمية في مجال الطب الدقيق. فهذا العلاج يوفر أملًا جديدًا لمرضى أمراض الدم الوراثية، ويعزز الجهود الرامية لتطوير دور مملكة البحرين المتنامي في مجال الابتكار الصحي."
علاج رائد
وقال الدكتور إدوارد رولاند، الرئيس التنفيذي لمركز البحرين للأورام: “نيابة عن الفريق الطبي المسؤول عن تقديم هذا العلاج الرائد القائم على تقنية CRISPR، يشرفنا أن نتيح العلاج للمرضى في مملكة البحرين وخارجها. يعكس نجاحنا التزام مركز البحرين للأورام بدمج التكنولوجيا المتقدمة مع الخبرة العالمية. فهذا الإنجاز، الذي تم تحقيقه بعد الحصول على الاعتماد الدولي لخدمات زرع النخاع العظمي، يؤكد حرصنا على تحسين الحلول الصحية المتوفرة للمرضى من خلال الطب الدقيق والتعاون مع المؤسسات العالمية الرائدة."
يأتي إطلاق برنامج علاج أمراض الدم الوراثية عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني ضمن استراتيجية مملكة البحرين الصحية الرامية إلى تعزيز الشراكات العالمية وضمان الوصول إلى أحدث التقنيات الطبية، مع تحقيق تحسين مستمر في الخدمات الصحية، في إطار الرعاية التي يوليها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه للقطاع الصحي في المملكة، وتنفيذاً للتوجيهات المستمرة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، لتوفير أفضل الطرق العلاجية وأحدث مستويات الرعاية الصحية بمملكة البحرين.
وقد تم إطلاق برنامج علاج أمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني بالتنسيق ما بين وزارة الصحة، والخدمات الطبية الملكية – مركز البحرين للأورام، والمستشفيات الحكومية، والهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية لتبني أعلى معايير الممارسات الطبية العالمية في تقديم الرعاية الصحية.
ويُعد مركز البحرين للأورام من أبرز المراكز المتخصصة في تقديم خدمات شاملة لعلاج مرضى السرطان في مملكة البحرين. يلتزم المركز بتقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية من خلال نهج متعدد التخصصات واستخدام أحدث التقنيات والعلاجات المتقدمة، وقد حصل مركز البحرين للأورام على اعتماد فيرتكس في عام 2024، مما يمكنه كمركز تميز عالمي من إتاحة علاج أمراض الدم الوراثية كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا بيتا عبر تقنية زراعة النخاع باستخدام التعديل الجيني.