الإمارات تدين الهجمات غير المتناسبة والقاسية واللا إنسانية على غزة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأدانت دولة الإمارات الهجمات غير المتناسبة والقاسية واللاإنسانية التي تشنها إسرائيل على غزة، مؤكدة أن على إسرائيل إنهاء حصارها على القطاع، وإعادة الخدمات الأساسية والمواد التي لا غنى عنها لبقاء الإنسان على قيد الحياة، بما يشمل الوقود والكهرباء والمياه.
وأشادت الإمارات، في اجتماع مجلس الأمن، مساء أمس الأول، بشأن الحرب في غزة، بالأبطال الصامتين في المجتمع الطبي، الذين بقوا لتقديم المساعدة المنقذة للحياة، مشددة على ضرورة معالجة الوضع المزري للأطفال، وإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
ودعت الإمارات، في بيان أدلت به معالي السفيرة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن إلى تفعيل جميع الأدوات الممكنة بما يشمل فترات توقف القصف، أو الهدنة الإنسانية المستمرة والمتعددة الأيام، وزيادة المساعدات الإنسانية، والحركة الآمنة للمدنيين وعمال الإغاثة، وشروط الوصول إلى الرهائن وإطلاق سراحهم بشكل آمن، مؤكدة على أن الهدف الأهم يتمثل في وقف إطلاق النار والعودة أخيراً إلى حل الدولتين.
وقالت نسيبة: لقد سمعنا جميعاً بالفعل الاختصار المحزن الذي صاغه العاملون في الرعاية الصحية في غزة: «W C N S F»، والذي يعني «طفل جريح، لم تنجو عائلته»، أريد فقط أن تتركوا هذه العبارة تترسخ في أذهانكم أثناء مناقشتنا.
وأضافت: «اليوم أريد أيضاً أن أشيد بالأبطال الصامتين في المجتمع الطبي في غزة، ممن بقوا لتقديم المساعدة المنقذة للحياة على الرغم من هذه الظروف المروعة، فقبل لحظات فقط، تلقى كثير منا رسائل من المنظمات الطبية والإنسانية حول القتال العنيف في محيط مستشفى الشفاء، ويخبرنا الموظفون الطبيون بأنهم يخشون على حياتهم وحياة مرضاهم، وأنهم لا يعرفون إن كانوا سيصمدون حتى الصباح».
وتابعت السفيرة نسيبة: «يبدو أحياناً أنه من خلال التعامل فقط مع الأرقام المتعلقة بالنزاع، فإننا في الواقع ننكر إنسانية أولئك الذين يعانون، فبينما من المستحيل بالنسبة لنا مناقشة الآلاف من القصص في اجتماع اليوم، أريد أن أضع بضعة وجوه لتلك الأرقام، وهؤلاء ليسوا من مقاتلي حماس.. إنهم أناس عاديون، وقد تكون إسرائيل في حالة حرب مع حماس، لكن أولئك الذين يدفعون ثمن هذه الحرب هم المدنيون بالآلاف».
وقالت: دعوني أبدأ بقصة آلاء زهير أحمد، التي تدرس في السنة الثالثة في كلية الطب، ونشأت في مخيم خان يونس للاجئين، وفي 10 أكتوبر، كانت تصمم ملصقاً للتوعية بسرطان الثدي عندما بدأت النوافذ في الاهتزاز وأظلم كل شيء من حولها، ودمرت غارة جوية إسرائيلية منزلها، معلقة ساقيها تحت الأنقاض وتاركة القليل جدًا من الأكسجين للتنفس، وبعد ساعات، قام أقارب آلاء وعمال الإنقاذ بسحبها من تحت الأنقاض، كما استعادوا جثث والدتها وأخيها وابن أخيها دون روح، وهناك الكثير من القصص المماثلة.
وأضافت: «أشعر بالحاجة لتذكير المجلس أن كل واحد من الـ 2650 المبلغ عنهم حالياً على أنهم محاصرون تحت الأنقاض هم من البشر، وأن أكثر من نصفهم من الأطفال، ولكنهم ليسوا مجرد أطفال، بل هم مستقبل فلسطين وهم أيضاً جيران إسرائيل المستقبليين، ويجب ألا نألو جهداً لحمايتهم، وإنقاذ كلا الشعبين من هذا الطريق من الحرب الذي نحن عليه الآن».
وأشارت معالي السفيرة لانا نسيبة إلى قصة أخرى للطفلة تاليا التي ولدت في مستشفى الشفاء يوم السادس من أكتوبر، حيث يعتمد نبض قلبها الهش على جهاز تنفس اصطناعي، ومولدات كهربائية تعاني من نقص الوقود.
وأوضحت أنه «مع الهجوم على المستشفى ليلة أمس الأول، وتقارير عمليات الإجلاء المروعة سيراً على الأقدام، بينما نتحدث هنا في هذا المجلس، لا أستطيع حتى أن أتخيل ما حدث لتاليا، لكن علينا ألا نتجاهل هذه القصص».
ونوهت إلى أنه مثل تاليا، هناك 130 طفلاً آخر من الخُدج، يعتمدون على الحاضنات للتنفس، مضيفة: «يعتمدون أيضاً على عملنا هنا في هذه الغرفة إضافة إلى منطقتنا».
وذكرت: «بينما دعونا إلى عقد هذا الاجتماع، لم نكن نعلم أنه بحلول المساء، سيتم شن هجوم مروع من الهجمات المستهدفة للمدارس والمستشفيات، وهذا يعني فعلياً أن الأطفال وكبار السن الذين يلتمسون الملجأ والرعاية في تلك المرافق، هم أيضاً تعرضوا للهجوم، وهناك أكثر من 110 آلاف مريض، من بينهم أطفال، يعانون من حروق في وجوههم شديدة إلى درجة أنهم يختنقون، دون إمكانية الوصول إلى المضادات الحيوية أو كريمات الحروق، كما أن النساء يلدن في أكثر الظروف انعداماً للنظافة التي يعرفها البشر، دون أدوية، ويتم إجراء عمليات قيصرية من دون مخدر».
ولفتت إلى أن الواقع المشوه للوضع في غزة هو أن الجروح التي تسببت بها أكثر أسلحة القرن الحادي والعشرين تطوراً يتم علاجها في ظروف تذكر بالعصور الوسطى، وللمساعدة على تخفيف المعاناة، تقيم دولة الإمارات مستشفى ميدانياً في غزة، تعمل بتضامن مع الموظفين الطبيين في غزة وبالتعاون مع إسرائيل، ولكنه مجرد ضمادة على كسر.
وقالت معالي السفيرة لانا نسيبة: «لا يمكن أن يكون هناك شك في أن الهجمات الإسرائيلية في سبيل أمنها غير متناسبة وقاسية ولا إنسانية، ونحن ندينها، كما أنها لن تأتي إسرائيل بالأمن، فالكثير من الأرواح تُزهق دون أن يتحقق هذا الهدف».
وأضافت: «يجب ألا ننسى أولئك المحتجزين كرهائن في غزة من قبل حماس، وكثير منهم من الأطفال، ممن يعانون أيضًا تحت نفس القصف والصدمة النفسية، ويجب إطلاق سراحهم على الفور.. إننا نشهد صنع جيل ضائع من الأطفال والشباب، مشوهين جسدياً وعقلياً بهذه التجارب».
وأكدت أن الهجمات العشوائية على المدنيين والممتلكات المدنية محظورة بموجب قوانين الحرب، ولا يمكن ببساطة أن تكون جزءاً من أي استراتيجية عسكرية، دفاعية أو غير ذلك، ولن يتم التغاضي عن قيام أي دولة بإجراء عملية عسكرية بموجب تلك الشروط، وشددت على أن على إسرائيل أن تنهي حصارها على غزة، وتعيد خدمات ومواد أساسية لا غنى عنها للبقاء على قيد الحياة، بما في ذلك الوقود والكهرباء والماء.
وقالت معالي السفيرة لانا نسيبة: «لم يعد كافياً ببساطة المطالبة بالوصول الإنساني بعد الآن، بينما يجب علينا الاستمرار في المطالبة بالالتزام بالقواعد الأساسية للقانون الدولي الإنسان، بينما يجب علينا الاستمرار في المطالبة بالالتزام بالقواعد الأساسية للقانون الدولي الإنساني، كمسألة ضمير - كما قال الكثيرون - نحن جميعاً نعلم أنه من دون مساءلة أو إنفاذ للقانون، فلن يحدث هذا أبداً».
وتابعت: «على الأقل، نحتاج إلى تفعيل جميع الأدوات الممكنة، بما في ذلك فترات توقف إنسانية متواصلة ومتعددة الأيام أو هدنات، ليس أقلها لإنهاء معاناة الأطفال، ويمكن أن يتيح ذلك أيضاً زيادة المساعدات الإنسانية، وحركة آمنة للمدنيين والعاملين في المجال الإنساني، وتهيئة الظروف للوصول إلى الرهائن والإفراج عنهم بأمان.. وكل ذلك أساسي لتحقيق الهدف الضروري ألا وهو: وقف إطلاق نار دائم ومستدام».
ونوّهت إلى أنه من غير المقبول بعد 33 يوماً من تدمير غزة، لم يتخذ مجلس الأمن الدولي أي إجراء أو استجابة، وقد حان الوقت للعمل والاستجابة والمساعدة في إنقاذ الأرواح البريئة.
الحل الوحيد
وقالت في ختام البيان: «لضمان انتهاء هذا العنف مرة واحدة وإلى الأبد، يجب أن يكون حل الدولتين هو الهدف الشامل، ويجب على المجتمع الدولي أن يؤكد من جديد دعمه الراسخ لهذا الهدف، فهذا هو الحل الوحيد الذي يخرجنا من هذا الدورة من الكراهية والعنف والتجريد من الإنسانية مرة بعد مرة بعد مرة».
وكانت الإمارات دعت مجلس الأمن قبل بدء اجتماع المجلس بشأن الحرب في غزة للوقوف دقيقة صمت تخليداً لذكرى الأبرياء المدنيين الذين فقدوا حياتهم في هذه الحرب المدمرة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات فلسطين غزة إسرائيل تحت الأنقاض مجلس الأمن فی غزة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تخصص 200 مليون دولار مساعدات للسودان وتدعو لهدنة إنسانية خلال رمضان
أديس أبابا - وام
عقدت دولة الإمارات مع جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية “إيغاد” اليوم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا “المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان”.
حضر المؤتمر الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية، والدكتور ويليام ساموي روتو رئيس جمهورية كينيا، وأنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وموسى فكي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وممثلون عن هيئة «إيغاد»، كما شاركت فيه عدد من الدول الإقليمية والدولية والمنظمات الدولية الرائدة.
وهدف المؤتمر إلى حشد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الأزمة الكارثية في السودان، وإطلاق دعوة قوية وموحدة لهدنة إنسانية خلال شهر رمضان.
وفي هذا الصدد، عبرت العديد من الدول عن دعم دعوة دولة الإمارات إلى هدنة إنسانية ووقف الحرب خلال الشهر المبارك.
وقال الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان أنه مع اقتراب شهر رمضان المبارك، عقدت دولة الإمارات، بالتعاون مع حكومة إثيوبيا والاتحاد الأفريقي وهيئة «إيغاد»، مؤتمرًا يجمع الدول والمنظمات الدولية لتجديد الالتزامات في إطار الجهود المشتركة للحد من معاناة الشعب السوداني الشقيق.
وأضاف الشيخ شخبوط، أنه باعتباره أول مؤتمر للسودان يُعقد هذا العام، سيعمل هذا المؤتمر الهام على تحديد المسار للمؤتمرات المستقبلية المقررة لمساعدة الشعب السوداني وتواصل دولة الإمارات تعاونها مع الشركاء الإقليميين والدوليين وخاصة مع شركائها في أفريقيا لتقديم المساعدات بكافة الوسائل المتاحة.
ودعا معاليه الأطراف المتحاربة إلى احترام قدسية شهر رمضان المبارك من خلال تنفيذ هدنة إنسانية لضمان الوصول الآمن والعاجل ودون أية عوائق للمساعدات الإنسانية الأساسية لأولئك الأكثر احتياجًا، وخاصة الأطفال وكبار السن والنساء.
وأكد الشيخ شخبوط بن نهيان أنه لا يوجد «فيتو» على وصول المساعدات الإنسانية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين في جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى أنه من الضروري التأكيد على أنه لا يحق لأي جهة أن تعيق بشكل تعسفي وصول المساعدات المنقذة للحياة.
وشدد الشيخ شخبوط بن نهيان على أن دولة الإمارات تواصل التزامها كواحدة من الدول الرائدة في تقديم المساعدات لتخفيف الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني الشقيق، مشيراً إلى أنه في هذا السياق، قدّمت دولة الإمارات 200 مليون دولار إضافية من المساعدات الإنسانية، ليصل إجمالي المساعدات إلى 600.4 مليون دولار منذ اندلاع الصراع.
وأضاف الشيخ شخبوط بن نهيان أن دولة الإمارات قدمت 3.5 مليار دولار من المساعدات للشعب السوداني، على مدى العقد الماضي، ما يؤكد جهودها الراسخة في دعم من هم بأمس الحاجة في أوقات الأزمات.وجدد التأكيد على موقف دولة الإمارات الثابت في الدعوة إلى وقف إطلاق النار بشكل فوري، ومعالجة الأزمة الإنسانية من خلال توفير المساعدات الإغاثية العاجلة، بما يلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو التنمية والازدهار.
من جانبه، قال الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية.. «كإحدى الدول المجاورة والقريبة من السودان وبصفتها دولة شقيقة، تعرب إثيوبيا عن تضامنها مع الشعب السوداني خلال هذه الأوقات الصعبة. يرتبط بلدانا بروابط عميقة، وأجيال من النضال والطموحات والروابط الثقافية المشتركة. وقد قامت إثيوبيا خلال الست سنوات الماضية بشكل فعال بدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار في السودان، كما ساهمت في تعزيز الجهود الاقتصادية من خلال توفير الكهرباء عبر خطوط الطاقة المخصصة».
من جانبه، قال فكي محمد.. «يدل النزاع القائم وغير المحتمل في السودان على فشل قيادة الأطراف المتحاربة في منح دولتهم والشعب السوداني فرصة لتحقيق السلام والعدالة والكرامة وإنشاء وطن. حيث يُعد هذا الوضع - إضافةً إلى الرفض المستمر من أولئك الذين يتخذون من هذا الصراع العالمي ذريعةً بحجة تخليص السودان من الحرب والانقسام المستمر - فشلاً أخلاقياً وسياسياً وعليه، أكرر مرة أخرى دعوتي للجيش السوداني ولقوات الدعم السريع وحلفائهما إلى تبني وقف إطلاق نار دائم وشامل وفوري ودون شروط».
كما صرح قائلاً: «سيمهد وقف إطلاق النار الطريق لحوار سياسي سوداني شامل لمعالجة الأسباب الجذرية للنزاع وإعادة السودان إلى النظام الدستوري».
بدوره، اعتبر الدكتور ورقنه جيبيهو سكرتير عام هيئة «الإيغاد» أنّ «مستقبل ملايين السودانيين على المحك، وقد وضع التاريخ علينا مسؤولية التصرف والآن، أكثر من أي وقت مضى، يتعين علينا أن نتجاوز التعهدات ونركز على خطوات عملية ومنسقة بهدف تخفيف المعاناة، ووضع الأساس للتعافي الطويل الأجل لصالح شعب وجمهورية السودان».
وفيما يلي النص الكامل لبيان الإمارات العربية المتحدة:
الضيوف الكرام،
الدول المضيفة الموقرة،
يسعدني أن أرحب بكم جميعاً في هذا المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان، وأود أن أعبر عن خالص تقديري لشركائنا في تنظيمه - إثيوبيا والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد - على جهودهم القيمة في هذا المؤتمر الحاسم والمهم.
إلى الدكتور آبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية: إن قيادتكم لا حدود لها. كما أتقدم لكم بجزيل الشكر لجهودكم التي أدت إلى جمعنا اليوم في أول مؤتمر إنساني لعام 2025 من أجل شعب السودان، الذي سيكون منبراً لإطلاق العديد من المبادرات الهادفة إلى حشد الجهود لمعالجةالوضع الكارثي في السودان.
إلى الرئيس روتو: شكراً على خطابك
وإلى الأمين العام غوتيريش: شكراً لحضورك اليوم.
شهدنا طوال عامين تطوّر أحد أخطر الكوارث الإنسانية على مستوى العالم، حيث تتطلّب هذه الأزمة عملنا الفوري والجماعي.
يؤكّد هذا الحضور الكبير والمتنوع اليوم أهمية الرسالة التي تهدف إلى معالجة الوضع في السودان، وضرورة مواجهته بصورة جماعية.
يستقبل العالم الإسلامي بعد أسبوعين شهر رمضان الكريم، وندعو خلال هذه الفترة المقدسة إلى احترام هذه الأيام والموافقة على وقف إطلاق النار، ما يعكس قيم الرحمة والتضامن الإنساني التي يجسّدها شهر رمضان، والذي يوفّر فرصة بارزة ومهمة لتخفيف المعاناة الهائلة للشعب السوداني - والذي تشكل النساء والأطفال غالبيته.
إنّ هذا المؤتمر سيعمل على ضمان توفير الموارد اللازمة للمنظمات الإنسانية لتقديم المساعدات للشعب السوداني خلال هذا الشهر الفضيل.
ومنذ أبريل 2023، قدّمت دولة الإمارات ما يزيد عن 400 مليون دولار أمريكي لدعم الشعب السوداني (في السودان وفي الدول المجاورة التي استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين). واليوم، نعيد تأكيد التزامنا الثابت للشعب السوداني من خلال الإعلان عن تخصيص 200 مليون دولار أمريكي إضافية من المساعدات الإنسانية. ويؤكد هذا الدعم تضامننا الراسخ في العقد الماضي، والذي قدّمنا خلاله 3.5 مليار دولار أمريكي لإخواننا وأخواتنا في السودان.
نتفق جميعاً على أهمية صون حقوق الشعب السوداني، فلأبنائه حق الأمان وحق الطعام والحق في أساسيات الحياة والرعاية الطبية والمياه النظيفة والمأوى. وهذه الحقوق لا يمكن تسييسها، ولا ينبغي تحديها، من خلال العمليات أو الآليات البيروقراطية.
إنّ هذا المؤتمر يسلط الضوء على أهمية تكثيف الجهود الدولية لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. كما أنه من الضروري التأكيد على أنه لا يحق لأي جهة أن تعيق بشكل تعسفي وصول المساعدات المنقذة للحياة.
وفي هذا المقام، نؤكد على أهمية التزام كافة الأطراف بواجباتهم الملزمة حسب القانون الدولي الإنساني. وأن يتم محاسبة المسؤولين عن عرقلة المساعدات الإنسانية دون تردد.
وعليه، نجدد دعوتنا لجميع الأطراف بضمان الوصول الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية وبلا أية عوائق، وضرورة حماية العاملين في المجال الإنساني والمنشآت الإنسانية، ووقف الهجمات على العمليات الإنسانية.
وبينما لا يمكننا التأكيد بما فيه الكفاية على أهمية هذه اللحظة الحاسمة، تؤكد دولة الإمارات دعمها الثابت والراسخ للشعب السوداني.