عربي21:
2025-03-04@10:45:02 GMT

تأثيرات الحرب داخل الأردن

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

لا يختلف أحد في الأردن على أن الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية تركت أثرا حادا على الصعيد الأردني الداخلي، والأدلة على ذلك كثيرة، وعلى مستويات مختلفة شعبية وغير شعبية.

اللافت للانتباه هنا مثلا حالة اختفاء الناس وسياراتهم من مساءات عمان مثلا، فالكل يعود إلى بيته، ويختصر مشاويره، ربما بسبب الحالة المعنوية أو رغبة بمتابعة الأخبار، أو حتى بسبب الأثر النفسي المؤلم للجرائم الإسرائيلية، وأحيانا بسبب حالة تعقيدات الحالة الاقتصادية.

 

لا شيء يعادل دم الشهداء، حتى لا نضع دم الشهداء وأضرار أهل غزة على حياتهم وعائلاتهم واقتصادهم واستقرارهم، وممتلكاتهم، وتأثر شعوب جوار فلسطين، مثلا، في كفة ثانية، لأن الفرق كبير جدا، لكننا نتحدث عن الأثر المباشر الذي يثبت أولا وأخيرا مستويات الترابط بين الأردنيين، وقضية فلسطين، والترابط هنا كما هو معروف لا يأتي من باب التضامن، فهذه كما أشير دائما ثنائية التاريخ والجغرافيا، وشهادات الدم المبارك في القدس.

على المستوى الاقتصادي يقول مسؤولون إن حجوزات الطيران والسياحة والفنادق انخفضت الى حد كبير، وبنسب ربما تتجاوز النصف، وهذا سبب تحول منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة غير جاذبة للسياحة في هذه الظروف، مما يؤثر على هذه القطاعات والعاملين فيها، مثلما أن أغلب الناس انفضوا عن كثير من عاداتهم مثل ارتياد المطاعم والمقاهي، وحتى بعض حفلات الزفاف أو الخطبة تم تأجيلها، احتراما لدماء الشهداء في غزة، وانخفاض المبيعات أو تراجعها كليا، أو جزئيا في بعض القطاعات، وهذا له أثر اقتصادي مباشر يصل حد تحصيلات الخزينة من الضرائب، في الربع الأخير من هذا العام، الربع الأكثر حساسية في كل عام.

كثرة أيضا قامت بتأجيل وجدولة مشاريعها الشخصية، من قرض السيارة إلى قرض الشقة، بسبب مشاعر عدم اليقين حول هذه الحرب وإمكانات توسعها في كل المنطقة، إضافة إلى حبس الناس لأي سيولة متوفرة بأيديهم قليلة أو كبيرة، تحوطا من المستقبل، بما يعني أن الحرب دخلت فعليا بتأثيراتها كل بيت أردني خصوصا، أن حلقات الاقتصاد مترابطة، وكل قطاع يتضرر أو يتراجع يؤثر على بقية القطاعات، وعلى العاملين في هذه القطاعات.

نحن نتحدث عن الدم في غزة، وفي المقابل نتحدث عن تأثيرات مختلفة تشمل دول المنطقة، يبدو فيها الدم أغلى وأقدس في كل الأحوال، لكننا نحلل مشهدا داخليا نراه بكل تفاصيله.

هذه الحالة لا يبدو أنها ستتوقف، فالأثر النفسي والمعنوي أيضا واضح، إذ إننا أيضا أمام أجيال جديدة تم إنعاش وطنيتها بهذه الحرب الإجرامية، وبتتبع أخبار فلسطين التي تم تغييبها خلال آخر عقدين، أو إضعاف حضورها في حياة الناس، وليس أدل على ذلك من التصنيفات الداخلية لمن هو العدو ومن هو الصديق، ومن يمثل البطولة، أو الخذلان، إضافة إلى أن هذه المذابح التي يتعرض لها الأبرياء لم تترك حتى الأطفال في الأردن من التأثر الشديد والمباشر بكل هذا الضخ الإعلامي، والصور، والفيديوهات، ونحن أمام أجيال تم شحنها ضد إسرائيل، بشكل عنيف جدا، مما يولد بيننا جيلا يرث تعريفات إسرائيل الحقيقية بعيدا عن عناوين ما يسمّى السلام، وعملية السلام، وحل الدولتين، وغير ذلك، والمؤكد أن الصورة في غزة تصنع جيلا غاضبا، وليس جيلا خائفا من إسرائيل، وليس أدل على ذلك من الأجيال التي تورث الغضب على إسرائيل في كل فلسطين، حيث لا جيل يأتي ليبيع فلسطين، بسبب كلفة مقاومة الاحتلال، وهذا يعني أن أهداف الردع النفسي لدى إسرائيل لا تتحقق أبدا، بل يحدث العكس.

المجتمع الأردني بكل تعبيراته يشعر أيضا بالفخر إزاء الوقوف في وجه إسرائيل، وبالبطولة الفذة التي نراها، وهذا يعني من حيث الأثر غير المباشر صناعة نماذج وقدوات تستبدل نماذج وقدوات تم فرضها على أجندة الأطفال والشباب، والتأثيرات التربوية يمكن الاستفتاء حولها في المدارس والجامعات مثلا، ولن تكون النتائج غريبة، لأن المدرسين في المدارس، والأكاديميين يحكون لمن يثقون عن حالة الغضب الشديد في هذه الأوساط والصحوة تجاه فلسطين بشكل مضاعف، يتفوق على الحالة الاعتيادية التي رأيناها بسبب الاستعصاء والركون.

قد تتوقف الحرب، وقد تتوسع، وتأثيراها في الحالتين في كل بيوت الأردنيين، لكونهم أيضا الأقرب إلى فلسطين، عبر التاريخ.

(الغد الأردنية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحرب غزة الاردن غزة حرب طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

“النقل” تُعلن فرض عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة

المناطق_واس

أعلنت الهيئة العامة للنقل، بدء تطبيق أحكام نظام النقل البري على الطرق، وفق قرار مجلس الوزراء رقم (614) وتاريخ 19 شعبان 1446هـ الموافق 18 فبراير 2025م، المتعلقة بالشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة العربية السعودية.

وتشمل العقوبات غرامات مالية لا تقل عن 10 آلاف ريال وتصل إلى 5 ملايين ريال وحجز الشاحنة الأجنبية المخالفة لمدة لا تقل عن اسبوعين وتصل إلى شهرين، إضافة إلى مصادرة الشاحنة في حال تكرار المخالفة وإبعاد غير السعودي الذي يمارس نشاط النقل بدون ترخيص، مشددة على استمرار جهودها في الرقابة والتفتيش الميداني لضبط المخالفات، واتخاذ الإجراءات اللازمة؛ لضمان بيئة نقل منظمة وآمنة تدعم النمو الاقتصادي، وتسهم في تعزيز كفاءة سلاسل الإمداد، ورفع تنافسية القطاع اللوجستي.

أخبار قد تهمك الأرصاد: حائل ورفحاء الأدنى حرارة على مستوى المملكة اليوم بدرجتين مئويتين 3 مارس 2025 - 11:34 صباحًا وزارة الخارجية: المملكة تدين وتستنكر قرار حكومة الاحتلال الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة 2 مارس 2025 - 9:11 مساءً

وأكدت على جميع الجهات والمؤسسات بعدم التعاقد مع الشاحنات الأجنبية للنقل داخل مدن المملكة أو فيما بينها، واقتصار ذلك على الناقل المحلي المرخص من الهيئة، مبينةً أن عمل الشاحنات الأجنبية يقتصر على نقل البضائع من خارج المملكة إلى مدينة وصول محددة أو نقل البضائع في طريق عودتها إلى الدولة القادمة منها من مدينة الوصول نفسها أو المدن التي تقع على مسار طريق العودة فقط.

ودعت الهيئة جميع الناقلين والشاحنات الأجنبية إلى الالتزام بالأنظمة والتشريعات، والاستفادة من القنوات الرسمية للحصول على التراخيص اللازمة، بما يضمن استمرارية أعمالهم ضمن الإطار النظامي، ويعزز موثوقية قطاع النقل بالمملكة؛ ليكون أكثر كفاءة واستدامة.

مقالات مشابهة

  • واقعة تهز الأردن.. حرق طالب على يد زميليه في المدرسة
  • تفاصيل خطط إسرائيل لبناء جدار بطول 425 كلم على حدود الأردن
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟
  • “النقل” تُعلن فرض عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة
  • صفورية التي كانت تسكن تلال الجليل مثل العصفور.. جزء من هوية فلسطين
  • الأردن يرفض المحاولات التي قد تهدد وحدة السودان عبر الدعوة لتشكيل حكومة موازية
  • الأردن يدين قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • لا حرب دون مصر ولا سلام أيضا
  • رئيس دفاع النواب: فلسطين قضية مصر الأولى التي خاضت من أجلها حروب كثيرة