لكسبرس ترصد قدرات جيش حماس ضد الاحتلال.. جنود وأنفاق وأسلحة متطورة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "لكسبرس" الفرنسية، تقريرًا تحدثت فيه عن دور القوات المسلحة القوية لحركة حماس وقدرتها على توجيه ضربات كبيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، إنه في كل يوم تقريبًا، تتمكن المقاومة الفلسطينية، المشرفة على عملية السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، التي مات فيها أكثر من 1400 إسرائيلي، من بث صور تهدف إلى إظهار قدراته على الانتقام من القوات الإسرائيلية، وهي من بين القوات الأكثر شهرة في العالم.
وتابعت الصحيفة أن "الحرب المتّقدة طويلة ومكلفًة، حيث إن سيطرة حماس على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة أتاحت لها بناء جيش حقيقي، مدرب ومجهز".
وأوردت الصحيفة أنه حسب المؤرخ ميشيل جويا، العقيد السابق في القوات البحرية "خلال العملية الإسرائيلية في غزة سنة 2006، التي سميت بعملية أمطار الصيف، مال مجاهدو حماس إلى رفض المواجهة، وهو ما لم يعودوا يفعلونه، بعد سنتين، خلال عملية الرصاص المصبوب. ففي سنة 2014، في عملية الجرف الصامد، لم يقتصر الأمر على عدم الفرار فحسب، بل والأكثر من ذلك أنهم دافعو بفعالية، وقاموا بتنظيم الكمائن. والآن، نلاحظ قفزة نوعية جديدة، حيث قُتل في المتوسط ستة جنود إسرائيليين يوميا، مقارنة بثلاثة جنود خلال العملية الأخيرة".
منطقة دفاعية لحماس
وأوردت الصحيفة أنه في مواجهة 20 ألف جندي مشاة تنشرهم إسرائيل في غزة، سيكون لدى كتائب القسام ما يصل إلى 30 ألف مجاهد، بالإضافة إلى عدة آلاف من الرجال المنتمين إلى جماعات فلسطينية أخرى مثل الجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وحسب المحلل العسكري، رون بن يشاي، فإنه: "ثلاثة من أفراد حماس الستة موجودة في شمال غزة، ويتم تنظيم كل منها في كتائب مستقلة تتمركز في الحي الذي تتمثل مهمتها في الدفاع عنه، من خلال عمل وحدات صغيرة تعمل وفقا لتقدم الإسرائيليين".
وفي مواجهة القوة النارية الإسرائيلية وقدراتها الاستخباراتية، يقابل مجاهدو حماس هذه القوة بأنفاقهم التي حفروها لمدة عشرين سنة، في طبقات الرمل والطين في باطن أرض غزة. ويوضح الباحث في معهد الحرب الحديثة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية، جون سبنسر، في مذكرة له، "أنهم يشكلون شبكة واسعة تمتد على مسافات تزيد عن مئات الكيلومترات حيث تتحرك فرق صغيرة من تحت الأرض، وتخرج إلى السطح وتضرب وتعود بسرعة إلى الأنفاق".
ويضيف هذا المتخصص في دراسات "حرب المدن" أن: "جزءًا كبيرًا من هذه الأنفاق متصل بمواقع مدنية مثل المدارس والمستشفيات والمساجد". ونشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صورًا تظهر موقع إطلاق الصواريخ في مقر الكشافة.
وأضافت الصحيفة أن مجمع حماس الموجود تحت الأرض يخفي أيضا مخزوناتها من الأسلحة، بعضها مهرب والبعض الآخر مصنوع محليا. وفي تصريح له لشبكة "آر تي" الروسية، أكد القيادي في حركة حماس علي بركة: "لدينا مصانع محلية لكل شيء، للصواريخ التي يصل مداها إلى 250، 160، 80، 10 كيلومترات، ومصانع لقذائف الهاون وقذائفها، ومصانع للبنادق الكلاشينكوف ورصاصاتها".
وفي مقطع فيديو آخر، يمكن رؤية أعضاء حماس وهم يجمعون في قبو حشوات الصواريخ المضادة للدبابات من قاذفات الصواريخ آر بي جي-29، سلاحها الرئيسي، مع آر بي جي-7، ضد المدرعات الإسرائيلية.
والجدير بالذكر أنه تم نقل هذه المعرفة إليهم من قبل النظام القائم في طهران، وحليفه اللبناني حزب الله. ويتذكر المحلل رون بن يشاي، قائلا: "لقد شرح الإيرانيون كيفية إنتاج هذه الأسلحة بأنفسهم".
كما تقوم حماس أيضا بجمع أنابيب الري من المستوطنات السابقة التي تم إخلاؤها في سنة 2005، والحطام المعدني الذي خلفته الغارات الجوية، ولكنها تقوم أيضا بجمع الذخائر الإسرائيلية غير المنفجرة.
وشدد معهد واشنطن في سنة 2021 على أن "الجيش زود حماس بشكل غير مباشر بمواد تخضع لرقابة صارمة أو محظورة في غزة".
حماس تعرف تضاريسها جيدًا
يضاف إلى ذلك الأسلحة التي يتم إدخالها إلى غزة، حتى لو أدى إغلاق مصر لأنفاق التهريب على الحدود مع سيناء إلى تقليص تدفقها. ولذلك استخدمت حماس طائرات مدنية دون طيار مزودة بعبوات ناسفة خلال هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. كما أنها تمتلك أسلحة أكثر تطورا من قذائف الآر بي جي الخاصة بها، ولكن بأعداد أقل، مثل صواريخ "كورنيت" الروسية المضادة للدبابات وصواريخ أرض جو مثل صاروخ متبر-1، الذي دخل الخدمة مؤخرا، لإسقاط المروحيات والطائرات دون طيار.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أنه قبل كل شيء، تعرف حماس تضاريسها تمامًا، فلم تسعى إلى عرقلة تقدم الجيش الإسرائيلي في المناطق الزراعية والضواحي. ففي المدن الأكثر كثافة، يمكن أن يكون القتال أصعب بكثير، خاصة وأن المجاهدين الفلسطينيين يمكنهم الاستفادة من الأنقاض لمهاجمة الوحدات المعارضة، وكل ذلك وسط المدنيين والأسرى، وهذه الاشتباكات في المناطق الحضرية قد بدأت للتو، ويبدو أنها تعد بأن تكون الأكثر دموية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الفلسطينية غزة فلسطين غزة طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
لماذا يُدمّر جنود الاحتلال المساجد في غزة ولبنان؟
يمانيون – متابعات
لم يكن متوقعًا من العدو “الإسرائيلي” احترام دور العبادة والصلاة في المناطق التي قصفها في لبنان وغزة؛ وهو الذي يدّعي أنه “شعب الله المختار”، فقد نالت العديد من المساجد النصيب الأكبر من الاستهداف حيث دمّر جيش الاحتلال خلال أكثر من عام ما نسبته 79 بالمئة منها في قطاع غزة.
هذه النسبة كشفت عنها وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، وأوضح البيان أنّ: “الاحتلال “الإسرائيلي” دمّر 814 مسجدًا من أصل 1245، بينما تضرر نحو 148 مسجدّا”، لافتًا إلى أن “تكلفة الخسائر والأضرار التي تعرضت لها الوزارة بلغت نحو 350 مليون دولار”. وحتى المساجد التي نجت من التدمير تعمد الجنود تدنيسها، ففي مقطع مصور نُشر 13 حزيران/ يونيو الماضي، ظهر جنود “إسرائيليون” وهم يحولون مسجد معبر رفح إلى مطعم وملهى.
أما في لبنان؛ ففي الثلاثين من الشهر المنصرم (تشرين الأول)، نشر صحافيون صهاينة مقاطع مصوّرة، تُظهر تفجير مسجدين في جنوب لبنان، أحدهما في بلدة أم التوت، فيما لم يحددوا موقع الثاني. وفي قضاء صور، قصفت “إسرائيل” مسجد بلدة بيوت السياد، فيما أظهرت مقاطع نشرها جنود الاحتلال في 25 من الشهر المنصرم، تفجير مسجد “الرسول الأكرم” (ص) في بلدة الضهيرة. ومع تصاعد أعمدة الدخان، قال الجنود “إن تفجير المسجد أمر متكامل ونظيف”، وغنوا بسخرية: “سنزيل حكم الحقراء، أهل الخير يفرحون، والصديقون يبتهجون، وأنصار الرب يرقصون فرحًا”.
تعمّد وتسويغ
وبالرغم من تعمّد جنود الاحتلال نشر توثيقاتهم لاستهداف مساجد غزة ولبنان، يسوّغ الجيش “الإسرائيلي” هذا التدمير بحجة “استخدامها نقطةً لانطلاق وتجهيز لهجمات ضده”، دون أن يقدم أي دليل على ذلك.
هذا في حين تطالب المادة 52 من البروتوكول الإضافي الأول باتفاقيات جنيف لعام 1977، بضرورة حماية الأعيان المدنية، بما فيها دور العبادة، من الهجمات العسكرية، وحظر استهدافها أو تدميرها أو الاستيلاء عليها من دون مسوّغ عسكري.
تأييد صهيوني واسع
الهجمة الإرهابية المتعمدة على المساجد، تؤيدها الغالبية العظمى من المستوطنين الصهاينة الذين ذهبوا إلى ادعاء أنها تأتي ضمن استهداف “الإرهاب والإرهابيين وسيرتهم”، وهي أيضًا استجابة “لتعاليم يهودية ووصايا إلهية”، بحسب زعمهم.
في هذا السياق، احتفى المتخصص في الاستشارات الاستراتيجية إيغال مالكا، في 25 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، عبر منشور على منصة “إكس”، بنسف الجيش “الإسرائيلي”، في اليوم نفسه لمسجد الفاروق في خان يونس. وضمّن منشوره، نص الآية 12 من سفر الخروج في الكتاب المقدس: “إياك أن تعقد معاهدة مع سكان الأرض التي أنت ماضٍ إليها؛ لئلا يكونوا شركا لكم. بل اهدموا مذابحهم، واكسروا أصنامهم، واقطعوا أشجارهم المقدسة”. وقال مالكا: “نسعى جاهدين، عبر قواتنا الجوية، لتنفيذ الوصية الإلهية في خان يونس”، ليختتم ساخرًا: “إمام مسجد الفاروق، لن يتصل بأحد بعد الآن”، في إشارة إلى نسف الجيش للمسجد.
كذلك عبّر المؤرخ العسكري أور فيالكوف عن ترحيبه بقصف جيش الاحتلال، في 8 أيلول/سبتمبر الماضي، مسجد “الشهيد سعيد صيام”، في حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة. وفي اليوم التالي، زعم فيالكوف معلقًا على قصف المسجد، عبر منشور على منصة “إكس”، أن: “سعيد صيام كان الزعيم الأكثر تطرفًا في حماس، وكان مسؤولًا عن الآليات الأمنية للحركة”، مشيرًا إلى أن “تصفيته” حدثت خلال عملية الرصاص المصبوب في العام 2008.
أربعة دوافع
عمّا وراء هذه الحملة، كشفت وسائل إعلام عالمية وحاخامات وخبراء “إسرائيليون” وفلسطينيون، أن استهداف جيش الاحتلال “الإسرائيلي” المساجد، خاصة الأثرية، يرجع إلى أربعة دوافع:
1. انتقام “إسرائيل” من مساجد غزة، لأنها كانت نقطة تجمع وانطلاق أساسية للمشاركين في معركة طوفان الأقصى، في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، بحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية.
2. محاولة “إسرائيل” فصل أهالي قطاع غزة ولبنان عن ماضيهم وهويتهم الدينية، وسعيها إلى محو أي أثر مادي أو معنوي يدل عليها، لا سيما المساجد.
3. كشف الحاخام إليشا ولفنسون عن الدافع الثالث، بقوله: ”بعد سقوط غزة سيأتي دور مسجد قبة الصخرة، سنهدم هذه الأماكن ونبني هيكل سليمان”، بحسب مقطع نشره موقع “ميدل إيست آي” البريطاني في 25 شباط/فبراير الماضي.
4. التغطية على سرقة جنود الاحتلال قطعًا أثرية تنتمي إلى عصور مختلفة، بحسب خبراء أثريين.
—————————————–
موقع العهد الإخباري