وادي الشيخ عواد بسانت كاترين.. عودة للحياة البدائية في أحضان الطبيعة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
مدينة سانت كاترين، تعد من أجمل المدن التي تذوب في روحانياتها بمجرد أن تقع عينك عليها، فما أكثر الروحانيات التي تتجلى بها لجميع زوارها ومحبي الهدوء، كما تشتهر بجمال منتجعاتها السياحية، حيث الهدوء والمناظر الطبيعية الخلابة، ومن أهم مناطق سانت كاترين «دير سانت كاترين ووادي الراحة ومقابر النبي هارون» التي تعد ملاذا للسياحة الدينية.
مدينة سانت كاترين، تقصدها جنسيات مختلفة بهدف السياحة الدينية، ويقصدها أيضا الراغبون في متعة الهدوء وحب المغامرة بتسلق الجبال والعودة إلى الطبيعة والحياة البدائية.
ومن الأماكن التي تلجأ إليها هربا من الصخب والبعد عن المدنية وتجربة حياة لم يتسن لك تجربتها، القيام برحلة إلى منطقة "غربة" بوادي الشيخ عواد الذي تم بناؤه على الطراز البيئي البدائي بدون وجود لمظاهر التحضر، ويقصدها السائحون وفئة كبيرة من المصريين الهادفين لتجربة ومغامرة جديدة وخاصة من الشباب.
وقال الشيخ جميل عطية، وهو أيضا من المشرفين على إدارة القرية، «تعمل القرية بدون كهرباء ونستبدلها بالشموع مع عدم توافر شبكات الاتصالات من أي نوع بتلك المنطقة مما يجعلها بؤرة هدوء وعودة إلى الماضي الذي طالما تمنى الكثيرون الرجوع إليه».
وأشار جميل، إلى أن المنطقة تشتهر بالصحاري الشاسعة المتنوعة التي تذخر بمجموعة من السلاسل الجبلية التي تصلح لهواة التسلق والتمتع بالوقوف على سفوحها، ومنها جبل البنات وجبل النعجة الذين يصلون إليها سيرا على الأقدام من داخل منتجع «غربة» وبانتهاء الرحلة يعودون مجددا للوادي.
وقال الشيخ جميل، «يبعد وادي الشيخ عواد عن مدينة سانت كاترين حوالي 25 كم وللوصول إليه عن طريق طريقين إحداهما ممهد للوصول له بالسيارة من طريق الطرفة والأخرى سيرا على الأقدام من منطقة أبو سيلا بجوار مدينة سانت كاترين عن طريق الوادي ويبلغ الطريق 7 كم وتم بناء المكان دعما من الاتحاد الأوروبي لصالح بدو قبيلة الجبالية التي تعيش بتلك المنطقة وتشرف عليها محمية سانت كاترين».
وقال جبلي محمود، وهو ينتمي إلى قبيلة الجبالية، ويعمل مرشدًا سياحيًا بسانت كاترين: «يعود مسمى وادي الشيخ عواد لهذا الاسم نظرًا للشيخ عواد الذي كان يقطن تلك البقعة منذ أكثر من 80 سنة وهو تابع لقبيلة الجبالية وكان يتمتع بحب الناس له حيث كان يقصدونه للعلاج الروحاني وعندما توفي دفن في تلك المنطقة واستمر أهالي البدو بمداومة زيارة قبره وسمي الوادي باسمه وادي الشيخ عواد».
وتابع جبلي، بأن دخل المنتجع بالكامل يقسم على أهالي الوادي وهم حوالي 50 أسرة بدوية تابعة لقبيلة الجبالية، وهم من يديرون المكان وتقوم سيدات البدو بعمل المشغولات البدوية ليقوم الأطفال ببيعها للسياح.
كامب يستقبل الشباب الهاربين من الصخب
وقال الشيخ سليمان عبد الرحمن، أحد البدو المشرفين على إدارة القرية «نستقبل السياح من جميع الجنسيات ولكن في الفترة السابقة استقبلنا مجموعات كثيرة من الشباب المصريين من محبي المشي وتسلق الجبال والحياة البدائية والهاربين من صخب المدينة».
جلسات سمر بدوي لزوار الوادي
وأضاف سليمان، «نحن نقدم أشهى الأكلات البدوية والمشويات والشاي البدوي بالحبق المصنوع على الفحم والذي يبغيه ضيوف المكان ونقيم لهم في المساء مجلس سمر يقدم فيه المشروبات وسط أجواء الموسيقى البدوية ثم يتوجهون لغرفهم التي تعتمد على إضاءة الشموع للنوم فأغلب زوارنا من محبي التأمل والاسترخاء والراغبين في البعد لفترة عن الاتصالات وتجربة الحياة بدون كهرباء كما كان يعيش أسلافنا».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جنوب سيناء سانت كاترين مدینة سانت کاترین
إقرأ أيضاً:
«رفح» منطقة منكوبة وغير صالحة للحياة
الثورة / افتكار القاضي
حول الاحتلال الصهيوني محافظة رفح، الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، والتي كانت الملجأ الأخير لسكان قطاع غزة الذين نزحوا اليها قسرا طوال 15 شهرا من حرب الدمار الشامل على القطاع لحين دخول اتفاق وقف النار بغزة حيز التنفيذ على مدى 55 يوما، قبل أن ينقلب المجرم نتنياهو على الاتفاق ويستأنف الحرب الوحشية على القطاع، مركزا هذه المرة على رفح، حيث ينفذ الاجيش الاحتلال منذ أيام عملية برية واسعة في المحافظة الصغيرة، واجبر سكانها والنازحين فيها على النزوح القسري الى خان يونس ومدينة غزة، وحولها إلى مدينة اشباح ومنطقة عسكرية مغلقة، ويسعى لعزلها وفصلها عن بقية مناطق القطاع، بعد أن ارتكب فيها مجازر مروعة خلفت مئات الشهداء والجرحى ودمارًا واسعًا طال كل مناحي الحياة.
تدمير تام للبنية التحتية
محافظة رفح التي تبلغ مساحتها 60 كم² وكان يقطنها نحو 300 ألف نسمة، اضيف اليهم 300 الف اخرين من النازحين او اكثر، باتت غير صالحة للعيش بعد أن دمر الاحتلال أكثر من 90% من منازلها بالكامل، بما يزيد عن 20 ألف بناية تحتوي على أكثر من 50 ألف وحدة سكنية، إلى جانب تدمير 22 بئر مياه من أصل 24، من بينها “بئر كندا” الرئيسي، ما أدى إلى حرمان عشرات الآلاف من العائلات من المياه الصالحة للشرب، وفق مكتب الإعلام الحكومي.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال دمّر نحو 85% من شبكات الصرف الصحي، مما حوّل المدينة إلى بيئة موبوءة مهددة بتفشي الأوبئة، كما تم تجريف نحو 320 كم من الطرق، وتدمير 12 مركزًا صحيًا بشكل كامل، من بينها مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار، ومستشفى الولادة، والمستشفى الإندونيسي.
وعلى الصعيد التعليمي، تعرّضت 8 مدارس للتدمير الكلي، فيما لحقت أضرار جسيمة ببقية المؤسسات التعليمية، كما دُمّر أكثر من 100 مسجد، وأبيدت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، بما في ذلك الأشجار والدفيئات.
مدينة اشباح
وذكرت بلدية رفح أن المدينة “منطقة منكوبة بالكامل”، بعد تهجير عشرات الآلاف من سكانها، وتدمير 30 من أصل 36 مقرًا حكوميًا، منها المقر الرئيسي للبلدية. كما دمّر الاحتلال منطقة بطول 12 كم وعمق يصل إلى 900 متر على الحدود مع مصر، ما أدى إلى محو 90% من الأحياء السكنية، خاصة في أحياء السلام، والبرازيل، والجنينة، ومخيم رفح.
وأدى استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم لأكثر من شهر ساهم في تفاقم الأزمة، حيث منع دخول الوقود اللازم لتشغيل مضخات المياه، وقطع الغيار الضرورية لإصلاح ما تم تدميره.
تهجير قسري
وأجبر الاحتلال الآلاف من أهالي رفح على مغادرة منازلهم ومخيماتهم وأماكن تواجدهم، في رحلة نزوح قسري جديدة، خلال خلال الأيام القلية الماضية، حاملين ما تيسر من متاعهم، بينما تغيب أي وجهة واضحة أو مأوى آمن يستقبلهم .
وتحت وطأة التهديد والمجازر والقصف، وجدت الآلاف من العائلات نفسها مضطرة لمغادرة منازلها، نحو المجهول.
ويروي الكثيرون من الأهالي جزءا من مأساتهم المتجددة وهم يغادرون منازلهم ومخيماتهم بشكل قسري، وهم لا يدرون الى أين سيتجهون ؟ فلا مناطق آمنة يتجهون اليها، ولا أماكن يمكنها ان تأوهيم جنوب او وسط القطاع
نداء استغاثة
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي المجتمع الدولي، وهيئات الأمم المتحدة، والمنظمات الإنسانية، بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، واتخاذ خطوات عاجلة لإنقاذ ما تبقى من المدينة المنكوبة، أبرزها:
-الضغط على الاحتلال للانسحاب من محافظة رفح.
-تأمين ممرات آمنة لإيصال الإغاثة للسكان المحاصرين.
-إرسال بعثات دولية لتقصي الحقائق وتوثيق جرائم الحرب.
واختتم البيان التأكيد على أن رفح لم تُقصف فقط، بل تم تدميرها ومحوها بشكل منهجي يعكس نية الاحتلال في تفريغ الأرض من سكانها وتغيير معالمها الجغرافية والديموغرافية، إلا أن صمود أهلها سيظل شاهدًا على أن إرادة الحياة أقوى من آلة الموت.
ويؤكد خبراء ومحللون أنّ توسيع الاحتلال عمليته المتدحرجة ضمن الحرب المتجددة، يمثل مرحلة جديدة مبنية على ما حققته العملية البرية طيلة أشهر الحرب قبل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في يناير 2025م، من خلال استكمال تدمير ما بقي في رفح وغيرها وفق خطة صهيونية محكمة تهدف الى تمدير مابقي في القطاع بشكل كلي، وفتح باب الهجرة الطوعية لسكان القطاع.