بالمستندات.. 50 أسرة بكفر غطاطي تستغيث "حصلنا على حكم من الدستورية العليا وتقنين الزراعة والحي يُزيل بيوتنا"
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
منذ أكثر من 90 عام يعيش ورثة إبراهيم الصعيدي في منطقة كفر غطاطي بمدينة الهرم في محافظة الجيزة ووصل تعدادهم لأكثر من 50 أسرة وفي ظل الأوضاع والقوانين الجديدة اتجه الأهالي إلى الإصلاح الزراعي التابع لوزارة الزراعة من أجل تقنين أوضاعهم وبالفعل قاموا بدفع الرسوم المقررة لتصبح الأرض التي أقاموا عليها منازلهم الصغيرة ليعيشون فيها ملكًا لهم بعد تقنين أوضاعهم.
حصلت “الوفد” على نسخة من المستندات الخاصة بالواقعة بعدما تواصلت مع الأهالي الذين أكدوا بأنهم قبل أن يذهب الأهالي إلى وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي كانوا قد لجأوا إلى محكمة القضاء الإداري والمحكمة الدستورية العليا والتي أثبتت أحقيتهم في تقنين الأراضي التي يعيشون عليها وبالفعل ذهبوا إلى الاستصلاح الأراضي بهذه المستندات والأحكام وقامت وزارة الزراعة بتقنين أوضاعهم وأصبحت الأرض ملكًا لهم بعد دفع الرسوم المقررة.
أصحاب الأرض المتضررين بكفر غطاطيأصحاب الأرض المتضررين بكفر غطاطي
وأضاف الورثة بأنهم تفاجئوا بقرار من حي الهرم بإزالة البيوت التي يعيشون فيها وعند عرض المستندات والأحكام الخاصة بالأرض وتقنين أوضاعهم من وزارة الزراعة إلا أن الحي ضرب بهذه المستندات عرض الحائط وقاموا بإزالة جزء من بيوتهم وخلال الأيام القادمة سينفذ الحي إزالة باقي البيوت ليصبح مصير الـ 50 أسرة التشرد في الشارع بالرغم من تقنين أوضاعهم والحصول على أحكام قضائية بأحقيتهم لهذه الأرض.
ووجهوا استغاثة عاجلة للمسؤولين مؤكدين أنهم خاطبوا رئيس الحي وأخطروه بالحكم، الأمر الذي قوبل بالتعنت في قبول الطلب والضرب بحكم الإدارية العليا عرض الحائط.
المستندات الكاملة للواقعة:
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غطاطي الجيزة الإصلاح الزراعي الزراعة تقنين المستندات
إقرأ أيضاً:
زكريا فلاح الدقهلية البسيط يحلم بوا قع أفضل
تميزت الحضارة المصرية القديمة بطابعها الزراعي، وقامت تلك الحضارة حينما استقر الإنسان المصرى القديم وزرع الأرض، وكانت الزراعة أساس رخاء البلاد وثروتها، فقد أحسن المصرى القديم استغلال الأرض وموارد مصر الطبيعية لسد حاجاته،واعتبر نهر النيل من أهم العوامل الطبيعية التي ساعدت على قيام الحضارة المصرية، وقد راقب المصريون القدماء نهر النيل وعرفوا كيف يستفيدون من مياهه عن طريق إقامة السدود وحفر الترع والقنوات.
والفلاح المصرى البسيط هو ملح الأرض، و درة التاج فى صلب الحضارة التى قامت على الزراعة منذ فجر التاريخ . فهو طعم الحياة ورمز السيادة والكفاح وهو رمز العطاء والشقاء المستمر .
مع فجر كل يوم، يستيقظ عم عادل زكريا ذو الوجه الشاحب والجسد النحيل واليدين المتشققتين مرتدياً جلبابه البسيط، حاملاً على كتفه أدوات عمله من فأس ومنجل لكي يتمكن من الحصول على قوت يومه الذي يستطيع من خلاله الإنفاق على أسرته.
لم تكن تلك الأكف التى كستها أخاديد عميقة حفرتها الفأس فأضحت كالوشم الغائر ، لتشعر بالوهن يوما ، ولم تكن تلك التجاعيد التى علت جباهه إعلانا عن قلة الحيلة ، بل كانت صرخةَ عزم فى مواجهة قسوة الحياة وشظف العيش .ويعد عادل زكريا واحداً من بين ملايين المطحونين الذين يعيشون وضعاً صعباً في ظل موجة مستمرة ومتزايدة من ارتفاع الأسعار تشهدها البلاد، مع استمرار تدهور قيمة سعر صرف الجنيه أمام الدولار، لتأتي تلك الفئة التي تعمل تحت خانة مهن غير ثابتة ضمن الأكثر تضرراً من تلك الأزمة.
يقول زكريا غالبية أوقات عملي في زراعة الأرض تكون خلال فترة الظهيرة في ظل درجات الحرارة المرتفعة، وقد أتعرض لضربات شمس في بعض الأوقات ولا أستطيع الحصول على راحة قائلا "ليس أمامي بديل آخر من أجل كسب الرزق.
وتابع زكريا حياة الفلاح بطبيعتها قاسية ولكن كانت الحياة أيام زمان لذيذة بسيطة فلا توجد مغالاة فى المعيشة وكانت تتميز بالهدوء فقد إرتبطت بالطبيعة ، والأرض الزراعية وكان روتين يومنا أن نعمل طوال النهار في حرث وبذر وري الأرض، وفي المساء نجتمع برغم أننا متعبون ومرهقون من أعمالنا الصباحية في جلساتٍ للسمر، نتبادل فيها الأخبار والحكايات وإلقاء النكات الفكاهية.
وكانت الزوجات تمارس هوايتها فى الإستيقاظ يوميا مع بزوغ الفجرتحلب الماشية وتقوم بإعداد الخبز وأشهى أنواع الطعام الأخرى من صوانى الأرز المعمر والفطير المشلتت وغيرها. ويعتبر يوم إعداد العيش الفلاحى أيضًا يومًا للتعاون فى أبهى صوره بين أفراد الأسرة والعائلة الواحدة، فضلا عن صناعة القشطه والجبنه القريش والقديمه بمشهاوالسمن البلدي .
وقال لكن الحال تبدل الآن، ولم يكن بإمكان أكبر المتشائمين أن يتوقع الحالة المتردية التى وصل إليها قطاع الزراعة فى مصر، حتى باتت أقدم مهنة عرفتها مصر، على شفا الانهيار، نتيجة التخبط فى السياسات الحكومية، وغيرها من العوامل التى دفعت الآلاف من العاملين بالزراعة إلى هجرة أراضيهم، والبحث عن مصادر دخل بديلة لهم ولأسرهم، بعدما أصبح ما تجود به الأرض لا يكفى لسد احتياجاتهم، فقد تردت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للفلاح المصرى وتزايدت همومه ومشاكله، وتنوعت صور استغلاله وإهدارإنتاجه ، وضرب الحصار حوله بفعل السياسات العقيمة فجعلته يعيش فى خطر محدق ويفقد الأمل فى المستقبل الذى ضاع بعد أن اغتالته السياسات الإحتكارية المتوحشة، و كانت سببا جوهريا فى أن يصاحب ذلك حالات من تمرد جيل الشباب من الفلاحين على أرضهم وزرعهم ، ومعه أصيب بأمراض جديدة مستعصية، جاءت أمراض الفشل الكلوى والفيروس الكبدى الوبائى التى انتشرت على أثر تراجع الرعاية الصحية، وتلوث الماء والغذاء.
وإستطرد زكريا نحن نزرع ونحصد، وفى النهاية نسبة الربح لا تزيد على 10% فقط، رغم أننا نربى أطفالاً ومعنا أسرة، وقال «بنشترى الأسمدة من السوق السوداء بأسعار مضاعفة، حتى المبيدات بنشتريها مغشوشة، والدولة بتتفرج علينا ونحن نعانى، حتى مياه الرى لا تصلنا إلا على فترات»، وتابع زهقنا من كثرة الشكاوى، وما نعانى منه هذا العام يزيد العام المقبل، مشاكلنا مع التقاوى أبدية، ولا يصل إلى الجمعية الزراعية إلا 10% فقط من احتياجاتنا.
وطالب بتدخل الدولة بشكل مباشر لتقديم دعم حقيقى للفلاح من خلال توفير الأسمدة والبذور والمبيدات بجودة عالية وبأسعار مخفضة.وتوفيرها بالكميات اللازمة،وتوفير المياه اللازمة لزراعة أماكن الاستصلاح الحديثة.
كما طالب زكريا ، بعودة الدورة الزراعية،وتفعيل الزراعة التعاقدية على كافة المحاصيل، وإنشاء صندوق التكافل الزراعي، وتسريع الانتهاء من مشروع “حياة كريمة”، واستكمال مشروع تبطين الترع، فضلا عن تخفيض أسعار الكهرباء للمشاريع الزراعية، والتوسع في الصناعات الزراعية.