صحيفة البلاد:
2025-01-19@05:07:27 GMT

السب والشتم

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

السب والشتم

نهى الله عزّ وجلّ عن سب فئة من الناس فقال: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم..) الأنعام/108، وكذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لعن إسرائيل وهو يعقوب، لكنه لم ينه عن لعن اليهود، هذا ما رواه الشيخ صالح الفوزان في وسائل التواصل الاجتماعي. وبدون ذكر اسمي الإذاعتين العربيتين في السبعينات، فقد كانتا تلعن بعضهما بعضاً بعبارات خارجة عن الأدب والذوق كأن يقول المذيع: رئيس ما يسمى بالنظام…

كذا ويقصد رئيس جمهورية عربية فيها العلم والثقافة ومعرض دولي يقام كل عام، فكيف بالله يشعر المستعبد الميل للذهاب للسياحة في بلد ملعون رئيسه؟ أين نحن من قوله تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن) (وقولوا للناس حسنا) بل هل عرفنا أدب الحواري قوله تعالى: (وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)، وفي هذا الأسلوب ينزل إلى مستوى الخصم ونعني نعرف أننا على حق، صحيح هذا ما أمر به الله تعالى نبيه الكريم المعصوم محمد بن عبد الله الذي بعث ليتمم مكارم الأخلاق، فمن باب أولى أن يقتدي كل بنا بهذا الأمر القرآني.

إن سيكولوجية الحوار تحتاج إلى نبذ التعاظم والحماقة والكذب في تعاملنا حتى مع العدو. ويمتاز الإعلام السعودي بالزام المنهج الرباني المنوه عنه أعلاه، بل إنه في حواره يلجأ المحاورون إلى قرع الحجة بالحجة دون تعرض لنظام الحكم في البلد الذي يحاور ممثله المتحاور السعودي سواء في الإذاعة أو التلفزيون أو الصحافة، وفي هذا الأسلوب يستطيع الرأي العام، المكون من مساع وقارئين ومشاهدين، أن يقيس درجة المصداقية في الحجة فيكشف زيف الحرب النفسية – إذا جاز التعبير – التي يتخذالطرف الآخر سلاحاً مغموساً بالحسد والغل، الذي نهى الله الأنبياء عنه، فما بالنا بغير الأنبياء؟ قال تعالى: (ما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة)

ومن الأمثلة الرائعة موقف النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس مع السيدة عائشة رضي الله عنها، إذ اقتحم رجل يهودي فقال: “السلام عليك يا محمد” فرد عليه: “وعليكم السلام”. فقالت السيدة عائشة: “لعنة الله عليك”، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما هكذا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله”. فقالت: “أما سمعت يا رسول الله؟” قال: “سمعت وقلت له: وعليكم”. هكذا يتجلى بلاغة النبي صلى الله عليه وسلم فقد رد على اليهودي بالقول البليغ الذي يتغلغل في نفس المنافق فلا يجد جوابًا إلا التسليم، قال تعالى: “وَقُل لَّهُمْ قَوْلًا بَلِيغًا”. والله الهادي إلى سواء السبيل.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

الإفتاء : الإسلام حث على تعليم البنات والإحسان إليهن

قالت دار الإفتاء المصرية إن تعليم البنات حقٌّ واجبٌ شرعًا على الآباء، فهو من حقوق الولد ذكرًا كان أو أنثى، وإهمالُ الآباء في ذلك بمنعهم من الالتحاق بالمدارس أو تسريحهم منها هو حرمانٌ لهم مِن هذا الحق الأصيل.

الإسلام حث على طلب العلم ورغَّب فيه

واوضحت الإفتاء أن الإسلام حث على طلب العلم ورغَّب فيه وأعلى شأن طالبيه؛ فقال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ [المجادلة: 11]، وهذا الشرف حاصلٌ لـِمَنْ طَلَب علمًا دينيًّا يصلح به أمر آخرته، أو علمًا دنيويًّا يصلح به أمر دنياه؛ فقد نصَّ الفقهاء على أن طلب العلوم الدنيوية مما تتوقف عليه مصالح العباد يُعدُّ من فروض الكفايات. "رد المحتار" لابن عابدين (1/ 42، ط. دار الفكر)، و"روضة الطالبين" للنووي (10/ 217، ط. المكتب الإسلامي).

والتعليم يُعدُّ من حقوق الولد على والده؛ لقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم: 6].

قال الإمام الجصاص في "أحكام القرآن" (3/ 624، ط. دار الكتب العلمية): [قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التحريم: 6]، روي عن علي رضي الله عنه في قوله: ﴿قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ﴾ قال: "عَلِّمُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ الْخَيْرَ"، وقال الحسن: "تُعَلِّمُهُمْ وَتَأْمُرُهُمْ وَتَنْهَاهُمْ".

قال أبو بكر: "وهذا يدل على أن علينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير وما لا يستغنى عنه من الآداب"، وهو مثل قوله تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ [طه: 132]، ونحو قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ. [الشعراء:214].

ويدل على أن للأقرب فالأقرب منا مزية به في لزومنا تعليمهم وأمرهم بطاعة الله تعالى، ويشهد له قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، ومعلوم أن الراعي كما عليه حفظ من استرعي وحمايته والتماس مصالحه فكذلك عليه تأديبه وتعليمه: وقال عليه السلام: «فَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْأَمِيرُ رَاعٍ عَلَى رَعِيَّتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ»]اهـ.

ولا فرق في ذلك بين ذكر وأنثى، فخطاب الشرع الشريف لم يفرِّق في الحث على طلب العلم بين ذَكَرٍ وأنثى، كما أنَّ حاجة الأنثى إلى التعليم كحاجة الذَّكَر تمامًا.

ولقد حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على تعليم المرأة، وخَصَّص لها مجالس وأيامًا حتى تتزود من العلم ما يخصها ويتعلق بشئونها مما تتفرد به عن الرجل؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يومًا من نفسك، فوعدهن يومًا لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن: «ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من ولدها، إلا كان لها حجابًا من النار فقالت امرأة: واثنتين فقال: صلى الله عليه وآله وسلم واثنتين» متفق عليه.

وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "نعم النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين" رواه ابن ماجه في "سننه".
 

مقالات مشابهة

  • الإفتاء : الإسلام حث على تعليم البنات والإحسان إليهن
  • لماذا حذر النبي من الكذب المتعمد عليه ؟ .. علي جمعة يجيب
  • حث عليهما النبي.. كلمتان لفتح أبواب البركة والرزق لا تتركهما نهائيًا
  • يسري جبر: يد سيدنا النبي مباركة ومحققة لإرادة الله
  • «الشيخ يسري جبر»: يد سيدنا النبي مباركة ومحققة لإرادة الله
  • دعاء النبي قبل النوم .. ردد هذه الأدعية النبوية للحفظ من كل مكروه
  • تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التخلف عن صلاة الجمعة كسلًا وتهاونًا
  • فضل الصلاة على النبي 1000 مرة .. 40 مكافأة ربانية لصاحبها.. وهذه أفضل صيغة
  • في ليلة الجمعة.. صيغ الصلاة على النبي ﷺ
  • تسبب العمى.. حركة في الصلاة حذر منها النبي