منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة بداية شهر أكتوبر الماضي بدأ تداول مذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما من جديد والتي صدرت في عام 2020 وبخاصة الجزء الذي تحدث فيه عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وذكر القضية تحت عنوان «أرض الميعاد»، حيث تحدث عن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، باعتباره يمينيًا ومتعصبًا وأنه ورث إخلاص والده للدفاع عن إسرائيل، وبرر لنفسه أشياء عديدة من شأنها بقاؤه فى الحكم، من منطلق رؤيته لنفسه كأنه كبير المدافعين عن اليهود.


 

وقال أوباما بمذكراته، إن رام إيمانويل السياسي الأمريكي في عام 2009، أكد له بأنه لن يتمكت من إحراز تقدم فى عملية السلام؛ لصعوبة الأمر عندما يأتي الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلى من خلفيات سياسية مختلفة، و"رام" كان عمدة شيكاغو وعضوًا بارزًا في الحزب الديمقراطي، كما كان لفترة وجيزة متطوعًا مدنيًا فى الجيش الإسرائيلي وجلس فى الصف الأول فى مفاوضات أوسلو، ونصح أوباما باستئناف محادثات السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وأكد أيضًا لأوباما أنه كلما قضى مزيدًا من الوقت مع نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس، كلما فهم السبب.

وصف أوباما نتنياهو في مذكراته إنه كان ذكيًا وصعبًا وموهوبًا فى التواصل باللغتين العبرية والإنجليزية، ولعائلته جذور عميقة فى الحركة الصهيونية، وكان من الصعب تحديد ما إذا كان نتنياهو ورث أيضًا عداء والده للعرب والميل للصراع معهم، لكن شخصيته لم تسمح بأى تسوية أو اتفاق، ورؤيته لنفسه على أنه المدافع الرئيسي عن الشعب اليهودي سمحت له بتبرير أي شيء تقريبًا من شأنه أن يبقيه فى السلطة، كما أن معرفته بالسياسة والإعلام الأمريكية أعطته الثقة فى أنه يستطيع مقاومة أى ضغط من قبل إدارة ديمقراطية مثل إدارتي.

وأضاف «أوباما» أن نتنياهو كان أكثر اهتمامه بالحديث عن إيران، التى اعتبرها أكبر تهديدا أمنيا لإسرائيل، واتفقنا على تنسيق الجهود لمنع طهران من الحصول على سلاح نووي، لكن عند طرح أوباما إمكانية استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، لم يبد نتنياهو ملتزما، وقال لأوباما: “أريد أن أؤكد لكم أن إسرائيل تريد السلام، لكن السلام الحقيقى يجب أن يلبي الاحتياجات الأمنية لإسرائيل”، ويعتقد أوباما أن إحجام نتنياهو عن الدخول فى محادثات سلام جاء ناتجًا عن قوة إسرائيل المتزايدة، ووصف أوباما الرئيس الفلسطينى بأنه كان الخيار المفضل لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل لقيادة الفلسطينيين بعد وفاة عرفات، لاعترافه الصريح بإسرائيل ونبذه طويل الأمد للعنف.

وأشار أوباما إلى تطور إسرائيل في بناء لمستوطنات جديدة فى الضفة الغربية مع مرور الوقت ليصبح سياسة حكومية بحكم الأمر الواقع، وفى عام 2009، كان هناك حوالي ثلاثمائة ألف مستوطن إسرائيلى يعيشون خارج حدود الدولة المعترف بها، ثم بدأ بالدعوة إلى تجميد مؤقت لبناء المستوطنات، وكما هو متوقع، كان رد نتنياهو سلبيًا بشكل حاد، وسرعان ما اتهم إدارة أوباما علنًا بإضعاف التحالف الأمريكى الإسرائيلى. 

وتابع، أن هواتف البيت الأبيض بدأت فى الرنين، حيث قام أعضاء فريق الأمن القومي الخاص بى بتلقي مكالمات من المراسلين وقادة المنظمات اليهودية الأمريكية والداعمين البارزين وأعضاء الكونجرس، كلهم يتساءلون عن سبب تركيزنا على إسرائيل والتركيز على المستوطنات عندما يكون الجميع عرف أن العنف الفلسطينى هو العائق الرئيسى أمام السلام، لكن بعد وقت قصير من إلقاء خطابه فى القاهرة، فى أوائل يونيو 2009، كشف أوباما أن نتنياهو أرسل خطابا خاصا أعلن فيه، لأول مرة، دعمه المشروط لحل الدولتين.


وتطرق أوباما في المحور الأول لتاريخ الصراع بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي منذ وعد بلفور مرورًا بتشكيل الميليشيات اليهودية المسلحة والهولوكوست الذي خلق تعاطفًا دوليًا واسعًا مع اليهود وأدى إلى مشروع الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين والرفض الفلسطيني والعربي لذلك ومن ثم حرب العام ١٩٤٨ وتهجير الفلسطينيين ثم استعراض ما حدث من حرب العام ١٩٦٧ وظهور منظمة التحرير واتفاقات أوسلو وفشل مفاوضات كامب ديفيد وانقسام الفلسطينيين لاحقًا.

واعترف أوباما صراحة، إن اليهود أسسوا دولتهم على أرض يسكنها مئات الآلاف من الفلسطينيين وإن أكثر من سبعمائة ألف فلسطيني هُجروا خلال حرب العام ١٩٤٨ وإن خسارة العرب للحرب تعود في الأساس إلى أن غالبية الدول العربية في حينه كانت في بداية استقلالها وأيضا لا يخفى أوباما تعاطفه مع اليهود فيقول إن أمه وعائلتها التي ربته، والمناهج المدرسية والكنيسة التي يتبع لها غرست فيه هذا التعاطف مع اليهود مثلما يحدث لجميع الأمريكيين.

وفي نفس الوقت يقول إن الأفكار المتعلقة بحقوق الإنسان لا يمكن تجزئتها وأن الأسباب التي تدفعه للتعاطف مع اليهود والاضطهاد الذي تعرضوا له تاريخيًا في أوروبا وأميركا هي نفس الأسباب التي تدفعه لتأييد قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، وا إن ملايين الفلسطينيين ولدوا تحت الاحتلال وهم لا يمتلكون أبسط الحقوق التي تتمتع بها شعوب تعيش في ظل أنظمة قمعية، وإن كل ما يقال إن الفلسطينيين قد أضاعوا فرصًا سابقة للسلام لا يغير من حقيقة أنهم يعيشون تحت الاحتلال وأنهم يتعرضون لظلم شديد.

ومن ضمن المحاور التي تحدث فيها أوباما وصف نفوذ اللوبي اليهودي في أمريكا وتأثيره على السياسيين فيها ويقول إن هناك ثمنًا يدفعه أي سياسي أميركي إذا اتخذ موقفًا من إسرائيل وإن هذا الثمن قد يكون وقف الدعم المالي ودعم مرشحين منافسين، وإن أي رئيس أميركي يمكنه أن يقول ما يشاء إذا كان الموضوع يتعلق بأقرب حلفاء أميركا إليها مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا ولكنه لا يستطيع أن يقول ما يشاء عندما تتعلق المسألة بإسرائيل.

تولى أوباما رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008 وقضى 8 سنوات فى البيت الأبيض، وكتب مذكراته بعد خروجه بأربع سنوات والتي هزت العالم وقت كتابتها وتباينت الآراء حولها في أمريكا والعالم وبخاصة السياسين.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: باراك أوباما العدوان الإسرائيلي غزة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع الیهود

إقرأ أيضاً:

استطلاع رأي: الغالبية العظمى من اليهود في إسرائيل يؤيدون تهجير سكان غزة

اعتبر 52% من الجمهور اليهودي في إسرائيل أن تهجير سكان قطاع غزة إلى دول أخرى هو خطة "عملية"، وقال 30% آخرون إن هذه الخطة "غير عملية، لكن ليتها تتحقق"، أي أنهم يؤيدونها لكنهم يعتقدون أنه لا يوجد احتمال لتنفيذها، ما يعني أن 82% من اليهود يؤيدون تهجير سكان قطاع غزة.

جاء ذلك في استطلاع نشره "المعهد لسياسة الشعب اليهودي" عشية لقاء رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، اليوم الثلاثاء 4 فبراير 2025، مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي أطلق تصريحات حول "نقل" سكان من قطاع غزة إلى مصر والأردن، اللتين رفضتا خطة كهذه.

ووصف 13% من اليهود هذه الخطة بأنها "صرف للأنظار"، وأكد 3% من اليهود و54% من المواطنين العرب في إسرائيل، أنها "خطة غير أخلاقية وترانسفير يحظر الموافقة عليه".

وأيد خطة التهجير هذه 81% من ناخبي أحزاب اليمين و57% من ناخبي أحزاب "اليمين – الوسط"، بينما أيدتها أغلبية من ناخبي أحزاب "الوسط – يسار"، وقال 31% من ناخبي أحزاب "الوسط" إنها "عملية" أيضا.

وقال 71% من ناخبي حزب الليكود إن خطة تهجير سكان غزة "عملية"، فيما اعتبر 51% من ناخبي كتلة "المعسكر الوطني"، برئاسة بيني غانتس ، أن الخطة مرغوب بها وليست عملية، فيما أكد 62% من ناخبي حزب العمل أن الخطة هي "صرف للأنظار" أو أنها "ليست أخلاقية".

وأيد 63% من اليهود استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى وإرجاء القرار بشأن مستقبل غزة وحكم حماس . وقال 26% من اليهود إنهم يفضلون التوقف عن تنفيذ الاتفاق بعد المرحلة الأولى لتبادل الأسرى واستئناف الحرب على غزة.

وأيد 98% من ناخبي حزب "ييش عتيد" و89% من ناخبي "المعسكر الوطني" استكمال تنفيذ الاتفاق، بينما أيد ذلك 43% من ناخبي الليكود، وعارض 40% استكمال الاتفاق. وأيد 70% من ناخبي حزب الصهيونية الدينية، و60% من ناخبي حزب "عوتسما يهوديت" استئناف الحرب على غزة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية سموتريتش يعقب على إمكانية التطبيع مع السعودية وإقامة دولة فلسطينية هآرتس تكشف عن هدف زيارة نتنياهو لواشنطن.. هل ينسف اتفاق غزة؟ تحقيق إسرائيلي: فشل خطير لـ "القبة الحديدية" أثناء هجوم 7 أكتوبر الأكثر قراءة إسرائيل تعلن إصابة أكثر من 15 ألف جندي منذ 7 أكتوبر 2023 الأردن: توقع وصول مستشفى النسائية والتوليد إلى غزة في الأسابيع المقبلة صحة غزة تنشر احدث إحصائية لأعداد شهداء العدوان بالصور: تفاصيل لقاء رئيس الوزراء مع قائد الإدارة السورية الجديدة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • باراك يدعو إلى عصيان واسع النطاق في “إسرائيل”
  • بجوار ترامب.. نتنياهو يعلن توقعاته بشأن إمكانية التوصل لسلام بين إسرائيل والسعودية
  • إيهود باراك يعلق على التطبيع مع السعودية.. وهذه خيارات سقوط نتنياهو
  • رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني: نتنياهو يريد أن يصبح ملك إسرائيل المتوج
  • «ترامب» يستقبل «نتنياهو».. ماهي «إسرائيل الصغيرة» التي تحدّث عنها؟
  • استطلاع رأي: الغالبية العظمى من اليهود في إسرائيل يؤيدون تهجير سكان غزة
  • مؤامرة التهجير تتحطم على صخرة الصمود الفلسطيني.. المقترح الأمريكي الإسرائيلي يعيد للأذهان ذكريات "النكبة".. والقاهرة حجر عثرة أمام حلم "إسرائيل الكبرى"
  • ماذا قال الإعلام الإسرائيلي قبل اللقاء المرتقب بين نتنياهو وترامب؟
  • الاحتلال الإسرائيلي يعدل مناهج التاريخ.. ماذا عن حرب 1973؟
  • زيلينسكي يعترف بهول الخسائر التي تكبدتها قواته