موقع النيلين:
2025-04-30@22:09:33 GMT

عن وضع الحرب في السودان

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

عن وضع الحرب في السودان


أدركت الميليشيا الخطأ العسكري الذي وقعت فيه بمواصلة القتال في الخرطوم من بعد خسارتها في معركة القيادة العامة في ١٥-١٦ أبريل وركزت أغلب جهودها العسكرية في دارفور حيث تمكنت من إسقاط ٣ فرق عسكرية (نيالا، زالنجي والجنينة) في وقت قياسي مُتوقع، حيث تملك الميليشيا الأفضلية في دارفور وإذا ما كانت الميليشيا قد هجمت على حاميات دارفور في صبيحة ١٥ أبريل كان بإمكانها إسقاط كل دارفور في ٣ أيام بدون مجهود يذكر في استغلال لفرصة خاطفة،

ولكن التوجه للخرطوم ربما كان الخيار الأنسب سياسياً كما أن خطة انقلابهم كانت محكمة ولو لا لطف الله ثم بسالة المرابطين في القيادة العامة كان من الممكن أن نكون الآن في مملكة آل دقلو، فاسقاط الخرطوم يأتي بنافذة صغيرة مدتها ٢٤ ساعة، عليك في هذه الساعات الاستيلاء على القصر، الإذاعة، المدرعات، القيادة العامة، المهندسين ووادي سيدنا،

أما إذا فشلت خطتك في خلال هذه الفرصة الضيقة فستجد نفسك في حرب طويلة أمام أكثر مدن السودان احتواءاً على المعسكرات التي ستكون قد رفعت من جاهزيتها في خلال هذه الساعات، حيث تملك الخرطوم حوالي 17 معسكراً (غير شاملة المرافق العسكرية الأخرى) يتبع للجيش، تمكن الدعم السريع في خلال ٦ أشهر من الهجمات المتواصلة من إسقاط 4 من هذه المعسكرات ولم يتمكنوا حتى الآن من إسقاط المعسكرات الثلاث الكبرى (المدرعات، المهندسين ووادي سيدنا).

التوجه إلى دارفور قرار عسكري سليم، ولكن تكلفته السياسية عالية، فحيث يمكنك في الخرطوم -بمعاونة اذرعك السياسية والإعلامية- من إيجاد تبريرات وغطاءات لبربرية الميليشيا، ولكن في دارفور فإنك لن تتمكن من تبرير المجازر والتطهير العرقي الذي لا يمكنك السيطرة عليه حيث سيكون هذا أحد المحركات الأساسية لأفراد الدعم السريع في دارفور كما شاهدنا بالفعل المجازر التي يرتكبونها هناك، وهذا أمر كان يدركه حميدتي جيداً، حيث انحسر القتال في دارفور في تأمين خطوط الإمداد من أفريقيا الوسطى، تشاد وليبيا ولم تسعى الميليشيا للتمدد هناك حتى أتى عبد الرحيم وبدأ التوسع ليفتح بهذا صندوق باندورا الذي لن يتمكن أحد من توقع ما سيخرج عنه مهما كان ضليعاً في التحليل.

فشلُ منبر جدة في الوصول إلى هدنة/وقف إطلاق نار أمر متوقع، فالميليشيا لا تود الخروج من منازل المواطنين وهو الشرط الأساسي في اي عملية وقف إطلاق نار طويلة الأمد، ويبدوا أن المنبر كان مجرد استعراض دبلوماسي من الوساطة في لعب دور صانع السلام حتى أجلٍ لاحق.

وسط العجز السياسي للبرهان، والذي يمثل عاملاً مؤثراً أكبر من العسكري، فإننا قد دخلنا مرحلة جديدة من تغير قوانين فوضى الحرب، وهنالك متغيرات كثيرة تجعل التكهن بمسار الأحداث في المستقبل أمراً مستحيلاً، وإذا ما تواصل هذا العجز فإننا سنشهد المزيد من الفوضى في حالة لا نهائية من ال uncertainty.
.
.
بالنسبة لكبري شمبات، فأظن أن الجيش قد أسقطه لأن إسقاط هذا الكبري يعني قطع شريان أساسي للميليشيا، ولكن عند رؤية صور الجسر المُدمر تبادر لذهني سؤال مهم، فإن الجسر قد قُطع عن طريق تدمير أحد الدعامات في أسفل منتصف الجسر، فما هو السلاح الذي يملك زاوية هجوم مناسبة لإصابة أسفل الجسر هكذا؟ فمنذ بداية الحرب، وبحسب الترسانة الحربية التي يملكها الجيش، فإن خيارات تدمير الجسر كانت محصورة في استهدافه من الأعلى إما باستخدام قنبلة عالية التفجير (مثل بركان) أو إمطاره بقذائف مدفعية و صاروخية، ولكن تدميره من الأسفل أمر صعب، فحتى الطيران الحربي لا يمكنه الاقتراب من الكبري كثيراً بسبب كثافة المضادات الأرضية للدعم السريع، واستخدام صواريخ مضادة للدروع موجهة بالليزر يحتاج الإقتراب من محيط كبري شمبات الذي تسيطر عليه الميليشيا والذي يجعل خيار القيام بعملية نوعية أيضاً صعب.

والسؤال الأهم هو ما الذي تغير؟ فالبرهان ظلّ رافضاً إسقاط الجسر رفضاً قاطعاً رغم محاولات سلاح المهندسين الحثيثة في تقديم مقترحات تفضي لقطع الجسر بدون التسبب في ضرر يصعب إصلاحه.

كما ذكرت، فإن محاولة التنبؤ بالقادم أمر صعب، ولكن المؤكد أن العمليات الحربية ستتواصل بعنف خصوصاً في أمدرمان.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة وثبت أقدامهم وسدد رميهم.

احمد الخليفة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی دارفور

إقرأ أيضاً:

بهلوانات بورتسودان !!

manazzeer@yahoo.com

* بينما يصارع السودانيون من اجل الحياة تحت الدانات والبراميل المتفجرة والدمار والخراب والنزوح والمجاعة وانهيار الدولة، يخرج علينا وزير التعليم العالي بحكومة بورتسودان غير الشرعية، محمد حسن دهب، بقرار أقل ما يوصف به أنه عبثي ومثير للسخرية، يأمر فيه الجامعات السودانية بإغلاق مراكزها بالخارج والعودة للعمل من داخل السودان، وكأن السودان يعيش في رغد من الأمن والسلام والخدمات والرفاهية !

* أي سودان يقصده الوزير؟ هل يقصد الخرطوم التي صارت كومة من الركام؟ أم الجزيرة التي تئن تحت وطأة الفوضى؟ أم الولايات الغربية التي تحترق بنيران حرب أهلية وعنصرية قذرة تهدد بتمزيق ما تبقى من الوطن، ام الشمالية ونهر النيل التي تتهددها وتقصفها المسيرات كل يوم ؟!

* هل يعلم الوزير، أم يتعامى، أن الخرطوم دُمرت تدميراً شبه كامل؟ المستشفيات، الجامعات، المدارس، محطات الكهرباء والمياه.. كلها صارت أطلالاً تبكيها الرياح، بينما ينتشر السلاح في الشوارع وايدي المجرمين والارهابيبن كالوباء، ويسكن الخوف في كل مكان ؟!

* الى اين يعود الطلاب يا سيادة الوزير الحصيف ؟ إلى مدن الأشباح أم إلى مخيمات النزوح؟ أم إلى المنازل التي سرقت ونهبت ودمرت حتى الأساس؟!
ومن أين سيأتي المواطنون بالمال لإعادة بناء بيوتهم؟ من بنوك الخرطوم المنهوبة أم خزائن الدولة الفارغة التي تشكو قلة الفئران ما عدا الجرذ الكبير الذي يحتكرها ويسيطر عليها منذ اتفاق جوبا المشئوم؟!

* كيف يعود الطلاب والأساتذة إلى جامعات لا وجود لها إلا في ذاكرة الخرائط، وحتى الخرائط لم يعد لها وجود، وهى مجرد أطلال جامعات تحتاج إلى سنوات وسنوات لإعادة تشييدها وتأهيلها من جديد لو توفر المال (ولن يتوفر مع استمرار الحرب ووجود الجرذ الكبير )!

* يحدثك مهرج التعليم العالي وآمروه عن العودة إلى "الولايات الآمنة".. أى أمن هذا الذي تتحدثون عنه وقد قُصفت قاعدة وادي سيدنا العسكرية في قلب أم درمان قبل أيام قليلة، لتثبت أن الحرب التي يروج الكيزان وبلابستهم لموتها، لا تزال في قمة اشتعالها، ويمكنها أن تنتشر في أي لحظة الى كل بقاع السودان، أم أن الوزير يريد تحويل الطلاب والأساتذة إلى وقود حرب جديدة؟!

* هل أصبح التعليم عندكم لعبة سياسية سخيفة، تدفعون بها البسطاء والنازحين واللاجئين إلى أتون الموت والجوع والقهر باسم الكرامة والوطنية الزائفة و"سمعة التعليم العالي"؟!

* وأي سمعة بقيت لتعليمكم أيها السادة، وأنتم تديرون وزاراتكم من فنادق بورتسودان بينما ملايين السودانيين يقتلون ويتضورون جوعاً أو يفرون بأرواحهم عبر الحدود؟!

* عن اى تعليم تتحدثون وجامعات الخرطوم وجوبا والجزيرة وسنار والنيلين والقضارف ونيالا وغيرها تحولت إلى ثكنات عسكرية او ملاجئ او مقابر تحت الركام؟!

* عن أي طلاب تتحدثون، وقد نزح 16 مليون سوداني من ديارهم، ولجأ أكثر من 3 ملايين إلى دول الجوار مثل مصر وتشاد ويوغندا وإثيوبيا وجنوب السودان؟!

* عن أي مستقبل تهذون و25 مليون سوداني مهددون بالمجاعة بينما أنتم منشغلون بإصدار القرارات العبثية من مكاتبكم المكيفة؟!

* ابحثوا ايها المجرمون عن حل لإيقاف الحرب وعودة السلام، بدلا عن ارغام الطلاب والمواطنين على العودة الى الجحيم والموت بالمسيرات والبراميل المتفجرة وقطع الرقاب والجوع والاوبئة والخوف ..!

* ولكنكم لا تفهمون، ولن تفهموا .. لأن كل ما يهمكم هو تثبيت كراسيكم فوق جماجم المواطنين ليتبختر فوقها زعيط ومعيط ونطاط الحيط وزعيم الجرذان وبهلوانات بورتسودان وود الحلمان ..!  

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4
  • الأمم المتحدة: موسم الأمطار ونقص التمويل يهددان جهود مكافحة المجاعة في السودان
  • لجنة بالأمم المتحدة تحقق في صلة الإمارات بأسلحة مضبوطة في دارفور
  • الأمم المتحدة تجدد الدعوة لحماية المدنيين مع استمرار تدهور الأوضاع بشمال دارفور
  • الحرب في السودان .. خسائر بمليارات الدولارات
  • بهلوانات بورتسودان !!
  • السودان.. 20 قتيلًا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم "أبو شوك"
  • الإمارات: التزام راسخ بتخفيف معاناة الشعب السوداني
  • عماد السنوسي يوضح حقيقة الحرب الدائرة في السودان نافضًا عنها غبار الروايات المتداولة دوليًا
  • تعليقا على مقالة االاستاذ/جلبير الاشقر : الكارثة الأخرى: إبادة ومجاعة في السودان