موقع 24:
2025-04-23@01:18:59 GMT

أطفال في قلب الجحيم

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

أطفال في قلب الجحيم

لا تقتصر نتائج الحروب والنزاعات التي نتابعها في أنحاء متفرقة حول العالم على الخراب والدمار الذي يلحق بالبنى التحتية والمباني، والموت الذي يتعرض له المدنيون هنا أو هناك، والعاهات التي تلازم الجرحى طول العمر وتحولهم إلى كائنات عاجزة.


 ولا تقتصر أيضاً على الانهيار الاقتصادي الذي يضاعف الأزمات ويزيد من معاناة الشعوب والحكومات، ولا على المدن التي تتحول إلى ساحات للمعارك وتصفية الحسابات وهدف مستباح لأنواع مختلفة من الأسلحة المحرمة دولياً.

. بل تمتد إلى المستقبل لتنقل الكراهية من جيل إلى جيل وتشرعن العنف والتطرف.

نعم، الحروب تقتل روح الحياة، وتدمر البراءة عند الأطفال الذين قادتهم أقدارهم للوجود في أماكن المعارك لتحصدهم، أو تشلهم آلات القتل التي تستخدمها الأطراف المتحاربة، ينطبق ذلك على ما يحدث في أوكرانيا وفي السودان، وما حدث في العراق وأفغانستان وفيتنام وغيرها.. وما حدث في عواصم الخريف العربي، التي تحول خلالها الشقيق إلى عدو، وتقاتل الجار مع جاره، وانتشرت الأحقاد بين أبناء الأمة الواحدة والدولة الواحدة بل وأبناء العائلة الواحدة.
ورغم كل ما تعرضت له الطفولة خلال الحروب والنزاعات والفتن التي تجوب العالم، فإن ما يحدث للأطفال في غزة حالياً غير مسبوق، المشاهد التي نطالعها يومياً للصغار هناك تختلف عن أي مشاهد نقلتها الكاميرات من قبل، نراهم يومياً وقد فتكت ببعضهم آلة الحرب وحولتهم إلى أشلاء، وخطفت من بعضهم الأشقاء والأهل وأصبحوا بلا أسرة ولا سند، وشردت الكثيرين وأجبرتهم على ترك البيت والكتاب والانتقال إلى مجهول لا يدركونه. جعلت من اللقمة وشربة الماء حلماً بعيد المنال، حرمتهم من النوم وأثارت فيهم الرعب.

مشاهد تثير في داخلنا تساؤلات، وفي ذات الوقت تضع إجابات يقينية عن تساؤلات مطروحة منذ عقود أمام من يهمهم الأمر. كل متابع لديه تساؤلاته عن مصير من فقد أهله وذويه، وكيف سيستكمل رحلة الحياة من فقدَ أعضاء من جسمه أو خرج من الحرب بعجز كلي أو جزئي، وما الذي سيحكيه من سينجون من هذه الحرب لأولادهم مستقبلاً إن لم يشهدوا حروباً قادمة أشد وطأة؟
السؤال الذي يتكرر منذ عقود بلا إجابة حاسمة هو: ما السر وراء تزايد موجات العنف والتطرف والإرهاب والكراهية؟ حرب غزة اليوم أجابت بوضوح؛ الأطفال الذين يعيشون هذا الرعب ونراهم على الشاشات يرتجفون خوفاً وهلعاً ربما لن يكونوا دعاة سلام، ليس ذنبهم إن كرهوا الآخر، رافضين لوجوده، متخذين العنف وسيلة للرد على من شردهم وقتل أهلهم واغتال براءتهم وسلب منهم إنسانيتهم.
الأمين العام للأمم المتحدة وصف الوضع في غزة ب «مقبرة الأطفال»، وغيره من ساسة وزعماء العالم وصفوه بالكارثي، فكيف سيكون إحساس من يعيشون في قلب الجحيم، وكيف سيكون إحساس الطفل الذي وجد نفسه طرفاً في حرب لا يستوعب شيئاً عنها، ولا يدرك طبيعة الأسلحة المستخدمة فيها؟ حرب جعلت من الصغار كباراً من هول ما يعيشون، ومشاهد الأشلاء والجثث والدماء تسرق منهم براءتهم والنار التي تحاصرهم وتدفع أهاليهم للهروب بهم إلى مناطق ينشدون فيها أماناً غير موجود.
بالأرقام، الأطفال هم أصحاب النصيب الأكبر من القتل والإصابة، وكأنهم المستهدفون إذ سقط منهم الآلاف، وكأنها حرب للقضاء على المستقبل أكثر من استهدافها للحاضر. في 20 من الشهر الجاري سيحتفل العالم باليوم العالمي للطفولة، ولا ندري أي طفولة سيحتفلون بها ونحن نراها هدفاً للمتصارعين والمتحاربين في أرجاء الدنيا، وما هو وضع أطفال غزة خلال هذا الاحتفال؟ الإجابة عند الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية بالطفولة والتي تعي أن ما يتعرض له الصغار في غزة يعجز عن احتماله الكبار في العالم بأسره.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

محافظ أسيوط يشارك أطفال داري الحنان والصفا الاحتفال بشم النسيم

حرص اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، على مشاركة فتيان دار الحنان لرعاية الأيتام، وفتيات دار الصفا لرعاية اليتيمات فرحتهم بعيد شم النسيم، حيث اصطحبهم في رحلة ترفيهية إلى الملاهي بمدينة أسيوط الجديدة "فوفوزيلا بارك"، ليقضي معهم يومًا مليئًا بالبهجة والمرح، حرصًا منه على إدخال السرور إلى قلوب الأطفال ورسم الابتسامة على وجوههم ودمجهم في المجتمع.

ورافقه خلال الجولة محمود ياسين رئيس مركز ومدينة الفتح والشيماء عبدالمعطي وكيل مديرية التضامن الاجتماعي والدكتورة أماني الليثي رئيس مجلس إدارة جميعة الرعاية الاجتماعية بأسيوط والمهندس وسام طايل رئيس مجلس إدارة فوفوزيلا بارك بأسيوط الجديدة والمهندس أحمد المراغي مدير إدارة العلاقات الحكومية لقطاع وسط وشمال الصعيد بالمصرية للإتصالات.

وقد تجول محافظ أسيوط برفقة الأطفال بين الألعاب المختلفة، وتبادل معهم الأحاديث الودية، وشاركهم الضحك والفرحة، في أجواء عكست مشاعر الأبوة والإنسانية، مؤكدًا خلال حديثه أن الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لا تدخر جهدًا في رعاية كافة الفئات، لا سيما الأيتام الذين يمثلون جزءًا غاليًا من نسيج المجتمع المصري من خلال توفير كل سبل الدعم لهم، وتوفير بيئة آمنة وحياة كريمة لهم.

وأشار المحافظ إلى أن هذه المبادرات تأتي ضمن رؤية المحافظة لتمكين الأطفال نفسيًا واجتماعيًا، وتنمية مهاراتهم من خلال أنشطة ترفيهية وتثقيفية تساهم في بناء شخصيتهم بشكل متكامل، معربًا عن سعادته بالمشاركة في هذه اللحظات الجميلة التي تعزز من شعور الأطفال بالأمان والانتماء.

ووجه أبوالنصر الشكر لمسئولي مديرية التضامن الاجتماعي وكافة القائمين على دور رعاية الأيتام، مثمنًا ما يبذلونه من جهد في تقديم الرعاية اللازمة لهم وتوفير بيئة آمنة وصحية تساعدهم على النمو في أجواء من الرعاية والمحبة، مؤكدًا استمرار المحافظة في تقديم كل أشكال الدعم والرعاية لهذه الفئات، والعمل على إدخال السعادة إلى قلوبهم في كل مناسبة.

مقالات مشابهة

  • ثورة نسائية صامتة.. احتجاجات في قلب إسرائيل لأجل أطفال غزة (شاهد)
  • صحة غزة: منع إسرائيل دخول تطعيمات شلل الأطفال يهدد 602 ألف طفل
  • وزارة الصحة بغزة: منع إسرائيل دخول تطعيمات شلل الأطفال يهدد 602 ألف طفل
  • قصص اجتماعية لتنمية مهارات أطفال التوحد
  • كلب ضال يعقر 6 أطفال ببني صالح بالفيوم
  • دوجاريك: حياة أطفال غزة على المحك والقطاع على وشك الانهيار
  • محافظ أسيوط يشارك أطفال داري الحنان والصفا الاحتفال بشم النسيم
  • طفولة مبتورة وأحلام باقية: أحمد شاهد على جراح أطفال غزة
  • اتساع دائرة الغضب بالمنصات من تزايد استهداف إسرائيل أطفال غزة
  • شهداء بقصف إسرائيلي على غزة ويونيسيف تحذر من انهيار مستشفيات الأطفال