قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن العالم مر خلال السنوات الماضية بعدد من الأزمات أولها جائحة كورونا ثم التغيرات المناخية التي تسببت في نقص الإمدادات ثم الحرب الروسية الأوكرانية والتي زادت من الأزمة الاقتصادية العالمية وضعف معدلات النمو ونقص الإمدادات وزيادة سعر الطاقة والشحن والنقل

أضاف في تصريحاته له اليوم، أنه  ما تسبب في ارتفاع معدلات التضخم بنسب كبيرة في كل دول العالم ومن بينها مصر، وهذا تسبب في انسحاب الأموال الساخنة من كل دول العالم ومن مصر متجهة ناحية السوق الأمريكية الذي أصبح أكثر جاذبية خاصة بعد قيام الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة بأعلى وتيرة منذ حوالي 40 عاما، إضافة لتمسك المستثمرين بالدولار كملاذ آمن ضد الأخطار المالية، موضحا أن مصر خرج منها ما يزيد عن 22 مليار دولار من الأموال الساخنة ما تسبب في نقص العملة الأجنبية وزيادة الضغوط على الجنيه ما تسبب في انخفاض قيمته أمام الدولار .

سوق تداول وضريبة على الكربون.. الشيوخ يواصل مناقشة دراسة بشأن التنمية الاقتصادية والحد من مشكلات البيئة.. ومطالبة برلمانية بدعم محدودي الدخل الحكومة ترد على فيتش بعد تصنيفها السلبي عن مصر: الاقتصاد المصري مازال قادرًا على مواجهة التحديات.. وتوفير الاحتياجات التمويلية الخارجية

أوضح غراب، أن تصنيف فيتش يشير إلى بطء التقدم في الإصلاحات، إضافة إلى تأخير الانتقال إلى نظام أكثر مرونة لسعر الصرف ومراجعات برامج صندوق النقد الدولي، وزيادة المخاطر التي تهدد التمويل الخارجي لمصر، كاشفا  أن ربط وكالات التصنيف سواء فيتش وغيرها التصنيف الائتماني بمراجعة صندوق النقد الدولي هو تقييم غير عادل وغير محايد، لأن تقييمها لم يتم وفقا للأوضاع الاقتصادية المستقرة جدا في مصر، إضافة لالتزام مصر بسداد ديونها الخارجية رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية التي تواجهها مصر بسبب الحروب، فقد سددت مصر ٥٢ مليار دولار التزامات خارجية خلال العامين الماضيين، مضيفا أن الاقتصاد المصري مازال قادر على توفير الاحتياجات التمويلية الخارجية .

 تابع غراب، أن مصر نجحت في إصدار سندات الباندا في السوق الصينية المقومة باليوان بما يعادل 500 مليون دولار، كما نجحت في طرح سندات الساموراي بالين الياباني بقيمة 500 مليون دولار في مارس 2022، وتطرح هذه الأيام الإصدار الثاني من سندات الساموراي بقيمة 75 مليار ين ياباني ما يعادل نحو نصف مليار دولار، لأجل خمس سنوات بعائد متوسط 1.5%، موضحا أن هذا يؤكد سهولة حصول مصر على التمويل الخارجي بعكس تصنيف مؤسسة فيتش، هذا بالإضافة إلى اتفاق مبادلة الديون بين مصر والصين والذي يهدف لإقامة مشاريع استثمارية صينية في مصر مقابل إسقاط تلك الديون عن الدولة، ما يقلل من ديون مصر الخارجية، إضافة لتحديد مصر مصادر توفير احتياجاتها التمويلية الخارجية بنحو 4 مليار دولار حتى نهاية العام المالي الحالي .

ولفت غراب، إلى أن الفترة القادمة سيتم الانتهاء من مراجعة صندوق النقد الدولي ما يعقبه تحسن التصنيف الائتماني مرة أخرى لدى كافة وكالات التصنيف، موضحا أن مصر تتحرك في اتجاه توفير احتياجاتها من العملة الصعبة بعدد من المبادرات والقرارات منها زيادة دخل قناة السويس لهذا العام ليصل 12 مليار دولار وزيادة إيرادات قطاع السياحة، إضافة إلى طرح مبادرة استيراد سيارات المصريين العاملين بالخارج والتي ستسهم في زيادة السيولة الدولارية، إضافة لقرار البنك المركزي بشأن استخدام البطاقات الائتمانية وبطاقات الخصم المباشرة في الخارج لمنع التلاعب، إضافة إلى أن الدولة نجحت من خلال برنامج الطروحات الحكومية في التخارج من عدد من الأنشطة الاقتصادية بقيمة 2.5 مليار دولار خلال الربع الأول من العام المالي الحالي، كما سيتم التخارج من عدد من الأنشطة الأخرى بقيمة تتراوح ما بين 4 إلى 5 مليار دولار حتى يونيو المقبل وفقا للاحصائيات الرسمية ما يزيد تدفقات النقد الأجنبي، لتغطية احتياجات الاقتصاد المصري.

تابع غراب، أن تحرك الدولة في عقد صفقات كصفقة مبادلة الديون وصفقة مبادلة العملة مع الإمارات، وتحركها لعقدها مع تركيا وغيرها من الدول، خاصة بعد انضمام مصر لتجمع بريكس والذي سيبدأ تطبيقه خلال يناير القادم وبدء المعاملات التجارية بين مصر ودول التجمع بالعملات المحلية ما يقلل من اعتماد مصر على الدولار وسيمثل انفراجة كبيرة في توفير مستلزمات الإنتاج وخاماته دون الحاجة للدولار، إضافة إلى أن دعوات المقاطعة للمنتجات الأجنبية تسهم في تخفيض بعض الواردات ما يقلل الضغط على الدولار، كما تسهم في تعظيم الصناعة الوطنية وإحلال المنتج المحلي محل المستورد ما يعظم الصناعة الوطنية وينشط الاقتصاد الوطني ، مضيفا أن الاحصائيات الرسمية أكدت أن الاستثمارات الأجنبية بلغت 10 مليار دولار العام المالي الماضي، وترتفع لـ 12 مليار دولار مع التوسع في برنامج الطروحات . 

وقال غراب، أن بعض قرارات مؤسسات التصنيف الائتمانية مسيسة نوعا ما خاصة لأنها تأتي عكس الواقع في استقرار الاقتصاد المصري، موضحا أن وكالات التصنيف أمريكية ومقرها بالولايات المتحدة الأمريكية، وأنه بعد انضمام مصر لتجمع بريكس إضافة لتنويع مصر مصادر تمويلها وتنويع علاقاتها الاقتصادية، إضافة لموقف مصر من القضية الفلسطينية فهناك ضغوطا تمارس على مصر وقد تأتي تقارير مؤسسات التصنيف نوعا من الضغوط السياسية على مصر، لأن الاقتصاد المصري مستقر ويحقق تقدما خاصة أن الدولة تمضي في مسيرة الإصلاحات الاقتصادية والهيكلية وتهيئة بيئة الأعمال فأصبحت جاذبة للاستثمارات الأجنبية والقطاع الخاصة من خلال بنية تحتية وتشريعية قوية حيث أقرت مصر وثيقة سياسة ملكية الدولة لزيادة مساهمة القطاع الخاص بنسبة 65% في الاستثمارات المنفذة.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سلاسل الامداد مال واعمال اخبار مصر الاقتصاد العالمى جائحة كورونا الحرب الروسي الأوكرانية الاقتصاد المصری ملیار دولار إضافة إلى تسبب فی

إقرأ أيضاً:

نصيحة رمضانية.. خبير اقتصادي يحث على التخطيط المالي المبكر لمواجهة متطلبات العيد

دعا الدكتور عبداللطيف صابر، الأستاذ المساعد للمالية والاقتصاد بجامعة جدة، الأسر لتبني نهج التخطيط المالي المنظم، مؤكداً أنه السبيل الأمثل لتجاوز الضغوط المالية التي قد تواجهها العديد من الأسر خلال شهر رمضان المبارك وما يليه من مواسم كالعيد.
وأشار الدكتور صابر، إلى أن التحديات المالية التي تعاني منها بعض الأسر في رمضان غالباً ما تنبع من عدم وجود استعداد مسبق لمواجهة المصروفات الإضافية أو المفاجئة التي يتطلبها الشهر، ما يضع عبئاً على كاهل رب الأسرة.
أخبار متعلقة التسوق المبكر للعيد.. خيار العائلات الذكي لتجنب زحام اللحظات الأخيرةفيديو| نصيحة رمضانية.. كيف تتجنب الأعباء المالية خلال العيد؟فيديو| نصيحة رمضانية.. أستاذ جامعي: الرحمة جوهر ليالي رمضان الأخيرةوشدد على أن الحل الفعال يكمن في إعداد خطة مالية سنوية شاملة ومتوازنة تربط بوضوح بين مصادر الدخل والمصروفات المتوقعة على مدار العام.د. عبداللطيف صابرتقسيم المصروفاتوأوضح الخبير الاقتصادي أن هذه الخطة يجب أن تتضمن تقسيماً استباقياً للمصروفات السنوية الكبيرة والمتكررة، مثل تكاليف مستلزمات العيد أو كسوة الأسرة، على أشهر السنة.
وضرب مثالاً عملياً لذلك، مبيناً أنه إذا كانت التكلفة التقديرية لهذه البنود لعائلة متوسطة تصل إلى 5000 ريال، فإنه يمكن توزيع هذا العبء عبر ادخار مبلغ يقارب 600 ريال شهرياً على مدار العام.
وأضاف الدكتور صابر أن تطبيق هذا الأسلوب في الادخار المنتظم يضمن توفر السيولة المالية اللازمة عند حلول وقت الحاجة إليها، مثل شهر رمضان أو فترة الأعياد، دون أن يسبب ذلك ضغطاً مالياً كبيراً ومفاجئاً على ميزانية الأسرة الشهرية. وأكد أن هذا التنظيم لا يتطلب سوى الالتزام والانضباط المالي.
وجدد الدكتور عبداللطيف صابر تأكيده على أهمية التخطيط المسبق والانضباط في إدارة الشؤون المالية للأسرة، لافتاً إلى أن هذا النهج لا يضمن الاستقرار المالي فحسب، بل يتيح للأسر أيضاً فرصة الاستمتاع بأجواء رمضان الروحانية والاجتماعية دون أن يعكر صفوها أي ضغوط أو هموم اقتصادية.

مقالات مشابهة

  • لبنان والسعودية يناقشان رفع الحظر عن الصادرات وتعزيز الشراكة الاقتصادية
  • كوريا الجنوبية: تخصيص 6.8 مليار دولار لمواجهة حرائق الغابات وتهديدات التجارة
  • كوريا الجنوبية تعتزم تخصيص 6.8 مليار دولار لمواجهة حرائق الغابات وتهديدات التجارة
  • خبير اقتصادي: أي حلول لإنقاذ الدينار لن تنجح دون استقرار سياسي
  • المخاوف الاقتصادية تعصف بمؤشرات وول ستريت.. والأنظار تتجه إلى التضخم
  • خبير اقتصادي يكشف عن خسائر ضخمة للحرب في اليمن وتأثيراتها
  • خبير اقتصادي: القارة الأفريقية عمق استراتيجي وقومي لمصر
  • نصيحة رمضانية.. خبير اقتصادي يحث على التخطيط المالي المبكر لمواجهة متطلبات العيد
  • خبير اقتصادي: تمويل "أوبن أي آي" البالغ 40 مليار دولار "فقاعة استثمارية"
  • خبير: تمويلأوبن أي آي البالغ 40 مليار دولار يشير إلى فقاعة استثمارية