موقع 24:
2025-03-17@13:59:55 GMT

أطفال في قلب الجحيم

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

أطفال في قلب الجحيم

لا تقتصر نتائج الحروب والنزاعات التي نتابعها في أنحاء متفرقة حول العالم على الخراب والدمار الذي يلحق بالبنى التحتية والمباني، والموت الذي يتعرض له المدنيون هنا أو هناك، والعاهات التي تلازم الجرحى طول العمر وتحولهم إلى كائنات عاجزة.


 ولا تقتصر أيضاً على الانهيار الاقتصادي الذي يضاعف الأزمات ويزيد من معاناة الشعوب والحكومات، ولا على المدن التي تتحول إلى ساحات للمعارك وتصفية الحسابات وهدف مستباح لأنواع مختلفة من الأسلحة المحرمة دولياً.

. بل تمتد إلى المستقبل لتنقل الكراهية من جيل إلى جيل وتشرعن العنف والتطرف.

نعم، الحروب تقتل روح الحياة، وتدمر البراءة عند الأطفال الذين قادتهم أقدارهم للوجود في أماكن المعارك لتحصدهم، أو تشلهم آلات القتل التي تستخدمها الأطراف المتحاربة، ينطبق ذلك على ما يحدث في أوكرانيا وفي السودان، وما حدث في العراق وأفغانستان وفيتنام وغيرها.. وما حدث في عواصم الخريف العربي، التي تحول خلالها الشقيق إلى عدو، وتقاتل الجار مع جاره، وانتشرت الأحقاد بين أبناء الأمة الواحدة والدولة الواحدة بل وأبناء العائلة الواحدة.
ورغم كل ما تعرضت له الطفولة خلال الحروب والنزاعات والفتن التي تجوب العالم، فإن ما يحدث للأطفال في غزة حالياً غير مسبوق، المشاهد التي نطالعها يومياً للصغار هناك تختلف عن أي مشاهد نقلتها الكاميرات من قبل، نراهم يومياً وقد فتكت ببعضهم آلة الحرب وحولتهم إلى أشلاء، وخطفت من بعضهم الأشقاء والأهل وأصبحوا بلا أسرة ولا سند، وشردت الكثيرين وأجبرتهم على ترك البيت والكتاب والانتقال إلى مجهول لا يدركونه. جعلت من اللقمة وشربة الماء حلماً بعيد المنال، حرمتهم من النوم وأثارت فيهم الرعب.

مشاهد تثير في داخلنا تساؤلات، وفي ذات الوقت تضع إجابات يقينية عن تساؤلات مطروحة منذ عقود أمام من يهمهم الأمر. كل متابع لديه تساؤلاته عن مصير من فقد أهله وذويه، وكيف سيستكمل رحلة الحياة من فقدَ أعضاء من جسمه أو خرج من الحرب بعجز كلي أو جزئي، وما الذي سيحكيه من سينجون من هذه الحرب لأولادهم مستقبلاً إن لم يشهدوا حروباً قادمة أشد وطأة؟
السؤال الذي يتكرر منذ عقود بلا إجابة حاسمة هو: ما السر وراء تزايد موجات العنف والتطرف والإرهاب والكراهية؟ حرب غزة اليوم أجابت بوضوح؛ الأطفال الذين يعيشون هذا الرعب ونراهم على الشاشات يرتجفون خوفاً وهلعاً ربما لن يكونوا دعاة سلام، ليس ذنبهم إن كرهوا الآخر، رافضين لوجوده، متخذين العنف وسيلة للرد على من شردهم وقتل أهلهم واغتال براءتهم وسلب منهم إنسانيتهم.
الأمين العام للأمم المتحدة وصف الوضع في غزة ب «مقبرة الأطفال»، وغيره من ساسة وزعماء العالم وصفوه بالكارثي، فكيف سيكون إحساس من يعيشون في قلب الجحيم، وكيف سيكون إحساس الطفل الذي وجد نفسه طرفاً في حرب لا يستوعب شيئاً عنها، ولا يدرك طبيعة الأسلحة المستخدمة فيها؟ حرب جعلت من الصغار كباراً من هول ما يعيشون، ومشاهد الأشلاء والجثث والدماء تسرق منهم براءتهم والنار التي تحاصرهم وتدفع أهاليهم للهروب بهم إلى مناطق ينشدون فيها أماناً غير موجود.
بالأرقام، الأطفال هم أصحاب النصيب الأكبر من القتل والإصابة، وكأنهم المستهدفون إذ سقط منهم الآلاف، وكأنها حرب للقضاء على المستقبل أكثر من استهدافها للحاضر. في 20 من الشهر الجاري سيحتفل العالم باليوم العالمي للطفولة، ولا ندري أي طفولة سيحتفلون بها ونحن نراها هدفاً للمتصارعين والمتحاربين في أرجاء الدنيا، وما هو وضع أطفال غزة خلال هذا الاحتفال؟ الإجابة عند الأمم المتحدة ومنظماتها المعنية بالطفولة والتي تعي أن ما يتعرض له الصغار في غزة يعجز عن احتماله الكبار في العالم بأسره.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

ما يشربه أطفالنا مهم..هذه نصحية خبيرة طبية حول السوائل التي يجب تجنبها

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كثيرًا ما يفكر الآباء في توفير الأطعمة الأكثر صحة لأطفالهم. ولكن ماذا عن المشروبات التي يجب عليهم تناولها؟ 

أوصت أربع منظمات وطنية رائدة في مجال الصحة والتغذية بالتفكير في مقدار  المشروبات التي يستهلكها هؤلاء.

ولتوضيح هذه التوصيات، تَحدّثنا مع الدكتورة لينا وين، الخبيرة الطبية لدى CNN، وطبيبة الطوارئ المعتمدة من مجلس التخصصات الطبية، وأستاذة السياسة الصحية والإدارة بكلية معهد ميلكن للصحة العامة في جامعة جورج واشنطن. وشغلت وين سابقًا منصب مفوضة الصحة في بالتيمور.

CNN: ما سبب أهمية الانتباه لما يشربه أطفالنا؟

الدكتورة لينا وين: من المهم أن يحصل الأطفال على غالبية سعراتهم الحرارية من مواد مغذية بدلاً ممّا يُشار إليه بالسعرات الحرارية الفارغة التي لا تتمتع بقيمة غذائية. 

علاوةً على ذلك، يعاني ما يقرب من واحد من كل 5 أطفال ومراهقين من السمنة، وفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC).

يُعتبر اتباع نظام غذائي صحي أمر أساسي للحد من السمنة وعواقبها الصحية العديدة، مثل مرض السكري وأمراض القلب. 

ويرتبط استهلاك المشروبات الغازية المليئة بالسكر وغيرها من المشروبات المحلاة بشكل وثيق بزيادة الوزن والسمنة، كما تساهم هذه المشروبات في تسوس الأسنان.

يُعد ما يشربه الأطفال عنصر أساسي في نظامهم الغذائي العام، لذا من الضروري أن يكون الآباء على دراية بالمنتجات الصحية والموصى بها، فضلًا عن ما يجب تجنبه.

CNN: ما مقدار السوائل التي يجب أن يشربها أطفال المدارس يوميًا؟

الدكتورة لينا وين: تعتمد احتياجات الترطيب على العمر. 

ووفقًا للجنة الخبراء، يجب أن يشرب الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و8 سنوات حوالي 40 أونصة من السوائل يوميًا، أي ما يعادل 5 أكواب تقريبًا. 

أمّا الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عامًا، فيجب أن يشربوا ما بين 54 و61 أونصة، أي ما يعادل حوالي 7 أكواب تقريبًا، بينما يجب على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و18 عامًا شرب ما بين 61 و88 أونصة، أي ما يعادل بين 7 و11 كوبًا. 

وهذه تقديرات عامّة لأن احتياجات الترطيب الإجمالية تختلف باختلاف حجم الطفل، ومستوى نشاطه البدني، والمناخ الذي يعيش فيه.

CNN: ما رأي الخبراء في الحليب والعصائر؟

الدكتورة لينا وين: دعونا نتطرّق إلى هذه الأمور بشكلٍ منفصل. 

يوصي الخبراء بشرب الحليب المبستر العادي، بكمية تصل إلى 20 أونصة يوميًا للأطفال بين سن الخامسة والثامنة، و24 أونصة من السوائل يوميًا للأطفال الأكبر سنًا. 

يجدر بالذكر أنّ الحليب المُحلى والمنكّه (حليب الشوكولاتة، وحليب الفراولة، وغيره) غير مُوصى به نظرًا لاحتوائه على كميات كبيرة من السكريات المضافة لكل حصة.

يُعتبر الحد الأقصى أقل بكثير بالنسبة للعصائر. 

مقالات مشابهة

  • ما يشربه أطفالنا مهم..هذه نصحية خبيرة طبية حول السوائل التي يجب تجنبها
  • عقر 10 أطفال.. المباحث تقضي على كلب مسعور في المنوفية
  • «يونيسف»: أطفال فلسطين يعيشون في خوف ويفتقدون الحماية
  • يونيسيف: أطفال فلسطين يواجهون أوضاعًا مقلقة للغاية
  • يونيسيف: أطفال فلسطين يواجهون أوضاعا مقلقة للغاية
  • السؤال الذي يعرف الغرب الإجابة عنه مسبقا
  • «أطفال الشارقة»: ترسيخ الهوية الوطنية
  • تكريم أطفال «نور القرآن» في رأس الخيمة
  • تحذير جديد من يونيسف: أطفال السودان يواجهون كارثة إنسانية غير مسبوقة 
  • أطفال الإمارات.. حماة التراث