موقع 24:
2024-11-23@19:41:14 GMT

ما نجد أنفسنا أمامه في كل المرات

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

ما نجد أنفسنا أمامه في كل المرات

يمكن القول إن الحرب على قطاع غزة، التي بدأت بعد هجوم السابع من أكتوبر، قد أنتجت مصطلحات سياسية خاصة بها، وأن هذه المصطلحات قد شاع استخدامها في مرحلة ما بعد ذلك اليوم، وأنها فيما يظهر سوف تستمر معنا لفترة الله أعلم بمداها.

من هذه المصطلحات مصطلح يتكون من كلمتين هما «اليوم التالي» وقد قصدوا به ما سوف يكون في القطاع في اليوم التالي لليوم الذي ستتوقف فيه الحرب بشكل نهائي، لا بشكل مؤقت، ولا بشكل إنساني، ولا بشيء من هذا القبيل.


ويمكن القول أيضاً إن طرفين اثنين هما اللذان أطلقا هذا المصطلح، ثم راح كل طرف منهما يتحدث عن تصوره لما يقصده من وراء ما يقوله، وهذان الطرفان هما الطرف الإسرائيلي ومعه الطرف الأمريكي، وكلاهما لا يكاد يتوقف عن الكلام في الموضوع إلا ليعود إليه. تقدير الطرف الأول أنه سوف يتولى المسؤولية الأمنية في غزة في مرحلة اليوم التالي، ولفترة غير محددة، وقد أعلن ذلك صراحة بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء إسرائيل، وقال إنه يضع تصوره عما يراه في مرحلة لم تبدأ بعد، ولا أحد يعرف متى على وجه التحديد يمكنها أن تبدأ.
والطرف الثاني كان تقديره أنه لا يقبل بما يقوله الطرف الأول بهذا الخصوص، لأن معناه أن يسيطر الإسرائيليون على غزة وأن يستمروا في التواجد هناك، بكل ما لذلك من عواقب يراها بالتأكيد الطرف الأمريكي ويعارض على أساسها ما يتحدث عنه نتانياهو.
وهناك تصورات أخرى عما يمكن أن يكون في اليوم التالي، ومن بينها على سبيل المثال أن تذهب إلى القطاع قوات دولية، وأن تشارك فيها أطراف عربية لم يتم تحديدها، وأن تكون مهمتها حفظ الأمن على امتداد غزة، وبما يضمن ألا يتكرر ما جرى في السابع من أكتوبر.
هذا كله نستطيع أن نفهمه في إطار أنه اجتهاد، وأن الذين يعنيهم اليوم التالي بتفاصيله يجتهدون ويضعون ما يرونه على الورق، ويحسبونه، ثم يعلنونه على العالم الذي تتعلق عيونه بما يجري بين الإسرائيليين والفلسطينيين على أرض غزة، منذ أن أطلقت «كتائب عز الدين القسام» هجومها في ذلك اليوم الذي لن تنساه الدولة العبرية. ولكن ما بدا أنه ينقص هذا الاجتهاد أنه لم يسأل أصحاب الأرض أنفسهم، الذين هُم الفلسطينيون سواء كانوا في قطاع غزة على شاطئ البحر المتوسط وعلى حدود مصر، أو كانوا في الضفة الغربية على الحدود مع الأردن.
فلا أحد ينكر أن حل الدولتين الذي يتوافق حوله العالم تقريباً، لن يتحقق وحال نجاح المساعي في الوصول إليه، إلا في الضفة والقطاع، وبالتالي، فهناك ارتباط عضوي بين المكانين، وليس من المفهوم أن يكون الحل في القطاع منفصلاً عن الحل في الضفة، لأن القضية فيهما واحدة، ولأن تجاهل أنها واحدة يمكن أن يفرز من جديد أشياء من نوع ما وقع في السابع من أكتوبر.
أعرف أن ما وقع في ذلك اليوم قد أوجع الإسرائيليين كما لم يوجعهم شيء منذ حرب أكتوبر 1973، وأعرف أن كابوس السابع من أكتوبر سوف يصاحبهم إلى زمن طويل، وأعرف وأعرف إلى آخر ما يقال في هذا الاتجاه، ولكن هذا كله لا يبرر أن يفكر الطرفان الإسرائيلي والأمريكي، وكأن الأرض في غزة لا صاحب لها، ولا ناس من بني البشر يقيمون فيها.
هؤلاء الناس يجب أن يوضعوا في الاعتبار، ولا بد أن يكون لهم حساب، وأن يتم التعامل مع اليوم التالي على أساس أنه يخصهم أكثر مما يخص سواهم، وأنه يحتاج رغبة جادة في تقديم حل جاد، وأن ما عدا ذلك سوف يعيدنا إلى المربع الأول في كل مرة، وسوف يضعنا في كل مرة كذلك أمام حقيقة تقول إنه لا بديل عن دولة فلسطينية مستقلة، وذات سيادة، وعاصمتها القدس الشرقية.
قد يبدو كلام كهذا بعيداً عن الواقع في نظر الإسرائيليين، أو على الأقل في نظر فريق منهم، ولكن هذا لا ينفي أنه الحقيقة التي نجد أنفسنا إزاءها في كل المرات.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السابع من أکتوبر الیوم التالی

إقرأ أيضاً:

هذا ما حدث عصر اليوم بصنعاء


وكان مركز الارصاد توقع هطول أمطار متفاوتة الشدة يرافقها الرعد أحيانا على محافظات لحج، تعز، إب، الضالع، ريمة، غرب ذمار، المحويت، حجه وغرب صعدة وعلى محافظة عدن .
وأشارت إلى أن الأمطار قد تمتد غرباً إلى أجزاء من مرتفعات وسهل وسواحل تهامة، وشرقاً إلى سواحل ومرتفعات كل من أبين، شبوة وحضرموت.
وأفاد المركز بأن كمية الأمطار التي هطلت خلال الـ24 ساعة الماضية وتم قياسها في محطات الرصد الجوي في الشحر - حضرموت : 10.2ملم، إب : 4.3ملم.

مقالات مشابهة

  • 30 شهيدا في قطاع غزة منذ فجر اليوم
  • صدمة ستيفانو بيولي لحظة رؤيته توأم لاجامي أمامه بالملعب .. فيديو
  • على المستوى الداخلي.. حزب الله يحدّد معالم اليوم التالي للحرب!
  • 38 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم
  • هذا ما حدث عصر اليوم بصنعاء
  • لا إيران تنهي الحزب ولا إسرائيل تنهي الحرب
  • الزايدي: إقامة “لونجين” في الرياض أكبر حافز لتطوير أنفسنا
  • عضو «الشرق الأوسط للسياسات»: واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بالتصعيد في حربها على غزة
  • باحث: واشنطن أعطت إسرائيل الضوء الأخضر بالتصعيد في حربها على غزة
  • عضو «الشرق الأوسط للسياسات»: واشنطن منحت إسرائيل الضوء الأخضر للتصعيد في غزة