الثورة نت:
2024-11-23@13:32:50 GMT

صنعاء يا قلب العروبة وعنوانها

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

 

 

برغم قتامة الليل العربي الملبد بغيوم الخيانة وسحب الذل والانكسار، ورغم هذا الهوان الإسلامي المسكون بكل مفردات الضعف والتردد والحسرة، تنهض صنعاء كطائر الفينيق من بين أنقاض العدوان، لتصدح بصوت عروبتها رافضة عدوان البرابرة على أبناء جلدتها في فلسطين، معلنةً لكل العالم أن زمن الارتهان الكلي لن يكون ولن يأتي لأرض السعيدة التي ستظل دوحة الرسالة المحمدية وقلب العروبة وعنوانها، صنعاء التي تتماهى مع شجرة الزيتون حين تقاوم التطلع بالتجذر، لم تقف مكتوفة الأيادي وهي ترى عربدة الصهاينة تعبث بجثث أطفال ونساء وشيوخ فلسطين وقطاع غزة، وفي تأصيل مبدئي وتأكيد انتمائها لمحور المقاومة وبدافع من إيمانها وإيمان قيادتها، وفي المقدمة سيدها وقائدها المجاهد سماحة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، هذا الرجل الذي قيضه الله سبحانه وتعالى كي يوقد شعلة الكرامة في ليل العروبة المظلم، وينير بمواقفه الثابتة والراسخة سماء أمة الإسلام بأنوار العزة والانتصار رافضا مبدأ الاستكانة والخنوع متجاهلا غطرسة أعداء الأمة وأعداء وجودها، معلنا اصطفافه إلى جانب مقاومة أهل الحق ضد أهل الباطل أينما كانوا وكيفما كانوا وكانت قوتهم وقدراتهم، غير مكترث بتهديداتهم متجاهلا تحذيراتهم، مؤمنا أنه لنصرة الحق بعثه الله ولهدم أوكار الباطل سخره.


نعم ليقال ما يقال عن ( أنصار الله)، فقد أثبتت مواقفهم في ملحمة الأمة أنهم أصحاب مواقف عربية وإسلامية مبدئية ثابتة، مواقف لا تخضع لجدلية الربح والخسارة ولا تخضع للحسابات الضيقة أو لقوانين المرحلة، ولذا سجلوا وعلى رؤوس الأشهاد وبكل ثقة واقتدار موقفا عجزت عن الإتيان بمثله دول وأنظمة وجيوش تمتلك من القدرات والعدة والعتاد ما يفوق ربما بمئات المرات قدرات أنصار الله وسلطة صنعاء، لكنهم للأسف لا يمتلكون إرادة وقيم وأخلاقيات وإيمان أنصار الله الذين اصطفوا إلى جانب أشقائهم في فلسطين بمشاعرهم وإعلامهم وإمكانياتهم المادية والمعنوية وبصواريخهم الباليستية وطائراتهم المسيرة التي تضرب العمق الصهيوني المحتل للمرة السادسة، وهم على جاهزية لمواصلة هذا الالتحام بالمعركة، مؤمنين بأن معركة طوفان الأقصى ليست معركة الشعب العربي في فلسطين بل هي معركة كل العرب وكل المسلمين وكل الأحرار الرافضين للغطرسة الصهيونية الأمريكية الإمبريالية بدوافعها الاستعمارية البغيضة.
صنعاء بقيادة الأنصار لم تستحدث هذا الموقف ولم تأت بجديد فيه، بل هو فعل وموقف  طبيعي يفترض أن يقوم به ويأتي بمثله كل عربي وكل مسلم، باعتبار هذا الموقف تجسيدا طبيعيا لوحدة الهوية والانتماء ووحدة العقيدة الإسلامية التي يختزلها رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، بقوله (  مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى)  صدق رسول الله.
وهو تجسيد لوحدة الهوية العربية ووحدة الجغرافية والمصير، وأن العدو الذي يرتكب المجازر في فلسطين منذ 75 عاما وليس منذ 7 أكتوبر إنما هو عدو كل الأمة من محيطها إلى خليجها، وما هذه الاستكانة والذل التي تعيش بهما أمة العرب إنما هي جزء من السلاح الصهيوني الأمريكي الذي عمل على مدى عقود لتدجين الوعي واستلاب الارادة ومصادرة الكرامة والسيادة عن دول وأنظمة غدت أسيرة الارتهان ومكبلة بأغلال الذل وبثقافة الاستسلام.
نعم.. نحني هاماتنا لسلطة صنعاء وللإخوة في قيادة أنصار الله الذين يكرسون ميدانيا حقيقة انتمائهم العربي ويكرسون هويتهم الإيمانية متحدين كل الحواجز والحدود المصطنعة، غير مكترثين أو آبهين بكل التهديدات الإمبريالية والاستعمارية، ومن ذا الذي لديه ذرة من كرامة ونخوة وإنسانية يمكنه أن يرى ما يجري في فلسطين وقطاع غزة من جرائم وحشية وحرب إبادة.. ويصمت..؟!
فما بالكم إن كان المشاهد عربيا تجري في عروقه دماء العروبة وتتشكل قناعته الفكرية والثقافية بقيم واخلاقيات الإسلام، وفي اليمن هناك فائض من قيم العروبة والإسلام، لدرجة أن معركة فلسطين غدت معركتهم وعلى أنفسهم آلوا أن لن يبقوا مكتوفي الأيادي أو متفرجين كالبقية لما يجري في فلسطين مثل البقية الذين فقدوا كل صلة بالعروبة والاسلام وأصبحوا مجرد بيادق بيد الصهاينة والأمريكان وحولوا أوطانهم إلى ( كازينوهات وبارات وأسواق استهلاكية)  ومنتجعات ترفيهية وسياحية نزولا عند رغبة أعداء الأمة الذين يشيدون بكل خطوة  نحو الانحطاط يقدم عليها هذا النظام العربي أو ذاك..؟!
في هذا الزمن، زمن الارتهان والانكسار والتبعية للأعداء، تعلن صنعاء موقفها العروبي والاسلامي وتعبر عن انحيازها المطلق لجانب المستضعفين في الأرض وفي المقدمة أبناء فلسطين الذين يدفعون اليوم ثمن خيانة النظام العربي المرتهن.. إن صنعاء بقيادة الأنصار تعكس بمواقفها القومية والعروبية قناعات وإرادة الشعب اليمني الذي يرتبط بعلاقة وجدانية مع فلسطين الثورة والقضية منذ سنوات موغلة، غير أن الجديد في ابتكار الأنصار هو هذا الدعم والاسناد ببعده العسكري المتمثل بالصواريخ والمسيرات، وكأن لسان حال الأنصار يقول “لقد أغلقتم الحدود أمامنا ومنعتمونا من المشاركة الميدانية، فلا ضير إذاً فلدينا طرق أخرى تمكننا من المشاركة وبوسائل أكثر إيلاما وفعالية،” وسائل أكثر نجاعة وأكثر قدرة على إيلام العدو وردعه بغض النظر عما يسوقه أبواق المتخاذلين وتندرهم، الذين يفترض أن يتندروا على أنفسهم وعلى مواقف أسيادهم المخزية التي تكشف عن حالة انحطاط في الوعي والتفكير والسلوك، وأقصد بهؤلاء أولئك الذين يشككون بمواقف صنعاء وأنصارها المناصرين لقضايا الأمة المساهمين بمعركة تحرير الأمة من رجس الاستعمار الصهيوني والهيمنة الأمريكية وتخاذل المنبطحين الذي يرون أن (قوة الأمة بضعفها)  وأن انتصارها بتحقيق الرفاهية وإنشاء المزيد من المدن السياحية.
تحية إجلال وتقدير لقيادة الأنصار ولسيدهم المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي يرفع بيارق المجد في زمن الانكسار ويوقد شعلة الكرامة في ليل العرب المظلم..
والتحية والإجلال لجيشنا اليمني الحر والبطل ولقواتنا الصاروخية التي أربكت حسابات الصديق قبل العدو، وذعر منها العدو واستهان بها البعض ولكن غدا سيدرك الذين كفروا أي منقلب ينقلبون.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مديرية الوحدة تُقيم الفعالية الختامية لذكرى السنوية للشهيد

الثورة نت/..

أقامت مديرية الوحدة في أمانة العاصمة، اليوم، الفعالية الختامية للذكرى السنوية للشهيد ١٤٤٦هـ، تحت شِعار “ثقافة الشهادة هي ثقافة البقاء”.

وفي الفعالية، أشار نائب رئيس مجلس الشورى، ضيف الله رسام، إلى أن الاحتفاء بهذه المناسبة يعد تجديداً للعهد والوفاء لهؤلاء الشهداء، وتأكيداً على ارتباط الأمة بهم، وحرصها على تذكر بطولاتهم وتضحياتهم، وغرسها في وجدان الأجيال.. داعياً إلى الاهتمام بالتحشيد ورفد الجبهات، والسير على خطى الشهداء.

واستعرض منزلة ومكانة الشهيد في الإسلام، وما حباه الله للشهداء من كرامة، بما يجعلهم فخرا لأهلهم، وشفعاء لهم يوم القيامة.. قائلاً: “لولا هؤلاء الشهداء لم ننعم نحن بالأمن والخير، فنحن ندين لهم بما قدموه من تضحيات في سبيل الله، وللحفاظ على أمننا واستقرار وسيادة بلادنا”.

فيما ألقى الشيخ جبري إبراهيم كلمة بالنيابة عن أسر وأقارب الشهداء، أعرب -خلالها- عن فخر أبناء وأسر الشهداء، واعتزازهم بتضحيات ذويهم، التي ستبقى وسام شرف وكبرياء وشموخ.. مؤكداً استعدادهم لبذل الغالي والنفيس من أجل الوطن، ونصرة قضايا ومقدسات الأمة.

وقال: “إنه ومهما كانت حجم الإشادة بأسر الشهداء وعائلاتهم، فإننا لم ولن نستطيع أن نوفيهم حقهم من التكريم الذي يليق بهم، ويعبّر عن العرفان بقدرهم ودورهم في التضحية والجود بأعز ما لديهم، وهم الشهداء”.

ولفت إلى حجم التضحيات، التي قدمها الشهداء، في مواجهة قوى العدوان والاستكبار.. مشيراً إلى أن ذكرى الشهيد عزيزة على القلوب، وتستحق إعطاءها الأهمية، التي ترتقي إلى جسامة التضحيات.

من جانبه، ثمَّن مدير المديرية، سامي حميد، التضحيات العظيمة التي قدمها الشهداء للدفاع عن الوطن أرضاً وإنساناً، وكذا صمود وثبات أسرهم، ومواقفها المشرفة، وتقديمها قوافل المال والرجال.. حاثاً على الاهتمام والعناية بأبناء وأسر الشهداء كأقل واجب يمكن تقديمه لهم.

وأكد أن مواقف العز والشرف، التي جسدها الشهداء العظماء والمجاهدون الأوفياء، بتضحياتهم وبطولاتهم وهم يؤدون واجبهم الديني والوطني، ستظل ماثلة أمام أعين اليمنيين جميعاً، يستلهمون منها القوة والعزيمة والإصرار في مواصلة الجهاد والتضحية حتى تحقيق النصر.

وجدَّد العهد والوفاء لدماء الشهداء، والسير على دربهم في مواجهة قوى العدوان والأعداء، ونصرة أبناء وقضايا الأمة ومقدساتها.. مشيراً إلى أن الشهداء هم المنارة التي تُنير درب الأجيال المتعاقبة، وتتعلم منهم قيم العطاء والبطولة والفداء في سبيل الوطن.

فيما أكد الناشط الثقافي، أبو زيد الظاهري، أهمية هذه المناسبة لِما تحمله من معاني دينية وأخلاقية وإنسانية؛ تكريماً للشهداء العظماء الذين جعلوا أرواحهم منبراً للنصر ونموذجاً للشهادة في سبيل الله، والذود على حياض الوطن.

وأشار إلى أن ما ينعم به اليمن من أمن واستقرار وحرية وكرامة يأتي بفضل تضحيات الشهداء، التي تستمد الأمة منهم الوعي والبصيرة والصمود والثبات في مواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة.

وحث على استحضار الدروس من ذكرى الشهيد، وتضحيات الشهداء الذين جادوا بأنفسهم في سبيل الله، والتحرر من قوى الطاغوت والاستكبار، واقتفاء مآثرهم البطولية وعطائهم في مواجهة طواغيت الاستكبار العالمي.

تخلل الفعالية، بحضور قيادات محلية وتنفيذية وإشرافية وعقال ومشايخ وشخصيات اجتماعية وجمع كبير من أسر الشهداء وأبناء المديرية، كلمات وفقرات معبّرة عن عظمة المناسبة.

مقالات مشابهة

  • برمة ناصر: بيان مؤسسة الرئاسة بحزب الأمة القومي غير شرعي والقرار الذي اتخذ في مواجهة إسماعيل كتر جاء بعد مخالفات واضحة، تتجاوز صلاحياته كمساعد الرئيس
  • شاهد الشخص الذي قام باحراق “هايبر شملان” ومصيره بعد اكتشافه وخسائر الهايبر التي تجاوزت المليار
  • ثمار الشهادة في سبيل الله
  • مسيرة تضامنية في لحج مع فلسطين ولبنان
  • خطيب المسجد النبوي: الإيمان وحسن الظن بالله هما السر الكامن في ثبات الأمة وقت الأزمات
  • جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فرنسا لأجل فلسطين
  • جارديم يبدأ مشواره مع العين بفوز كبير على العروبة
  • مديرية الوحدة تُقيم الفعالية الختامية لذكرى السنوية للشهيد
  • ???? الذي تغير أن بريللو أكتشف كذب حمدوك وشلته الذين رسموا له المشهد على غير حقيقته
  • ممثل الاتحاد الأوروبي لدى فلسطين :"ندعم المسار السياسي الذي يستهدف تعزيز الاستقرار"