عربي21:
2025-02-23@10:53:03 GMT

دعم المحروقات في ليبيا.. الضرورة المعضلة

تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT

تضمنت أجندة اجتماع رئاسة الوزراء اليومين الماضيين ملف دعم المحروقات والنظر فيما تعرضه الجهات المختصة بالخصوص، ونقول أنه ومنذ الأزمة الاقتصادية مطلع الثمانينيات واستفحالها خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي وقضية الدعم على طاولة البحث لدى أصحاب القرار، وقدمت لمعالجتها العديد من الدراسات، غير أنها ظلت مسألة عصية على الحل.



منذ الانقسام السياسي العام 2014م صار موضوع دعم المحروقات حاضرا بقوة بعد أن ازداد تهريب الوقود المدعوم وذلك بسبب الفارق الكبير بين أسعاره في ليبيا وخارجها.

تأتي ليبيا في التريب الثالث عالميا من حيث رخص لتر البنزين، والذي يبلغ 3 سنتات تقريبا وفقا للسعر الرسمي للدولار مقابل الدولار، وأقل من ذلك مقارنة بسعر الدولار في السوق السوداء، ويباع البنزين في السعودية بأكثر من 30 سنتا ونحو 70 سنتا في دولة الإمارات.

كاتب المقال بالأمس ملأ خزان سيارته الخاصة والذي تبلغ سعته 60 لترا فقط بـ 9 دينار ليبي (1.7 دولار)، فيما كلفه نفس سعة خزان البنزين تقريبا في اسطنبول قبلها بأيام 1800 ليرة تركية (نحو 63 دولارا) وهو ما يعادل 330 دينارا ليبيا تقريبا!!

إن الجميع يتفقون على عدم القبول باستمرار بيع البنزين وغيره بالأسعار الحالية، وهذه مسألة حاسمة في الجدل حول دعم المحروقات، إلا أنهم يختلفون في طريق رفع الدعم والبدائل التي تقدم للمواطنين في حال رفع سعر الوقود إلى مستوى مقارب لأسعاره في دول الجوار العربي والأفريقي والأوروبي.ولأن سعر البنزين يتعدى الدولار في تونس ومالطا وإيطاليا، فإن عمليات تهريب وإتجار واسعة تقع وتشرف عليها شبكات معقدة تتداخل فيها أطراف محلية وخارجية لتستفيد من فارق السعر الكبير بين دولة المصدر والدول المستقبلة، وبحسب بيانات رسمية فإن تهريب الوقود يكلف الخزانة الليبية نحو 30 مليار دينار في السنة.

وبرغم الخسائر الكبيرة إلا أن قرارا لم يتخذ لوقف هذا الهدر الكبير، ولن يكون مبررا الخوف من ردود الفعل الشعبية تجاه معالجة مسألة دعم المحروقات، فقد تم رفع الدعم عن المواد الغذائية الأساسية، وتكيف الليبيون مع هذه القرار.

وبالعودة إلى آراء الخبراء الاقتصاديين وغيرهم، فإن الجميع يتفقون على عدم القبول باستمرار بيع البنزين وغيره بالأسعار الحالية، وهذه مسألة حاسمة في الجدل حول دعم المحروقات، إلا أنهم يختلفون في طريق رفع الدعم والبدائل التي تقدم للمواطنين في حال رفع سعر الوقود إلى مستوى مقارب لأسعاره في دول الجوار العربي والأفريقي والأوروبي.

ما يدعو إليه العديد من الخبراء هو الرفع التدريجي لسعر المحروقات في مقابل بدائل تعوض المواطن الخسائر وتخففه عنه عبء الزيادة المقررة في السعر، وقال وزير الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنية أن اللجنة التي كلفت لدراسة هذا الموضوع اقترحت عدة بدائل منها اعتماد بطاقة او كوبون الوقود والذي يمنح كل فرد أو أسرة كمية محدودة من الوقود بالسعر المدعوم الحالي، وما ما عداها من زيادة في استهلاك الوقود تتحصل عليه بالسعر بعد رفع الدعم.

وهناك البديل النقدي، في حدود 900 دينار للفرد في السنة، بعد رفع الدعم عن المحروقات، وهو الأكثر رواجا، إلا إن اللجنة ومن ورائها وزارة الاقتصاد ومن بعدها رئاسة الوزراء لم تتوصل إلى سياسة محدودة وقرار فاصل في الموضوع، والتكهنات تدور حول تخوفات ذات طبيعة سياسية وأمنية، منها ردود الفعل الشعبية في فترة تحتاج فيها الحكومة إلى الهدوء والتأييد الشعبي، وكذلك الضغوط التي يمارسها أصحاب المصالح، فهناك نافذون في الدولة ارتبطت مصالحهم وتعاظمت ثروتهم من تهريب الوقود.

الهدر الكبير في أموال الليبيين بتهريب والاتجار في الوقود في زيادة وليس العكس، ويترتب على استفحاله تداعيات كبيرة منها تعاظم نفوذ المجموعات المهربة، حتى أن مؤسسات رسمية تتورط في تهريب الوقود وتقوم بتصديره على الملأ دون أن يتجرأ أحد على صدها. وقد لا يجدي كثيرا مواجهة هذه اللوبيات بالقوة، وهو أمر مطلوب، إلا أن هشاشة الدولة وفروقات الأسعار المغرية ستجعل من السيطرة عليها أمرا متعذرا، لهذا فإن مراجعة دعم الوقود وإعادة النظر في سعر المحروقات خيار لابد منه، إلا أنه يتطلب حكمة وروية في تطبيقه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه أسعاره ليبيا الجدل ليبيا نفط أسعار جدل سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دعم المحروقات تهریب الوقود رفع الدعم إلا أن

إقرأ أيضاً:

مدير عام المنتجات النفطية: ضبط موقعين لتهريب الوقود في محافظتي الأنبار والنجف الأشرف

شبكة انباء العراق ..

اعلن مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية حسين طالب عن ضبط موقعين معدين لتهريب المشتقات النفطية في قضاء الفلوجة بمحافظة الانبار والحي الصناعي بالنجف الأشرف،

وقال السيد المدير العام ان ملاحقة مرتكبي جرائم تهريب الوقود باتت من أولويات وزارة النفط المتمثلة بشركة التوزيع ضمن خطتها بإدامة عمليات مكافحة التهريب، كاشفاً عن قيام ملاكات الشركة التفتيشية بإسناد القوات الأمنية بعد استلامها للمعلومات، بضبط موقعين الاول في الانبار ضمَّت (٦) خزانات تحتوي على(١٥) ألف لتر من زيت الغاز و (٥) مضخات نوع روبين وخزانات أخرى مختلفة السعات والاحجام.

وتابع ان العملية الاخرى في محافظة النجف الأشرف وتضمنت ضبط سيارة محورة بخزان على طول المركبة تحتوي على منتوج نفطي مجهول الكمية والنوعية بدون مستمسكات رسمية، مشيراً الى تسليم المضبوطات الى الجهات ذات العلاقة لإتخاذ الاجراءات اللازمة .

user

مقالات مشابهة

  • شاب يثير الجدل بتجربة خلط البنزين الأحمر والأخضر في سيارته .. فيديو
  • 8 ضوابط لشراء واستئجار الجهات الحكومية للمركبات
  • “حكومة عدن” تفرض جرعة سعرية جديدة على الوقود في حضرموت
  • روسيا تمدّد حظر تصدير البنزين 6 أشهر لدول من بينها ليبيا
  • النيابة العامة تضبط شبكة لتهريب المحروقات والسلع الغذائية في سبها
  • مدير عام المنتجات النفطية: ضبط موقعين لتهريب الوقود في محافظتي الأنبار والنجف الأشرف
  • روسيا تحظر تصدير البنزين لمدة 6 أشهر
  • احتكار إماراتي يُشعل الغضب في سقطرى: البنزين بـ44 ألفًا والغاز بـ27.5 ألف ريال
  • وكالة: روسيا تمدد حظر تصدير البنزين 6 أشهر
  • مصر.. أب يسكب البنزين على ابنته ويشعل النار بجسدها بسبب الشك