الثورة نت:
2024-07-26@06:28:44 GMT

صنعاء يا قلب العروبة وعنوانها

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

 

 

برغم قتامة الليل العربي الملبد بغيوم الخيانة وسحب الذل والانكسار، ورغم هذا الهوان الإسلامي المسكون بكل مفردات الضعف والتردد والحسرة، تنهض صنعاء كطائر الفينيق من بين أنقاض العدوان، لتصدح بصوت عروبتها رافضة عدوان البرابرة على أبناء جلدتها في فلسطين، معلنةً لكل العالم أن زمن الارتهان الكلي لن يكون ولن يأتي لأرض السعيدة التي ستظل دوحة الرسالة المحمدية وقلب العروبة وعنوانها، صنعاء التي تتماهى مع شجرة الزيتون حين تقاوم التطلع بالتجذر، لم تقف مكتوفة الأيادي وهي ترى عربدة الصهاينة تعبث بجثث أطفال ونساء وشيوخ فلسطين وقطاع غزة، وفي تأصيل مبدئي وتأكيد انتمائها لمحور المقاومة وبدافع من إيمانها وإيمان قيادتها، وفي المقدمة سيدها وقائدها المجاهد سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، هذا الرجل الذي قيضه الله سبحانه وتعالى كي يوقد شعلة الكرامة في ليل العروبة المظلم، وينير بمواقفه الثابتة والراسخة سماء أمة الإسلام بأنوار العزة والانتصار رافضا مبدأ الاستكانة والخنوع متجاهلا غطرسة أعداء الأمة وأعداء وجودها، معلنا اصطفافه إلى جانب مقاومة أهل الحق ضد أهل الباطل أينما كانوا وكيفما كانوا وكانت قوتهم وقدراتهم، غير مكترث بتهديداتهم متجاهلا تحذيراتهم، مؤمنا أنه لنصرة الحق بعثه الله ولهدم أوكار الباطل سخره.


نعم ليقال ما يقال عن ( أنصار الله)، فقد أثبتت مواقفهم في ملحمة الأمة أنهم أصحاب مواقف عربية وإسلامية مبدئية ثابتة، مواقف لا تخضع لجدلية الربح والخسارة ولا تخضع للحسابات الضيقة أو لقوانين المرحلة، ولذا سجلوا وعلى رؤوس الأشهاد وبكل ثقة واقتدار موقفا عجزت عن الإتيان بمثله دول وأنظمة وجيوش تمتلك من القدرات والعدة والعتاد ما يفوق ربما بمئات المرات قدرات أنصار الله وسلطة صنعاء، لكنهم للأسف لا يمتلكون إرادة وقيم وأخلاقيات وإيمان أنصار الله الذين اصطفوا إلى جانب أشقائهم في فلسطين بمشاعرهم وإعلامهم وإمكانياتهم المادية والمعنوية وبصواريخهم الباليستية وطائراتهم المسيرة التي تضرب العمق الصهيوني المحتل للمرة السادسة، وهم على جاهزية لمواصلة هذا الالتحام بالمعركة، مؤمنين بأن معركة طوفان الأقصى ليست معركة الشعب العربي في فلسطين بل هي معركة كل العرب وكل المسلمين وكل الأحرار الرافضين للغطرسة الصهيونية الأمريكية الإمبريالية بدوافعها الاستعمارية البغيضة.
صنعاء بقيادة الأنصار لم تستحدث هذا الموقف ولم تأت بجديد فيه، بل هو فعل وموقف  طبيعي يفترض أن يقوم به ويأتي بمثله كل عربي وكل مسلم، باعتبار هذا الموقف تجسيدا طبيعيا لوحدة الهوية والانتماء ووحدة العقيدة الإسلامية التي يختزلها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، بقوله (  مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى)  صدق رسول الله.
وهو تجسيد لوحدة الهوية العربية ووحدة الجغرافية والمصير، وأن العدو الذي يرتكب المجازر في فلسطين منذ 75 عاما وليس منذ 7 أكتوبر إنما هو عدو كل الأمة من محيطها إلى خليجها، وما هذه الاستكانة والذل التي تعيش بهما أمة العرب إنما هي جزء من السلاح الصهيوني الأمريكي الذي عمل على مدى عقود لتدجين الوعي واستلاب الارادة ومصادرة الكرامة والسيادة عن دول وأنظمة غدت أسيرة الارتهان ومكبلة بأغلال الذل وبثقافة الاستسلام.
نعم.. نحني هاماتنا لسلطة صنعاء وللإخوة في قيادة أنصار الله الذين يكرسون ميدانيا حقيقة انتمائهم العربي ويكرسون هويتهم الإيمانية متحدين كل الحواجز والحدود المصطنعة، غير مكترثين أو آبهين بكل التهديدات الإمبريالية والاستعمارية، ومن ذا الذي لديه ذرة من كرامة ونخوة وإنسانية يمكنه أن يرى ما يجري في فلسطين وقطاع غزة من جرائم وحشية وحرب إبادة.. ويصمت..؟!
فما بالكم إن كان المشاهد عربيا تجري في عروقه دماء العروبة وتتشكل قناعته الفكرية والثقافية بقيم واخلاقيات الإسلام، وفي اليمن هناك فائض من قيم العروبة والإسلام، لدرجة أن معركة فلسطين غدت معركتهم وعلى أنفسهم آلوا أن لن يبقوا مكتوفي الأيادي أو متفرجين كالبقية لما يجري في فلسطين مثل البقية الذين فقدوا كل صلة بالعروبة والاسلام وأصبحوا مجرد بيادق بيد الصهاينة والأمريكان وحولوا أوطانهم إلى ( كازينوهات وبارات وأسواق استهلاكية)  ومنتجعات ترفيهية وسياحية نزولا عند رغبة أعداء الأمة الذين يشيدون بكل خطوة  نحو الانحطاط يقدم عليها هذا النظام العربي أو ذاك..؟!
في هذا الزمن، زمن الارتهان والانكسار والتبعية للأعداء، تعلن صنعاء موقفها العروبي والاسلامي وتعبر عن انحيازها المطلق لجانب المستضعفين في الأرض وفي المقدمة أبناء فلسطين الذين يدفعون اليوم ثمن خيانة النظام العربي المرتهن.. إن صنعاء بقيادة الأنصار تعكس بمواقفها القومية والعروبية قناعات وإرادة الشعب اليمني الذي يرتبط بعلاقة وجدانية مع فلسطين الثورة والقضية منذ سنوات موغلة، غير أن الجديد في ابتكار الأنصار هو هذا الدعم والاسناد ببعده العسكري المتمثل بالصواريخ والمسيرات، وكأن لسان حال الأنصار يقول “لقد أغلقتم الحدود أمامنا ومنعتمونا من المشاركة الميدانية، فلا ضير إذاً فلدينا طرق أخرى تمكننا من المشاركة وبوسائل أكثر إيلاما وفعالية،” وسائل أكثر نجاعة وأكثر قدرة على إيلام العدو وردعه بغض النظر عما يسوقه أبواق المتخاذلين وتندرهم، الذين يفترض أن يتندروا على أنفسهم وعلى مواقف أسيادهم المخزية التي تكشف عن حالة انحطاط في الوعي والتفكير والسلوك، وأقصد بهؤلاء أولئك الذين يشككون بمواقف صنعاء وأنصارها المناصرين لقضايا الأمة المساهمين بمعركة تحرير الأمة من رجس الاستعمار الصهيوني والهيمنة الأمريكية وتخاذل المنبطحين الذي يرون أن (قوة الأمة بضعفها)  وأن انتصارها بتحقيق الرفاهية وإنشاء المزيد من المدن السياحية.
تحية إجلال وتقدير لقيادة الأنصار ولسيدهم المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي يرفع بيارق المجد في زمن الانكسار ويوقد شعلة الكرامة في ليل العرب المظلم..
والتحية والإجلال لجيشنا اليمني الحر والبطل ولقواتنا الصاروخية التي أربكت حسابات الصديق قبل العدو، وذعر منها العدو واستهان بها البعض ولكن غدا سيدرك الذين كفروا أي منقلب ينقلبون.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الهمس بين مريم المهدي و أمال جبرالله

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن المراجعات في العمل السياسي؛ تعتبر من أهم المؤشرات التي تحدث تحسينا في المسير السياسي، أن كان للحزب و يشمل كل اقسامه، أو للفرد القائد في المنظومة الحزبية، و المراجعة لا تقوم بها إلا القيادات الواثقة من قدراتها المعرفية و الفكرية في الإصلاح و تطوير الأداة. و المراجعة من خلال المنهج النقدي تعتبر من أعلى مراتب مواجهة الذات، و الأحزاب التي تقوم بمراجعات دورية لأدائها من خلال منهجا نقديا دائما تصبح هي المصباح الذي يضيء للأخرين و يبين أين مكامن الخلل و توضح العوامل التي تشكل تحديا في المستقبل..
الغريب في الأمر؛ أن الحرب الدائرة في السودان و التي أكملت 15 شهرا، تجد أن القوى السياسية السودانية عاجزة أن تطرح حلا عبر تحالفاتها أو منفردا يؤكدوا فيه وجهة نظرهام للحل و يقدموه للشعب السوداني.. أغلبية القوى السياسية معتمدة على الخارج هو الذي يقدم الحل و المبادرات و هي فقط تذهب لكي تبصم عليها، بدأت بفكرة " الاتفاق الإطاري" التي فشلتها القوى السياسة بإصرارها على تضيق ماعون المشاركة في اعتقاد أن الخارج سوف يفرض حكومة على الآخرين، و بعد الحرب بدأت تقدم تنازلات و تصر على وضع الشروط، و هناك قوى أخرى تحلق في السماء لا تريد أن تنزل لكي تتحاور مع الآخرين وصولا لتوافق وطني يساعد على الحل. هنا رؤيتين للحل الأولى تقدمها الدكتورة مريم الصادق نائبة رئيس حزب الأمة في لقاء أجرته معها قناة " MBC" في برنامج " يحدث في مصر" و الثاني قدمته أمال جبرالله عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في ندوة لفرعية الحزب في السويد..
قالت الدكتور مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة لقناة " MBC " و هي تبين رؤيتها للحل في السودان و وقف الحرب ( يجب وحدة القوى المدنية و الاعتراف بالكتل السياسية، و الجلوس حول مائدة مستديرة، و ضرورة التنسيق بين المبادرات المطروحة جميعها و قالت أن التدخلات الخارجية تعبر عن تخوف لانتشار الحرب) قدمت القناة الدكتورة بأنها رئيس حزب الأمة، و من المفترض أن تكون رؤيتها للحل هي رؤية حزب الأمة، و لكن للخلافات داخل حزب الأمة، و استمرار حزب الأمة في تحالف " تقدم" تصبح القضية معقدة، هل اعتماد الرؤية التي تقدمها الدكتورة بأنها رؤية حزب الأمة؟ أنما قالته الدكتورة مريم يختلف جوهريا عن رؤية " تقدم" المعتمدة اعتمادا كليا على الإفكار التي يضخها الخارج. كما أن تقدم لها تحالفا كانت قد وقعته مع الميليشيا في اديس ابابا كيف يتم التخلص منه؟.. أن رؤية الدكتور مريم الذي قدمته متطورة عن " تقدم" و هي ترجع الحل للمائدة السودانية دون أي إقصاء، و لكن "تقدم" التي يرأسها عبد الله حمدوك الذي تهرب من أسئلة الإعلام التي سألته عن رؤيته بتدخل الأمارات و مساعدتها للميليشيا تؤكد أن القرار ليس عنده.. أنما الرجل ينفذ أجندة مرسومة إليه، و يجب أن يقوم بتنفيذها.. هذه العقدة بين الواقع الماثل أمام الكل و بين رؤية دكتورة مريم، و هي رؤية جديرة بالمناقشة لكنها تصبح رؤية مريم و ليست رؤية حزب الأمة.. و هذه القضية إما أن يكون لحزب الأمة رؤية خاصة و بالتالي عليه مغادرة مقاعد تحالف " تقدم" أو تعديل رؤية تقدم و تصبح الأحزاب قائدة للتحالف..
في الجانب الأخر قالت أمال جبر ألله عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في ندوة نظمتها فرعية الحزب الشيوعي في السويد، قال ( أن الحزب يرى أن المخرج من الأزمة هو بناء الجبهة الشعبية لوقف الحرب و استرداد الديمقراطية حتى يكون وقف الحرب مستدام و السلام مستدام و يغير واقع السودان.. و أكدت جبرالله أن المخرج ليس حمل السلاح و الخضوع للقوى الرأسمالية و الإقليمية و العالمية التي تدعم أطراف الحرب و ليس في التخلي عن الأجندة الوطنية و عن مصالح الشعب) و أضافت أمال جبر الله ( أن المفاوضات الجارية لن توقف الحرب لآن هناك هدف هو تطويل أمدها، و أن نوع الأجندة التي يتم مناقشتها ليست لإقاف الحرب أنما لهدنة تتشكل بها حكومة تنفذ برنامج موجود و ليس خفي) أن إشكالية الحزب الشيوعي عجز أن ينزل للأرض لكي يرى الواقع بصورة سليمة و يستطيع أن يتعامل مع تعقيداته.. أما إذا ظل يتحدث الجبهة الشعبية العريضة كما تمسك من قبل بالجذرية دون أن يجد حليفا له غير واجهاته، سيظل بعيدا عن الحل المقنع للأخرين..
أن القيادة الاستالينية في الحزب الشيوعي يجب أن تعلم أن القوى السياسية التي ترفض أن تتعامل معها اليوم، هي المتوفرة الآن في الساحة السياسية، و لا يمكن تجاوزها، و لابد من الجلوس معها، و الاتفاق على الحل السياسي الذي يرضي الجميع.. و إذا كان الذي جاء على لسان أمل جبرالله هو أخر ما في جراب الحزب، أصبح عليه طريقا واحدا أن يبحث عن الديمقراطيون الثوريون و يتحالف معهم لإعادة 25 مايو..
أما محاولة تغبيش الوعي عند الجماهير، بإطلاق مصطلح الثورية، يجب أن تعلم الجماهير أن الثورية التي ينادي بها الحزب الشيوعي ليست هي ثورة ديسمبر، أنما هي قوى البوليتاريا التي يجب أن تقوم بالثورة ضد الرأسمالية لكي تنتزع منها وسائل الانتاج، و تقيم ديكتاتورية البوليتاريا، هي ثورية ليست لها أي علاقة بالديمقراطية، أنما ثورية لها علاقة بالمادية و الصراع الطبقي لديكتاتورية جديدة مدنية.. يجب على الزملاء أن لا يكونوا حجر عثرة في طرق الحلول، و وقف الحرب و إعادة بناء الوطن. و يجب الاتفاق مع الزملاء بمنع كل الدول التي تريد مد أرانب انوفها في الشأن السياسي السوداني الداخلي.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • عن تظاهرات دعم فلسطين.. ثلاث رسائل لـ ثلاثة جماهير
  • السيد القائد: عملياتنا مستمرة .. و لا مكان آمن لليهود في فلسطين المحتلة
  • الإبراهيمية بين التطبيع والتصهين.. قاموس المقاومة (36)
  • الهمس بين مريم المهدي و أمال جبرالله
  • الفلسفة ودورها في المجتمعات العربية المعاصرة.. صوت العقل في زمن التحولات
  • الحوثيون والحكومة اليمنية.. اتفاق بشأن المصارف والخطوط الجوية
  • اتفاق لـخفض التصعيد بين الفرقاء اليمنيين والأمم المتحدة تؤكد مواصلة الجهود لتسوية شاملة
  • "فزعة" اليمنيين تحمل الإيمان والعزة والكرامة
  • السودان بين الرنة الأولى والرنة الثانية !
  • لكي لا ننسى ونحن ننسى