موقع النيلين:
2025-03-10@13:08:28 GMT

عن وضع الحرب في السودان

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

عن وضع الحرب في السودان


أدركت الميليشيا الخطأ العسكري الذي وقعت فيه بمواصلة القتال في الخرطوم من بعد خسارتها في معركة القيادة العامة في ١٥-١٦ أبريل وركزت أغلب جهودها العسكرية في دارفور حيث تمكنت من إسقاط ٣ فرق عسكرية (نيالا، زالنجي والجنينة) في وقت قياسي مُتوقع، حيث تملك الميليشيا الأفضلية في دارفور وإذا ما كانت الميليشيا قد هجمت على حاميات دارفور في صبيحة ١٥ أبريل كان بإمكانها إسقاط كل دارفور في ٣ أيام بدون مجهود يذكر في استغلال لفرصة خاطفة،

ولكن التوجه للخرطوم ربما كان الخيار الأنسب سياسياً كما أن خطة انقلابهم كانت محكمة ولو لا لطف الله ثم بسالة المرابطين في القيادة العامة كان من الممكن أن نكون الآن في مملكة آل دقلو، فاسقاط الخرطوم يأتي بنافذة صغيرة مدتها ٢٤ ساعة، عليك في هذه الساعات الاستيلاء على القصر، الإذاعة، المدرعات، القيادة العامة، المهندسين ووادي سيدنا،

أما إذا فشلت خطتك في خلال هذه الفرصة الضيقة فستجد نفسك في حرب طويلة أمام أكثر مدن السودان احتواءاً على المعسكرات التي ستكون قد رفعت من جاهزيتها في خلال هذه الساعات، حيث تملك الخرطوم حوالي 17 معسكراً (غير شاملة المرافق العسكرية الأخرى) يتبع للجيش، تمكن الدعم السريع في خلال ٦ أشهر من الهجمات المتواصلة من إسقاط 4 من هذه المعسكرات ولم يتمكنوا حتى الآن من إسقاط المعسكرات الثلاث الكبرى (المدرعات، المهندسين ووادي سيدنا).

التوجه إلى دارفور قرار عسكري سليم، ولكن تكلفته السياسية عالية، فحيث يمكنك في الخرطوم -بمعاونة اذرعك السياسية والإعلامية- من إيجاد تبريرات وغطاءات لبربرية الميليشيا، ولكن في دارفور فإنك لن تتمكن من تبرير المجازر والتطهير العرقي الذي لا يمكنك السيطرة عليه حيث سيكون هذا أحد المحركات الأساسية لأفراد الدعم السريع في دارفور كما شاهدنا بالفعل المجازر التي يرتكبونها هناك، وهذا أمر كان يدركه حميدتي جيداً، حيث انحسر القتال في دارفور في تأمين خطوط الإمداد من أفريقيا الوسطى، تشاد وليبيا ولم تسعى الميليشيا للتمدد هناك حتى أتى عبد الرحيم وبدأ التوسع ليفتح بهذا صندوق باندورا الذي لن يتمكن أحد من توقع ما سيخرج عنه مهما كان ضليعاً في التحليل.

فشلُ منبر جدة في الوصول إلى هدنة/وقف إطلاق نار أمر متوقع، فالميليشيا لا تود الخروج من منازل المواطنين وهو الشرط الأساسي في اي عملية وقف إطلاق نار طويلة الأمد، ويبدوا أن المنبر كان مجرد استعراض دبلوماسي من الوساطة في لعب دور صانع السلام حتى أجلٍ لاحق.

وسط العجز السياسي للبرهان، والذي يمثل عاملاً مؤثراً أكبر من العسكري، فإننا قد دخلنا مرحلة جديدة من تغير قوانين فوضى الحرب، وهنالك متغيرات كثيرة تجعل التكهن بمسار الأحداث في المستقبل أمراً مستحيلاً، وإذا ما تواصل هذا العجز فإننا سنشهد المزيد من الفوضى في حالة لا نهائية من ال uncertainty.
.
.
بالنسبة لكبري شمبات، فأظن أن الجيش قد أسقطه لأن إسقاط هذا الكبري يعني قطع شريان أساسي للميليشيا، ولكن عند رؤية صور الجسر المُدمر تبادر لذهني سؤال مهم، فإن الجسر قد قُطع عن طريق تدمير أحد الدعامات في أسفل منتصف الجسر، فما هو السلاح الذي يملك زاوية هجوم مناسبة لإصابة أسفل الجسر هكذا؟ فمنذ بداية الحرب، وبحسب الترسانة الحربية التي يملكها الجيش، فإن خيارات تدمير الجسر كانت محصورة في استهدافه من الأعلى إما باستخدام قنبلة عالية التفجير (مثل بركان) أو إمطاره بقذائف مدفعية و صاروخية، ولكن تدميره من الأسفل أمر صعب، فحتى الطيران الحربي لا يمكنه الاقتراب من الكبري كثيراً بسبب كثافة المضادات الأرضية للدعم السريع، واستخدام صواريخ مضادة للدروع موجهة بالليزر يحتاج الإقتراب من محيط كبري شمبات الذي تسيطر عليه الميليشيا والذي يجعل خيار القيام بعملية نوعية أيضاً صعب.

والسؤال الأهم هو ما الذي تغير؟ فالبرهان ظلّ رافضاً إسقاط الجسر رفضاً قاطعاً رغم محاولات سلاح المهندسين الحثيثة في تقديم مقترحات تفضي لقطع الجسر بدون التسبب في ضرر يصعب إصلاحه.

كما ذكرت، فإن محاولة التنبؤ بالقادم أمر صعب، ولكن المؤكد أن العمليات الحربية ستتواصل بعنف خصوصاً في أمدرمان.
نصر الله قوات شعبنا المسلحة وثبت أقدامهم وسدد رميهم.

احمد الخليفة

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: فی دارفور

إقرأ أيضاً:

 مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  

 

 

الخرطوم - قتل 9 مدنيين وجرح 21 آخرون في قصف قوات الدعم السريع لمدينة الأبيض الاستراتيجية في جنوب السودان الاحد9مارس2025، بعدما تمكن الجيش من فك حصار طويل عنها الشهر الماضي، بحسب ما أفاد مصدر طبي. 

وقال المصدر في مستشفى الأبيض الرئيسي في المدينة وشهود عيان إن الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، تعرضت لهجوم من قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني منذ نيسان/أبريل 2023.

وأضاف المصدر الطبي الذي تحدث لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إن القصف أسفر عن إصابة 23 شخصا بجروح جميعهم مدنيون وتوفي اثنان منهم لاحقا متأثرين بجروحهما، ما رفع حصيلة القتلى السابقة من سبعة إلى تسعة.

وأورد شهود أن قوات الدعم السريع شنّت قصفا مكثفا الأحد على مدينة الأبيض، لافتين الى سقوط قذيفة على حافلة للمواصلات الداخلية تقل ركابا.

وأكد أحد سكان المدينة أن "القصف تكرر لليوم الثالث على التوالي من الاتجاه الشمالي والغربي".

والشهر الماضي، كسر الجيش حصار قوات الدعم السريع للمدينة الواقعة عند مفترق طرق استراتيجي يربط العاصمة الخرطوم بإقليم دارفور في غرب البلاد، بعدما استمر نحو عامين. 

وأحدثت الحرب انقساما في البلاد بحيث بات الجيش يسيطر على الشمال والشرق واستعاد مؤخرا مساحات كبيرة من الخرطوم ووسط السودان، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.

ويدور نزاع منذ نيسان/أبريل 2023 في السودان بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى ودفعت أكثر من 12 مليون شخص للنزوح وأدت إلى أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • الشريعة الإسلامية مصدر للتشريع.. مجلس الصحوة الثوري يرفض فكرة انفصال دارفور ويؤكد على وحدة السودان
  • هل تلاحظون الصمت الذي ضرب على خيمة خالد سلك؟!
  •  مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  
  • والي الخرطوم
  • مناوي: قائد الدعم السريع هدد بإحراق الخرطوم قبل اندلاع الحرب
  • كمرد جبريل .. أبدأ بحواكير دارفور كنتقدر!
  • السودان: توسيع عمليات الجيش وسط الخرطوم
  • يأبى الله لمصر إلا أن يدفع الثمن مواطنوها مع السودان، لأن اسمها معركة الكرامة
  • اكتشاف مقبرة جماعية سرية بالقرب من معتقل للدعم السريع شمال الخرطوم
  • الأمم المتحدة تكشف تفاصيل إسقاط مروحية تابعة لها في جنوب السودان