لبنان ٢٤:
2025-02-08@10:44:29 GMT

لا تبديل في المعادلة الميدانية جنوبا

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

لا تبديل في المعادلة الميدانية جنوبا

لم يخرج الوضع اللبناني عن أطر المعادلة الميدانيّة والسياسيّة التي تحكم الوضع في الجنوب حيث تتّسع رقعة المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل بشكل متدرّج أخيراً ولو لم تصل إلى حدود التهديد بمواجهة شاملة بعد، وذلك على وقع مقرّرات القمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض التي شكّلت أوسع إدانة للمجازر الإسرائيلية في غزة من مجموعة كبيرة من الدول واتخاذ مجموعة قرارات متشددة وحازمة لوقف هذه المجازر وفرض فك الحصار عن القطاع وفتح الممرات الإنسانية والمطالبة بوقف تزويد إسرائيل بالأسلحة إلى سواها من مقرّرات.



وكتبت" النهار": أنّ الكلمة الثانية التي ألقاها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بدت بمثابة تثبيت واستكمال لمعادلة المشاغلة والمساندة التي أعلنها في كلمته الأولى وهذه المرّة تحت عنوان أنّ "الكلمة والقرار للميدان في معركة مراكمة الإنجازات" الأمر الذي يعني المضيّ في الواقع الميداني السائد الذي أسهب نصرالله في تحديد نوعية التصعيد في المواجهة ان في السلاح أو في العمق أو في الكثافة القتاليّة. وثمّة انطباعات أنّ الكلمة التي جاءت متزامنة تماماً على وقع القمّة العربيّة الإسلامية انطوت على نهج واضح يوحي باستمرار المواجهة جنوباً على النحو الذي طبع الأيام الأخيرة في انتظار الاختبار المقبل الذي تحدّده التطوّرات في غزة. فلا تراجع في المواجهة بل تدرّج حذر يرتبط بالعمليّة الديبلوماسية الحارّة التي لا بدّ أن تتحدّد معالمها بعد القمّة وتأثيرها على مجريات الحرب في غزة.

وكتبت" الجمهورية": سجّلت حركة اتّصالات مكثّفة في الساعات الاخيرة لاحتواء التدهور ومنع انزلاقه اكثر. واعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أننا «مَرّرنا رسائل لإيران وللبنان حتى لا ينزلق الأخير نحو الصراع».

وكشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» انّ قيادة قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب اللبناني كثفت اتصالاتها مع الجانبين اللبناني والإسرائيلي مشدّدة على ضبط النّفس ومؤكدة على مسؤولية كل الاطراف في خَلق مناخات تُجنّب منطقة الحدود خطر الانزلاق الى مواجهات».
وبحسب المصادر فإنّ ضابطا كبيرا في «اليونيفيل» أبلغ نواباً من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب التقوا به نهار امس، مَخاوفه من التوترات المتزايدة على حدود لبنان الجنوبية، التي تبدو أنها ساحة حرب.
وأكد الضابط عينه انّ هذه التطورات توجِب على كل الاطراف احترام القرار 1701، وقال ما مفاده «انه نظر بارتياح لخطاب امين عام «حزب الله» (لجهة عدم التصعيد وتوسيع الحرب)، ونحن مرتاحون للتعاون الوثيق والتنسيق مع الجيش اللبناني، لكن الوضع بشكل عام على جانبي الحدود دقيق جداً وتعتريه مخاطر مشهودة، وباتت المواجهات تتوسّع على نحوٍ لا يبعث على الاطمئنان، ونحن نتواصل مع كل الاطراف لمنع أيّ احتكاكات من شأنها أن تخلق واقعاً تصعب السيطرة عليه».

اضافت «الجمهورية» انّ جهات ديبلوماسية غربية نقلت الى مسؤولين لبنانيين مخاوفها من توسّع رقعة الحرب. وشدّدت على إبقاء لبنان خارج دائرة الصراع، وثَني «حزب الله» عن اي محاولة لتصعيد المواجهة مع اسرائيل. وكشفت ان هذه المخاوف، اضافة الى الرغبة في عدم تمدد الحرب الى لبنان، تتشارَك فيها الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية.
وبحسب مصادر المعلومات الموثوقة فإنّ الجهات الديبلوماسيّة الغربية صرّحت بأنّ ارتفاع وتيرة الأعمال الحربية في منطقة الحدود يرجَح كفة التصعيد، ويهدد المساعي الرامية الى عدم توسيع دائرة الصراع. ولفتت الى انّ الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً جدية على اسرائيل، لعدم فتح باب الحرب على جبهة لبنان. فإسرائيل بمستوياتها السياسية والعسكرية، ومع تزايد العمليات العسكرية التي ينفذها «حزب الله»، ناقشَت إمكان ان توسّع ردّها على الاستهداف المتزايد لحدودها الشمالية، بأن تُبادر الى فتح معركة ضد «حزب الله» تكون هي صاحبة اليد العليا فيها. وهو الامر الذي عارَضته الولايات المتحدة التي لا ترغب في توسّع الحرب وتخطّيها ميدان غزة. واكدت على حق اسرائيل في الردّ على «حزب الله»، ولكن على أن تتوخى الحذر، وتجنّب أي خطأ للجيش الإسرائيلي في لبنان من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب أكبر بكثير.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله ة التی

إقرأ أيضاً:

ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)

سألني كثيرون عن عدم ذكر شرائح مجتمعية مهمة كان لها إسهام كبير في هزيمة مشروع حميدتي الانقلابي.

لكن القائمة التي أوردتها لم تكن حصرية لمصادر القوة الخفية الناعمة في الدولة السودانية، بل كانت مجرد نماذج، دون أن يعني ذلك امتيازها على الآخرين.

بدأت أشعر بالقلق من أن معارك جديدة ستنشب بعد الحرب الحالية، محورها: من صنع النصر؟ ومن كانت له اليد العليا فيه؟!
لا شك أن هناك من لعبوا أدوارًا مركزية في هزيمة مشروع الميليشيا بعيدًا عن الأضواء، وسيأتي ذكرهم في يوم ما.

بعض الأصدقاء والقراء لاموني على عدم ذكر مشاركة السلفيين وجماعة أنصار السنة، وآخرون تساءلوا عن عدم الإشارة إلى دور الشعراء وكبار المغنيين، مثل الرمز والقامة عاطف السماني.
أما اللوم الأكبر فجاء من عدد كبير من القراء، بسبب عدم التطرق لدور الإعلاميين، لا سيما في الفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي.

نعم، لم تكن الحرب التي اندلعت في السودان يوم 15 أبريل 2023 مجرد مواجهة عسكرية تقليدية بين جيش نظامي ومجموعة متمردة، بل كانت حربًا شاملة استهدفت الدولة والمجتمع معًا.
فبينما كانت الرصاصات والقذائف تحصد الأرواح، كانت هناك معركة أخرى، لا تقل ضراوة، تدور في ميدان الوعي والمعلومات، حيث لعب الإعلام الوطني الحر دورًا محوريًا في التصدي لهذا المشروع الغاشم.

في بدايات الحرب، أصيبت مؤسسات الدولة بالشلل، وغابت الأجهزة التنفيذية والإعلام الرسمي.
أما القوات المسلحة، فكانت محاصرة بين الهجمات الغادرة ومحاولات التمرد فرض واقع جديد بقوة السلاح.

وفي تلك اللحظة الحرجة، برز الإعلام كسلاح أمضى وأشد فتكًا من المدافع، يخوض معركة الوعي ضد التزييف والخداع، ويقاتل بالحجة والمنطق لكشف الحقائق ودحض الأكاذيب.
راهن المتمردون ومناصروهم على التلاعب بالسردية الإعلامية، فملأوا الفضاء الرقمي بالدعاية والتضليل، محاولين قلب الحقائق وتقديم أنفسهم كقوة منتصرة تحمل رسالة الحرية والديمقراطية.

لكن الإعلام الوطني الحر كان لهم بالمرصاد، فكشف فظائعهم، وفضح انتهاكاتهم، وعرّى أكاذيبهم.
لم تعد جرائمهم مجرد روايات ظنية مبعثرة، بل حقائق موثقة بالصوت والصورة، شاهدة على مشروعهم القائم على النهب والدمار وإشاعة الفوضى.

لم يكتفِ الإعلام بتعرية التمرد، بل حمل لواء المقاومة الشعبية، فكان منبرًا لتحفيز السودانيين على الصمود، وحشد الطاقات، وبث روح الأمل.

اجتهد الإعلام الوطني في رفع معنويات الجيش، مؤكدًا أن هذه ليست نهاية السودان، وأن القوات المسلحة ستنهض مهما تكالبت عليها المحن، وأن الشعب ليس متفرجًا، بل شريك أصيل في الدفاع عن وطنه.
لم يكن هذا مجرد تفاعل إعلامي عابر، بل كان إعادة تشكيل للوعي الجمعي، وصناعة رأي عام مقاوم يحمي السودان من السقوط في مستنقع الفوضى.

ومع مرور الوقت، استعاد الجيش أنفاسه، وعاد أكثر تنظيمًا وقوة، والتحم بالمقاومة الشعبية التي بشّر بها الإعلام.

وهكذا، تحولت الحرب من مواجهة بين جيش ومتمردين إلى معركة وطنية كبرى ضد مشروع تدميري عابر للحدود.

لقد أثبت الإعلام الوطني أن الكلمة الصادقة، حين تكون في معركة عادلة، تملك من القوة ما يعادل ألف طلقة، وأن الوعي، حين يُدار بذكاء وصدق، يصبح درعًا لا يخترقه التضليل، وسيفًا يقطع أوهام الباطل من جذورها.

هكذا انتصر السودان في معركة الوعي، وهكذا هُزم التمرد قبل أن يُهزم في ميادين القتال.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أبرز القضايا التي ناقشها الشرع مع ميقاتي.. ما قصة النازحين والودائع؟
  • موفدة أميركية تؤكد من بيروت رفض مشاركة حزب الله في الحكومة اللبنانية  
  • ما الذي كشفه غالانت عن خطة هجوم البيجر وتداعيات الحرب في غزة؟
  • الرئيس اللبناني يؤكد ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها
  • «جالانت» يكشف أكبر خطأ أمني في الحرب على لبنان: أمريكا رفضت بشكل قاطع
  • أمنياً.. ما الذي أضعف حزب الله؟
  • حزب الله يبالغ في توظيف التحرك جنوبا؟
  • ضياء الدين بلال يكتب: القوة الخفية التي هزمت حميدتي (2-2)
  • وزير الدفاع الأمريكي: سنجهز إسرائيل بالذخائر التي لم تُمنح لها سابقًا
  • بعد مرور 70 يوما علي الاتفاق.. هل يتخلي حزب الله اللبناني عن سلاحه؟