تستمر قوات الاحتلال الإسرائيلى فى عدوانها على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة والضفة الغربية لليوم الـ37، ذلك العدوان الذى تسبّب فى وقوع الآلاف من الشهداء والمصابين، ونزوح أكثر من مليون ونصف المليون فلسطينى.

وعلى الصعيد الداخلى لدولة الاحتلال، تعانى إسرائيل من تداعيات اقتصادية خطيرة جراء الحرب التى تشنها على غزة، أدت إلى تدنٍّ غير مسبوق فى جميع القطاعات الحيوية.

وأكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن إسرائيل تعانى من شلل طال جميع مرافق وقطاعات دولة الاحتلال بسبب حملتها العسكرية، لافتاً إلى أن هناك تعليمات صدرت للمستوطنين بالبقاء بالقرب من الملاجئ، فضلاً عن اعتمادهم الكامل على الدعم الأمريكى.

«الرقب»: أكثر من 475 ألف عامل إسرائيلى لا يذهبون لأعمالهم والخسائر تعادل 13 مليار دولار أمريكى.. وتفاقم الأزمة يدفع لوقف الحرب

وأشار «الرقب» إلى أن المظاهرات التى خرجت ضد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو تُعد محدودة وتخص عائلات الأسرى المحتجزين فى غزة، لافتاً إلى أن هناك حراكاً داخلياً بوقف الحرب، لم يرتقِ إلى المظاهرات التى خرجت فى الحروب السابقة للمطالبة بوقفها.

ولفت إلى أن سوق العمل داخل دولة الاحتلال متوقف بشكل كامل، مشيراً إلى وجود أكثر من 475 ألف عامل إسرائيلى لا يذهبون لأعمالهم، وجزء منهم كان من ضمن جنود الاحتياط الذين جرى استدعاؤهم بعد انطلاق عملية طوفان الأقصى، مؤكداً أن هناك تقارير إسرائيلية كشفت عن خسارة بلادهم خلال الفترة الماضية ما يصل لـ50 مليار شيكل، وهو ما يعادل 13 مليار دولار أمريكى.

وأكد أن الأسواق فى الأراضى المحتلة تعانى من نقص فى بعض المواد الغذائية الأساسية مثل الخضراوات، التى كانت تعتمد على ما يُزرع فى مستوطنات غلاف قطاع غزة وما كانوا يستوردونه من القطاع، مشيراً إلى أن الخضراوات والطماطم والخيار يجرى استيرادها من الخارج بأسعار أعلى.

ولفت إلى ارتفاع أسعار المنتجات نتيجة تآكل قيمة العملة المحلية، إذ يقترب الشيكل من مستوى انخفاض لم يصل له منذ 20 عاماً، منوهاً بأن إسرائيل تعتمد بشكل كامل على الدعم الأمريكى بعد إقرار الولايات المتحدة دفعة مساعدات أوّلية بقيمة 14 مليار دولار تدفعها واشنطن للموازنة، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال وزعت جزءاً من هذه الأموال على الشئون الاجتماعية التى تمنح كل مستوطن محتاج مبلغ 1000 دولار فى مثل هذه الظروف الاستثنائية.

وأكد «الرقب» أن الكونجرس لن يستطيع التصديق على صرف أى مبالغ بعد 17 نوفمبر بسبب الإغلاق، مشيراً إلى أن حكومة الاحتلال فى حاجة لصرف 10 مليارات دولار شهرياً للاستمرار فى الحرب.

وأكد أستاذ العلوم السياسية أنه لو توقفت المساعدات فلن تستطيع دولة الاحتلال الصمود لشهر آخر، متوقعاً انهياراً اقتصادياً كاملاً خلال 3 أشهر وحدوث حراك شعبى كبير للمطالبة بوقف الحرب كما حدث فى حرب لبنان عام 1982.

وكشف «الرقب» عن مغادرة عمال ومستوطنين وعودتهم لبلادهم التى أتوا منها فور بدء الأزمة، نظراً لأن أغلب المستوطنين أصحاب جنسيات مزدوجة، وعدد كبير منهم من مستوطنى غلاف غزة عادوا لبلادهم، خاصة ميسورى الحال، مشيراً إلى أن الإسرائيليين الباقين فى الأراضى المحتلة يعتمدون بشكل كبير على الإعانات الاقتصادية الحكومية ولن يعودوا إلى بلادهم، علاوة على توقف العمل بمطار بن جوريون.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قمة الرياض القمة العربية والإسلامية أحداث غزة دولة الاحتلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

أمير قطر يؤكد سعي بلاده لوقف الحرب على قطاع غزة.. الوضع مأساوي

شدد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الجمعة، على مساعي بلاده لوقف الحرب المتواصلة على غزة للشهر التاسع على التوالي، مشيرا إلى أن الوضع في القطاع المحاصر "مأساوي".

وقال أمير قطر خلال لقائه مع الرئيس البولندي أندجي دودا، في العاصمة وارسو، إن "قطر تسعى لوقف الحرب على غزة من خلال إيجاد حل ووقف القتال وإخراج المحتجزين (الأسرى الإسرائيليين) في قطاع غزة".

وأضاف أن "الوضع (الإنساني) في قطاع غزة مأساوي وصعب جدا، ونحتاج إلى جهد العالم لوقف هذه الحرب"، موضحا أن "منطقة الشرق الأوسط تمر بظروف صعبة جدا"، حسب وكالة الأناضول.



وتأتي تصريحات أمير قطر بالتزامن مع تواصل المفاوضات غير المباشرة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لإنهاء العدوان الإسرائيلي، وذلك بوساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة، التي تقدم دعما مطلقا لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي وقت سابق الجمعة، كشفت  هيئة البث الإسرائيلية عن توجه رئيس "الموساد" ديفيد بارنياع، إلى العاصمة القطرية الدوحة، دون الوفد المفاوض، من أجل عقد اجتماعات مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، حول اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت الهيئة عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمهم، إنه "في حين أن رد حماس أعطى الوسطاء الأمل، إلا أن هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلى حل، وسيستغرق الأمر وقتا".

وكان مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، أشار الخميس، إلى أن بنيامين نتنياهو صادق على مغادرة الوفد للمشاركة في المحادثات غير المباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس".



ولليوم الـ273 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.

ومنذ 6 أيار/ مايو الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية، وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ38 ألف شهيد، وأكثر من 87 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • أمير قطر يؤكد سعي بلاده لوقف الحرب على قطاع غزة.. الوضع مأساوي
  • أستاذ علوم سياسية: فوضى في الاحتلال الإسرائيلي بسبب الخلافات المستمرة
  • باحث سياسي: إسرائيل في حالة فوضى تزداد بمرور الوقت
  • دريجة: ليبيا ليس لديها سياسات اقتصادية وهي دولة غير مستقرة
  • ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 38 ألفا و11 شهيدا منذ بدء الحرب
  • إسرائيل دولة مارقة.. والحرب على غزة ضد الإنسانية
  • خبير اقتصادي: الحكومة الجديدة الأوفر حظا والاتفاقيات الموقعة توفر من 60 لـ 70 مليار دولار
  • إسرائيل والنهايات التاريخية
  • الاحتلال يواجه شبح الانهيار الإقتصادي والاستثمارات الغربية من تل أبيب
  • قادة جيش الاحتلال: توجد حالة من الإنهاك بين الجنود بسبب الخدمة المتواصلة