بعد تحشيدات حفتر والدبيبة في الجنوب.. هل ينهار اتفاق وقف إطلاق النار؟
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
تعالت الأصوات في ليبيا مؤخرا تطالب بالتهدئة من كل الأطراف والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار حتى لا تعود البلاد إلى الحروب مرة أخرى، خاصة بعد تصعيد وتحشيد من قبل قوات حفتر والدبيبة في الجنوب الليبي، ما أثار تساؤلا حول عودة الاقتتال والصدام المسلح الآن.
وبعد أحداث مدينة غريان (جنوب غرب طرابلس) والصدام المسلح بين قوات تابعة لحكومة الدبيبة وأخرى موالية للواء الليبي، خليفة حفتر توالت الدعوات من الغرب الليبي بضرورة إحكام السيطرة على المدن القريبة من طرابلس، بل والتوجه نحو الجنوب الليبي للسيطرة عليه.
"تحشيدات حفتر وتجنيد القبائل"
وبعد تحركات ونداءات بضرورة السيطرة على الجنوب الليبي من قبل قوات تابعة لحكومة الدبيبة، أعلن حفتر حالة الطوارئ في قواته، ووجه رؤساء الأركان بزيادة التواجد في الجنوب الليبي وتأمينه واستهداف أي قوة غير قواته تحاول الاقتراب؛ في إشارة لقوات الدبيبة.
من جهتها، حذرت اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 من هذه التصعيدات بين الطرفين، مطالبة بالحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار حتى لا تعود البلاد إلى الاقتتال والحروب وتنسف كل خطوات التقارب ومحاولات توحيد المؤسسة العسكرية.
ومن المعروف أن حفتر يحكم سيطرته على الجنوب الليبي منذ عام ،2019 وبعد فشل عدوانه على العاصمة طرابلس تمركزت قواته هناك وسيطرت على كامل الحدود وطردت أي قوة تتبع الحكومات أو القوات في طرابلس، ما جعل الجنوب الليبي ورقة حفتر الرابحة في أي مفاوضات.
"إطلاق النار هش ولن يصمد"
من جهتها، قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص إن "اللقاءات التي عقدها حفتر مؤخرا مع قبائل الجنوب ليس لها علاقة بالتحركات العسكرية كونها مجرد تنافس بين القبائل على من يكون الأقرب لحفتر".
وأكدت في تصريحات لـ"عربي21" أن "القوات في المنطقة الغربية تحاول منذ فترة الحفاظ على الاستقرار في نطاق الغرب الليبي بمنع أي تحركات أو تجمعات من شأنها التسبّب في إحداث مشاكل أمنية في المستقبل، أما بخصوص لجنة 5+5 العسكرية فهم يعلقون فشلهم في توحيد المؤسسات العسكرية على السياسيين".
وأضافت: "المعروف أن الساسة منقسمون بسبب طموحات العسكريين السياسية والتدخل في الشأن السياسي والتنفيذي، لذا لا نتوقع أي تطور في الملف الأمني، وبخصوص وقف إطلاق النار فهو اتفاق هش وسيستمر بنفس الوتيرة طالما طموح العسكريين في الاستيلاء على السلطة لازال مستمرا"، كما توقعت.
"عودة الحرب مستبعدة"
في حين استبعد عضو اللجنة السياسية بمجلس الدولة في ليبيا، أحمد همومة نشوب حرب في ليبيا كون "أسبابها غير متوفرة الآن، وما يحدث من تحشيد من قبل الطرفين لا يعدو كونه استعراض لمظاهر القوة وتأكيد لصدق التحالفات لكل طرف".
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "كلا الطرفين لا بد وأن يعتمد على شريك أجنبي لتلقي الدعم المادي والسياسي، وفي ظل هذه الظروف المشحونة بالحزن والأسى على ما يحدث في غزة فكل الداعمين الخارجيين لايكترثون للشأن الليبي بقدر متابعتهم لتداعيات حرب غزة على المحيط الإقليمي وبالأخص دولة مصر، لذا كل هذه الظروف تمنع حدوث حرب مجدداً وإن لوح بها البعض لتحقيق أغراض سياسية"،وفق تقديراته.
"تحالف تركي- روسي"
عضو تجمع "فزان" والمحلل السياسي الليبي، وسام عبدالكبير رأى أن "التحركات من قبل القوات التابعة لحكومة الدبيبة جعلت القوات التابعة لحفتر في حالة استنفار، وهو ما أدى إلى تخوف اللجنة العسكرية 5+5 من انهيار وقف إطلاق النار وعودة الاقتتال".
وأشار إلى أن "خطوط وقف إطلاق النار التي تم تحديدها في 2020 يصعب على أي طرف تجاوزها، لأسباب كثيرة أهمها: التقارب الروسي التركي والتفاهم في العديد من الملفات بداية من حرب أوكرانيا وصولا إلى العدوان على غزة، وأي حرب باتجاه الجنوب الغربي في ليبيا لن تخدم سياسات الجانب التركي، حيث أنقرة بمثابة رمانة الميزان في الصراع بين روسيا والغرب"، حسب رأيه.
وتابع: "الظروف الحالية سواء الإقليمية أو الدولية، خاصة توسع حرب غزة ودخول واشنطن على خط الأزمة هناك يجعل خيار عودة الحرب في ليبيا أمر مستعبد الآن"، بحسب تصريحه لـ"عربي21".
"عدم الجاهزية عسكريا"
الصحفي من الجنوب الليبي، موسى تيهوساي قال من جانبه إن "الأمر لا يعدو كونه إعادة رسم حدود النفوذ لكل الأطراف، ولن يتجاوز الدبيبة حدود منطقة "الشويرف" نحو الجنوب أبدا وليس لديه جاهزية لذلك بسبب معاناته داخليا من تصدعات في الأجهزة الأمنية والعسكرية الموالية له بما في ذلك موقف "أسامة جويلي" وقوى أمنية وعسكرية في المنطقة الغربية ككل".
وأضاف لـ"عربي21": "في المقابل لا يريد حفتر العودة لمربع الاصطفاف العسكري من جديد، لأن حسم أي خلاف سياسي لا يمكن أن يكون عسكريا ولن يكرر ما فعله سابقا من هجوم عسكري لنفس الهدف القديم خاصة مع تغير وتطور الظروف الإقليمية والدولية الحالية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية حفتر الدبيبة حفتر الدبيبة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار الجنوب اللیبی فی لیبیا من قبل
إقرأ أيضاً:
وفد إسرائيلي إلى القاهرة ونتنياهو يبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة
يبحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين باجتماع للمجلس الوزاري الأمني المصغر المرحلة الثانية من اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة، بعد الإعلان أمس عن توجه الوفد المفاوض إلى القاهرة بأعقاب زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لإسرائيل.
وأكد مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء أوعز لوفد المفاوضات بالتوجه اليوم إلى القاهرة، لكن لمناقشة استمرار تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة وليس لبدء مناقشات المرحلة الثانية.
وذكر أنه بعد اجتماع الكابينت المقرر عقده في وقت لاحق اليوم سيتلقى فريق المفاوضات توجيهات لمواصلة المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
ضغط أميركيبدورها، ذكرت القناة الـ12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر لم تسمها أن الإدارة الأميركية تسعى خلف الكواليس إلى تحقيق تسوية أوسع، وفق وصفها.
وكشفت المصادر للقناة أن واشنطن ترى أن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في المرحلة الأولى مهم للغاية ولهذا تصر على استمرارها.
وقالت إن وزير الخارجية الأميركي أوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي وكبار المسؤولين الإسرائيليين أن عدم التفاوض ليس خيارا مطروحا على الإطلاق.
وأشارت القناة إلى أن رؤساء الأجهزة الأمنية طلبوا إرسال وفد لمناقشة المرحلة الثانية لكن نتنياهو رفض ذلك بذريعة أن الوقت لم يحن بعد.
إعلانوأضافت أن نتنياهو تراجع تحت الضغط وقرر إرسال وفد، لكنه استبعد رئيسي الموساد والشاباك، ومنح الوفد المتوجه للقاهرة صلاحيات محدودة لا تشمل المرحلة الثانية.
وذكرت أن التقديرات تشير إلى اجتماع رفيع المستوى في قطر خلال الأيام المقبلة لبدء النقاش بشأن المرحلة الثانية.
كما قال المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف أمس إنه يعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة صامد، وأضاف أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ بالتأكيد هذا الأسبوع في مكان سيحدد لاحقا.
نتنياهو ينفي
في المقابل وصف مكتب رئيس الوزراء ما ذكرته القناة الـ12 بالأخبار الكاذبة.
ونفى المكتب -في بيان- وجود أي ضغط أميركي من روبيو أو المبعوث ستيف ويتكوف لإرسال الوفد إلى المفاوضات بشأن المرحلة الثانية.
وأكد مكتب نتنياهو أن الحديث عن المرحلة الثانية يتعلق باليوم التالي الذي سيقوده المستوى السياسي.
موقف حماسبدورها، حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات خروقه لتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى، ولا سيما البروتوكول الإنساني منه.
ولفتت الحركة إلى أن "تلكؤ الاحتلال في البدء بمفاوضات المرحلة الثانية يكشف نية نتنياهو عرقلة الاتفاق وسعيه للعودة إلى العدوان".
وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، ويتم خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية، والتفاوض لبدء المرحلتين الثانية والثالثة، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على بدء التفاوض على المرحلة الثانية بعد مرور 16 يوما على سريان المرحلة الأولى، أي في الثالث من فبراير/شباط الجاري، لكن نتنياهو أجّل إرسال وفده التفاوضي للدوحة بعد لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الرابع من الشهر نفسه، وبعث وفدا فنيا غير مخول بالتفاوض حول المرحلة الثانية من الاتفاق.
إعلان