موقع 24:
2025-02-24@07:39:42 GMT

أطفال في قلب الجحيم

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

أطفال في قلب الجحيم

لا تقتصر نتائج الحروب والنزاعات التي نتابعها في أنحاء متفرقة حول العالم على الخراب والدمار الذي يلحق بالبنى التحتية والمباني، والموت الذي يتعرض له المدنيون هنا أو هناك، والعاهات التي تلازم الجرحى طول العمر وتحولهم إلى كائنات عاجزة.


 ولا تقتصر أيضاً على الانهيار الاقتصادي الذي يضاعف الأزمات ويزيد من معاناة الشعوب والحكومات، ولا على المدن التي تتحول إلى ساحات للمعارك وتصفية الحسابات وهدف مستباح لأنواع مختلفة من الأسلحة المحرمة دولياً.

. بل تمتد إلى المستقبل لتنقل الكراهية من جيل إلى جيل وتشرعن العنف والتطرف.

نعم، الحروب تقتل روح الحياة، وتدمر البراءة عند الأطفال الذين قادتهم أقدارهم للوجود في أماكن المعارك لتحصدهم، أو تشلهم آلات القتل التي تستخدمها الأطراف المتحاربة، ينطبق ذلك على ما يحدث في أوكرانيا وفي السودان، وما حدث في العراق وأفغانستان وفيتنام وغيرها.. وما حدث في عواصم الخريف العربي، التي تحول خلالها الشقيق إلى عدو، وتقاتل الجار مع جاره، وانتشرت الأحقاد بين أبناء الأمة الواحدة والدولة الواحدة بل وأبناء العائلة الواحدة.
ورغم كل ما تعرضت له الطفولة خلال الحروب والنزاعات والفتن التي تجوب العالم، فإن ما يحدث للأطفال في غزة حالياً غير مسبوق، المشاهد التي نطالعها يومياً للصغار هناك تختلف عن أي مشاهد نقلتها الكاميرات من قبل، نراهم يومياً وقد فتكت ببعضهم آلة الحرب وحولتهم إلى أشلاء، وخطفت من بعضهم الأشقاء والأهل وأصبحوا بلا أسرة ولا سند، وشردت الكثيرين وأجبرتهم على ترك البيت والكتاب والانتقال إلى مجهول لا يدركونه. جعلت من اللقمة وشربة الماء حلماً بعيد المنال، حرمتهم من النوم وأثارت فيهم الرعب.

مشاهد تثير في داخلنا تساؤلات، وفي ذات الوقت تضع إجابات يقينية عن تساؤلات مطروحة منذ عقود أمام من يهمهم الأمر. كل متابع لديه تساؤلاته عن مصير من فقد أهله وذويه، وكيف سيستكمل رحلة الحياة من فقدَ أعضاء من جسمه أو خرج من الحرب بعجز كلي أو جزئي، وما الذي سيحكيه من سينجون من هذه الحرب لأولادهم مستقبلاً إن لم يشهدوا حروباً قادمة أشد وطأة؟
السؤال الذي يتكرر منذ عقود بلا إجابة حاسمة هو: ما السر وراء تزايد موجات العنف والتطرف والإرهاب والكراهية؟ حرب غزة اليوم أجابت بوضوح؛ الأطفال الذين يعيشون هذا الرعب ونراهم على الشاشات يرتجفون خوفاً وهلعاً ربما لن يكونوا دعاة سلام، ليس ذنبهم إن كرهوا الآخر، رافضين لوجوده، متخذين العنف وسيلة للرد على من شردهم وقتل أهلهم واغتال براءتهم وسلب منهم إنسانيتهم.
الأمين العام للأمم المتحدة وصف الوضع في غزة ب «مقبرة الأطفال»، وغيره من ساسة وزعماء العالم وصفوه بالكارثي، فكيف سيكون إحساس من يعيشون في قلب الجحيم، وكيف سيكون إحساس الطفل الذي وجد نفسه طرفاً في حرب لا يستوعب شيئاً عنها، ولا يدرك طبيعة الأسلحة المستخدمة فيها؟ حرب جعلت من الصغار كباراً من هول ما يعيشون، ومشاهد الأشلاء والجثث والدماء تسرق منهم براءتهم والنار التي تحاصرهم وتدفع أهاليهم للهروب بهم إلى مناطق ينشدون فيها أماناً غير موجود.
بالأرقام، الأطفال هم أصحاب النصيب الأكبر من القتل والإصابة، وكأنهم المستهدفون إذ سقط منهم الآلاف، وكأنها حرب للقضاء على المستقبل أكثر من استهدافها للحاضر. في 20 من الشهر الجاري سيحتفل العالم باليوم العالمي للطفولة، ولا ندري أي طفولة سيحتفلون بها ونحن نراها هدفاً للمتصارعين والمتحاربين في أرجاء الدنيا، وما هو وضع أطفال غزة خلال هذا الاحتفال؟ الإجابة عند الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية بالطفولة والتي تعي أن ما يتعرض له الصغار في غزة يعجز عن احتماله الكبار في العالم بأسره.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

أطفال سوهاج يتألقون في تصفيات الذكاء الاصطناعي والبرمجة بأسيوط

في إنجاز جديد يعكس تميز المواهب الناشئة، نجح الأطفال أدهم صبري عبد الرحمن، وكريم طارق، و جاستين شنودة من محافظة سوهاج، والبالغون من العمر 11 عامًا، في تحقيق الفوز بعد منافسة قوية مع أربع مدارس على مستوى الجمهورية خلال التصفيات التي أقيمت في محافظة أسيوط.

جاء هذا الإنجاز في إطار دعم أكاديمية ركاز، الوكيل الرسمي لمبادرة التعليم المستدام، التي تعنى بتعزيز قدرات الأطفال في مجال الابتكار والتكنولوجيا.

شارك الأطفال في تقديم مشروعات متميزة باستخدام البرمجة، الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، مما يعكس مواهبهم الفذة وقدرتهم على توظيف التكنولوجيا في تطوير حلول إبداعية.

وأكد مدير مدرسة نيوفيجن، جيهان رفعت، أهمية دمج التقنيات الحديثة في المناهج الدراسية لتطوير مهارات الأطفال واستعدادهم لمستقبل واعد في عالم التكنولوجيا.

كما أشاد المدرب دكتور معتصم مهران بالجهود المتميزة التي يبذلها الأطفال في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة، مؤكدًا أن مثل هذه المبادرات تساهم في بناء جيل قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

وأشار مدير المركز، سمر مازن، إلى أن هذه التجارب العملية هي أساس تعزيز روح الابتكار لدى الأطفال، ودفع عجلة التنمية التكنولوجية في مصر.

يعتبر هذا الحدث خطوة مهمة في مسيرة تطوير التعليم التكنولوجي في مصر، إذ يُبرز الدور الكبير للمبادرات الداعمة للابتكار وريادة الأعمال في المدارس، ويعكس الثقة المتزايدة في قدرات الشباب المصري على تحقيق الإنجازات المبهرة في المجالات العلمية والتقنية.

مقالات مشابهة

  • أطفال سوهاج يتألقون في تصفيات الذكاء الاصطناعي والبرمجة بأسيوط
  • «رويترز»: إدارة ترامب توجه بتعقب أطفال المهاجرين وترحليهم
  • حريق مروع في تمارة يقتل 5 أطفال ويهزّ قلوب المغاربة.. ما السبب؟ (شاهد)
  • المغرب: مأساة تودي بحياة 5 أطفال.. احذر منها في منزلك
  • فيديو مأساوي.. شاحن يتسبب بوفاة 5 أطفال!
  • المليشيا الإرهابية تركب التونسية!
  • حرفيو المستقبل.. أطفال القطيف يبدعون في ”حرفيون 4“
  • الإعلام الحكومي بغزة: 365 طفلاً يقبعون في سجون الاحتلال
  • أطفال وأهالي جازان يتألقون بالأزياء التراثية احتفاءً بيوم التأسيس
  • إنجاز طبي في بريطانيا.. علاج مبتكر يعيد البصر لـ4 أطفال