عدنا للعصور القديمة.. غياب مستلزمات الدورة الشهرية تعمق معاناة نساء غزة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
يضاعف نقص المياه الحاد في غزة معاناة النساء في ظل غياب منتجات النظافة الصحية الخاصة بالدورة الشهرية ما يهدد بمضاعفات صحية بدنية ونفسية خطيرة على المدى البعيد خاصة للفتيات في سن مبكرة.
وتقول منظمة "هيومن رايتس ووتش" إن الأسر في القطاع تقوم بتقنين المياه لأن إسرائيل قطعت إمدادات المياه والكهرباء عن المدنيين، ووفقا للأمم المتحدة، لا يصل سوى جزء صغير من المياه التي توفرها إسرائيل، وإلى جنوب غزة فقط.
ونقل تقرير للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة "IPPF" معاناة للنساء، وخاصة الفتيات، بسبب النقص الحاد في منتجات النظافة الصحية الخاصة بالدورة الشهرية، والتهابات المسالك البولية بالإضافة إلى الأمراض المنقولة جنسيا مع القليل من العلاج الطبي المتاح في الملاجئ شديدة الاكتظاظ.
اضطرابات في الدورة الشهريةوتقول وفاء أبو حشيش، وهي عاملة صحية في غزة لمعدي التقرير إن بعض الفتيات والنساء أبلغن عن اضطرابات في الدورة الشهرية.
وذكر تقرير من شبكة "سي إن إن" الأميركية أن مئات الآلاف من النساء في غزة يواجهن أزمة صحية يائسة، منذ أن أدى الحصار الإسرائيلي الكامل للقطاع إلى تقليص الإمدادات الخاصة بالدورة الشهرية، فضلا عن الضروريات الأساسية مثل مياه الشرب والغذاء.
وقالت بشير، 32 عاما، للشبكة الأميركية "تحتاج النساء إلى منتجات صحية، وإلى مناشف صحية، ومسكنات للألم".
وأضافت بشير، التي اكتفت الشبكة بذكر اسمها الأول فقط، أن "معظم الصيدليات توقفت عن العمل. حتى الحبوب التي تستخدمها النساء لوقف الدورة الشهرية لم تعد كافية".
وأضافت "لقد بدأنا في الرجوع إلى العصور القديمة، حيث تستخدم النساء قطعا من القماش خلال الدورة الشهرية. لا يمكن للمرأة أن تعيش دورتها الشهرية في هذا الوضع".
وقالت أمل للشبكة، وهي من السكان الذين نزحوا إلى خان يونس، إنها سمعت عن العديد من النساء اللائي يستخدمن حبوب منع الحمل إما لوقف أو تقليل تدفق الدم أثناء الحيض. وأضافت أن من لا يفعلن ذلك يستخدمن "الأساليب القديمة والملابس التي يتم غسلها".
تعفنات وعدوىويشير تقرير الشبكة إلى أن ظروفا مثل هذه يمكن أن تسبب انتشار الأمراض، إذ يمكن أن يؤدي الافتقار إلى المراحيض النظيفة والآمنة، وانخفاض الوصول إلى المياه الجارية والخصوصية إلى انتشار العدوى، بما في ذلك مرض القلاع و"التهاب الكبد بي" ومتلازمة الصدمة التسممية، حسبما قال العديد من عمال الإغاثة للشبكة.
وحذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" من أن عدم قدرة النساء والفتيات الحصول على المياه ومعدات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية قد يؤدي إلى حالات عدوى خطيرة منها "التهاب الكبد بي" والعدوى الفطرية (المهبلية).
وتواجه النساء والفتيات في الملاجئ صعوبة خاصة في الوصول إلى الإمدادات والمرافق، وقد يؤدي نقص الوعي حول صحة الدورة الشهرية، خاصة بين الرجال والفتيان، إلى تفاقم الصعوبات التي يواجهنها، بحسب المنظمة.
تأثير نفسي أكبر على الفتياتيقول الدكتور الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، إن النساء وخاصة الفتيات تحتجن أثناء الدورة الشهرية، إضافة إلى الفوط الصحية، مستلزمات أخرى مثل مياه نظيفة وألبسة داخلية نظيفة ومراكز صحية تنقلن إليها في حال حصلت أعراض قوية للدورة"، وهي كلها أمور غير متوفرة في غزة.
ويشير حمضي في حديث لموقع "الحرة" إلى أن "عدم تغيير الفوط الصحية كل أربع ساعات يؤدي إلى العدوى وتعفن وبكتيريا تنتقل إلى الجهاز التناسلي أو الجهاز البولي للفتاة، ما يؤدي إلى التهابات أخرى أو مضاعفات خطيرة".
ويقول الحمضي إن التأثير يكون أكبر على الفتيات، لأنهن لا يعرفن كيف يتصرفن عند الدورة الشهرية، كما يكون التأثير النفسي أكبر في ظل غياب الخصوصية في أوضاع غزة الحالية.
وعن لجوء بعض النساء لحبوب منع الحمل لتأخير الدورة الشهرية، يرى حمضي إن ذلك قد لا يطرح مشاكل صحية كبيرة للنساء، لكنه قد يكون مؤذيا للفتيات لأن "الجهاز التناسلي في طور البناء".
وفي أواخر أكتوبر الماضي، أعربت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، عن بالغ قلقها على حياة النساء والفتيات مع استمرار التصعيد في قطاع غزة وإسرائيل، معتبرة ما يحدث "أزمة عميقة" لم تشهدها المنطقة منذ عقود.
وفي حوار مع موقع الأمم المتحدة أشارت نائبة المديرة التنفيذية للهيئة الأممية، سارة هندريكس، إلى "التأثير غير المتناسب" للصراع على النساء والفتيات، مشددة على أهمية إدراك وتحديد "الاحتياجات ونقاط الضعف الخاصة والملحة للنساء ومعالجتها".
وأكدت على ضرورة دعم النساء والفتيات للوصول إلى المأوى الآمن، والحصول على الحماية، والرعاية الصحية للأمهات، مشددة على أن الاحتياجات الأساسية بما فيها المياه والصرف الصحي والغذاء والوقود، أمور بالغة الأهمية لبقاء النساء والفتيات ورفاههن، كما جددت الدعوة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن فوراً.
في ظل "الأزمة العميقة".. تحذير أممي يخص نساء وفتيات غزة أعربت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، عن بالغ قلقها على حياة النساء والفتيات مع استمرار التصعيد في قطاع غزة وإسرائيل، معتبرة ما يحدث "أزمة عميقة" لم تشهدها المنطقة منذ عقود.وتقصف إسرائيل بشكل مكثف قطاع غزة المحاصر وباشرت قواتها، منذ 27 نوفمبر، عملية برية في شماله، وتدور منذ أيام اشتباكات عنيفة بين الجيش الإسرائيلي وحماس في قلب غزة، وفق بيانات الجيش. وتعهدت إسرائيل منذ اليوم الأول للحرب "سحق" حماس.
وتأتي العملية الإسرائيلية ردا على هجوم حماس الدامي على أراض إسرائيلية في 7 أكتوبر. وقتل منذ تنفيذ الهجوم ما لا يقل عن 1200 شخص في إسرائيل، وفق حصيلة محدثة للسلطات الإسرائيلية، معظمهم مدنيون سقطوا في اليوم الأول لهجوم حماس غير المسبوق منذ قيام الدولة العبرية عام 1948. كذلك، خُطِف 239 شخصا من إسرائيليين وأجانب ونُقلوا إلى داخل غزة.
وفي قطاع غزة، قتل أكثر من 11078 شخص بينهم أكثر من 4506 أطفال، حسب آخر حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: النساء والفتیات الدورة الشهریة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحت غطاء جمعية وهميةفي صور.. استغل نساء لجمع التبرعات
أعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي في بلاغ أنّه "في إطار العمل المستمرّ الذي تقوم به قوى الأمن الداخلي لمكافحة الجرائم بمختلف أنواعها على جميع الأراضي اللّبنانية، توافرت معلومات لدى مفرزة استقصاء الجنوب في وحدة الدّرك الإقليمي عن قيام مجموعة من النّساء بجمع التبرّعات باسم جمعيّة وهميّة، من دون أيّ ترخيص من الجهات المعنية، لدعم الأطفال المُصابين بمرض السّرطان، في محيط مدينة صور. بنتيجة التحرّيّات والاستقصاءات المكثّفة التي قامت بها المفرزة، تمّ رصدهنّ، بتاريخ 14-1-2025، وهنّ يحملن صناديق عليها صور أطفال مرضى، وذلك على الطّريق الممتدّة من محلّة القاسمية وصولاً إلى قدموس- العبّاسيّة".
أضاف البلاغ:" بالتّحقيق معهنّ، تبيّن أنهنّ يقمن بجمع الأموال من المارّة على الطّرقات، مقابل تقاضي كلّ واحدة منهنّ مبلغ /25/ دولارًا أميركيًّا كبدل عمل يومي، بحيث يتمّ تسليم الأموال التي يجمعنها إلى شخصٍ يوهمهنّ بترؤسه جمعيّة لدعم الأطفال المصابين بمرض السّرطان، ويُدعى:
ع. ج. (من مواليد عام 1988، لبناني)، الذي تمّ توقيفه بعد استدراجه من قبل مفرزة الاستقصاء المذكورة.
بالتّحقيق مع الأخير من قبل مفرزة صيدا القضائيّة في وحدة الشّرطة القضائيّة، اعترف أنّه نشر على "WhatsApp" إعلانًا عن حاجته لموظفات لجمع تبرّعات لجمعيّة يرأسها، تُعنى بالأطفال المصابين بمرض السّرطان، وأوهم الفتيات اللواتي حضرن للعمل بترؤسه لهذه الجمعيّة".
ختم:" أوقف (ع. ج.) وتُرِكَت الفتيات لقاء سندات إقامة، عملًا بإشارة القضاء المختصّ".