عربي21:
2024-11-21@16:35:37 GMT

دعم المحروقات في ليبيا.. الضرورة المعضلة

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

تضمنت أجندة اجتماع رئاسة الوزراء اليومين الماضيين ملف دعم المحروقات والنظر فيما تعرضه الجهات المختصة بالخصوص، ونقول أنه ومنذ الأزمة الاقتصادية مطلع الثمانينيات واستفحالها خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي وقضية الدعم على طاولة البحث لدى أصحاب القرار، وقدمت لمعالجتها العديد من الدراسات، غير أنها ظلت مسألة عصية على الحل.



منذ الانقسام السياسي العام 2014م صار موضوع دعم المحروقات حاضرا بقوة بعد أن ازداد تهريب الوقود المدعوم وذلك بسبب الفارق الكبير بين أسعاره في ليبيا وخارجها.

تأتي ليبيا في التريب الثالث عالميا من حيث رخص لتر البنزين، والذي يبلغ 3 سنتات تقريبا وفقا للسعر الرسمي للدولار مقابل الدولار، وأقل من ذلك مقارنة بسعر الدولار في السوق السوداء، ويباع البنزين في السعودية بأكثر من 30 سنتا ونحو 70 سنتا في دولة الإمارات.

كاتب المقال بالأمس ملأ خزان سيارته الخاصة والذي تبلغ سعته 60 لترا فقط بـ 9 دينار ليبي (1.7 دولار)، فيما كلفه نفس سعة خزان البنزين تقريبا في اسطنبول قبلها بأيام 1800 ليرة تركية (نحو 63 دولارا) وهو ما يعادل 330 دينارا ليبيا تقريبا!!

إن الجميع يتفقون على عدم القبول باستمرار بيع البنزين وغيره بالأسعار الحالية، وهذه مسألة حاسمة في الجدل حول دعم المحروقات، إلا أنهم يختلفون في طريق رفع الدعم والبدائل التي تقدم للمواطنين في حال رفع سعر الوقود إلى مستوى مقارب لأسعاره في دول الجوار العربي والأفريقي والأوروبي.ولأن سعر البنزين يتعدى الدولار في تونس ومالطا وإيطاليا، فإن عمليات تهريب وإتجار واسعة تقع وتشرف عليها شبكات معقدة تتداخل فيها أطراف محلية وخارجية لتستفيد من فارق السعر الكبير بين دولة المصدر والدول المستقبلة، وبحسب بيانات رسمية فإن تهريب الوقود يكلف الخزانة الليبية نحو 30 مليار دينار في السنة.

وبرغم الخسائر الكبيرة إلا أن قرارا لم يتخذ لوقف هذا الهدر الكبير، ولن يكون مبررا الخوف من ردود الفعل الشعبية تجاه معالجة مسألة دعم المحروقات، فقد تم رفع الدعم عن المواد الغذائية الأساسية، وتكيف الليبيون مع هذه القرار.

وبالعودة إلى آراء الخبراء الاقتصاديين وغيرهم، فإن الجميع يتفقون على عدم القبول باستمرار بيع البنزين وغيره بالأسعار الحالية، وهذه مسألة حاسمة في الجدل حول دعم المحروقات، إلا أنهم يختلفون في طريق رفع الدعم والبدائل التي تقدم للمواطنين في حال رفع سعر الوقود إلى مستوى مقارب لأسعاره في دول الجوار العربي والأفريقي والأوروبي.

ما يدعو إليه العديد من الخبراء هو الرفع التدريجي لسعر المحروقات في مقابل بدائل تعوض المواطن الخسائر وتخففه عنه عبء الزيادة المقررة في السعر، وقال وزير الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنية أن اللجنة التي كلفت لدراسة هذا الموضوع اقترحت عدة بدائل منها اعتماد بطاقة او كوبون الوقود والذي يمنح كل فرد أو أسرة كمية محدودة من الوقود بالسعر المدعوم الحالي، وما ما عداها من زيادة في استهلاك الوقود تتحصل عليه بالسعر بعد رفع الدعم.

وهناك البديل النقدي، في حدود 900 دينار للفرد في السنة، بعد رفع الدعم عن المحروقات، وهو الأكثر رواجا، إلا إن اللجنة ومن ورائها وزارة الاقتصاد ومن بعدها رئاسة الوزراء لم تتوصل إلى سياسة محدودة وقرار فاصل في الموضوع، والتكهنات تدور حول تخوفات ذات طبيعة سياسية وأمنية، منها ردود الفعل الشعبية في فترة تحتاج فيها الحكومة إلى الهدوء والتأييد الشعبي، وكذلك الضغوط التي يمارسها أصحاب المصالح، فهناك نافذون في الدولة ارتبطت مصالحهم وتعاظمت ثروتهم من تهريب الوقود.

الهدر الكبير في أموال الليبيين بتهريب والاتجار في الوقود في زيادة وليس العكس، ويترتب على استفحاله تداعيات كبيرة منها تعاظم نفوذ المجموعات المهربة، حتى أن مؤسسات رسمية تتورط في تهريب الوقود وتقوم بتصديره على الملأ دون أن يتجرأ أحد على صدها. وقد لا يجدي كثيرا مواجهة هذه اللوبيات بالقوة، وهو أمر مطلوب، إلا أن هشاشة الدولة وفروقات الأسعار المغرية ستجعل من السيطرة عليها أمرا متعذرا، لهذا فإن مراجعة دعم الوقود وإعادة النظر في سعر المحروقات خيار لابد منه، إلا أنه يتطلب حكمة وروية في تطبيقه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أسعاره ليبيا الجدل ليبيا نفط أسعار جدل سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دعم المحروقات تهریب الوقود رفع الدعم إلا أن

إقرأ أيضاً:

العراق..صادرات زيت الوقود تتجه لأعلى مستوياتها

ذكرت مصادر وبيانات شحن، أن صادرات العراق من زيت الوقود من المتوقع أن تسجل هذا العام أعلى مستوياتها السنوية على الإطلاق بعد تعزيز البلاد للشحنات في أكتوبر الماضي، وسط تراجع الطلب المحلي حتى مع زيادة الإنتاج.

وستدعم زيادة صادرات زيت الوقود عائدات النفط لثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، على الرغم من ركود شحنات الخام هذا العام بسبب قيود على الإنتاج وضعها تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم أعضاء «أوبك» إلى جانب حلفاء آخرين.

ومن المتوقع أيضاً أن تساهم زيادة الصادرات العراقية في زيادة المعروض العالمي وخفض الأسعار المتزايدة في آسيا مع خفض تكاليف المواد الخام في المصافي.

ووفقاً لحسابات تستند إلى بيانات من «كبلر» ومجموعة بورصات لندن، من المتوقع أن تتجاوز صادرات العراق من زيت الوقود 18 مليون طن متري (380 ألف برميل يومياً) لعام 2024، وهو حجم سنوي قياسي، لتتجاوز الرقم القياسي المسجل العام الماضي والذي زاد على 14 مليون طن.

وتجاوزت الصادرات 2.15 مليون طن متري في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو أكبر مستوى شهري على الإطلاق، وفقاً لـ«كبلر» ومجموعة بورصات لندن.

وتتجه معظم شحنات العراق من زيت الوقود إلى سنغافورة والهند.

وقال بالاش جين المحلل المعني بسوق النفط في الشرق الأوسط لدى «إف جي إي»، وفق «رويترز»، إن صادرات العراق من زيت الوقود في أكتوبر جاءت وسط انخفاض موسمي في الطلب المحلي بنحو 100 ألف برميل يومياً مقارنة مع الشهر السابق.

وأشار رسلان خصاونة، كبير المحللين المعنيين بالنفط في «كبلر»، إلى أن «صادرات العراق من زيت الوقود تتجه بفارق كبير نحو تسجيل مستوى قياسي هذا العام بعد زيادة الإنتاج المحلي مع إعادة فتح مصفاة كربلاء».

ووفقاً لوحدة أبحاث النفط في مجموعة بورصات لندن (إل إس إي جي أويل ريسيرش)، اتجه العراق إلى كبح صادرات الخام لتعويض الإنتاج الزائد التزاماً بالحصص المحددة في «أوبك بلس»، وذلك عبر معالجة كميات أكبر من الخام في المصافي وتحويلها إلى منتجات نفطية.

وقال إمريل جميل، أحد كبار المحللين المعنيين بالنفط في «إل إس إي جي أويل ريسيرش»: «نعتقد أن العراق زاد إنتاجه من المنتجات النفطية من أجل البقاء ملتزماً باتفاق خفض الإنتاج على الرغم من فائض الخام».

وتوقع جميل أن تظل صادرات العراق من زيت الوقود أعلى من مليوني طن في نوفمبر (تشرين الثاني)، في حين قال جين، إن الصادرات ربما تتراجع عن أعلى مستوياتها في أكتوبر خلال الشهرين المقبلين عندما يبدأ العراق التخزين الشتوي للوقود لتلبية الطلب على التدفئة.

Via SyndiGate.info


Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند العراق..صادرات زيت الوقود تتجه لأعلى مستوياتها هل يرحل دياز عن ريال مدريد في يناير؟ بوفون: هذا هو أصعب لاعب واجهته تشيلسي يحضر عرضا لضم ظهير برشلونة أنجلينا جولي تتحول من مغنية أوبرا إلى مخرجة سينمائية في Stitches Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • العراق..صادرات زيت الوقود تتجه لأعلى مستوياتها
  • النائب العام يلتقي محافظ المركزي ومسؤول بمؤسسة النفط
  • أسعار الوقود بعد التغييرات الأخيرة في تركيا
  • حبس 10 أجانب بتهمة تهريب الوقود
  • صادرات العراق من زيت الوقود تتجه لتسجيل عام قياسي
  • موقع أمريكي: اعتقال أخطر مسؤول عن عمليات تهريب بشر من باكستان إلى ليبيا
  • الحويج: : الانقسام السياسي لا يجب أن يمس وحدة المؤسسات الاقتصادية في ليبيا
  • أسعار البنزين والسولار اليوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
  • تراجع في اسعار المحروقات صباح اليوم.. ماذا عن المازوت؟
  • بايدن يريد خنق تمويل الوقود الأحفوري حتى في عهد ترمب